الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( ويخبر المريض بما يجده ) من الوجع ( ولو لغير طبيب بلا شكوى ، بعد أن يحمد الله ) لحديث ابن مسعود مرفوعا { إذا كان الشكر قبل الشكوى فليس بشاك } وكان أحمد أولا يحمد الله فقط فلما دخل عليه عبد الرحمن طبيب السنة وحدثه الحديث عن بشر بن الحارث صار إذا سأله قال أحمد الله إليك أجد كذا أجد كذا ( ويستحب له ) أي المريض ( أن يصبر ) وكذا كل مبتلى ، للأمر به في قوله تعالى { واصبر وما صبرك إلا بالله } وقوله { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } وقوله صلى الله عليه وسلم { والصبر ضياء } ( والصبر الجميل صبر بلا شكوى إلى المخلوق والشكوى إلى الخالق لا تنافيه ) أي الصبر ( بل ) هي ( مطلوبة ) هذا معنى كلام الشيخ تقي الدين واقتصر ابن الجوزي على قول الزجاج : إن الصبر الجميل لا جزع فيه ولا شكوى إلى الناس وأجاب عن قول يعقوب { يا أسفى على يوسف } بوجهين أحدهما أنه شكا إلى الله لا منه واختاره ابن الأنباري وهو من أصحابنا والثاني أنه أراد به الدعاء ; فالمعنى يا رب ارحم أسفي على يوسف .

                                                                                                                      ومن الشكوى إلى الله : قول أيوب { رب إني مسني [ ص: 80 ] الضر وأنت أرحم الراحمين } وقول يعقوب { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله } قال سفيان بن عيينة : وكذلك من شكا إلى الناس ، وهو في شكواه راض بقضاء الله ، لم يكن ذلك جزعا ، ألم تسمع { قول النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل في مرضه أجدني مغموما ، وأجدني مكروبا } وقوله لعائشة " بل أنا وارأساه " ذكره ابن الجوزي .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية