( على النص ) لتعارض فضيلتهما ; لأن الأعمى لا ينظر ما يشغله فهو أخشع ، والبصير ينظر الخبث فهو أحفظ لتجنبه . ومعلوم أن في الكلام حالة استوائهما في سائر الصفات ، وإلا فالمقدم من ترجح بصفة من الصفات الآتية ، ويؤيد ذلك قول ( والأعمى والبصير ) في الإمامة ( سواء ) الماوردي : الحر الأعمى أولى من العبد البصير .
ومثله فيما ذكر السميع مع الأصم والفحل مع الخصي والمجبوب والأب مع ولده والقروي مع البدوي . وقيل الأعمى أولى مراعاة للمعنى الأول ، وقيل البصير أولى مراعاة للمعنى الثاني . ونقل عن النص بصيغة ، قيل واستظهره ابن كج الأذرعي : أن الأعمى لو كان مبتذلا لا يصون نفسه عن المستقذرات كأن لبس ثياب البذلة فالبصير أولى منه ، وتبعه ابن المقري على ذلك .
ورده الشيخ بأنه لا حاجة إليه بل ذكره يوهم خلاف المراد ; لأنه معلوم مما يأتي في نظافة الثوب والبدن . ولا يختص ذلك بالأعمى بل لو تبذل البصير كان الأعمى أولى منه .