[ ص: 429 ] لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين .
[37] لن ينال الله لن ترفع إليه لحومها ولا دماؤها وذلك ، فنزلت الآية : أن الجاهلية كانوا إذا نحروا البدن ، لطخوا الكعبة بدمائها قربة إلى الله تعالى ولكن يناله التقوى منكم يعني : النية والإخلاص ، وما أريد به وجه الله . قرأ يعقوب : (لن تنال ) (ولكن تناله ) بالتاء على التأنيث فيهما ؛ لتأنيث الجماعة ، وتأنيث التقوى ، وقرأهما الباقون : بالياء على التذكير .
كذلك سخرها يعني : البدن لكم لتكبروا الله على ما هداكم لأعلام دينه ، ومناسك حجه ، وهو أن يقول : الله أكبر على ما هدانا ، والحمد لله على ما أبلانا وأولانا ، وقيل : أن يقول الذابح : بسم الله والله أكبر التسمية والتكبير . على الهدي والأضحية وبشر المحسنين الموحدين ، روي أن قوله : المحسنين نزل في الخلفاء الأربعة كما تقدم في المخبتين ، فأما ظاهر اللفظ ، فمقتض للعموم في كل محسن .
* * *