فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب .
[195] فاستجاب لهم ربهم أني أي: بأني لا أضيع لا أهمل.
عمل عامل منكم أيها المؤمنون.
من ذكر أو أنثى قالت "يا رسول الله! إني أسمع الله يذكر الرجال في الهجرة، ولا يذكر النساء" فأنزل الله هذه الآية. أم سلمة:
بعضكم من بعض في النصرة والموالاة. [ ص: 77 ]
فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي أي: ديني وطاعتي، والمراد: المهاجرون; لأنهم أوذوا في الله، وأخرجوا من مكة.
وقاتلوا وقتلوا أي: قاتلوا العدو، ثم قتلوا. قرأ ابن كثير، (وقتلوا) بالتشديد; أي: قطعوا في المعركة، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بتقديم (قتلوا); أي: قتل بعضهم، وقاتل من بقي، وقرأ الباقون بالوجه الذي تقدم تفسيره أولا. وابن عامر:
لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا نصب على المصدر; أي: لأثيبنهم ثوابا.
من عند الله والله عنده حسن الثواب على الطاعة.