يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين
87 - يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ما طاب، ولذ من الحلال، ومعنى لا تحرموا: لا تمنعوها أنفسكم كمنع التحريم، أو لا تقولوا: حرمناها على أنفسنا، مبالغة منكم في العزم على تركها تزهدا [ ص: 471 ] منكم، وتقشفا. روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل الدجاج والفالوذ، وكان يعجبه الحلواء والعسل، وقال: "إن المؤمن حلو يحب الحلاوة" وعن أنه دعي إلى طعام ومعه الحسن: فرقد السنجي وأصحابه، فقعدوا على المائدة وعليها الألوان من الدجاج المسمن والفالوذ وغير ذلك، فاعتزل فرقد ناحية، فسأل أهو صائم؟ قالوا: لا ولكنه يكره هذه الألوان، فأقبل الحسن: عليه وقال: يا الحسن فريقد، أترى لعاب النحل بلباب البر بخالص السمن يعيبه مسلم؟ وعنه: أنه قيل له: فلان لا يأكل الفالوذ، ويقول: لا أؤدي شكره، فقال: أفيشرب الماء البارد؟ قالوا: نعم، قال: إنه جاهل أن نعمة الله عليه في الماء البارد أكبر من نعمته عليه في الفالوذ ولا تعتدوا ولا تجاوزوا الحد الذي حد عليكم في تحليل أو تحريم، أو ولا تتعدوا حدود ما أحل لكم إلى ما حرم عليكم، أو ولا تسرفوا في تناول الطيبات إن الله لا يحب المعتدين حدوده.