nindex.php?page=treesubj&link=19881_28723_30454_31781_34092_34274_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وما أرسلنا أي في الأمم الخالية من قبلك كما سيذكر إن شاء الله تعالى إجمالا
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4من رسول إلا متلبسا
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4بلسان قومه متكلما بلغة من أرسل إليهم من الأمم المتفقة على لغة سواء بعث فيهم أولا وقيل : بلغة قومه الذين هو منهم وبعث فيهم ولا ينتقض الحصر
بلوط عليه السلام فإنه تزوج منهم وسكن معهم وأما
يونس عليه السلام فإنه من القوم الذين أرسل إليهم كما قالوه فلا حاجة إلى القول بأن ذلك باعتبار الأكثر
[ ص: 185 ] الأغلب ولعل الأولى ما ذكرنا وقرأ
أبو السمال وأبو الحوراء وأبو عمران الجوني ( بلسن ) بإسكان السين على وزن ذكر وهي لغة في لسان كريش ورياش وقال صاحب اللوامح : إنه خاص باللغة واللسان يطلق عليها وعلى الجارحة وإلى ذلك ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12004أبو رجاء وأبو المتوكل والجحدري ( بلسن ) بضم اللام والسين وهو جمع لسان كعماد وعمد وقرئ ( بلسن ) بضم اللام وسكون السين وهو مخفف لسن كرسل ورسل
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4ليبين ذلك الرسول
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4لهم لأولئك القوم الذين أرسل إليهم ما كلفوا به فيتلقوه منه بسهولة وسرعة فيمتثلوا ذلك من غير حاجة إلى الترجمة وحيث لم تتأت هذه القاعدة في شأن سيدنا
محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى إخوانه المرسلين أجمعين لعموم بعثته وشمول رسالته الأسود والأحمر والجن والبشر على اختلاف لغاتهم وكان تعدد نظم الكتاب المنزل إليه صلى الله عليه وسلم عليه حسب تعدد ألسنة الأمم أدعى إلى التنازع واختلاف الكلمة وتطرق أيدي التحريف مع أن استقلال بعض من ذلك بالإعجاز مئنة لقدح القادحين واتفاق الجميع فيه أمر قريب من الإلجاء المنافي للتكليف وحصل البيان والتفسير اقتضت الحكمة المنبئ عن العزة وجلالة الشأن المستنبع لفوائد غنية عن البيان على أن الحاجة إلى الترجمة تتضاعف عند التعدد إذ لا بد لكل طائفة من معرفة توافق الكل حذو القذة بالقذة من غير مخالفة ولو في خصلة فذة وإنما يتم ذلك بمن يترجم عن الكل واحدا أو متعددا وفيه من التعذر ما فيه ثم لما كان أشرف الأقوام وأولاهم بدعوته عليه الصلاة والسلام قومه الذي بعث بين ظهرانيهم ولغتهم أفضل اللغات نزل الكتاب المبين بلسان عربي مبين وانتشرت أحكامه بين الأمم أجمعين كذا قرر
شيخ الإسلام والمسلمين وهو من الحسن بمكان بيد أن بعضهم أبقى الكلام على عمومه بحيث يشمل النبي صلى الله عليه وسلم وأراد بالقوم الذين ذلك الرسول منهم وبعث فيهم والمراد من قومه صلى الله عليه وسلم
العرب كلهم ونقل ذلك
أبو شامة في المرشد عن
السجستاني واحتج بقوله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=652241أنزل القرآن على سبعة أحرف وفيه نظر ظاهر .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : المراد منهم
قريش ولم ينزل القرآن إلا بلغتهم وقيل : إنما نزل بلغة
مضر خاصة لقول
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه : نزل القرآن بلغة
مضر وعين بعضهم فيما حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر سبعا منهم
هذيل وكنانة وقيس وضبة وتميم الرباب وأسيد بن خزيمة وقريش وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال : نزل بلغة الكعبين كعب
قريش وكعب
خزاعة فقيل : وكيف فقال : لأن الدار واحدة يعني
خزاعة كانوا جيران
قريش فسهلت عليهم لغتهم وجاء عن
أبي صالح عنه أنه قال : نزل على سبع لغات منها خمس بلغة العجز من
هوازن ويقال لهم عليا هوازن ومن هنا قال
أبو عمرو بن العلاء : أفصح
العرب عليا هوازن وسفلى تميم يعني
بني دارم والذي يذهب مذهب
السجستاني يقول : إن في القرآن ما نزل بلغة
حمير وكنانة وجرهم وأزد شنوءة ومذحج وخثعم وقيس عيلان وسعد العشيرة وكندة وعذرة وحضرموت وغسان ومزينة ولخم وجذام وحنيفة واليمامة وسبأ وسليم وعمارة وطي وخزاعة وعمان وتميم [ ص: 186 ] وأنمار والأشعرين والأوس والخزرج ومدين وقد مثل لكل ذلك
أبو القاسم وذكر
أبو بكر الواسطي أن في القرآن من اللغات خمسين لغة وسردها ممثلا لها إلا أنه ذكر أن فيه من غير العربية الفرس والنبط والحبشة والبربر والسرياني والعبراني والقبط والذاهب إلى ما ذهب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة يقول : إن ما نسب إلى غير
قريش على تقدير صحة نسبته مما يوافق لغتهم ونقل
أبو شامة عن بعض الشيوخ أنه قال : إنه نزل أولا بلسان
قريش ومن جاورهم من
العرب الفصحاء ثم أبيح لسائر
العرب أن تقرأه بلغاتهم التي جرت عاداتهم باستعمالها كاختلافهم في الألفاظ والإعراب ولم يكلف أحد منهم الانتقال من لغته إلى لغة أخرى للمشقة ولما كان فيهم من الحمية ولطلب تسهيل المراد لكن أنت تعلم أن هذه الإباحة لم تستمر وكون المتبادر من قومه عليه الصلاة والسلام
قريشا مما لا أظن أن أحدا يمتري فيه ويليه في التبادر
العرب وفي البحر أن سبب نزول الآية أن
قريشا قالوا : ما بال الكتب كلها أعجمية وهذا عربي وهذا إن صح ظاهر في العموم ثم إنه لا يلزم من كون لغته لغة
قريش أو
العرب اختصاص بعثته صلى الله عليه وسلم بهم وإن زعمت طائفة من اليهود يقال لهم العيسوية اختصاص البعثة
بالعرب لذلك وحكمة إنزاله بلغتهم أظهر من أن تخفى وقيل : الضمير في قومه
لمحمد صلى الله تعالى عليه وسلم المعلوم من السياق فإنه كما أخرج
ابن أبي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري لم ينزل وحي إلا بالعربية ثم ترجم كل نبي لقومه وقيل : كان يترجم ذلك
جبريل عليه السلام ونسب إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي وفيه أنه إذا لم يقع التبيين إلا بعد الترجمة فات الغرض مما ذكر وضمير ( لهم ) للقوم بلا خلاف وهم المبين لهم بالترجمة وفي الكشاف أن ذلك ليس بصحيح لأن ضمير ( لهم ) للقوم وهم
العرب فيؤدي إلى أن الله تعالى أنزل التوراة مثلا بالعربية ليبين
للعرب وهو معنى فاسد .
وتكلف
الطيبي دفع ذلك بأن الضمير راجع إلى كل قوم قوم بدلالة السياق والجواب كما في الكشف أنه لا يدفع عن الإيهام على خلاف مقتضى المقام .
واحتج بعض الناس بهذه الآية على أن اللغات اصطلاحية لا توقيفية قال : لأن التوقيف لا يحصل إلا بإرسال الرسل وقد دلت الآية على أن
nindex.php?page=treesubj&link=31781إرسال كل من الرسل لا يكون إلا بلغة قومه وذلك يقتضي تقدم حصول اللغات على إرسال الرسول وإذا كان كذلك امتنع حصول تلك اللغات بالتوقيف فوجب حصولها بالاصطلاح . انتهى .
وأجيب بأنا لا نسلم توقف التوقيف على إرسال الرسل لجواز أن يخلق الله تعالى في العقلاء علما بأن الألفاظ وضعها واضع لكذا وكذا ولا يلزم من هذا كون العاقل عالما بالله تعالى بالضرورة بل الذي يلزم منه ذلك لو خلق سبحانه في العقلاء علما ضروريا بأنه تعالى الواضع وأين هذا من ذاك على أنه لا ضرر في التزام خلق الله تعالى هذا العلم الضروري وأي ضرر في كونه سبحانه معلوم الوجود بالضرورة لبعض العقلاء والقول بأنه يبطل التكليف حينئذ على عمومه غير مسلم وعلى تخصيصه بالمعرة مسلم وغير ضار
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4فيضل الله من يشاء إضلاله أي يخلق فيه الضلال لوجود أسبابه المؤدية إليه فيه وقيل : يخذله فلا يلطف به لما يعلم أنه لا ينجع فيه الإلطاف
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4ويهدي يخلق الهداية أو يمنح الإلطاف
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4من يشاء هدايته لما فيه من الأسباب المؤدية إلى ذلك والالتفات بإسناد الفعلين إلى الاسم الجليل لتفخيم شأنهما وترشيح مناط كل منهما والفاء قيل فصيحة مثلها في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=60فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت كأنه قيل : فبينوه لهم فأضل الله
[ ص: 187 ] تعالى من شاء إضلاله وهدى من شاء هدايته حسبما اقتضته حكمته تعالى البالغة والحذف للإيذان بأن مسارعة كل رسول إلى ما أمر به وجريان كل من الفعلين على سننه أمر محقق غني عن الذكر والبيان وفي الكشف وجه التعقيب عن السابق كوجهه في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=26يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا على معنى أرسلنا الكتاب للتبين فمنهم من نفعناه بذلك البيان ومنهم من جعلناه حجة عليه والفاء على هذا تفصيلية والعدول إلى صيغة الاستقبال لاستحضار الصورة أو الدلالة على التجدد والاستمرار حيث تجدد البيان من الرسل عليهم السلام المتعاقبة عليهم وتقديم الإضلال على الهداية كما قال بعض المحققين إما لأنه إبقاء ما كان على ما كان والهداية إنشاء ما لم يكن أو للمبالغة في بيان أنه لا تأثير للتبيين والتذكير من قبل الرسل عليهم السلام وأن مدار الأمر إنما هو مشيئته تعالى بإيهام أن ترتب الضلالة أسرع من ترتب الاهتداء وهذا محقق لما سلف من تقييد الإخراج من الظلمات إلى النور بإذن ربهم
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وهو العزيز فلا يغالب في مشيئته تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4الحكيم . (4) . فلا يشاء ما يشاء إلا لحكمة بالغة وفيه كما في البحر وغيره أن
nindex.php?page=treesubj&link=32028ما فوض إلى الرسل عليهم الصلاة والسلام إنما هو التبليغ وتبيين طريق الحق وأما الهداية والإرشاد إليه فذلك بيد الله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد .
ثم إن هذه الآية ظاهرة في مذهب أهل السنة من أن الضلالة والهداية بخلقه سبحانه وقد ذكر
المعتزلة لها عدة تأويلات وللإمام فيها كلام طويل إن أردته فارجع
nindex.php?page=treesubj&link=19881_28723_30454_31781_34092_34274_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وَمَا أَرْسَلْنَا أَيْ فِي الْأُمَمِ الْخَالِيَةِ مِنْ قَبْلِكَ كَمَا سَيُذْكَرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى إِجْمَالًا
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4مِنْ رَسُولٍ إِلا مُتَلَبِّسًا
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4بِلِسَانِ قَوْمِهِ مُتَكَلِّمًا بِلُغَةِ مَنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ مِنَ الْأُمَمِ الْمُتَّفِقَةِ عَلَى لُغَةٍ سَوَاءٌ بُعِثَ فِيهِمْ أَوَّلًا وَقِيلَ : بِلُغَةِ قَوْمِهِ الَّذِينَ هُوَ مِنْهُمْ وَبُعِثَ فِيهِمْ وَلَا يَنْتَقِضُ الْحَصْرُ
بِلُوطٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَإِنَّهُ تَزَوَّجَ مِنْهُمْ وَسَكَنَ مَعَهُمْ وَأَمَّا
يُونُسُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَإِنَّهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ كَمَا قَالُوهُ فَلَا حَاجَةَ إِلَى الْقَوْلِ بِأَنَّ ذَلِكَ بِاعْتِبَارِ الْأَكْثَرِ
[ ص: 185 ] الْأَغْلَبِ وَلَعَلَّ الْأَوْلَى مَا ذَكَرْنَا وَقَرَأَ
أَبُو السَّمَالِ وَأَبُو الْحَوْرَاءِ وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ( بِلِسْنِ ) بِإِسْكَانِ السِّينِ عَلَى وَزْنِ ذِكْرٍ وَهِيَ لُغَةٌ فِي لِسَانٍ كَرِيشٍ وَرِيَاشٍ وَقَالَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ : إِنَّهُ خَاصٌّ بِاللُّغَةِ وَاللِّسَانُ يُطْلَقُ عَلَيْهَا وَعَلَى الْجَارِحَةِ وَإِلَى ذَلِكَ ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابْنُ عَطِيَّةَ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12004أَبُو رَجَاءٍ وَأَبُو الْمُتَوَكِّلِ وَالْجَحْدَرِيُّ ( بِلُسُنِ ) بِضَمِّ اللَّامِ وَالسِّينِ وَهُوَ جَمْعُ لِسَانٍ كَعِمَادٍ وَعُمُدٍ وَقُرِئَ ( بِلُسْنِ ) بِضَمِّ اللَّامِ وَسُكُونِ السِّينِ وَهُوَ مُخَفَّفُ لُسُنٍ كَرُسُلٍ وَرُسْلٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4لِيُبَيِّنَ ذَلِكَ الرَّسُولُ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4لَهُمْ لِأُولَئِكَ الْقَوْمِ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ مَا كُلِّفُوا بِهِ فَيَتَلَقَّوْهُ مِنْهُ بِسُهُولَةٍ وَسُرْعَةٍ فَيَمْتَثِلُوا ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ إِلَى التَّرْجَمَةِ وَحَيْثُ لَمْ تَتَأَتَّ هَذِهِ الْقَاعِدَةُ فِي شَأْنِ سَيِّدِنَا
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى إِخْوَانِهِ الْمُرْسَلِينَ أَجْمَعِينَ لِعُمُومِ بَعْثَتِهِ وَشُمُولِ رِسَالَتِهِ الْأَسْوَدَ وَالْأَحْمَرَ وَالْجِنَّ وَالْبَشَرَ عَلَى اخْتِلَافِ لُغَاتِهِمْ وَكَانَ تَعَدُّدُ نَظْمِ الْكِتَابِ الْمُنَزَّلِ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ حَسَبَ تَعَدُّدِ أَلْسِنَةِ الْأُمَمِ أَدْعَى إِلَى التَّنَازُعِ وَاخْتِلَافِ الْكَلِمَةِ وَتَطَرُّقِ أَيْدِي التَّحْرِيفِ مَعَ أَنَّ اسْتِقْلَالَ بَعْضٍ مِنْ ذَلِكَ بِالْإِعْجَازِ مَئِنَّةٌ لِقَدْحِ الْقَادِحِينَ وَاتِّفَاقَ الْجَمِيعِ فِيهِ أَمْرٌ قَرِيبٌ مَنِ الْإِلْجَاءِ الْمُنَافِي لِلتَّكْلِيفِ وَحَصَلَ الْبَيَانُ وَالتَّفْسِيرُ اقْتَضَتِ الْحِكْمَةُ الْمُنْبِئُ عَنِ الْعِزَّةِ وَجَلَالَةِ الشَّأْنِ الْمُسْتَنْبِعُ لِفَوَائِدَ غَنِيَّةٍ عَنِ الْبَيَانِ عَلَى أَنَّ الْحَاجَّةَ إِلَى التَّرْجَمَةِ تَتَضَاعَفُ عِنْدَ التَّعَدُّدِ إِذْ لَا بُدَّ لِكُلِّ طَائِفَةٍ مِنْ مَعْرِفَةِ تَوَافُقِ الْكُلِّ حَذْوَ الْقِذَةِ بِالْقِذَةِ مِنْ غَيْرِ مُخَالَفَةٍ وَلَوْ فِي خَصْلَةٍ فَذَّةٍ وَإِنَّمَا يُتْمٌ ذَلِكَ بِمَنْ يُتَرْجِمُ عَنِ الْكُلِّ وَاحِدًا أَوْ مُتَعَدِّدًا وَفِيهِ مِنَ التَّعَذُّرِ مَا فِيهِ ثُمَّ لَمَّا كَانَ أَشْرَفُ الْأَقْوَامِ وَأَوْلَاهُمْ بِدَعْوَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَوْمَهُ الَّذِي بُعِثَ بَيْنَ ظَهْرَانِيهِمْ وَلُغَتُهُمْ أَفْضَلَ اللُّغَاتِ نَزَلَ الْكِتَابُ الْمُبِينُ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ وَانْتَشَرَتْ أَحْكَامُهُ بَيْنَ الْأُمَمِ أَجْمَعِينَ كَذَا قَرَّرَ
شَيْخُ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ وَهُوَ مِنَ الْحُسْنِ بِمَكَانٍ بَيْدَ أَنَّ بَعْضَهُمْ أَبْقَى الْكَلَامَ عَلَى عُمُومِهِ بِحَيْثُ يَشْمَلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَرَادَ بِالْقَوْمِ الَّذِينَ ذَلِكَ الرَّسُولُ مِنْهُمْ وَبُعِثَ فِيهِمْ وَالْمُرَادُ مِنْ قَوْمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْعَرَبُ كُلُّهُمْ وَنَقَلَ ذَلِكَ
أَبُو شَامَةَ فِي الْمُرْشِدِ عَنِ
السِّجِسْتَانِيِّ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=652241أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ وَفِيهِ نَظَرٌ ظَاهِرٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ : الْمُرَادُ مِنْهُمْ
قُرَيْشٌ وَلَمْ يَنْزِلِ الْقُرْآنُ إِلَّا بِلُغَتِهِمْ وَقِيلَ : إِنَّمَا نَزَلَ بِلُغَةِ
مُضَرَ خَاصَّةً لِقَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلُغَةِ
مُضَرَ وَعَيَّنَ بَعْضُهُمْ فِيمَا حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ سَبْعًا مِنْهُمْ
هُذَيْلٌ وَكِنَانَةُ وَقَيْسٌ وَضَبَّةُ وَتَمِيمُ الرَّبَابِ وَأُسَيْدُ بْنُ خُزَيْمَةَ وَقُرَيْشٌ وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12074أَبُو عُبَيْدٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ : نَزَلَ بِلُغَةِ الْكَعْبَيْنِ كَعْبِ
قُرَيْشٍ وَكَعْبِ
خُزَاعَةَ فَقِيلَ : وَكَيْفَ فَقَالَ : لِأَنَّ الدَّارَ وَاحِدَةٌ يَعْنِي
خُزَاعَةَ كَانُوا جِيرَانَ
قُرَيْشٍ فَسَهُلَتْ عَلَيْهِمْ لُغَتُهُمْ وَجَاءَ عَنْ
أَبِي صَالِحٍ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : نَزَلَ عَلَى سَبْعِ لُغَاتٍ مِنْهَا خَمْسٌ بِلُغَةِ الْعَجْزِ مِنْ
هَوَازِنَ وَيُقَالُ لَهُمْ عُلْيَا هَوَازِنَ وَمِنْ هُنَا قَالَ
أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ : أَفْصَحُ
الْعَرَبِ عُلْيَا هَوَازِنَ وَسُفْلَى تَمِيمٍ يَعْنِي
بَنِي دَارِمٍ وَالَّذِي يَذْهَبُ مَذْهَبَ
السِّجِسْتَانِيِّ يَقُولُ : إِنَّ فِي الْقُرْآنِ مَا نَزَلَ بِلُغَةِ
حَمِيرٍ وَكِنَانَةَ وَجُرْهُمٍ وَأَزْدِ شَنُوءَةَ وَمُذْحِجٍ وَخَثْعَمَ وَقَيْسِ عَيْلَانَ وَسَعْدِ الْعَشِيرَةِ وَكِنْدَةَ وَعُذْرَةَ وَحَضْرَمَوْتَ وَغَسَّانَ وَمُزَيْنَةَ وَلَخْمٍ وَجُذَامَ وَحَنِيفَةَ وَالْيَمَامَةِ وَسَبَأٍ وَسَلِيمٍ وَعِمَارَةَ وَطَيٍّ وَخُزَاعَةَ وَعُمَانَ وَتَمِيمٍ [ ص: 186 ] وَأَنْمَارٍ وَالْأَشْعَرَيْنِ وَالْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَمَدْيَنَ وَقَدْ مَثَّلَ لِكُلِّ ذَلِكَ
أَبُو الْقَاسِمِ وَذَكَرَ
أَبُو بَكْرٍ الْوَاسِطِيُّ أَنَّ فِي الْقُرْآنِ مِنَ اللُّغَاتِ خَمْسِينَ لُغَةً وَسَرَدَهَا مُمَثَّلًا لَهَا إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّ فِيهِ مِنْ غَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ الْفُرْسَ وَالنَّبَطَ وَالْحَبَشَةَ وَالْبَرْبَرَ وَالسُّرْيَانِيَّ وَالْعِبْرَانِيَّ وَالْقِبْطَ وَالذَّاهِبُ إِلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ يَقُولُ : إِنَّ مَا نُسِبَ إِلَى غَيْرِ
قُرَيْشٍ عَلَى تَقْدِيرِ صِحَّةِ نِسْبَتِهِ مِمَّا يُوَافِقُ لُغَتَهُمْ وَنَقَلَ
أَبُو شَامَةَ عَنْ بَعْضِ الشُّيُوخِ أَنَّهُ قَالَ : إِنَّهُ نَزَلَ أَوَّلًا بِلِسَانِ
قُرَيْشٍ وَمَنْ جَاوَرَهُمْ مِنَ
الْعَرَبِ الْفُصَحَاءِ ثُمَّ أُبِيحَ لِسَائِرِ
الْعَرَبِ أَنْ تَقْرَأَهُ بِلُغَاتِهِمُ الَّتِي جَرَتْ عَادَاتُهُمْ بِاسْتِعْمَالِهَا كَاخْتِلَافِهِمْ فِي الْأَلْفَاظِ وَالْإِعْرَابِ وَلَمْ يُكَلَّفْ أَحَدٌ مِنْهُمُ الِانْتِقَالَ مِنْ لُغَتِهِ إِلَى لُغَةٍ أُخْرَى لِلْمَشَقَّةِ وَلِمَا كَانَ فِيهِمْ مِنَ الْحَمِيَّةِ وَلِطَلَبِ تَسْهِيلِ الْمُرَادِ لَكِنْ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذِهِ الْإِبَاحَةَ لَمْ تَسْتَمِرَّ وَكَوْنُ الْمُتَبَادَرِ مِنْ قَوْمِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
قُرَيْشًا مِمَّا لَا أَظُنُّ أَنَّ أَحَدًا يَمْتَرِي فِيهِ وَيَلِيهِ فِي التَّبَادُرِ
الْعَرَبُ وَفِي الْبَحْرِ أَنَّ سَبَبَ نُزُولِ الْآيَةِ أَنَّ
قُرَيْشًا قَالُوا : مَا بَالُ الْكُتُبِ كُلِّهَا أَعْجَمِيَّةٌ وَهَذَا عَرَبِيٌّ وَهَذَا إِنْ صَحَّ ظَاهِرٌ فِي الْعُمُومِ ثُمَّ إِنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِ لُغَتِهِ لُغَةَ
قُرَيْشٍ أَوِ
الْعَرَبِ اخْتِصَاصُ بَعْثَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِمْ وَإِنْ زَعَمَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْيَهُودِ يُقَالُ لَهُمُ الْعِيسَوِيَّةُ اخْتِصَاصَ الْبَعْثَةِ
بِالْعَرَبِ لِذَلِكَ وَحِكْمَةُ إِنْزَالِهِ بِلُغَتِهِمْ أَظْهَرُ مِنْ أَنْ تَخْفَى وَقِيلَ : الضَّمِيرُ فِي قَوْمِهِ
لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَعْلُومِ مِنَ السِّيَاقِ فَإِنَّهُ كَمَا أَخْرَجَ
ابْنُ أُبَيٍّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ لَمْ يَنْزِلْ وَحْيٌ إِلَّا بِالْعَرَبِيَّةِ ثُمَّ تَرْجَمَ كُلُّ نَبِيٍّ لِقَوْمِهِ وَقِيلَ : كَانَ يُتَرْجِمُ ذَلِكَ
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَنُسِبَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15097الْكَلْبِيِّ وَفِيهِ أَنَّهُ إِذَا لَمْ يَقَعِ التَّبْيِينُّ إِلَّا بَعْدَ التَّرْجَمَةِ فَاتَ الْغَرَضُ مِمَّا ذُكِرَ وَضَمِيرُ ( لَهُمْ ) لِلْقَوْمِ بِلَا خِلَافٍ وَهُمُ الْمُبَيَّنُ لَهُمْ بِالتَّرْجَمَةِ وَفِي الْكَشَّافِ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِصَحِيحٍ لِأَنَّ ضَمِيرَ ( لَهُمْ ) لِلْقَوْمِ وَهُمُ
الْعَرَبُ فَيُؤَدِّي إِلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ مَثَلًا بِالْعَرَبِيَّةِ لِيُبَيِّنَ
لِلْعَرَبِ وَهُوَ مَعْنًى فَاسِدٌ .
وَتَكَلَّفَ
الطَّيِّبِيُّ دَفْعَ ذَلِكَ بِأَنَّ الضَّمِيرَ رَاجِعٌ إِلَى كُلِّ قَوْمٍ قَوْمٍ بِدَلَالَةِ السِّيَاقِ وَالْجَوَابُ كَمَا فِي الْكَشْفِ أَنَّهُ لَا يُدْفَعُ عَنِ الْإِيهَامِ عَلَى خِلَافِ مُقْتَضَى الْمَقَامِ .
وَاحْتَجَّ بَعْضُ النَّاسِ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى أَنَّ اللُّغَاتِ اصْطِلَاحِيَّةٌ لَا تَوْقِيفِيَّةٌ قَالَ : لِأَنَّ التَّوْقِيفَ لَا يَحْصُلُ إِلَّا بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ وَقَدْ دَلَّتِ الْآيَةُ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31781إِرْسَالَ كُلٍّ مِنَ الرُّسُلِ لَا يَكُونُ إِلَّا بِلُغَةِ قَوْمِهِ وَذَلِكَ يَقْتَضِي تَقَدُّمَ حُصُولِ اللُّغَاتِ عَلَى إِرْسَالِ الرَّسُولِ وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ امْتَنَعَ حُصُولُ تِلْكَ اللُّغَاتِ بِالتَّوْقِيفِ فَوَجَبَ حُصُولُهَا بِالِاصْطِلَاحِ . انْتَهَى .
وَأُجِيبَ بِأَنَّا لَا نُسَلِّمُ تَوَقُّفَ التَّوْقِيفِ عَلَى إِرْسَالِ الرُّسُلِ لِجَوَازِ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْعُقَلَاءِ عِلْمًا بِأَنَّ الْأَلْفَاظَ وَضَعَهَا وَاضِعٌ لِكَذَا وَكَذَا وَلَا يَلْزَمُ مِنْ هَذَا كَوْنُ الْعَاقِلِ عَالِمًا بِاللَّهِ تَعَالَى بِالضَّرُورَةِ بَلِ الَّذِي يَلْزَمُ مِنْهُ ذَلِكَ لَوْ خَلَقَ سُبْحَانَهُ فِي الْعُقَلَاءِ عِلْمًا ضَرُورِيًّا بِأَنَّهُ تَعَالَى الْوَاضِعُ وَأَيْنَ هَذَا مِنْ ذَاكَ عَلَى أَنَّهُ لَا ضَرَرَ فِي الْتِزَامِ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى هَذَا الْعِلْمَ الضَّرُورِيَّ وَأَيُّ ضَرَرٍ فِي كَوْنِهِ سُبْحَانَهُ مَعْلُومَ الْوُجُودِ بِالضَّرُورَةِ لِبَعْضِ الْعُقَلَاءِ وَالْقَوْلُ بِأَنَّهُ يُبْطِلُ التَّكْلِيفَ حِينَئِذٍ عَلَى عُمُومِهِ غَيْرُ مُسَلَّمٍ وَعَلَى تَخْصِيصِهِ بِالْمَعَرَّةِ مُسَلَّمٌ وَغَيْرُ ضَارٍّ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ إِضْلَالَهُ أَيْ يَخْلُقُ فِيهِ الضَّلَالَ لِوُجُودِ أَسْبَابِهِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَيْهِ فِيهِ وَقِيلَ : يَخْذُلُهُ فَلَا يَلْطُفُ بِهِ لِمَا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَنْجَعُ فِيهِ الْإِلْطَافُ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وَيَهْدِي يَخْلُقُ الْهِدَايَةَ أَوْ يَمْنَحُ الْإِلْطَافَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4مَنْ يَشَاءُ هِدَايَتَهُ لِمَا فِيهِ مِنَ الْأَسْبَابِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى ذَلِكَ وَالِالْتِفَاتُ بِإِسْنَادِ الْفِعْلَيْنِ إِلَى الِاسْمِ الْجَلِيلِ لِتَفْخِيمِ شَأْنِهِمَا وَتَرْشِيحِ مَنَاطِ كُلٍّ مِنْهُمَا وَالْفَاءُ قِيلَ فَصِيحَةٌ مِثْلُهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=60فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ كَأَنَّهُ قِيلَ : فَبَيَّنُوهُ لَهُمْ فَأَضَلَّ اللَّهُ
[ ص: 187 ] تَعَالَى مَنْ شَاءَ إِضْلَالَهُ وَهَدَى مَنْ شَاءَ هِدَايَتَهُ حَسْبَمَا اقْتَضَتْهُ حِكْمَتُهُ تَعَالَى الْبَالِغَةُ وَالْحَذْفُ لِلْإِيذَانِ بِأَنَّ مُسَارَعَةَ كُلِّ رَسُولٍ إِلَى مَا أُمِرَ بِهِ وَجَرَيَانَ كُلٍّ مِنَ الْفِعْلَيْنِ عَلَى سُنَنِهِ أَمْرٌ مُحَقَّقٌ غَنِيٌّ عَنِ الذِّكْرِ وَالْبَيَانِ وَفِي الْكَشْفِ وَجْهُ التَّعْقِيبِ عَنِ السَّابِقِ كَوَجْهِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=26يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا عَلَى مَعْنَى أَرْسَلْنَا الْكِتَابَ لِلتَّبَيُّنِ فَمِنْهُمْ مَنْ نَفَعْنَاهُ بِذَلِكَ الْبَيَانِ وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلْنَاهُ حُجَّةً عَلَيْهِ وَالْفَاءُ عَلَى هَذَا تَفْصِيلِيَّةٌ وَالْعُدُولُ إِلَى صِيغَةِ الِاسْتِقْبَالِ لِاسْتِحْضَارِ الصُّورَةِ أَوِ الدَّلَالَةِ عَلَى التَّجَدُّدِ وَالِاسْتِمْرَارِ حَيْثُ تَجَدُّدُ الْبَيَانِ مِنَ الرُّسُلِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ الْمُتَعَاقِبَةِ عَلَيْهِمْ وَتَقْدِيمُ الْإِضْلَالِ عَلَى الْهِدَايَةِ كَمَا قَالَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ إِمَّا لِأَنَّهُ إِبْقَاءُ مَا كَانَ عَلَى مَا كَانَ وَالْهِدَايَةُ إِنْشَاءُ مَا لَمْ يَكُنْ أَوْ لِلْمُبَالَغَةِ فِي بَيَانِ أَنَّهُ لَا تَأْثِيرَ لِلتَّبْيِينِ وَالتَّذْكِيرِ مِنْ قِبَلِ الرُّسُلِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَأَنَّ مَدَارَ الْأَمْرِ إِنَّمَا هُوَ مَشِيئَتُهُ تَعَالَى بِإِيهَامِ أَنَّ تَرَتُّبَ الضَّلَالَةِ أَسْرَعُ مِنْ تَرَتُّبِ الِاهْتِدَاءِ وَهَذَا مُحَقَّقٌ لِمَا سَلَفَ مِنْ تَقْيِيدِ الْإِخْرَاجِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وَهُوَ الْعَزِيزُ فَلَا يُغَالَبُ فِي مَشِيئَتِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4الْحَكِيمُ . (4) . فَلَا يَشَاءُ مَا يَشَاءُ إِلَّا لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ وَفِيهِ كَمَا فِي الْبَحْرِ وَغَيْرِهِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32028مَا فُوِّضَ إِلَى الرُّسُلُ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِنَّمَا هُوَ التَّبْلِيغُ وَتَبْيِينُ طَرِيقِ الْحَقِّ وَأَمَّا الْهِدَايَةُ وَالْإِرْشَادُ إِلَيْهِ فَذَلِكَ بِيَدِ اللَّهِ تَعَالَى يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ .
ثُمَّ إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ ظَاهِرَةٌ فِي مَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ مِنْ أَنَّ الضَّلَالَةَ وَالْهِدَايَةَ بِخَلْقِهِ سُبْحَانَهُ وَقَدْ ذَكَرَ
الْمُعْتَزِلَةُ لَهَا عِدَّةَ تَأْوِيلَاتٍ وَلِلْإِمَامِ فِيهَا كَلَامٌ طَوِيلٌ إِنْ أَرَدْتَهُ فَارْجِعْ