وأما الجزء الناري فللناس فيه قولان، قيل: فيه حرارة نارية، وإن يكن فيه جزء من النار، وقيل: بل فيه جزء من النار.
وعلى كل تقدير فتكون الحيوان من العناصر أولى بالإمكان من تكون النار من الشجر الأخضر،
nindex.php?page=treesubj&link=30340فالقادر على أن يخلق من الشجر الأخضر نارا أولى بالقدرة أن يخلق من التراب حيوانا، فإن هذا معتاد، وإن كان ذلك بما يضم إليه من الأجزاء الهوائية والمائية، والمقصود الجمع في المولدات.
ثم قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم [يس: 81] وهذه مقدمة معلومة بالبداهة، ولهذا جاء فيها باستفهام التقرير الدال على أن ذلك
[ ص: 35 ] مستقر معلوم عند المخاطب، كما قال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=33ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا [الفرقان: 33]، ثم بين قدرته العامة بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=82إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون [سورة يس: 82] .
وفي هذا الموضع وغيره من القرآن من الأسرار وبيان الأدلة القطعية على المطالب الدينية ما ليس هذا موضعه، وإنما الغرض التنبيه.
وَأَمَّا الْجُزْءُ النَّارِيُّ فَلِلنَّاسِ فِيهِ قَوْلَانِ، قِيلَ: فِيهِ حَرَارَةٌ نَارِيَّةٌ، وَإِنْ يَكُنْ فِيهِ جُزْءٌ مِنَ النَّارِ، وَقِيلَ: بَلْ فِيهِ جُزْءٌ مِنَ النَّارِ.
وَعَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ فَتَكَوُّنُ الْحَيَوَانِ مِنَ الْعَنَاصِرِ أَوْلَى بِالْإِمْكَانِ مَنْ تَكَوُّنِ النَّارِ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ،
nindex.php?page=treesubj&link=30340فَالْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا أَوْلَى بِالْقُدْرَةِ أَنْ يَخْلُقَ مِنَ التُّرَابِ حَيَوَانًا، فَإِنَّ هَذَا مُعْتَادٌ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ بِمَا يُضَمُّ إِلَيْهِ مِنَ الْأَجْزَاءِ الْهَوَائِيَّةِ وَالْمَائِيَّةِ، وَالْمَقْصُودُ الْجَمْعُ فِي الْمُوَلَّدَاتِ.
ثُمَّ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ [يس: 81] وَهَذِهِ مُقَدِّمَةٌ مَعْلُومَةٌ بِالْبَدَاهَةِ، وَلِهَذَا جَاءَ فِيهَا بِاسْتِفْهَامِ التَّقْرِيرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ
[ ص: 35 ] مُسْتَقِرٌّ مَعْلُومٌ عِنْدَ الْمُخَاطَبِ، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=33وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا [الْفَرْقَانِ: 33]، ثُمَّ بَيَّنَ قُدْرَتَهُ الْعَامَّةَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=82إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [سُورَةُ يس: 82] .
وَفِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْقُرْآنِ مِنَ الْأَسْرَارِ وَبَيَانِ الْأَدِلَّةِ الْقَطْعِيَّةِ عَلَى الْمَطَالِبِ الدِّينِيَّةِ مَا لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهُ، وَإِنَّمَا الْغَرَضُ التَّنْبِيهُ.