ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا .
[123] ولما افتخر اليهود والنصارى، وقالوا للمسلمين: نبينا قبل نبيكم، وكتابنا قبل كتابكم، فنحن أولى بالله منكم، فقال المسلمون: نبينا خاتم الأنبياء، وكتابنا يقضي على الكتب، وقد آمنا بكتابكم، ولم تؤمنوا بكتابنا، فنحن أولى بالله منكم، فنزل قوله تعالى:
ليس بأمانيكم أيها المسلمون. [ ص: 201 ]
ولا أماني أهل الكتاب والأماني: هي ما يتشهاه المرء ويطمع نفسه فيه; أي: ثواب الله لا ينال بالأماني، وإنما الأمر بالعمل الصالح. قرأ ( بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب) بسكون الياء من غير تشديد. أبو جعفر:
من يعمل سوءا مبتدأ، وهو شرط جوابه:
يجز به عاجلا أو آجلا.
وهذه الآية عامة في حق كل عامل، فأما مجازاة الكافر، فالنار، وأما المؤمن، فنكبات الدنيا، قال رضي الله عنه: لما نزلت أبو بكر من يعمل سوءا يجز به قلت: يا رسول الله! ما أشد هذه الآية! فقال: "يا أبا بكر! أما تحزن، أما تمرض، أما تصيبك اللأواء؟ فهذا بذلك".
ولا يجد له من دون الله وليا يواليه.
ولا نصيرا ينصره في دفع العذاب.
وفي قوله تعالى: من يعمل سوءا يجز به من الأمثال الدائرة على ألسن الناس: ما تزرع تحصد.