قلت: قد قال
nindex.php?page=showalam&ids=16349عبد الرحمن بن مهدي، وغيره من أئمة السنة: هما صنفان فاحذروهما:
الجهمية والرافضة.
وهذا الذي حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=14274عثمان بن سعيد عن هذا الرجل هو لسان حال أئمة
الجهمية المتشيعة،
كالقرامطة الباطنية، من
الإسماعيلية والنصيرية ونحوهم، وهم رؤوس الملاحدة وأئمتهم، وقد دخل كثير من إلحادهم على كثير من
الشيعة والمتكلمين، من
المعتزلة، والنجارية، والضرارية، والأشعرية، والكرامية، ومن أهل التصوف والفقه والحديث والتفسير والعامة.
لكن عامة هؤلاء لا يعتقدون الزندقة، بل يقرون بنبوة النبي صلى الله
[ ص: 308 ] عليه وسلم، لكن دخل فيهم نوع من الإلحاد، وشعبة من شعب النفاق والزندقة أضعف إيمانهم، وحصل في قلوبهم نوع شك وشبهة في كثير مما جاء به الرسول، مع تصديقهم للرسول.
وتجدهم في هذا الباب في حيرة واضطراب، وشك وارتياب، لم يحققوا ما ذكره الله تعالى في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون [سورة الحجرات: 15] ، ولكن
nindex.php?page=treesubj&link=30563_28844ليس كل من دخل عليه شعبة من شعب النفاق والزندقة، فقبلها جهلا أو ظلما، يكون كافرا منافقا في الباطن، بل قد يكون معه من الإيمان بالله ورسوله ما يجزيه الله عليه، ولا يظلم ربك أحدا.
قُلْتَ: قَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16349عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَغَيْرُهُ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ: هُمَا صِنْفَانِ فَاحْذَرُوهُمَا:
الْجَهْمِيَّةُ وَالرَّافِضَةُ.
وَهَذَا الَّذِي حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14274عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ هُوَ لِسَانُ حَالِ أَئِمَّةِ
الْجَهْمِيَّةِ الْمُتَشَيِّعَةِ،
كَالْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ، مِنَ
الْإِسْمَاعِيلِيَّةِ وَالنُّصَيْرِيَّةِ وَنَحْوِهِمْ، وَهُمْ رُؤُوسُ الْمَلَاحِدَةِ وَأَئِمَّتُهُمْ، وَقَدْ دَخَلَ كَثِيرٌ مِنْ إِلْحَادِهِمْ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ
الشِّيعَةِ وَالْمُتَكَلِّمِينَ، مِنَ
الْمُعْتَزِلَةِ، وَالنَّجَّارِيَّةِ، وَالضِّرَارِيَّةِ، وَالْأَشْعَرِيَّةِ، وَالْكَرَّامِيَّةِ، وَمِنْ أَهْلِ التَّصَوُّفِ وَالْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ وَالتَّفْسِيرِ وَالْعَامَّةِ.
لَكِنَّ عَامَّةَ هَؤُلَاءِ لَا يَعْتَقِدُونَ الزَّنْدَقَةَ، بَلْ يُقِرُّونَ بِنُبُوَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
[ ص: 308 ] عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَكِنْ دَخَلَ فِيهِمْ نَوْعٌ مِنَ الْإِلْحَادِ، وَشُعْبَةٌ مِنْ شُعَبِ النِّفَاقِ وَالزَّنْدَقَةِ أَضْعَفَ إِيمَانَهُمْ، وَحَصَلَ فِي قُلُوبِهِمْ نَوْعُ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ فِي كَثِيرٍ مِمَّا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، مَعَ تَصْدِيقِهِمْ لِلرَّسُولِ.
وَتَجِدُهُمْ فِي هَذَا الْبَابِ فِي حَيْرَةٍ وَاضْطِرَابٍ، وَشَكٍّ وَارْتِيَابٍ، لَمْ يُحَقِّقُوا مَا ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [سُورَةُ الْحُجُرَاتِ: 15] ، وَلَكِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30563_28844لَيْسَ كُلُّ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ شُعْبَةٌ مِنْ شُعَبِ النِّفَاقِ وَالزَّنْدَقَةِ، فَقَبِلَهَا جَهْلًا أَوْ ظُلْمًا، يَكُونُ كَافِرًا مُنَافِقًا فِي الْبَاطِنِ، بَلْ قَدْ يَكُونُ مَعَهُ مِنَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ مَا يَجْزِيهِ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا.