[ ص: 647 ] بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة التين.
وهى مكية، لا أعرف في ذلك خلافا بين المفسرين.
قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=32446_33062_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=1والتين والزيتون nindex.php?page=treesubj&link=32416_33062_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=2وطور سينين nindex.php?page=treesubj&link=31577_33010_33062_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=3وهذا البلد الأمين nindex.php?page=treesubj&link=32404_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=5ثم رددناه أسفل سافلين nindex.php?page=treesubj&link=29680_30495_30503_34134_34141_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=6إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون nindex.php?page=treesubj&link=28760_30549_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فما يكذبك بعد بالدين nindex.php?page=treesubj&link=28723_30364_34089_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=8أليس الله بأحكم الحاكمين
اختلف الناس في معنى "التين والزيتون" اللذين أقسم الله تعالى بهما، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة ،
وإبراهيم، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=11867وجابر بن زيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=17131ومقاتل : هو التين الذي يؤكل والزيتون الذي يعتصر، وأكل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم تينا أهدي إليه فقال: "لو قلت إن فاكهة أنزلت من الجنة قلت هذه، لأن فاكهة الجنة بلا عجم، فكلوا فإنه يقطع البواسير، وينفع من النقرس"، وقال عليه الصلاة والسلام:
nindex.php?page=hadith&LINKID=907616 "نعم السواك سواك الزيتون من الشجرة المباركة، هي سواكي وسواك الأنبياء من قبلي".
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة : القسم بمنابتهما، وذلك أن التين ينبت كثيرا
بدمشق، والزيتون ينبت بإيلاء، فأقسم الله تعالى بالأرضين، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : هما جبلان
بالشام، على أحدهما
دمشق، وعلى الآخر
بيت المقدس، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد : التين
مسجد نوح عليه
[ ص: 648 ] السلام على
الجودي، والزيتون
مسجد بيت المقدس، وقيل: التين
مسجد نوح، والزيتون
مسجد إبراهيم عليهما السلام، وقيل: التين والزيتون وطور سينين ثلاثة مساجد
بالشام، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي : التين
مسجد أصحاب الكهف، والزيتون
مسجد إيلياء، وأما
طور سينين فلم يختلف أنه جبل
بالشام كلم الله تعالى عليه
موسى عليه السلام.
واختلف في معنى "سينين"، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد : معناه: حسن مبارك، وقيل: معناه: ذو الشجر. وقرأ الجمهور: "سينين" وقرأ
ابن أبي إسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=12004وأبو رجاء : "سينين" بفتح السين، وهى لغة
بكر وتميم، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود : "سينا" بسين مكسورة وألف، وقرأ أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه بفتحها.
و"البلد الأمين"
مكة بلا خلاف، وقيل: معنى "سينين": المبارك، وقيل: معناه: شجر، واحدها سينية، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش ،
وسعيد بن مسعدة و"أمين" فعيل من الأمن، بمعنى: آمن أي: آمن من فيه ومن دخله، وما فيه من طير وحيوان.
والقسم واقع على قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ، ولا يدفع هذا أن يكون غيره من المخلوقات -كالشمس وغيرها- أحسن تقويما، منه بالمناسبة، وقال بعض العلماء بالعموم أي "الإنسان" أحسن المخلوقات تقويما، ولم ير قوم الحنث على من حلف بالطلاق أن زوجته أحسن من الشمس، واحتجوا بهذه الآية. واختلف الناس في تقويم الإنسان ما هو؟ فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة : حسن صورته وحواسه، وقال بعضهم: هو انتصاب قامته، وقال
أبو بكر بن طاهر - في كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي -: هو عقله وإدراكه اللذان زيناه بالتميز، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة : هو الشباب والقوة، والصواب أن جميع هذا هو حسن التقويم، إلا قول
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة إذ قوله يفضل فيه بعض الحيوان، و"الإنسان" هنا اسم الجنس، وتقدير الكلام: في تقويم أحسن تقويم; لأن أحسن صفة لا بد أن تجري على موصوف.
واختلف الناس في معنى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=5ثم رددناه أسفل سافلين ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي : معناه: بالهرم وذهول العقل وتغلب الكبر حتى يصير لا يعلم شيئا، أما إن المؤمن مرفوع عنه القلم، والاستثناء -على هذا- منقطع. وهذا قول حسن، وليس المعنى أن كل إنسان يعتريه هذا، بل في الجنس من يعتريه ذلك، وهذه عبرة منصوبة. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : "السافلين" بالألف واللام.
[ ص: 649 ] ثم أخبر تعالى أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات -وإن نال بعضهم هذا في الدنيا- فلهم في الآخرة أجر غير ممنون، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية : المعنى: رددناه أسفل سافلين في النار على كفره، ثم استثنى تعالى الذين آمنوا استثناء متصلا، فهم -على هذا- ليس فيهم من يرد أسفل سافلين، وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=686214 "إذا بلغ المؤمن خمسين سنة خفف الله تعالى حسابه، وإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة إليه، فإذا بلغ السبعين أحبه أهل السماء، فإذا بلغ ثمانين كتبت حسناته، وتجاوز الله عن سيئاته، فإذا بلغ تسعين غفرت ذنوبه، وشفع في أهل بيته، وكان أسير الله في أرضه، فإذا بلغ مائة -ولم يعمل شيئا ـ كتب له مثل ما كان يعمل في صحته، ولم تكتب عليه سيئة"، وفي حديث
"إن المؤمن إذا رد إلى أرذل العمر، كتب له خير ما كان يعمل في قومه، وذلك أجر غير ممنون"، و"ممنون" معناه: محسوب مصرد يمن عليهم به، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وغيره، وقال كثير من المفسرين: معناه: مقطوع، من قولهم "حبل منين" أي ضعيف منقطع.
واختلف في المخاطب بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فما يكذبك بعد بالدين -فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء ،
nindex.php?page=showalam&ids=13673والأخفش : هو
محمد عليه الصلاة والسلام، قال الله له: فما الذي يكذبك فيما تخبر به من الجزاء والبعث -وهو الدين- بعد هذه العبرة التي يوجب النظر فيها صحة ما قلت؟ ويحتمل أن يكون "الدين" -على هذا التأويل- جميع دينه وشرعه. وقال جمهور من المتأولين: المخاطب الإنسان الكافر، أي: ما الذي يجعلك كذابا بالدين، تجعل لله تعالى أندادا، وتزعم ألا بعث بعد هذه الدلائل؟ قال
منصور : قلت
لمجاهد : قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فما يكذبك بعد بالدين يراد به النبي صلى الله عليه الصلاة والسلام؟ فقال: معاذ الله، يعني به الشاك.
[ ص: 650 ] ثم وقف تعالى جميع خلقه على أنه سبحانه أحكم الحاكمين، على جهة التقرير، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه السورة قال: "بلى، وأنا على ذلكم من الشاهدين".
تم تفسير سورة [التين] والحمد لله رب العالمين.
[ ص: 647 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تَفْسِيرُ سُورَةِ التِّينِ.
وَهَى مَكِّيَّةٌ، لَا أَعْرِفُ فِي ذَلِكَ خِلَافًا بَيْنَ الْمُفَسِّرِينَ.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=32446_33062_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=1وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ nindex.php?page=treesubj&link=32416_33062_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=2وَطُورِ سِينِينَ nindex.php?page=treesubj&link=31577_33010_33062_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=3وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ nindex.php?page=treesubj&link=32404_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=5ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29680_30495_30503_34134_34141_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=6إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ nindex.php?page=treesubj&link=28760_30549_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ nindex.php?page=treesubj&link=28723_30364_34089_29066nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=8أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ
اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي مَعْنَى "التِّينِ وَالزَّيْتُونِ" اللَّذَيْنِ أَقْسَمَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِمَا، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ ،
وَإِبْرَاهِيمُ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11867وَجَابِرُ بْنُ زَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17131وَمُقَاتِلٌ : هُوَ التِّينُ الَّذِي يُؤْكَلُ وَالزَّيْتُونُ الَّذِي يَعْتَصِرُ، وَأَكْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ تِينًا أُهْدِيَ إِلَيْهِ فَقَالَ: "لَوْ قُلْتُ إِنَّ فَاكِهَةً أُنْزِلَتْ مِنَ الْجَنَّةِ قُلْتُ هَذِهِ، لَأَنَّ فَاكِهَةَ الْجَنَّةِ بِلَا عَجَمٍ، فَكُلُوا فَإِنَّهُ يَقْطَعُ الْبَوَاسِيرَ، وَيَنْفَعُ مِنَ النَّقْرَسِ"، وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام:
nindex.php?page=hadith&LINKID=907616 "نِعْمَ السِّوَاكُ سِوَاكُ الزَّيْتُونِ مِنَ الشَّجَرَةِ الْمُبَارَكَةِ، هِيَ سِوَاكِي وَسِوَاكُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي".
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبٌ nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ : الْقَسَمُ بِمَنَابِتِهِمَا، وَذَلِكَ أَنَّ التِّينَ يَنْبُتُ كَثِيرًا
بِدِمَشْقَ، وَالزَّيْتُونُ يَنْبُتُ بِإِيلَاءَ، فَأَقْسَمَ اللَّهُ تَعَالَى بِالْأَرْضَيْنِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : هُمَا جَبَلَانِ
بِالشَّامِ، عَلَى أَحَدِهِمَا
دِمَشْقُ، وَعَلَى الْآخَرِ
بَيْتُ الْمَقْدِسِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ : التِّينُ
مَسْجِدُ نُوحٍ عَلَيْهِ
[ ص: 648 ] السَّلَامُ عَلَى
الْجُودِيِّ، وَالزَّيْتُونُ
مَسْجِدُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَقِيلَ: التِّينُ
مَسْجِدُ نُوحٍ، وَالزَّيْتُونُ
مَسْجِدُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، وَقِيلَ: التِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ ثَلَاثَةُ مَسَاجِدَ
بِالشَّامِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ : التِّينُ
مَسْجِدُ أَصْحَابِ الْكَهْفِ، وَالزَّيْتُونُ
مَسْجِدُ إِيلِيَاءَ، وَأَمَّا
طُورُ سِينِينَ فَلَمْ يَخْتَلِفْ أَنَّهُ جَبَلٌ
بِالشَّامِ كَلَّمَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَاخْتُلِفَ فِي مَعْنَى "سِينِينَ"، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ : مَعْنَاهُ: حَسَنٌ مُبَارَكٌ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: ذُو الشَّجَرِ. وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ: "سِينِينَ" وَقَرَأَ
ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12004وَأَبُو رَجَاءٍ : "سَيْنِينَ" بِفَتْحِ السِّينِ، وَهَى لُغَةُ
بَكْرٍ وَتَمِيمٍ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16258وَطَلْحَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنُ مَسْعُودٍ : "سِينًا" بِسِينٍ مَكْسُورَةٍ وَأَلِفٍ، وَقَرَأَ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِفَتْحِهَا.
وَ"الْبَلَدِ الْأَمِينِ"
مَكَّةُ بِلَا خِلَافٍ، وَقِيلَ: مَعْنَى "سِينِينَ": الْمُبَارَكُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: شَجَرٌ، وَاحِدُهَا سِينِيَّةٌ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشُ ،
وَسَعِيدُ بْنُ مِسْعِدَةَ وَ"أَمِينٌ" فَعِيلٌ مِنَ الْأَمْنِ، بِمَعْنَى: آمَنَ أَيْ: آمَنَ مَنْ فِيهِ وَمَنْ دَخَلَهُ، وَمَا فِيهِ مِنْ طَيْرٍ وَحَيَوَانٍ.
وَالْقَسَمُ وَاقِعٌ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ، وَلَا يَدْفَعُ هَذَا أَنْ يَكُونَ غَيْرَهُ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ -كَالشَّمْسِ وَغَيْرِهَا- أَحْسَنُ تَقْوِيمًا، مِنْهُ بِالْمُنَاسَبَةِ، وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ بِالْعُمُومِ أَيِ "الْإِنْسَانِ" أَحْسَنُ الْمَخْلُوقَاتِ تَقْوِيمًا، وَلَمْ يَرَ قَوْمٌ الْحِنْثَ عَلَى مَنْ حَلَفَ بِالطَّلَاقِ أَنَّ زَوْجَتَهُ أَحْسَنُ مِنَ الشَّمْسِ، وَاحْتَجُّوا بِهَذِهِ الْآيَةِ. وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي تَقْوِيمِ الْإِنْسَانِ مَا هُوَ؟ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12354النَّخْعِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقَتَادَةُ : حَسَنٌ صُورَتُهُ وَحَوَاسُّهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ انْتِصَابُ قَامَتِهِ، وَقَالَ
أَبُو بَكْرٍ بْنُ طَاهِرٍ - فِي كِتَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثَّعْلَبِيِّ -: هُوَ عَقْلُهُ وَإِدْرَاكُهُ اللَّذَانِ زَيَّنَاهُ بِالتَّمَيُّزِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ : هُوَ الشَّبَابُ وَالْقُوَّةُ، وَالصَّوَابُ أَنَّ جَمِيعَ هَذَا هُوَ حَسَنُ التَّقْوِيمِ، إِلَّا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ إِذْ قَوْلُهُ يُفَضَّلُ فِيهِ بَعْضُ الْحَيَوَانِ، وَ"الْإِنْسَانُ" هُنَا اسْمُ الْجِنْسِ، وَتَقْدِيرُ الْكَلَامِ: فِي تَقْوِيمٍ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ; لِأَنَّ أَحْسَنَ صِفَةٌ لَا بُدَّ أَنْ تَجْرِيَ عَلَى مَوْصُوفٍ.
وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=5ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12354وَالنَّخْعِيُّ : مَعْنَاهُ: بِالْهَرَمِ وَذُهُولِ الْعَقْلِ وَتَغَلُّبِ الْكِبَرِ حَتَّى يَصِيرَ لَا يَعْلَمُ شَيْئًا، أَمَّا إِنَّ الْمُؤْمِنَ مَرْفُوعٌ عَنْهُ الْقَلَمُ، وَالِاسْتِثْنَاءُ -عَلَى هَذَا- مُنْقَطِعٌ. وَهَذَا قَوْلٌ حَسَنٌ، وَلَيْسَ الْمَعْنَى أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يَعْتَرِيهِ هَذَا، بَلْ فِي الْجِنْسِ مَنْ يَعْتَرِيه ذَلِكَ، وَهَذِهِ عِبْرَةٌ مَنْصُوبَةٌ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : "السَّافِلِينَ" بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ.
[ ص: 649 ] ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ -وَإِنْ نَالَ بَعْضُهُمْ هَذَا فِي الدُّنْيَا- فَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنُ زَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبُو الْعَالِيَةِ : الْمَعْنَى: رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ فِي النَّارِ عَلَى كُفْرِهِ، ثُمَّ اسْتَثْنَى تَعَالَى الَّذِينَ آمَنُوا اسْتِثْنَاءً مُتَّصِلًا، فَهُمْ -عَلَى هَذَا- لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يُرَدُّ أَسْفَلَ سَافِلِينَ، وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=686214 "إِذَا بَلَغَ الْمُؤْمِنُ خَمْسِينَ سَنَةً خَفَّفَ اللَّهُ تَعَالَى حِسَابُهُ، وَإِذَا بَلَغَ السِّتِّينَ رَزَقَهُ اللَّهُ الْإِنَابَةَ إِلَيْهِ، فَإِذَا بَلَغَ السَّبْعِينَ أَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، فَإِذَا بَلَغَ ثَمَانِينَ كُتِبَتْ حَسَنَاتُهُ، وَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْ سَيِّئَاتِهِ، فَإِذَا بَلَغَ تِسْعِينَ غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ، وَشَفَعَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ، وَكَانَ أَسِيرَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، فَإِذَا بَلَغَ مِائَةً -وَلَمْ يَعْمَلْ شَيْئًا ـ كَتَبَ لَهُ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتِهِ، وَلَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ"، وَفِي حَدِيثِ
"إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا رُدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، كُتِبَ لَهُ خَيْرُ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي قَوْمِهِ، وَذَلِكَ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ"، وَ"مَمْنُونٍ" مَعْنَاهُ: مَحْسُوبٌ مُصَرِّدُ يُمْنٍ عَلَيْهِمْ بِهِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ، وَقَالَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ: مَعْنَاهُ: مَقْطُوعٌ، مِنْ قَوْلِهِمْ "حَبْلٌ مَنِينٌ" أَيْ ضَعِيفٌ مُنْقَطِعٍ.
وَاخْتَلَفَ فِي الْمُخَاطَبِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ -فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13673وَالْأَخْفَشُ : هُوَ
مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قَالَ اللَّهُ لَهُ: فَمَا الَّذِي يُكَذِّبُكَ فِيمَا تُخْبِرُ بِهِ مِنَ الْجَزَاءِ وَالْبَعْثِ -وَهُوَ الدِّينُ- بَعْدَ هَذِهِ الْعِبْرَةِ الَّتِي يُوجِبُ النَّظَرُ فِيهَا صِحَّةَ مَا قُلْتَ؟ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ "الدِّينُ" -عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ- جَمِيعَ دِينِهِ وَشَرْعِهِ. وَقَالَ جُمْهُورٌ مِنَ الْمُتَأَوِّلِينَ: الْمُخَاطَبُ الْإِنْسَانُ الْكَافِرُ، أَيْ: مَا الَّذِي يَجْعَلُكَ كَذَّابًا بِالدِّينِ، تَجْعَلُ لِلَّهِ تَعَالَى أَنْدَادًا، وَتَزْعُمُ أَلَّا بَعْثَ بَعْدَ هَذِهِ الدَّلَائِلِ؟ قَالَ
مَنْصُورٌ : قُلْتُ
لِمُجَاهِدٍ : قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=7فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ يُرَادُ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟ فَقَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ، يَعْنِي بِهِ الشَّاكَّ.
[ ص: 650 ] ثُمَّ وَقَفَ تَعَالَى جَمِيعَ خَلْقِهِ عَلَى أَنَّهُ سُبْحَانَهُ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، عَلَى جِهَةِ التَّقْرِيرِ، وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ السُّورَةَ قَالَ: "بَلَى، وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ".
تَمَّ تَفْسِيرُ سُورَةِ [التِّينِ] وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.