وأما فليس في القنوت دعاء موقت كذا ذكر دعاء القنوت في كتاب الصلاة ; لأنه روي عن الصحابة أدعية مختلفة في حال القنوت ; ولأن الموقت من الدعاء يجري على لسان الداعي من غير احتياجه إلى إحضار قلبه وصدق الرغبة منه إلى الله تعالى فيبعد عن الإجابة ; ولأنه لا توقيت في القراءة لشيء من الصلوات ففي دعاء القنوت أولى ، وقد روي عن الكرخي أنه قال : التوقيت في الدعاء يذهب رقة القلب ، وقال بعض مشايخنا : المراد من قوله ليس في القنوت دعاء موقت ما سوى قوله اللهم إنا نستعينك ; لأن الصحابة رضي الله عنهم اتفقوا على هذا في القنوت فالأولى أن يقرأه . محمد
ولو قرأ غيره جاز ولو قرأ معه غيره كان حسنا ، والأولى أن يقرأ بعده ما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما في قنوته { } إلى آخره ، وقال بعضهم : الأفضل في الوتر أن يكون فيه دعاء موقت ; لأن الإمام ربما [ ص: 274 ] يكون جاهلا فيأتي بدعاء يشبه كلام الناس فيفسد الصلاة ، وما روي عن اللهم اهدنا فيمن هديت أن التوقيت في الدعاء يذهب رقة القلب محمول على أدعية المناسك دون الصلاة لما ذكرنا . محمد