[ ص: 119 ] إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم .
[42] إذ أنتم (يوم الفرقان)، أي: إذ أنتم نزول يا معشر المسلمين.
بالعدوة الدنيا أي: بشاطئ الوادي الأدنى؛ أي: الأقرب إلى جهة المدينة، و (الدنيا) تأنيث الأدنى.
وهم يعني: المشركين.
بالعدوة القصوى البعدى عن المدينة مما يلي مكة، تأنيث الأقصى.
قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، بالمد في الحرفين بكسر العين، والباقون: بضمها، وهما لغتان كالكسوة والكسوة. ويعقوب:
والركب هم الذين كانوا مع العير: أبو سفيان وأصحابه.
أسفل منكم بالساحل على ثلاثة أميال من بدر.
ولو تواعدتم أنتم وأهل مكة على موعد تلتقون فيه للقتال.
لاختلفتم في الميعاد لأنهم خرجوا في طلب العير، فصادفوا النفير من غير ميعاد؛ لأن الكفار خرجوا ليذبوا عنها. [ ص: 120 ]
ولكن جمعكم ليقضي الله أمرا كان مفعولا من نصر أوليائه، وقهر أعدائه.
ليهلك من هلك أي: ليموت من مات.
عن بينة عن حجة قامت عليه.
ويحيا من حي ويعيش من عاش.
عن بينة عن حجة واضحة شاهدها؛ فإن وقعة بدر من الآيات الواضحة، وقيل: المراد بالهلاك والحياة: الكفر والإيمان. قرأ نافع، وأبو جعفر، ويعقوب، وخلف، عن والبزي ابن كثير، عن وأبو بكر (من حيي) بياءين الأولى مكسورة، والثانية مفتوحة، واختلف عن عاصم راوي قنبل والباقون: بواحدة مفتوحة مشددة. ابن كثير،
وإن الله لسميع لدعائكم عليم بنياتكم.
* * *