يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير
8 - يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ؛ صادقة؛ عن - رحمه الله -؛ وقيل: خالصة؛ يقال: "عسل ناصح"؛ إذا خلص من الشمع"؛ وقيل: "نصوحا"؛ من "نصاحة الثوب"؛ أي: توبة ترفو خروقك في دينك؛ وترم [ ص: 507 ] خللك؛ ويجوز أن يراد توبة تنصح الناس؛ أي: تدعوهم إلى مثلها؛ لظهور أثرها في صاحبها؛ واستعماله الجد والعزيمة في العمل على مقتضياتها؛ وبضم النون الأخفش "حماد ويحيى"؛ وهو مصدر؛ أي: "ذات نصوح"؛ أو "تنصح نصوحا"؛ وجاء - مرفوعا - أن أن يتوب ثم لا يعود إلى الذنب؛ إلى أن يعود اللبن في الضرع؛ وعن التوبة النصوح "بحسب الرجل من الشر أن يتوب عن الذنب ثم يعود فيه"؛ وعن حذيفة: - رضي الله عنهما -: "هي الاستغفار باللسان؛ والندم بالجنان؛ والإقلاع بالأركان "؛ ابن عباس عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ؛ هذا على ما جرت به عادة الملوك؛ من الإجابة بـ "عسى"؛ و"لعل"؛ ووقوع ذلك منهم موقع القطع والبت؛ ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ؛ ونصب؛ يوم ؛ بـ "يدخلكم"؛ لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه ؛ فيه تعريض بمن أخزاهم الله من أهل الكفر؛ نورهم ؛ مبتدأ؛ يسعى بين أيديهم وبأيمانهم ؛ في موضع الخبر؛ يقولون ربنا أتمم لنا نورنا ؛ يقولون ذلك إذا انطفأ نور المنافقين؛ واغفر لنا إنك على كل شيء قدير