وأما كتأويل من تأول: استوى، بمعنى استولى، ونحوه، فهذا - عند السلف والأئمة - باطل لا حقيقة له، بل هو من باب تحريف الكلم عن مواضعه، التأويل بمعنى: صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح، [ ص: 383 ] والإلحاد في أسماء الله وآياته.
فلا يقال في مثل هذا التأويل: لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم، بل يقال فيه: قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض [سورة يونس: 18]، كتأويلات الجهمية والقرامطة الباطنية، كتأويل من تأول الصلوات الخمس: بمعرفة أسرارهم، والصيام، بكتمان أسرارهم، والحج: بزيارة شيوخهم، والإمام المبين: وأئمة الكفر: بعلي بن أبي طالب، بطلحة والشجرة الملعونة في القرآن: والزبير، ببني أمية، واللؤلؤ والمرجان: بالحسن والحسين، والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين بأبي بكر وعمر وعثمان والبقرة: وعلي، بعائشة، وفرعون: بالقلب، والنجم والقمر والشمس: بالنفس والعقل، ونحو ذلك.
فهذه التأويلات من باب تحريف الكلم عن مواضعه، والإلحاد في آيات الله، وهي من باب الكذب على الله وعلى رسوله وكتابه، ومثل هذه لا تجعل حقا حتى يقال إن الله استأثر بعلمها، بل هي باطل، مثل شهادة الزور، وكفر الكفار، يعلم الله أنها باطل، والله يعلم عباده بطلانها بالأسباب التي بها يعرف عباده: من نصب الأدلة وغيرها.