[ ص: 169 ] سورة الشورى
مكية، وقال فيها مدني مقاتل: ذلك الذي يبشر الله عباده إلى الصدور والذين إذا أصابهم البغي إلى من سبيل ، وآيها: ثلاث وخمسون آية، وحروفها: ثلاثة آلاف وخمس مئة وثمانية وثمانون حرفا، وكلمها: ثمان مئة وست وستون كلمة، وهذه السورة أول المفصل على أحد القولين في مذهب الإمام مالك رضي الله عنه، والقول الثاني: أنه من سورة النجم.
بسم الله الرحمن الرحيم
حم عسق .
[1 - 2] حم عسق تقدم ذكر الإمالة، ومذهب في تقطيع الحروف أول غافر، وأشبع ورش مد (ع) بخلاف عنه; كأول سورة مريم، قال أبي جعفر "إن (حم عسق) هذه الحروف بأعيانها نزلت في كل كتب الله المنزلة على كل نبي أنزل عليه كتاب الله" ولذلك قال تعالى: [ ص: 170 ] ابن عباس:
كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك وفصلت (حم) من (عسق) ولم يفعل ذلك بـ (كهيعص) لتجري هذه مجرى الحواميم أخواتها، ولأنهما عدا آيتين، و(كهيعص) عدت آية واحدة، والأقوال في هذه كالأقوال في أوائل السور.
وعن -رضي الله عنه-: أنه قال: " (ح) حلمه (م) مجده (ع) علمه (س) سناؤه (ق) قدرته، أقسم الله بها". ابن عباس
وروي عن -رضي الله عنه-: أنه كان يستفيد علم الفتن والحروب من هذه الحروف التي في أوائل السور. علي
وروى "أن رجلا يقال له: عبد الإله، أو عبد الله ينزل على نهر من أنهار المشرق يبني عليه مدينتين يشق النهر بينهما شقا، فتهلك إحدى المدينتين ليلا، ثم تصبح الأخرى سالمة، فيجتمع فيها جبابرة [ ص: 171 ] المدينتين متعجبين من سلامتها، فتهلك من الليلة القابلة، وإن (حم) معناه: حتم هذا الأمر، و(عين) معناه: عدلا من الله، و(سين): سيكون ذلك، و(قاف) معناه: يقع ذلك بهم". حذيفة بن اليمان:
* * *