يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم
12 - يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول ؛ إذا أردتم مناجاته؛ فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ؛ أي: قبل نجواكم؛ هي استعارة ممن له يدان؛ كقول - رضي الله عنه -: "من أفضل ما أوتيت العرب الشعر؛ يقدمه الرجل أمام حاجته؛ فيستمطر به الكريم؛ ويستنزل به اللئيم"؛ يريد: "قبل حاجته "؛ عمر ذلك ؛ التقديم؛ خير لكم ؛ في دينكم؛ وأطهر ؛ لأن الصدقة طهرة؛ وأطهر فإن لم تجدوا ؛ ما تتصدقون به؛ فإن الله غفور رحيم ؛ في ترخيص المناجاة من غير صدقة؛ قيل: كان ذلك عشر ليال؛ ثم نسخ؛ وقيل: ما كان إلا ساعة من نهار؛ ثم نسخ؛ وقال - رضي الله عنه -: هذه آية من كتاب الله ما عمل بها أحد قبلي؛ ولا يعمل بها أحد بعدي؛ كان لي دينار فصرفته؛ فكنت إذا ناجيته تصدقت بدرهم؛ وسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر مسائل؛ فأجابني عنها؛ قلت: يا رسول الله؛ ما الوفاء؟ قال: "التوحيد؛ وشهادة أن لا إله إلا الله"؛ قلت: وما الفساد؟ قال: "الكفر؛ والشرك بالله"؛ قلت: وما الحق؟ قال: "الإسلام؛ والقرآن؛ والولاية إذا انتهت إليك"؛ قلت: وما الحيلة: قال: "ترك الحيلة"؛ قلت: وما علي؟ قال: "طاعة الله؛ وطاعة رسوله"؛ قلت: وكيف أدعو الله (تعالى)؟ قال: "بالصدق؛ واليقين"؛ قلت: وماذا [ ص: 451 ] أسأل الله؟ قال: "العافية"؛ قلت: وما أصنع لنجاة نفسي؟ قال: "كل حلالا؛ وقل صدقا"؛ قلت: وما السرور؟ قال: "الجنة"؛ قلت: وما الراحة؟ قال: "لقاء الله"؛ فلما فرغت منها نزل نسخها علي .