وأيضا فقد تنازع الناس فيمن هل يصح منه القضاء، أم قد استقر عليه الذنب فلا يقبل منه القضاء؟ على قولين معروفين، وليس هذا موضع هذا. فوت الصلاة عمدا بغير عذر والصوم،
وإنما المقصود هنا أنه ليس في علماء المسلمين من يقول بسقوط الصلاة عمن هو عاقل على أي حال كان.
فمن تأول قوله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين [سورة الحجر: 99]، على سقوط العبادة بحصول المعرفة فإنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل. والمراد بالآية: اعبد ربك حتى تموت، كما قال لم يجعل الله لعبادة المؤمن أجلا دون الموت، وقرأ الآية. واليقين هو ما يعاينه الميت فيوقن به، كما قال الله تعالى عن أهل النار: الحسن البصري: وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين [سورة المدثر: 46 – 47] وفي الصحيح قال: أما عثمان بن مظعون. عثمان فقد جاءه اليقين من ربه. لما مات أن النبي صلى الله عليه وسلم
والمقصود هنا أن هؤلاء الملاحدة، ومن شركهم في نوع من إلحادهم، لما ظنوا أن كمال النفس في مجرد العلم، وظنوا أن ذلك إذا حصل فلا [ ص: 274 ] حاجة إلى العمل، وظنوا أن ذلك حصل لهم، ظنوا سقوط الواجبات العامة عنهم وحل المحرمات العامة لهم.