وهذا مما ينبغي للمؤمن تدبره، فإنه إذا حاسب نفسه على ذلك، علم تصديق ذلك. ومما بين هذا:
[ ص: 210 ] الوجه الثاني والعشرون
وهو أن يقال: إن
nindex.php?page=treesubj&link=34330الله سبحانه ذم من ذمه من أهل الكفر على أنهم يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا.
كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=98قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=99قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون [سورة آل عمران: 98-99] .
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=86ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم [سورة الأعراف: 86] .
وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18ألا لعنة الله على الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=19الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا [سورة هود: 18-19] .
وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=2وويل للكافرين من عذاب شديد nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=3الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله [سورة إبراهيم: 2] .
ومعلوم أن سبيل الله هو ما بعث به رسله مما أمر به وأخبر عنه،
nindex.php?page=treesubj&link=34330_30172فمن نهى الناس نهيا مجردا عن تصديق رسل الله وطاعتهم، فقد صدهم عن سبيل الله، فكيف إذا نهاهم عن التصديق بما أخبرت به الرسل، وبين أن العقل يناقض ذلك، وأنه يجب تقديمه على ما أخبرت به الرسل؟ .
[ ص: 211 ]
ومعلوم أن
nindex.php?page=treesubj&link=29616من زعم أن العقل الصريح الذي يجب اتباعه، يناقض ما جاء به الرسل، وذلك هو سبيل الله، فقد بغى سبيل الله عوجا، أي طلب له العوج، فإنه طلب أن يبين اعوجاج ذلك وميله عن الحق، وأن تلك السبيل الشرعية السمعية المروية عن الأنبياء عوجا لا مستقيمة، وأن المستقيم هو السبيل التي ابتدعها من خالف سبيل الأنبياء.
ويوضح هذا:
وَهَذَا مِمَّا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ تَدَبُّرُهُ، فَإِنَّهُ إِذَا حَاسَبَ نَفْسَهُ عَلَى ذَلِكَ، عَلِمَ تَصْدِيقَ ذَلِكَ. وَمِمَّا بَيَّنَ هَذَا:
[ ص: 210 ] الْوَجْهُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ
وَهُوَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=34330اللَّهَ سُبْحَانَهُ ذَمَّ مَنْ ذَمَّهُ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ عَلَى أَنَّهُمْ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا.
كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=98قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=99قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهِ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: 98-99] .
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=86وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلا فَكَثَّرَكُمْ [سُورَةُ الْأَعْرَافِ: 86] .
وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=19الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا [سُورَةُ هُودٍ: 18-19] .
وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=2وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=3الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [سُورَةُ إِبْرَاهِيمَ: 2] .
وَمَعْلُومٌ أَنَّ سَبِيلَ اللَّهِ هُوَ مَا بَعَثَ بِهِ رُسُلَهُ مِمَّا أَمَرَ بِهِ وَأَخْبَرَ عَنْهُ،
nindex.php?page=treesubj&link=34330_30172فَمَنْ نَهَى النَّاسَ نَهْيًا مُجَرَّدًا عَنْ تَصْدِيقِ رُسُلِ اللَّهِ وَطَاعَتِهِمْ، فَقَدْ صَدَّهُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، فَكَيْفَ إِذَا نَهَاهُمْ عَنِ التَّصْدِيقِ بِمَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ، وَبَيَّنَ أَنَّ الْعَقْلَ يُنَاقِضُ ذَلِكَ، وَأَنَّهُ يَجِبُ تَقْدِيمُهُ عَلَى مَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ؟ .
[ ص: 211 ]
وَمَعْلُومٌ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29616مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْعَقْلَ الصَّرِيحَ الَّذِي يَجِبُ اتِّبَاعُهُ، يُنَاقِضُ مَا جَاءَ بِهِ الرُّسُلُ، وَذَلِكَ هُوَ سَبِيلُ اللَّهِ، فَقَدْ بَغَى سَبِيلَ اللَّهِ عِوَجًا، أَيْ طَلَبَ لَهُ الْعِوَجَ، فَإِنَّهُ طَلَبَ أَنْ يُبَيِّنَ اعْوِجَاجَ ذَلِكَ وَمَيْلَهُ عَنِ الْحَقِّ، وَأَنَّ تِلْكَ السَّبِيلَ الشَّرْعِيَّةَ السَّمْعِيَّةَ الْمَرْوِيَّةَ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ عِوَجًا لَا مُسْتَقِيمَةٌ، وَأَنَّ الْمُسْتَقِيمَ هُوَ السَّبِيلُ الَّتِي ابْتَدَعَهَا مَنْ خَالَفَ سَبِيلَ الْأَنْبِيَاءِ.
وَيُوَضِّحُ هَذَا: