الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2923 [ 1653 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة: أنه nindex.php?page=hadith&LINKID=659931طلب غريما له، فتوارى عنه ثم وجده فقال: إني معسر، قال: آلله؟ قال: ألله. قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " nindex.php?page=treesubj&link=18511_18512_33645_30503_30512_30531من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، فلينفس عن معسر أو يضع عنه".
رواه مسلم (1563). [ ص: 437 ] و (قوله: حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له شيء من الخير ) هذا العموم مخصص قطعا بأنه كان مؤمنا، ولولا ذلك لما تجاوز عنه، ف nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك... [النساء: 48] وهل كان قائما بفرائض دينه من الصلاة، والزكاة، وما أشبهها؛ هذا هو الأليق بحاله. فإن هذا الحديث يشهد بأنه كان ممن وقي شح نفسه. وعلى هذا: فيكون معنى هذا العموم: أنه لم يوجد له شيء من النوافل إلا هذا. ويحتمل أن يكون له نوافل أخر، غير أن هذا كان الأغلب عليه، فنودي به، وجوزي عليه، ولم يذكر غيره اكتفاء بهذا، والله تعالى أعلم. ويحتمل أن يكون المراد بالخير: المال، فيكون معناه: أنه لم يوجد له فعل بر في المال إلا ما ذكر من إنظار المعسر، والله تعالى أعلم.
والتنفيس عن المعسر: تأخيره إلى الإمكان. والوضع: الإسقاط.
و (قوله: كان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر ) دليل على جواز nindex.php?page=treesubj&link=24554إذن السيد لعبده في التجارة . وفي "الأم": (أقبل الميسور، وأتجاوز عن المعسر) [ ص: 438 ] رواية الجماعة: أقبل - بالهمزة المفتوحة، وبالقاف ساكنة، وبالباء بواحدة تحتها مفتوحة - من القبول. والميسور: المتيسر. ووقع لبعضهم: بضم الهمزة، وكسر القاف، وياء باثنتين تحتها، من الإقالة، وفيه بعد؛ لأنه لا يستقيم المعنى حتى يكون الميسور بمعنى الموسر. ولا يعطيه قانون التصريف، ولا يعضده نقل. والكرب: جمع كربة، وهي: الشدة، والفاقة. وكرب الآخرة: شدائدها، وأهوالها.