واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين .
[148] واتخذ قوم موسى من بعده أي: من بعد ذهابه إلى المناجاة.
من حليهم التي استعاروها من القبط بسبب عرس كان لهم، ونسب الاتخاذ إليهم، وإن اتخذه السامري وحده; لأنهم رضوا بفعله، واتخذوا العجل معبودا. قرأ حمزة، (حليهم) بكسر الحاء، ويعقوب: بفتح الحاء وإسكان اللام وتخفيف الياء على الإفراد، والباقون: بضم [ ص: 37 ] الحاء، جمع حلي، وكلهم كسر اللام وشدد الياء مكسورة سوى يعقوب ; أي: اتخذ السامري منها. والكسائي:
عجلا مفعول (اتخذ).
جسدا ذا لحم ودم.
له خوار صوت البقر، روي أن السامري لما صاغ العجل ألقى في فمه من تراب أثر فرس جبريل، فصار حيا، وقيل: الصوت من دخول الريح فيه، ثم عجب من عقولهم السخيفة فقال:
ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا تقريعا على فرط ضلالتهم، ثم قال تعالى: اتخذوه تكرير للذم، أي: اتخذوه إلها.
وكانوا ظالمين بذلك.
* * *