الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                            مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

                                                                                                                            الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( ومتجر فيها بأجر )

                                                                                                                            ش : قال في التوضيح : إعطاء المال للتجر على ثلاثة أقسام : قسم يعطيه قراضا : وقسم يعطيه لمن يتجر فيه بأجر ، وهذا كالوكيل فيكون حكمه حكم شرائه بنفسه وقسم يدفعه على أن الربح كله للعامل ولا ضمان فهو كالدين عند ابن القاسم يزكيه لعام واحد ، وعند ابن شعبان يزكيه لماضي الأعوام ولا شيء على العامل ، انتهى . وهذا القسم الثالث هو الذي أشار إليه المؤلف بقوله ومدفوعة على أن الربح للعامل بلا ضمان وهي في " رسم استأذن " من سماع عيسى زاد فيه فقال : إلا أن يكون صاحبها مديرا فيزكيها مع ماله إذا علم أنها على حالها ونصه .

                                                                                                                            ( ، مسألة ) وإذا قال رجل لرجل : هذه مائة دينار اتجر فيها ولك ربحها وليس عليك ضمان فليس على الذي هي في يده ولا على الذي هي له زكاتها حتى يقبضها فيزكيها زكاة واحدة لسنة إلا أن يكون صاحبها ممن يدير فيزكيها مع ماله إذا علم أنها على حالها ، قال ابن رشد : وقول ابن القاسم " إنها لا زكاة فيها على الذي هي في يده " صحيح ; لأنها ليست له ولا هي في ضمانه فسواء كان له بها وفاء أو لم يكن بخلاف السلف ، قال ابن حبيب : فإن ربح فيها عشرين دينارا استقبل بها حولا وهو صحيح أيضا ; لأنه فائدة إذ لا أصل له فيزكيه عليه فلا خلاف في أنه يستقبل بها حولا ، وقوله " لا زكاة على صاحبها " لأنه لا يقدر أن يحركها بنفسه فأشبهت اللقطة ، انتهى . وقال اللخمي في باب زكاة القراض : لم يختلف في أنه إذا كان المال بيد العامل بإجارة بدنانير معلومة أنه يزكي قبل رجوعه إلى ربه ، انتهى . بالمعنى ، والله أعلم

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية