قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=36أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى وأن إلى ربك المنتهى nindex.php?page=treesubj&link=29024قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=36أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم أي صحف إبراهيم الذي وفى كما في سورة ( الأعلى )
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=19صحف إبراهيم وموسى أي لا تؤخذ نفس بدلا عن أخرى ، كما قال
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=38ألا تزر وازرة وزر أخرى وخص صحف
إبراهيم وموسى بالذكر ; لأنه كان ما بين
نوح وإبراهيم يؤخذ الرجل بجريرة أخيه وابنه وأبيه ; قاله
الهذيل بن شرحبيل . وأن هذه المخففة من الثقيلة وموضعها جر بدلا من ( ما ) أو يكون في موضع رفع على إضمار " هو " . وقرأ
سعيد بن جبير وقتادة " وفى " خفيفة ومعناها صدق في قوله وعمله ، وهي راجعة إلى معنى قراءة الجماعة " وفى " بالتشديد أي قام بجميع ما فرض عليه فلم يخرم منه شيئا . وقد مضى في ( البقرة ) عند قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن والتوفية الإتمام . وقال
أبو بكر الوراق : قام بشرط ما ادعى ; وذلك أن الله تعالى قال له :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=131أسلم قال أسلمت لرب العالمين فطالبه الله بصحة دعواه ، فابتلاه في ماله وولده ونفسه فوجده وافيا بذلك ; فذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وإبراهيم الذي وفى أي : ادعى الإسلام ثم صحح دعواه . وقيل : وفى عمله كل يوم بأربع ركعات في صدر النهار ; رواه
الهيثم عن
أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد الساعدي عن أبيه
nindex.php?page=hadith&LINKID=866271ألا أخبركم لم سمى الله تعالى خليله إبراهيم الذي وفى ؛ لأنه كان يقول [ ص: 105 ] كلما أصبح وأمسى : nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=17فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون الآية . ورواه
سهل بن معاذ عن
أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقيل : وفى أي وفى ما أرسل به ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=38ألا تزر وازرة وزر أخرى قال
ابن عباس : كانوا قبل
إبراهيم عليه السلام يأخذون الرجل بذنب غيره ، ويأخذون الولي بالولي في القتل والجراحة ; فيقتل الرجل بأبيه وابنه وأخيه وعمه وخاله وابن عمه وقريبه وزوجته وزوجها وعبده ، فبلغهم
إبراهيم عليه السلام عن الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=38ألا تزر وازرة وزر أخرى وقال
الحسن وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وفى : عمل بما أمر به وبلغ رسالات ربه . وهذا أحسن ; لأنه عام . وكذا قال
مجاهد : وفى بما فرض عليه . وقال
أبو مالك الغفاري قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=38ألا تزر وازرة وزر أخرى إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=55فبأي آلاء ربك تتمارى في صحف
إبراهيم وموسى . وقد مضى في آخر ( الأنعام ) القول في
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=38ولا تزر وازرة وزر أخرى مستوفى .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=39وأن ليس للإنسان إلا ما سعى روي عن
ابن عباس أنها منسوخة بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=21والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم فيحصل الولد الطفل يوم القيامة في ميزان أبيه ، ويشفع الله تعالى الآباء في الأبناء والأبناء في الآباء ; يدل على ذلك قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا . . وقال أكثر أهل التأويل : هي محكمة ولا ينفع أحدا عمل أحد ، وأجمعوا أن
nindex.php?page=treesubj&link=28426لا يصلي أحد عن أحد . ولم يجز
مالك nindex.php?page=treesubj&link=27022_27019_27021الصيام والحج والصدقة عن الميت ، إلا أنه قال : إن
nindex.php?page=treesubj&link=27022_14296أوصى بالحج ومات جاز أن يحج عنه . وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وغيره
nindex.php?page=treesubj&link=27022الحج التطوع عن الميت . وروي عن
عائشة رضي الله عنها أنها اعتكفت عن أخيها
عبد الرحمن وأعتقت عنه . وروي أن
nindex.php?page=hadith&LINKID=866272سعد بن عبادة قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أمي توفيت أفأتصدق عنها ؟ قال : نعم ، قال : فأي الصدقة أفضل ؟ قال : سقي الماء .
وقد مضى جميع هذا مستوفى في ( البقرة ) و ( آل عمران ) و ( الأعراف ) . وقد قيل : إن الله عز وجل إنما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=39وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ولام الخفض معناها في العربية الملك والإيجاب فلم يجب للإنسان إلا ما سعى ، فإذا تصدق عنه غيره فليس يجب له شيء إلا أن الله عز وجل يتفضل عليه بما لا يجب له ، كما يتفضل على الأطفال بإدخالهم الجنة بغير عمل . وقال
[ ص: 106 ] الربيع بن أنس :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=39وأن ليس للإنسان إلا ما سعى يعني الكافر وأما المؤمن فله ما سعى وما سعى له غيره .
قلت : وكثير من الأحاديث يدل على هذا القول ، وأن
nindex.php?page=treesubj&link=27018المؤمن يصل إلى ثواب العمل الصالح من غيره ، وقد تقدم كثير منها لمن تأملها ، وليس في الصدقة اختلاف ، كما في صدر كتاب
مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك . وفي الصحيح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=866273إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث وفيه : أو ولد صالح يدعو له وهذا كله تفضل من الله عز وجل ، كما أن زيادة الأضعاف فضل منه ، كتب لهم بالحسنة الواحدة عشرا إلى سبعمائة ضعف إلى ألف ألف حسنة ; كما قيل
nindex.php?page=showalam&ids=3لأبي هريرة : أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=866274إن الله ليجزي على الحسنة الواحدة ألف ألف حسنة فقال سمعته يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=866275إن الله ليجزي على الحسنة الواحدة ألفي ألف حسنة فهذا تفضل . وطريق العدل أن ليس للإنسان إلا ما سعى .
قلت : ويحتمل أن يكون قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=39وأن ليس للإنسان إلا ما سعى خاص في السيئة ; بدليل ما في صحيح
مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831268قال الله عز وجل إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة فإن عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف وإذا هم بسيئة ولم يعملها لم أكتبها عليه فإن عملها كتبتها سيئة واحدة . وقال
أبو بكر الوراق :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=39إلا ما سعى إلا ما نوى ; بيانه قوله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831269يبعث الناس يوم القيامة على نياتهم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=40وأن سعيه سوف يرى أي يريه الله تعالى جزاءه يوم القيامة
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=41ثم يجزاه أي يجزى به
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=41الجزاء الأوفى قال
الأخفش : يقال جزيته الجزاء ، وجزيته بالجزاء سواء لا فرق بينهما قال الشاعر :
[ ص: 107 ] إن أجز علقمة بن سعد سعيه لم أجزه ببلاء يوم واحد
فجمع بين اللغتين .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=42وأن إلى ربك المنتهى أي : المرجع والمراد والمصير ، فيعاقب ويثيب . وقيل : منه ابتداء المنة وإليه انتهاء الأمان . وعن
أبي بن كعب قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=42وأن إلى ربك المنتهى قال : لا فكرة في الرب . وعن
أنس : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
إذ ذكر الله تعالى فانته .
قلت : ومن هذا المعنى قوله عليه الصلاة والسلام :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831270يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا وكذا حتى يقول له من خلق ربك فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته وقد تقدم في آخر ( الأعراف ) . ولقد أحسن من قال :
ولا تفكرن في ذي العلا عز وجهه فإنك تردى إن فعلت وتخذل
ودونك مصنوعاته فاعتبر بها وقل مثل ما قال الخليل المبجل