قلت: أئمة السنة مقصودهم أن الخلق صائرون إلى ما سبق به علم الله منهم من إيمان وكفر، كما في الحديث الآخر: والطبع الكتاب، أي كتب كافرا كما قال: (إن الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا) ، وليس إذا كان الله قد كتبه كافرا، يقتضي أنه حين الولادة كافر، بل يقتضي أنه لا بد أن يكفر، وذلك الكفر هو التغيير، كما أن البهيمة التي ولدت جمعاء، وقد سبق في علمه أنها تجدع، كتب أنها مجدوعة بجدع يحدث لها بعد الولادة، لا يجب أن تكون عند الولادة مجدوعة. (فيكتب رزقه، وأجله وعمله، وشقي أو سعيد)
وكلام في أجوبة أخرى له، يدل على أن أحمد كما ذكر الفطرة عنده: [ ص: 390 ] الإسلام، عنه أنه آخر قوليه، فإنه كان يقول: إن صبيان أهل الحرب إذا سبوا بدون الأبوين كانوا مسلمين، وإن كانوا معهما فهم على دينهما، وإن سبوا مع أحدهما، فعنه روايتان، وكان يحتج بالحديث. محمد بن نصر