فصل المرتبة الخامسة مرتبة الإفهام
قال الله تعالى وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما فذكر هذين النبيين الكريمين ، وأثنى عليهما بالعلم والحكم ، وخص سليمان بالفهم في هذه الواقعة المعينة ، وقال وقد سئل " هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس ؟ " فقال : لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إلا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه ، وما في هذه [ ص: 65 ] الصحيفة ، وكان فيها العقل ، وهو الديات ، وفكاك الأسير ، وأن لا يقتل مسلم بكافر " ، وفي كتاب علي بن أبي طالب ل عمر بن الخطاب رضي الله عنهما : والفهم الفهم فيما أدلي إليك ، فالفهم نعمة من الله على عبده ، ونور يقذفه الله في قلبه ، يعرف به ، ويدرك ما لا يدركه غيره ولا يعرفه ، فيفهم من النص ما لا يفهمه غيره ، مع استوائهما في حفظه ، وفهم أصل معناه . أبي موسى الأشعري
، ومنشور الولاية النبوية ، وفيه تفاوتت مراتب العلماء ، حتى عد ألف بواحد ، فانظر إلى فهم ابن عباس وقد سأله عمر ، ومن حضر من أهل فالفهم عن الله ورسوله عنوان الصديقية بدر وغيرهم عن سورة إذا جاء نصر الله والفتح وما خص به من فهمه منها أنها نعي الله سبحانه نبيه إلى نفسه وإعلامه بحضور أجله ، وموافقة ابن عباس عمر له على ذلك ، وخفائه عن غيرهما من الصحابة إذ ذاك أحدثهم سنا ، وأين تجد في هذه السورة الإعلام بأجله ، لولا الفهم الخاص ؟ ويدق هذا حتى يصل إلى مراتب تتقاصر عنها أفهام أكثر الناس ، فيحتاج مع النص إلى غيره ، ولا يقع الاستغناء بالنصوص في حقه ، وأما في حق صاحب الفهم فلا يحتاج مع النصوص إلى غيرها . وابن عباس