وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم
52 - وكذلك ؛ أي: كما أوحينا إلى الرسل قبلك؛ أو كما وصفنا لك؛ أوحينا إليك ؛ إيحاء كذلك؛ روحا من أمرنا ؛ يريد: ما أوحى إليه؛ لأن الخلق يحيون به في دينهم؛ كما يحيا الجسد بالروح؛ ما كنت تدري ؛ الجملة حال من الكاف في "إليك"؛ ما الكتاب ؛ القرآن؛ ولا الإيمان ؛ أي: شرائعه؛ أو: ولا الإيمان بالكتاب؛ لأنه إذا كان لا يعلم بأن الكتاب ينزل عليه؛ لم يكن عالما بذلك الكتاب؛ وقيل: الإيمان يتناول أشياء؛ بعضها الطريق إليه العقل؛ [ ص: 263 ] وبعضها الطريق إليه السمع؛ فعنى به ما الطريق إليه السمع؛ دون العقل؛ وذاك ما كان له فيه علم؛ حتى كسبه بالوحي؛ ولكن جعلناه ؛ أي: الكتاب؛ نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي ؛ لتدعو؛ وقرئ به؛ إلى صراط مستقيم ؛ الإسلام .