مع أن هذه بقدر هذه مرات متناهية، وكون الشيئين لا يتناهيان أزلا وأبدا، مع كون أحدهما بقدر الآخر مرات، مع [ ص: 365 ] كونه مفعولا معلوما مساويا لفاعله في الزمن - هو الذي انفردوا به. وأما الفاعلية فيما لا يتناهى ابتداء وانتهاء، فهو الذي ذكر في هذا الوجه. وعارضهم آخرون: فادعوا أن الواحد من مخلوقاته كالفلك أزلي معه، وأنه لم يزل ولا تزال حوادثه غير متناهية، فهذه الدورات لا تتناهى، وهذه لا تتناهى،
وقد يقال: يلزم مثل هذا في كلمات الله وإرادته التي كل منها غير متناه أزلا وأبدا، وإن كان أحدهما أكثر من الآخر. وقد يذكر هنا أن مقدار القمر أصغر من مقدار الشمس فحركته وإن زادت في الدورات فقد نقصت في المقدار، لكن هذا لا ينفع إلا إذا عرف تساوي مقدار جميع حركات الكواكب التي كل منها غير متناه، وإلا لزم التفاضل فيما لا يتناهى، فإذا كان تساويها باطلا كان هذا السؤال باطلا.