الثاني: أن يقال: وما ذكرته من الخلاء إذا قدر أنه لا بد منه، لم يقدح ذلك في علوه الذي يستحقه، كما غاية الكمال في العلو أن لا يكون فوق العالي شيء موجود، والله موصوف بذلك. والممتنع بنفسه الذي ليس بشيء ولا يدخل في العموم لا يكون عدم دخوله نقص في قدرته الشاملة. أنه سبحانه موصوف على كل شيء قدير،
وكذلك فيعلم الأشياء على ما هي عليه، فما لم يكن موجودا لا يعلمه موجودا، كما قال تعالى: هو سبحانه بكل شيء عليم، قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض [سورة يونس: [ ص: 12 ] 18] ، ولا يكون نفي هذا العلم نقصا، بل هو من تمام كماله، لأنه يقتضي أن يعلم الأشياء على ما هي عليه، ونظائر هذا كثيرة.