قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى [طه : 63] .
[63] قالوا تفسير لـ وأسروا النجوى :
إن هذان لساحران يعني : موسى وهارون . قرأ : (إن ) بتشديد النون (هذين ) بالياء على الأصل ، وقرأ أبو عمرو ، ابن كثير وحفص عن : (إن ) بتخفيف النون (هذان ) بالألف ، فابن كثير يشدد النون من (هذان ) ، عاصم وحفص يخففها ؛ أي : ما هذان إلا ساحران ؛ كقوله تعالى : وإن نظنك لمن الكاذبين [الشعراء : 186] ، أي : ما نظنك إلا من الكاذبين ، وقرأ الباقون : (إن ) بتشديد النون كأبي عمرو ، و (هذان ) بالألف وتخفيف النون من (هذان ) كحفص ، فيكون (إن ) بمعنى : نعم ، و (هذان ) مبتدأ ، و (ساحران ) خبر مبتدأ محذوف ، واللام داخلة على الجملة ، تقديره : هذان لهما ساحران ، أو (هذان ) مبتدأ ، (ساحران ) خبره ، واللام زائدة ، قال [ ص: 304 ] الكواشي : والقراءة بتشديد (إن ) ونصب (هذين ) زعموا أنها مخالفة لخط المصحف ، وزعم بعضهم أنما حمله على ذلك خشية اللحن ، وهذا طعن في عدالة أبي عمرو وعلمه ؛ لأنه هو الذي قرأها ؛ لأن هذا يشعر أنه قرأها من تلقاء نفسه ، لم يأخذها متواترة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأنه غير عالم بتعليل (إن هذان ) بالرفع وتشديد (إن ) ، وكيف يجوز اعتقاد مثل هذا بمن شهد له بالعدالة والبراعة في علم العربية ، حتى زعموا أنه قال : إني لأستحي من الله أن أقرأ : (إن هذان ) يعنون : بالرفع وتشديد (إن ) ، وكيف يجوز أن يعتقد بأحد من المسلمين أنه يستحيي من قراءة ما صح وتواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مع أن أبا عمرو وغيره من الأئمة كانوا ينشدون ويسمعون الأشعار المنحولة والغريبة ، ولا يؤخذ ذلك عليهم ، انتهى .
يريدان أن يخرجاكم من أرضكم مصر بسحرهما ويذهبا بطريقتكم بدينكم وشريعتكم المثلى تأنيث الأمثل ، وهو الأعدل .
* * *