فصل القلق
وقد يقوى هذا الشوق ، ويتجرد عن الصبر . فيسمى قلقا وبذلك سماه صاحب المنازل ، واستشهد عليه بقوله تعالى - حاكيا عن كليمه
موسى صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=84وعجلت إليك رب لترضى فكأنه فهم : أن عجلته إنما حمله عليها
nindex.php?page=treesubj&link=29554القلق . وهو تجريد الشوق للقائه وميعاده .
وظاهر الآية : أن الحامل
لموسى على العجلة : هو طلب رضا ربه ، وأن رضاه في المبادرة إلى أوامره ، والعجلة إليها . ولهذا احتج السلف بهذه الآية على أن الصلاة في أول الوقت أفضل . سمعت شيخ الإسلام
ابن تيمية يذكر ذلك . قال : إن
nindex.php?page=treesubj&link=19636رضا الرب في العجلة إلى أوامره . ثم حده صاحب المنازل بأنه تجريد الشوق بإسقاط الصبر أي تخلصه من كل شائبة بحيث يسقط معه الصبر ، فإن قارنه اصطبار فهو شوق .
فَصْلٌ الْقَلَقُ
وَقَدْ يَقْوَى هَذَا الشَّوْقُ ، وَيَتَجَرَّدُ عَنِ الصَّبْرِ . فَيُسَمَّى قَلَقًا وَبِذَلِكَ سَمَّاهُ صَاحِبُ الْمَنَازِلِ ، وَاسْتَشْهَدَ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى - حَاكِيًا عَنْ كَلِيمِهِ
مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=84وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى فَكَأَنَّهُ فَهِمَ : أَنَّ عَجَلَتَهُ إِنَّمَا حَمَلَهُ عَلَيْهَا
nindex.php?page=treesubj&link=29554الْقَلَقُ . وَهُوَ تَجْرِيدُ الشَّوْقِ لِلِقَائِهِ وَمِيعَادِهِ .
وَظَاهِرُ الْآيَةِ : أَنَّ الْحَامِلَ
لِمُوسَى عَلَى الْعَجَلَةِ : هُوَ طَلَبُ رِضَا رَبِّهِ ، وَأَنَّ رِضَاهُ فِي الْمُبَادَرَةِ إِلَى أَوَامِرِهِ ، وَالْعَجَلَةِ إِلَيْهَا . وَلِهَذَا احْتَجَّ السَّلَفُ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى أَنَّ الصَّلَاةَ فِي أَوَّلِ الْوَقْتِ أَفْضَلُ . سَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ
ابْنَ تَيْمِيَةَ يَذْكُرُ ذَلِكَ . قَالَ : إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19636رِضَا الرَّبِّ فِي الْعَجَلَةِ إِلَى أَوَامِرِهِ . ثُمَّ حَدَّهُ صَاحِبُ الْمَنَازِلِ بِأَنَّهُ تَجْرِيدُ الشَّوْقِ بِإِسْقَاطِ الصَّبْرِ أَيْ تَخَلُّصِهِ مِنْ كُلِّ شَائِبَةٍ بِحَيْثُ يَسْقُطُ مَعَهُ الصَّبْرُ ، فَإِنْ قَارَنَهُ اصْطِبَارٌ فَهُوَ شَوْقٌ .