nindex.php?page=treesubj&link=28752_32016_32022_32417_32438_34274_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5ولقد أرسلنا موسى شروع في تفصيل ما أجمل في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5بآياتنا أي ملتبسا بها وهي كما أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء nindex.php?page=showalam&ids=16531وعبيد بن عمير الآيات التسع التي أجراها الله تعالى على يده عليه السلام وقيل : يجوز أن يراد بها آيات التوراة
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5أن أخرج قومك بمعنى أي أخرج فأن تفسيرية لأن في الإرسال معنى القول دون حروفه أو بأن أخرج فهي مصدرية حذف قبلها حرف الجر لأن أرسل يتعدى بالباء والجار يطرد حذفه قبل أن وأن واتصال المصدرية بالأمر أمر مر تحقيقه .
وزعم بعضهم أن ( أن ) هنا زائدة ولا يخفى ضعفه والمراد من قومه عليه السلام كما هو الظاهر بنو إسرائيل ومن إخراجهم إخراجهم بعد مهلك
فرعون nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5من الظلمات من الكفر والجهالات التي كانوا فيها وأدت بهم إلى أن يقولوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=138يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5إلى النور إلى الأيمان بالله تعالى وتوحيده وسائر ما أمروا به وقيل : أخرجهم من ظلمات النقص إلى نور الكمال
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وذكرهم بأيام الله أي بنعمائه وبلائه كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري لأنه الأنسب بالمقام والأوفق بما سيأتي إن شاء الله تعالى من الكلام والعطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5أخرج وجوز أن تكون الجملة مستأنفة والالتفات من التكلم إلى الغيبة بإضافة الأيام إلى الاسم الجليل للإيذان بفخامة شأنها والإشعار على ما قيل بعدم اختصاص ما فيها من المعاملة بالمخاطب وقومه كما يوهمه الإضافة إلى ضمير المتكلم وحاصل المعنى عظهم بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا
والربيع nindex.php?page=showalam&ids=17131ومقاتل nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد المراد بأيام الله وقائعه سبحانه ونقماته في الأمم الخالية ومن ذلك أيام
العرب لحروبها وملاحمها كيوم ذي قار ويوم الفجار ويوم قضة وغيرها واستظهره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري للغلبة العرفية وأن
العرب استعملته للوقائع وأنشد
الطبرسي [ ص: 188 ] لذلك قول
عمرو بن كلثوم : .
وأيام لنا غرر طوال عصينا الملك فيها أن ندينا
وأنشده
nindex.php?page=showalam&ids=14589الشهاب للمعنى السابق وأنشد لهذا قوله :
وأيامنا مشهورة في عدونا
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=16408وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند
nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه فسر الأيام في الآية بنعم الله تعالى وآلائه وروى ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد وجعل
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان من ذلك بيت
عمرو والأظهر فيه ما ذكره
الطبرسي .
وأنت تعلم أنه إن صح الحديث فعليه الفتوى لكن ذكر
شيخ الإسلام في ترجيح التفسير المروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أولا على ما روي ثانيا بأنه يرد الثاني ما تصدى له عليه السلام بصدد الامتثال من التذكير بكل من السراء والضراء مما جرى عليهم وعلى غيرهم حسبما يتلى بعد وهو يبعد صحة الحديث والقول بأن النقم بالنسبة إلى قوم نعم بالنسبة إلى آخرين كما قيل :
مصائب قوم عند قوم فوائد
.
مما لا ينبغي أن يلتفت إليه عاقل في هذا المقام نعم إن قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=6اذكروا نعمة الله عليكم ظاهر في تفسير الأيام بالنعم وما يستدعي غير ذلك ستسمع فيه أقوالا لا يستدعيه على بعضها .
وزعم بعضهم أن المراد من قومه عليه السلام
القبط ( والظلمات والنور ) الكفر والإيمان لا غير وقيل : قومه عليه السلام
القبط وبنو إسرائيل وكان عليه السلام مبعوثا إليهم جميعا إلا أنه بعث إلى
القبط بالاعتراف بوحدانية الله تعالى وأن لا يشركوا به سبحانه شيئا وإلى بني إسرائيل بذلك وبالتكليف بفروع الشريعة .
وقيل : هم بنو إسرائيل فقط إلا أن المراد من ( الظلمات والنور ) إن كانوا كلهم مؤمنين ظلمات ذل العبودية ونور عزة الدين وظهور أمر الله تعالى ونحن نقول : نسأل الله تعالى أن يخرجنا وأهل هذه الأقوال من ظلمات الجهل إلى نور العلم
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5إن في ذلك أي في التذكير بأيام الله تعالى أو في الأيام
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5لآيات عظيمة أو كثيرة دالة على وحدانية الله تعالى وقدرته وعلمه وحكمته وهي على الأول الأيام ومعنى كون التذكير ظرفا لها كونه مناطا لظهورها وعلى الثاني كذلك أيضا إلا أن كلمة ( في ) تجريدية أو هي عليه كل واحدة من النعماء والبلاء والمشار إليه المجموع المشتمل عليها من حيث هو مجموع وجوز أن يراد بالأيام فيما سبق أنفسها المنطوية على النعم والنقم فإذا كانت الإشارة إليها وحملت الآيات على النعماء والبلاء فأمر الظرفية ظاهر
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5لكل صبار كثير الصبر على بلائه تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5شكور . (5) . كثير الشكر لنعمائه عز وجل .
وقيل : المراد لكل مؤمن فعلى الأول الوصفان عبارتان لمعنيين وعلى هذا عبارة عن معنى واحد على طريق الكناية كحي مستوي القامة بادي البشرة في الكناية عن الإنسان والتعبير عن المؤمن بذلك للإشعار بأن الصبر والشكر عنوان المؤمن الدال على ما في باطنه والمراد على ما قيل لكل من يليق بكمال الصبر والشكر أو الإيمان ويصير أمره إلى ذلك لا لمن اتصف به بالفعل لأن الكلام تعليل للأمر بالتذكير المذكور السابق على التذكير المؤدي إلى تلك المرتبة فإن من تذكر ما فاض أو نزل عليه أو على ما قبله من النعمة والنقمة وتنبه لعاقبة الصبر والشكر أو الإيمان لا يكاد يفارق ذلك وتخصيص الآيات بالصبار الشكور لأنه المنتفع بها لا لأنها خافية عن غيره فإن التبيين حاصل بالنسبة إلى الكل وتقديم الصبر على الشكر لما أن الصبر مفتاح
[ ص: 189 ] الفرج المقتضي للشكر وقيل : لأنه من قبيل التروك يقال : صبرت الدابة إذا حبستها بلا علف والشكر ليس كذلك فإنه كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب تصور النعمة وإظهارها قيل : وهو مقلوب الكشر أي الكشف وقيل : أصله من عين شكرى أي ممتلئة فالشكر على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه وهو على ثلاثة أضرب : شكر القلب وشكر اللسان وشكر الجوارح وذكر أن توفية شكر الله تعالى صعبة ولذلك لم يثن سبحانه بالشكر على أحد من أوليائه إلا على اثنين
نوح وإبراهيم عليهما السلام وقد يكون انقسام الشكر على النعمة وعدم انقسام الصبر على النقمة وجها للتقديم والتأخير وقيل : ذلك لتقدم متعلق الصبر أعني البلاء على متعلق الشكر أعني النعماء .
nindex.php?page=treesubj&link=28752_32016_32022_32417_32438_34274_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى شُرُوعٌ فِي تَفْصِيلِ مَا أُجْمِلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ الْآيَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5بِآيَاتِنَا أَيْ مُلْتَبِسًا بِهَا وَهِيَ كَمَا أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٍ nindex.php?page=showalam&ids=16531وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْآيَاتُ التِّسْعُ الَّتِي أَجْرَاهَا اللَّهُ تَعَالَى عَلَى يَدِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقِيلَ : يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهَا آيَاتُ التَّوْرَاةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ بِمَعْنَى أَيْ أَخْرِجْ فَأَنْ تَفْسِيرِيَّةٌ لِأَنَّ فِي الْإِرْسَالِ مَعْنَى الْقَوْلِ دُونَ حُرُوفِهِ أَوْ بِأَنْ أَخْرِجْ فَهِيَ مَصْدَرِيَّةٌ حُذِفَ قَبْلَهَا حَرْفُ الْجَرِّ لِأَنَّ أَرْسَلَ يَتَعَدَّى بِالْبَاءِ وَالْجَارُّ يَطَّرِدُ حَذْفُهُ قَبْلَ أَنْ وَأَنْ وَاتِّصَالُ الْمَصْدَرِيَّةِ بِالْأَمْرِ أَمْرٌ مَرَّ تَحْقِيقُهُ .
وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ ( أَنْ ) هُنَا زَائِدَةٌ وَلَا يَخْفَى ضَعْفُهُ وَالْمُرَادُ مِنْ قَوْمِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَمَا هُوَ الظَّاهِرُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَمِنْ إِخْرَاجِهِمْ إِخْرَاجُهُمْ بَعْدَ مَهْلِكِ
فِرْعَوْنَ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5مِنَ الظُّلُمَاتِ مِنَ الْكُفْرِ وَالْجَهَالَاتِ الَّتِي كَانُوا فِيهَا وَأَدَّتْ بِهِمْ إِلَى أَنْ يَقُولُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=138يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5إِلَى النُّورِ إِلَى الْأَيْمَانِ بِاللَّهِ تَعَالَى وَتَوْحِيدِهِ وَسَائِرِ مَا أُمِرُوا بِهِ وَقِيلَ : أَخْرِجْهُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ النَّقْصِ إِلَى نُورِ الْكَمَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ أَيْ بِنَعْمَائِهِ وَبَلَائِهِ كَمَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا وَاخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ لِأَنَّهُ الْأَنْسَبُ بِالْمَقَامِ وَالْأَوْفَقُ بِمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْكَلَامِ وَالْعَطْفِ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5أَخْرِجْ وَجُوِّزَ أَنْ تَكُونَ الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةً وَالِالْتِفَاتُ مِنَ التَّكَلُّمِ إِلَى الْغَيْبَةِ بِإِضَافَةِ الْأَيَّامِ إِلَى الِاسْمِ الْجَلِيلِ لِلْإِيذَانِ بِفَخَامَةِ شَأْنِهَا وَالْإِشْعَارِ عَلَى مَا قِيلَ بِعَدَمِ اخْتِصَاصِ مَا فِيهَا مِنَ الْمُعَامَلَةِ بِالْمُخَاطَبِ وَقَوْمِهِ كَمَا يُوهِمُهُ الْإِضَافَةُ إِلَى ضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ وَحَاصِلُ الْمَعْنَى عِظْهُمْ بِالتَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا
وَالرَّبِيعِ nindex.php?page=showalam&ids=17131وَمُقَاتِلٍ nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنِ زَيْدٍ الْمُرَادُ بِأَيَّامِ اللَّهِ وَقَائِعُهُ سُبْحَانَهُ وَنِقَمَاتِهِ فِي الْأُمَمِ الْخَالِيَةِ وَمِنْ ذَلِكَ أَيَّامُ
الْعَرَبِ لِحُرُوبِهَا وَمَلَاحِمِهَا كَيَوْمِ ذِي قَارٍ وَيَوْمِ الْفِجَارِ وَيَوْمِ قَضَّةَ وَغَيْرِهَا وَاسْتَظْهَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ لِلْغَلَبَةِ الْعُرْفِيَّةِ وَأَنَّ
الْعَرَبَ اسْتَعْمَلَتْهُ لِلْوَقَائِعِ وَأَنْشَدَ
الطَّبَرْسِيُّ [ ص: 188 ] لِذَلِكَ قَوْلَ
عَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ : .
وَأَيَّامٌ لَنَا غُرَرٌ طِوَالٌ عَصَيْنَا الْمَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِينَا
وَأَنْشَدَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14589الشِّهَابُ لِلْمَعْنَى السَّابِقِ وَأَنْشَدَ لِهَذَا قَوْلَهُ :
وَأَيَّامُنَا مَشْهُورَةٌ فِي عَدُوِّنَا
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16408وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِ الْمُسْنَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ وَغَيْرُهُمْ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ فَسَّرَ الْأَيَّامَ فِي الْآيَةِ بِنِعَمِ اللَّهِ تَعَالَى وَآلَائِهِ وَرَوَى ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ وَجَعَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ مِنْ ذَلِكَ بَيْتَ
عَمْرٍو وَالْأَظْهَرُ فِيهِ مَا ذَكَرَهُ
الطَّبَرْسِيُّ .
وَأَنْتَ تُعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ صَحَّ الْحَدِيثُ فَعَلَيْهِ الْفَتْوَى لَكِنْ ذَكَرَ
شَيْخُ الْإِسْلَامِ فِي تَرْجِيحِ التَّفْسِيرِ الْمَرْوِيِّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَوَّلًا عَلَى مَا رُوِيَ ثَانِيًا بِأَنَّهُ يَرُدُّ الثَّانِيَ مَا تَصَدَّى لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِصَدَدِ الِامْتِثَالِ مِنَ التَّذْكِيرِ بِكُلٍّ مِنَ السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ مِمَّا جَرَى عَلَيْهِمْ وَعَلَى غَيْرِهِمْ حَسْبَمَا يُتْلَى بَعْدُ وَهُوَ يُبْعِدُ صِحَّةَ الْحَدِيثِ وَالْقَوْلَ بِأَنَّ النِّقَمَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى قَوْمٍ نِعَمٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى آخَرِينَ كَمَا قِيلَ :
مَصَائِبُ قَوْمٍ عِنْدَ قَوْمٍ فَوَائِدُ
.
مِمَّا لَا يَنْبَغِي أَنَّ يَلْتَفِتَ إِلَيْهِ عَاقِلٌ فِي هَذَا الْمَقَامِ نَعَمْ إِنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=6اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ظَاهِرٌ فِي تَفْسِيرِ الْأَيَّامِ بِالنِّعَمِ وَمَا يَسْتَدْعِي غَيْرَ ذَلِكَ سَتَسْمَعُ فِيهِ أَقْوَالًا لَا يَسْتَدْعِيهِ عَلَى بَعْضِهَا .
وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ الْمُرَادَ مِنْ قَوْمِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ
الْقِبْطُ ( وَالظُّلُمَاتِ وَالنُّورِ ) الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ لَا غَيْرَ وَقِيلَ : قَوْمُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ
الْقِبْطُ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَبْعُوثًا إِلَيْهِمْ جَمِيعًا إِلَّا أَنَّهُ بُعِثَ إِلَى
الْقِبْطِ بِالِاعْتِرَافِ بِوَحْدَانِيَّةِ اللَّهِ تَعَالَى وَأَنْ لَا يُشْرِكُوا بِهِ سُبْحَانَهُ شَيْئًا وَإِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِذَلِكَ وَبِالتَّكْلِيفِ بِفُرُوعِ الشَّرِيعَةِ .
وَقِيلَ : هُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَقَطْ إِلَّا أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ ( الظُّلُمَاتِ وَالنُّورِ ) إِنْ كَانُوا كُلُّهُمْ مُؤْمِنِينَ ظُلُمَاتِ ذُلِّ الْعُبُودِيَّةِ وَنُورِ عِزَّةِ الدِّينِ وَظُهُورِ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَنَحْنُ نَقُولُ : نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُخْرِجَنَا وَأَهْلَ هَذِهِ الْأَقْوَالِ مِنْ ظُلُمَاتِ الْجَهْلِ إِلَى نُورِ الْعِلْمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5إِنَّ فِي ذَلِكَ أَيْ فِي التَّذْكِيرِ بِأَيَّامِ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ فِي الْأَيَّامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5لآيَاتٍ عَظِيمَةً أَوْ كَثِيرَةً دَالَّةً عَلَى وَحْدَانِيَّةِ اللَّهِ تَعَالَى وَقُدْرَتِهِ وَعِلْمِهِ وَحِكْمَتِهِ وَهِيَ عَلَى الْأَوَّلِ الْأَيَّامُ وَمَعْنَى كَوْنِ التَّذْكِيرِ ظَرْفًا لَهَا كَوْنُهُ مُنَاطًا لِظُهُورِهَا وَعَلَى الثَّانِي كَذَلِكَ أَيْضًا إِلَّا أَنَّ كَلِمَةَ ( فِي ) تَجْرِيدِيَّةٌ أَوْ هِيَ عَلَيْهِ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنَ النَّعْمَاءِ وَالْبَلَاءِ وَالْمُشَارُ إِلَيْهِ الْمَجْمُوعُ الْمُشْتَمِلُ عَلَيْهَا مِنْ حَيْثُ هُوَ مَجْمُوعٌ وَجُوِّزَ أَنْ يُرَادَ بِالْأَيَّامِ فِيمَا سَبَقَ أَنْفُسُهَا الْمُنْطَوِيَةُ عَلَى النِّعَمِ وَالنِّقَمِ فَإِذَا كَانَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهَا وَحُمِلَتِ الْآيَاتُ عَلَى النَّعْمَاءِ وَالْبَلَاءِ فَأَمْرُ الظَّرْفِيَّةِ ظَاهِرٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5لِكُلِّ صَبَّارٍ كَثِيرِ الصَّبْرِ عَلَى بَلَائِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5شَكُورٍ . (5) . كَثِيرِ الشُّكْرِ لِنَعْمَائِهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ فَعَلَى الْأَوَّلِ الْوَصْفَانِ عِبَارَتَانِ لِمَعْنَيَيْنِ وَعَلَى هَذَا عِبَارَةٌ عَنْ مَعْنًى وَاحِدٍ عَلَى طَرِيقِ الْكِنَايَةِ كَحَيٍّ مُسْتَوِي الْقَامَةِ بَادِيَ الْبَشَرَةِ فِي الْكِنَايَةِ عَنِ الْإِنْسَانِ وَالتَّعْبِيرُ عَنِ الْمُؤْمِنِ بِذَلِكَ لِلْإِشْعَارِ بِأَنَّ الصَّبْرَ وَالشُّكْرَ عُنْوَانُ الْمُؤْمِنِ الدَّالُّ عَلَى مَا فِي بَاطِنِهِ وَالْمُرَادُ عَلَى مَا قِيلَ لِكُلِّ مَنْ يَلِيقُ بِكَمَالِ الصَّبْرِ وَالشُّكْرِ أَوِ الْإِيمَانِ وَيَصِيرُ أَمْرُهُ إِلَى ذَلِكَ لَا لِمَنِ اتَّصَفَ بِهِ بِالْفِعْلِ لِأَنَّ الْكَلَامَ تَعْلِيلٌ لِلْأَمْرِ بِالتَّذْكِيرِ الْمَذْكُورِ السَّابِقِ عَلَى التَّذْكِيرِ الْمُؤَدِّي إِلَى تِلْكَ الْمَرْتَبَةِ فَإِنَّ مَنْ تَذَكَّرَ مَا فَاضَ أَوْ نَزَلَ عَلَيْهِ أَوْ عَلَى مَا قَبْلَهُ مِنَ النِّعْمَةِ وَالنِّقْمَةِ وَتَنَبَّهَ لِعَاقِبَةِ الصَّبْرِ وَالشُّكْرِ أَوِ الْإِيمَانِ لَا يَكَادُ يُفَارِقُ ذَلِكَ وَتَخْصِيصُ الْآيَاتِ بِالصَّبَّارِ الشَّكُورِ لِأَنَّهُ الْمُنْتَفِعُ بِهَا لَا لِأَنَّهَا خَافِيَةٌ عَنْ غَيْرِهِ فَإِنَّ التَّبْيِينَ حَاصِلٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْكُلِّ وَتَقْدِيمُ الصَّبْرِ عَلَى الشُّكْرِ لِمَا أَنَّ الصَّبْرَ مِفْتَاحُ
[ ص: 189 ] الْفَرَجِ الْمُقْتَضِي لِلشُّكْرِ وَقِيلَ : لِأَنَّهُ مِنْ قَبِيلِ التُّرُوكِ يُقَالُ : صَبَرْتُ الدَّابَّةَ إِذَا حَبَسْتُهَا بِلَا عَلَفٍ وَالشُّكْرُ لَيْسَ كَذَلِكَ فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14343الرَّاغِبُ تَصَوُّرُ النِّعْمَةِ وَإِظْهَارُهَا قِيلَ : وَهُوَ مَقْلُوبُ الْكُشْرِ أَيِ الْكَشْفِ وَقِيلَ : أَصْلُهُ مِنْ عَيْنٍ شُكْرَى أَيْ مُمْتَلِئَةٍ فَالشُّكْرُ عَلَى هَذَا هُوَ الِامْتِلَاءُ مِنْ ذِكْرِ الْمُنْعِمِ عَلَيْهِ وَهُوَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَضْرُبٍ : شُكْرُ الْقَلْبِ وَشُكْرُ اللِّسَانِ وَشُكْرُ الْجَوَارِحِ وَذَكَرَ أَنَّ تَوْفِيَةَ شُكْرِ اللَّهِ تَعَالَى صَعْبَةٌ وَلِذَلِكَ لَمْ يُثْنِ سُبْحَانَهُ بِالشُّكْرِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِهِ إِلَّا عَلَى اثْنَيْنِ
نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَقَدْ يَكُونُ انْقِسَامُ الشُّكْرِ عَلَى النِّعْمَةِ وَعَدَمُ انْقِسَامِ الصَّبْرِ عَلَى النِّقْمَةِ وَجْهًا لِلتَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ وَقِيلَ : ذَلِكَ لِتَقَدُّمِ مُتَعَلِّقِ الصَّبْرِ أَعْنِي الْبَلَاءَ عَلَى مُتَعَلِّقِ الشُّكْرِ أَعْنِي النَّعْمَاءَ .