يحقق هذا:
الوجه السادس والعشرون
وهو أن يقال: إن
nindex.php?page=treesubj&link=32428_34095الله ذم أهل الكتاب على كتمان ما أنزل الله، وعلى الكذب فيه، وعلى تحريفه، وعلى عدم فهمه.
قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=75أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=76وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=77أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=78ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني [ ص: 224 ] وإن هم إلا يظنون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=79فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون . [سورة البقرة: 75 – 79].
فذم المحرفين له، والأميين الذين لا يعلمونه إلا أماني، والذين يكذبون فيقولون لما يكتبونه: هو من عند الله، وما هو من عند الله، كما ذم الذين يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب، وقد ذم الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب في غير هذا الموضع.
وهذه الأنواع الأربعة موجودة في الذين يعرضون عن كتاب الله ويعارضونه بآرائهم وأهوائهم، فإنهم تارة يكتمون الأحاديث المخالفة لأقوالهم، ومنهم
nindex.php?page=treesubj&link=29120_28839طوائف يضعون أحاديث نبوية توافق بدعهم، كالحديث الذي تحتج به الفلاسفة: أول ما خلق الله العقل.
يُحَقِّقُ هَذَا:
الْوَجْهُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ
وَهُوَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32428_34095اللَّهَ ذَمَّ أَهْلَ الْكِتَابِ عَلَى كِتْمَانِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ، وَعَلَى الْكَذِبِ فِيهِ، وَعَلَى تَحْرِيفِهِ، وَعَلَى عَدَمِ فَهْمِهِ.
قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=75أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=76وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=77أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=78وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ [ ص: 224 ] وَإِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=79فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ . [سُورَةُ الْبَقَرَةِ: 75 – 79].
فَذَمَّ الْمُحَرِّفِينَ لَهُ، وَالْأُمِّيِّينَ الَّذِينَ لَا يُعْلِمُونَهُ إِلَّا أَمَانِيَّ، وَالَّذِينَ يَكْذِبُونَ فَيَقُولُونَ لِمَا يَكْتُبُونَهُ: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، كَمَا ذَمَّ الَّذِينَ يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ، وَقَدْ ذَمَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
وَهَذِهِ الْأَنْوَاعُ الْأَرْبَعَةُ مَوْجُودَةٌ فِي الَّذِينَ يُعْرِضُونَ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ وَيُعَارِضُونَهُ بِآرَائِهِمْ وَأَهْوَائِهِمْ، فَإِنَّهُمْ تَارَةً يَكْتُمُونَ الْأَحَادِيثَ الْمُخَالِفَةَ لِأَقْوَالِهِمْ، وَمِنْهُمْ
nindex.php?page=treesubj&link=29120_28839طَوَائِفُ يَضَعُونَ أَحَادِيثَ نَبَوِيَّةً تُوَافِقُ بِدَعَهُمْ، كَالْحَدِيثِ الَّذِي تَحْتَجُّ بِهِ الْفَلَاسِفَةُ: أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلُ.