[ ص: 172 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=221nindex.php?page=treesubj&link=28997_29567_18981_18993_19229_18944هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ( 221 )
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=222تنزل على كل أفاك أثيم ( 222 )
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=223يلقون السمع وأكثرهم كاذبون ( 223 )
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224والشعراء يتبعهم الغاوون ( 224 )
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=225ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ( 225 )
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=226وأنهم يقولون ما لا يفعلون ( 226 )
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ( 227 ) ) .
يقول تعالى مخاطبا لمن زعم من المشركين أن ما جاء به الرسول ليس حقا ، وأنه شيء افتعله من تلقاء نفسه ، أو أنه أتاه به رئي من الجن ، فنزه الله سبحانه جناب رسوله عن قولهم وافترائهم ، ونبه أن ما جاء به إنما هو [ الحق ] من عند الله ، وأنه تنزيله ووحيه ، نزل به ملك كريم أمين عظيم ، وأنه ليس من قبيل الشياطين ، فإنهم ليس لهم رغبة في مثل هذا القرآن العظيم ، وإنما ينزلون على من يشاكلهم ويشابههم من الكهان الكذبة ; ولهذا قال الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=221هل أنبئكم ) أي : أخبركم . )
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=221على من تنزل الشياطين .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=222تنزل على كل أفاك أثيم ) أي : كذوب في قوله ، وهو الأفاك الأثيم ، أي الفاجر في أفعاله . فهذا هو الذي تنزل عليه الشياطين كالكهان وما جرى مجراهم من الكذبة الفسقة ، فإن الشياطين أيضا كذبة فسقة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=223يلقون السمع ) أي : يسترقون السمع من السماء ، فيسمعون الكلمة من علم الغيب ، فيزيدون معها مائة كذبة ، ثم يلقونها إلى أوليائهم من الإنس فيتحدثون بها ، فيصدقهم الناس في كل ما قالوه ، بسبب صدقهم في تلك الكلمة التي سمعت من السماء ، كما صح بذلك الحديث ، كما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، من حديث
الزهري : أخبرني
يحيى بن عروة بن الزبير ، أنه سمع
عروة بن الزبير يقول : قالت
عائشة ، رضي الله عنها :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822317سأل ناس النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الكهان ، فقال : " إنهم ليسوا بشيء " . قالوا : يا رسول الله ، فإنهم يحدثون بالشيء يكون حقا ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني ، فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة ، فيخلطون معها أكثر من مائة كذبة " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي ، حدثنا
سفيان ، حدثنا
عمرو قال : سمعت
عكرمة يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول : إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822318 " إذا قضى الله الأمر في السماء ، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله ، كأنها سلسلة على صفوان ، حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا للذي قال : الحق وهو العلي الكبير . فيسمعها مسترقو السمع ، ومسترقو السمع ، هكذا بعضهم فوق بعض " . ووصف
سفيان بيده فحرفها ، وبدد بين أصابعه
nindex.php?page=hadith&LINKID=822319 " فيسمع الكلمة ، فيلقيها إلى من تحته ، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته ، حتى يلقيها على لسان الساحر - أو الكاهن - فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها ، وربما ألقاها قبل أن يدركه ، فيكذب معها مائة كذبة . فيقال : أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا : كذا وكذا ؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء " . انفرد به البخاري .
[ ص: 173 ]
وروى
مسلم من حديث
الزهري ، عن
علي بن الحسين ، عن
ابن عباس ، عن رجال من
الأنصار قريبا من هذا . وسيأتي عند قوله تعالى في سبأ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23حتى إذا فزع عن قلوبهم ) الآية [ سبأ : 23 ] ، [ إن شاء الله تعالى ] .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : وقال
الليث : حدثني
خالد بن يزيد ، عن
سعيد بن أبي هلال : أن
أبا الأسود أخبره ، عن
عروة ، عن
عائشة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822320 " إن الملائكة تحدث في العنان - والعنان : الغمام - بالأمر [ يكون ] في الأرض ، فتسمع الشياطين الكلمة ، فتقرها في أذن الكاهن كما تقر القارورة ، فيزيدون معها مائة كذبة " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في موضع آخر من كتاب " بدء الخلق " عن
nindex.php?page=showalam&ids=15974سعيد بن أبي مريم ، عن
الليث ، عن
عبد الله بن أبي جعفر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11823أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن ، عن
عروة ، عن
عائشة ، بنحوه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224والشعراء يتبعهم الغاوون ) قال
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس : يعني : الكفار ؛ يتبعهم ضلال الإنس والجن . وكذا قال
مجاهد ، رحمه الله ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وغيرهما .
وقال
عكرمة : كان الشاعران يتهاجيان ، فينتصر لهذا فئام من الناس ، ولهذا فئام من الناس ، فأنزل الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224والشعراء يتبعهم الغاوون ) .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
قتيبة ، حدثنا
ليث ، عن
ابن الهاد ، عن
يحنس - مولى مصعب بن الزبير - عن
أبي سعيد قال : بينما نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعرج ، إذ عرض شاعر ينشد ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822321 " خذوا الشيطان - أو أمسكوا الشيطان - لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا " .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=225ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ) : قال
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس : في كل لغو يخوضون .
وقال
الضحاك عن
ابن عباس : في كل فن من الكلام . وكذا قال
مجاهد وغيره .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري : قد - والله - رأينا أوديتهم التي يهيمون فيها ، مرة في شتمة فلان ، ومرة في مدحة فلان .
وقال
قتادة : الشاعر يمدح قوما بباطل ، ويذم قوما بباطل .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=226وأنهم يقولون ما لا يفعلون ) قال
العوفي ، عن
ابن عباس : كان رجلان على عهد رسول الله ، أحدهما من الأنصار ، والآخر من قوم آخرين ، وإنهما تهاجيا ، فكان مع كل
[ ص: 174 ] واحد منهما غواة من قومه - وهم السفهاء - فقال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون ) .
. وقال
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس : أكثر قولهم يكذبون فيه .
وهذا الذي قاله
ابن عباس ، رضي الله عنه ، هو الواقع في نفس الأمر ; فإن الشعراء يتبجحون بأقوال وأفعال لم تصدر منهم ولا عنهم ، فيتكثرون بما ليس لهم ; ولهذا اختلف العلماء ، رحمهم الله ، فيما إذا اعترف الشاعر في شعره بما يوجب حدا : هل يقام عليه بهذا الاعتراف أم لا لأنهم يقولون ما لا يفعلون ؟ على قولين . وقد ذكر
محمد بن إسحاق ،
ومحمد بن سعد في الطبقات ،
nindex.php?page=showalam&ids=14413والزبير بن بكار في كتاب الفكاهة : أن أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، استعمل
النعمان بن عدي بن نضلة على
" ميسان " - من أرض
البصرة - وكان يقول الشعر ، فقال :
ألا هل أتى الحسناء أن حليلها بميسان ، يسقى في زجاج وحنتم إذا شئت غنتني دهاقين قرية
ورقاصة تجذو على كل منسم فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني
ولا تسقني بالأصغر المتثلم لعل أمير المؤمنين يسوءه
تنادمنا بالجوسق المتهدم
فلما بلغ [ ذلك ] أمير المؤمنين قال : أي والله ، إنه ليسوءني ذلك ، ومن لقيه فليخبره أني قد عزلته . وكتب إليه : بسم الله الرحمن الرحيم (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=1حم .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=2تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ) [ غافر : 1 - 3 ] أما بعد فقد بلغني قولك :
لعل أمير المؤمنين يسوءه تنادمنا بالجوسق المتهدم
وايم الله ، إنه ليسوءني وقد عزلتك . فلما قدم على
عمر بكته بهذا الشعر ، فقال : والله - يا أمير المؤمنين - ما شربتها قط ، وما ذاك الشعر إلا شيء طفح على لساني . فقال
عمر : أظن ذلك ، ولكن والله لا تعمل لي على عمل أبدا ، وقد قلت ما قلت .
فلم يذكر أنه حده على الشراب ، وقد ضمنه شعره ; لأنهم يقولون ما لا يفعلون ، ولكنه ذمه
عمر ، رضي الله عنه ، ولامه على ذلك وعزله به . ولهذا جاء في الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822322 " لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا ، يريه خير له من أن يمتلئ شعرا " .
والمراد من هذا : أن
nindex.php?page=treesubj&link=23695_18947الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي أنزل عليه القرآن ليس بكاهن ولا بشاعر ;
[ ص: 175 ] لأن حاله مناف لحالهم من وجوه ظاهرة ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=69وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين ) [ يس : 69 ] وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=40إنه لقول رسول كريم .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=41وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=42ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=43تنزيل من رب العالمين ) [ الحاقة : 40 - 43 ] ، وهكذا قال هاهنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=192وإنه لتنزيل رب العالمين .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نزل به الروح الأمين .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=194على قلبك لتكون من المنذرين .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=195بلسان عربي مبين ) إلى أن قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=210وما تنزلت به الشياطين .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=211وما ينبغي لهم وما يستطيعون .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=212إنهم عن السمع لمعزولون ) إلى أن قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=221هل أنبئكم على من تنزل الشياطين .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=222تنزل على كل أفاك أثيم .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=223يلقون السمع وأكثرهم كاذبون .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224والشعراء يتبعهم الغاوون .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=225ألم تر أنهم في كل واد يهيمون .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=226وأنهم يقولون ما لا يفعلون ) .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) : قال
محمد بن إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17368يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن
أبي الحسن سالم البراد - مولى تميم الداري - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826806لما نزلت : ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224والشعراء يتبعهم الغاوون ) ، جاء حسان بن ثابت ، nindex.php?page=showalam&ids=82وعبد الله بن رواحة ، nindex.php?page=showalam&ids=331وكعب بن مالك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يبكون فقالوا : قد علم الله حين أنزل هذه الآية أنا شعراء . فتلا النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) قال : " أنتم " ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وذكروا الله كثيرا ) قال : " أنتم " ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وانتصروا من بعد ما ظلموا ) قال : " أنتم " .
رواه
ابن أبي حاتم .
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ، من رواية
ابن إسحاق .
وقد روى
ابن أبي حاتم أيضا ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13708أبي سعيد الأشج ، عن
أبي أسامة ، عن
الوليد بن كثير ، عن
يزيد بن عبد الله ، عن
أبي الحسن مولى بني نوفل ; أن
nindex.php?page=hadith&LINKID=826807حسان بن ثابت ، nindex.php?page=showalam&ids=82وعبد الله بن رواحة أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين نزلت : ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224والشعراء يتبعهم الغاوون ) يبكيان ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرؤها عليهما : ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224والشعراء يتبعهم الغاوون ) حتى بلغ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) ، قال : " أنتم " .
وقال أيضا : حدثنا أبي ، حدثنا
أبو سلمة حدثنا
حماد بن سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن
عروة قال : لما نزلت : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224والشعراء يتبعهم الغاوون ) إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=226يقولون ما لا يفعلون ) قال
عبد الله بن رواحة : يا رسول الله ، قد علم الله أني منهم . فأنزل الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227ينقلبون ) .
وهكذا قال
ابن عباس ،
وعكرمة ،
ومجاهد ، وقتادة ،
وزيد بن أسلم ، وغير واحد أن هذا استثناء مما تقدم . ولا شك أنه استثناء ، ولكن هذه السورة مكية ، فكيف يكون سبب نزول هذه الآية [ في ] شعراء
الأنصار ؟ في ذلك نظر ، ولم يتقدم إلا مرسلات لا يعتمد عليها ، والله أعلم ، ولكن هذا الاستثناء يدخل فيه شعراء
الأنصار وغيرهم ، حتى يدخل فيه من
nindex.php?page=treesubj&link=24659كان متلبسا من شعراء الجاهلية بذم الإسلام وأهله ، ثم تاب وأناب ، ورجع وأقلع ، وعمل صالحا ، وذكر الله كثيرا في
[ ص: 176 ] مقابلة ما تقدم من الكلام السيئ ، فإن
nindex.php?page=treesubj&link=30496الحسنات يذهبن السيئات ، وامتدح الإسلام وأهله في مقابلة ما كذب بذمه ، كما قال
عبد الله بن الزبعرى حين أسلم :
يا رسول المليك ، إن لساني راتق ما فتقت إذ أنا بور
إذ أجاري الشيطان في سنن الغي ي ومن مال ميله مثبور
وكذلك
nindex.php?page=showalam&ids=9809أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، كان من أشد الناس عداوة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن عمه ، وأكثرهم له هجوا ، فلما أسلم لم يكن أحد أحب إليه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان يمدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدما كان يهجوه ، ويتولاه بعدما كان قد عاداه . وهكذا روى
مسلم في صحيحه ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=826808عن ابن عباس : أن أبا سفيان صخر بن حرب لما أسلم قال : يا رسول الله ، ثلاث أعطنيهن قال : " نعم " . قال : معاوية تجعله كاتبا بين يديك . قال : " نعم " . قال : وتؤمرني حتى أقاتل الكفار ، كما كنت أقاتل المسلمين . قال : " نعم " . وذكر الثلاثة .
ولهذا قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا ) قيل : معناه : ذكروا الله كثيرا في كلامهم . وقيل : في شعرهم ، وكلاهما صحيح مكفر لما سبق .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وانتصروا من بعد ما ظلموا ) قال
ابن عباس : يردون على الكفار الذين كانوا يهجون به المؤمنين . وكذا قال
مجاهد ، وقتادة ، وغير واحد . وهذا كما ثبت في الصحيح : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال
لحسان :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822323 " اهجهم - أو قال : هاجهم - وجبريل معك " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عبد الرزاق ، حدثنا
معمر ، عن
الزهري ، عن
عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن أبيه أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إن الله ، عز وجل ، قد أنزل في الشعر ما أنزل ، فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822324 " إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه ، والذي نفسي بيده ، لكأن ما ترمونهم به نضح النبل " .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=52يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ) [ غافر : 52 ] وفي الصحيح : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822022 " إياكم والظلم ، فإن nindex.php?page=treesubj&link=19939_25987_25986_30531_29494الظلم ظلمات يوم القيامة " .
وقال
قتادة بن دعامة في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) يعني : من الشعراء وغيرهم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي : حدثنا
إياس بن أبي تميمة ، قال : حضرت
الحسن ومر عليه بجنازة نصراني ، فقال
الحسن : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .
وقال
عبد الله بن رباح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16232صفوان بن محرز : أنه كان إذا قرأ هذه الآية - بكى حتى أقول : قد اندق قضيب زوره - (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .
[ ص: 177 ]
وقال
ابن وهب : أخبرني
ابن سريج الإسكندراني ، عن بعض المشيخة : أنهم كانوا بأرض
الروم ، فبينما هم ليلة على نار يشتوون عليها - أو : يصطلون - إذا بركاب قد أقبلوا ، فقاموا إليهم ، فإذا
فضالة بن عبيد فيهم ، فأنزلوه فجلس معهم - قال : وصاحب لنا قائم يصلي - قال حتى مر بهذه الآية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) قال
فضالة بن عبيد : هؤلاء الذين يخربون البيت .
وقيل : المراد بهم أهل
مكة . وقيل : الذين ظلموا من المشركين . والصحيح أن هذه الآية عامة في كل ظالم ، كما قال
ابن أبي حاتم : ذكر عن
زكريا بن يحيى الواسطي : حدثني
الهيثم بن محفوظ أبو سعد النهدي ، حدثنا
محمد بن عبد الرحمن بن المجير حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن
عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : كتب أبي وصيته سطرين : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به
أبو بكر بن أبي قحافة ، عند خروجه من الدنيا ، حين يؤمن الكافر ، وينتهي الفاجر ، ويصدق الكاذب : إني استخلفت عليكم
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، فإن يعدل فذاك ظني به ، ورجائي فيه ، وإن يجر ويبدل فلا أعلم الغيب ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .
آخر تفسير سورة " الشعراء " والحمد لله رب العالمين .
[ ص: 172 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=221nindex.php?page=treesubj&link=28997_29567_18981_18993_19229_18944هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ( 221 )
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=222تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ( 222 )
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=223يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ( 223 )
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ( 224 )
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=225أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ( 225 )
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=226وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ( 226 )
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ( 227 ) ) .
يَقُولُ تَعَالَى مُخَاطِبًا لِمَنْ زَعَمَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ لَيْسَ حَقًّا ، وَأَنَّهُ شَيْءٌ افْتَعَلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ ، أَوْ أَنَّهُ أَتَاهُ بِهِ رَئِيٌّ مِنَ الْجِنِّ ، فَنَزَّهَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ جَنَابَ رَسُولِهِ عَنْ قَوْلِهِمْ وَافْتِرَائِهِمْ ، وَنَبَّهَ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ إِنَّمَا هُوَ [ الْحَقُّ ] مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَأَنَّهُ تَنْزِيلُهُ وَوَحْيُهُ ، نَزَلَ بِهِ مَلَكٌ كَرِيمٌ أَمِينٌ عَظِيمٌ ، وَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ قَبِيلِ الشَّيَاطِينِ ، فَإِنَّهُمْ لَيْسَ لَهُمْ رَغْبَةٌ فِي مِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَإِنَّمَا يَنْزِلُونَ عَلَى مَنْ يُشَاكِلُهُمْ وَيُشَابِهُهُمْ مِنَ الْكُهَّانِ الْكَذَبَةِ ; وَلِهَذَا قَالَ اللَّهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=221هَلْ أُنَبِّئُكُمْ ) أَيْ : أُخْبِرُكُمْ . )
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=221عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=222تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ) أَيْ : كَذُوبٍ فِي قَوْلِهِ ، وَهُوَ الْأَفَّاكُ الْأَثِيمُ ، أَيِ الْفَاجِرُ فِي أَفْعَالِهِ . فَهَذَا هُوَ الَّذِي تَنَزَّلُ عَلَيْهِ الشَّيَاطِينُ كَالْكُهَّانِ وَمَا جَرَى مَجْرَاهُمْ مِنَ الْكَذَبَةِ الْفَسَقَةِ ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ أَيْضًا كَذَبَةٌ فَسَقَةٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=223يُلْقُونَ السَّمْعَ ) أَيْ : يَسْتَرِقُونَ السَّمْعَ مِنَ السَّمَاءِ ، فَيَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ ، فَيَزِيدُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ ، ثُمَّ يُلْقُونَهَا إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ مِنَ الْإِنْسِ فَيَتَحَدَّثُونَ بِهَا ، فَيُصَدِّقُهُمُ النَّاسُ فِي كُلِّ مَا قَالُوهُ ، بِسَبَبِ صِدْقِهِمْ فِي تِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ ، كَمَا صَحَّ بِذَلِكَ الْحَدِيثُ ، كَمَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ، مِنْ حَدِيثِ
الزُّهْرِيِّ : أَخْبَرَنِي
يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ
عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ : قَالَتْ
عَائِشَةُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822317سَأَلَ نَاسٌ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الْكُهَّانِ ، فَقَالَ : " إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِشَيْءٍ " . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ بِالشَّيْءِ يَكُونُ حَقًّا ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ يَخْطِفُهَا الْجِنِّيُّ ، فَيُقَرْقِرُهَا فِي أُذُنِ وَلَيِّهِ كَقَرْقَرَةِ الدَّجَاجَةِ ، فَيَخْلِطُونَ مَعَهَا أَكْثَرَ مِنْ مَائِةِ كَذِبَةٍ " .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ أَيْضًا : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14171الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا
عَمْرٌو قَالَ : سَمِعْتُ
عِكْرِمَةَ يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822318 " إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ، ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ ، كَأَنَّهَا سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ ، حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا : مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قَالُوا لِلَّذِي قَالَ : الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ . فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُو السَّمْعِ ، وَمُسْتَرِقُو السَّمْعِ ، هَكَذَا بَعْضُهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ " . وَوَصَفَ
سُفْيَانُ بِيَدِهِ فَحَرَّفَهَا ، وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=822319 " فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ ، فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ ، ثُمَّ يُلْقِيهَا الْآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ ، حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ - أَوِ الْكَاهِنِ - فَرُبَّمَا أَدْرَكَهُ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا ، وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذِبَةٍ . فَيُقَالُ : أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا : كَذَا وَكَذَا ؟ فَيَصْدُقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي سَمِعَ مِنَ السَّمَاءِ " . انْفَرَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ .
[ ص: 173 ]
وَرَوَى
مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ رِجَالٍ مِنَ
الْأَنْصَارِ قَرِيبًا مِنْ هَذَا . وَسَيَأْتِي عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سَبَأٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ) الْآيَةَ [ سَبَأٍ : 23 ] ، [ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ] .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : وَقَالَ
اللَّيْثُ : حَدَّثَنِي
خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ : أَنَّ
أَبَا الْأَسْوَدِ أَخْبَرَهُ ، عَنْ
عُرْوَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822320 " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَحَدَّثُ فِي الْعَنَانِ - وَالْعَنَانُ : الْغَمَامُ - بِالْأَمْرِ [ يَكُونُ ] فِي الْأَرْضِ ، فَتَسْمَعُ الشَّيَاطِينُ الْكَلِمَةَ ، فَتَقُرُّهَا فِي أُذُنِ الْكَاهِنِ كَمَا تُقَرُّ الْقَارُورَةُ ، فَيَزِيدُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ " .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ كِتَابِ " بَدْءِ الْخَلْقِ " عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15974سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنِ
اللَّيْثِ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11823أَبِي الْأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
عُرْوَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، بِنَحْوِهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ) قَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : يَعْنِي : الْكُفَّارَ ؛ يَتْبَعُهُمْ ضُلَّالُ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ . وَكَذَا قَالَ
مُجَاهِدٌ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَغَيْرُهُمَا .
وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : كَانَ الشَّاعِرَانِ يَتَهَاجَيَانِ ، فَيَنْتَصِرُ لِهَذَا فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ ، وَلِهَذَا فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ) .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ ، حَدَّثَنَا
لَيْثٌ ، عَنِ
ابْنِ الْهَادِ ، عَنْ
يُحَنِّسَ - مَوْلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ - عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْعَرْجِ ، إِذْ عَرَضَ شَاعِرٌ يُنْشِدُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822321 " خُذُوا الشَّيْطَانَ - أَوْ أَمْسِكُوا الشَّيْطَانَ - لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا " .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=225أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ) : قَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : فِي كُلِّ لَغْوٍ يَخُوضُونَ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : فِي كُلِّ فَنٍّ مِنَ الْكَلَامِ . وَكَذَا قَالَ
مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : قَدْ - وَاللَّهِ - رَأَيْنَا أَوْدِيَتَهُمُ الَّتِي يَهِيمُونَ فِيهَا ، مَرَّةً فِي شَتْمَةِ فُلَانٍ ، وَمَرَّةً فِي مِدْحَةِ فُلَانٍ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : الشَّاعِرُ يَمْدَحُ قَوْمًا بِبَاطِلٍ ، وَيَذُمُّ قَوْمًا بِبَاطِلٍ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=226وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ) قَالَ
الْعَوْفِيُّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : كَانَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ، أَحَدُهُمَا مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَالْآخَرُ مِنْ قَوْمٍ آخَرِينَ ، وَإِنَّهُمَا تَهَاجَيَا ، فَكَانَ مَعَ كُلِّ
[ ص: 174 ] وَاحِدٍ مِنْهُمَا غُوَاةٌ مِنْ قَوْمِهِ - وَهُمُ السُّفَهَاءُ - فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ) .
. وَقَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : أَكْثَرُ قَوْلِهِمْ يَكْذِبُونَ فِيهِ .
وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، هُوَ الْوَاقِعُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ ; فَإِنَّ الشُّعَرَاءَ يَتَبَجَّحُونَ بِأَقْوَالٍ وَأَفْعَالٍ لَمْ تَصْدُرْ مِنْهُمْ وَلَا عَنْهُمْ ، فَيَتَكَثَّرُونَ بِمَا لَيْسَ لَهُمْ ; وَلِهَذَا اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ ، رَحِمَهُمُ اللَّهُ ، فِيمَا إِذَا اعْتَرَفَ الشَّاعِرُ فِي شِعْرِهِ بِمَا يُوجِبُ حَدًّا : هَلْ يُقَامُ عَلَيْهِ بِهَذَا الِاعْتِرَافِ أَمْ لَا لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ . وَقَدْ ذَكَرَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14413وَالزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ فِي كِتَابِ الْفُكَاهَةِ : أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، اسْتَعْمَلَ
النُّعْمَانَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ نَضْلَةَ عَلَى
" مَيْسَانَ " - مِنْ أَرْضِ
الْبَصْرَةِ - وَكَانَ يَقُولُ الشِّعْرَ ، فَقَالَ :
أَلَا هَلْ أتَى الْحَسْنَاءَ أَنَّ حَلِيلَها بِمَيْسَانَ ، يُسقَى في زُجَاجٍ وَحَنْتَمِ إِذَا شئْتُ غَنَّتْنِي دَهَاقِينُ قَرْيَةٍ
وَرَقَّاصَةٌ تَجْذُو عَلَى كُلِّ مَنْسَمِ فإنْ كُنْتَ نُدْمَانِي فَبِالْأَكْبَرِ اسْقِنِي
وَلَا تَسْقِنِي بِالْأَصْغَرِ الْمْتُثَلِّمِ لَعَلَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَسُوءُهُ
تَنَادُمُنَا بِالْجَوْسَقِ الْمُتَهَدِّمِ
فَلَمَّا بَلَغَ [ ذَلِكَ ] أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ : أَيْ وَاللَّهِ ، إِنَّهُ لِيَسُوءُنِي ذَلِكَ ، وَمَنْ لَقِيَهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنِّي قَدْ عَزَلْتُهُ . وَكَتَبَ إِلَيْهِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=1حم .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=2تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) [ غَافِرٍ : 1 - 3 ] أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي قَوْلُكَ :
لَعَلَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَسُوُءُهُ تَنَادُمُنَا بِالْجَوْسَقِ الْمُتَهَدِّمِ
وَايْمُ اللَّهِ ، إِنَّهُ لَيَسُوءُنِي وَقَدْ عَزَلْتُكَ . فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى
عُمَرَ بَكَّتَهُ بِهَذَا الشِّعْرِ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ - يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - مَا شَرِبْتُهَا قَطُّ ، وَمَا ذَاكَ الشِّعْرُ إِلَّا شَيْءٌ طَفَحَ عَلَى لِسَانِي . فَقَالَ
عُمَرُ : أَظُنُّ ذَلِكَ ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَا تَعْمَلْ لِي عَلَى عَمَلٍ أَبَدًا ، وَقَدْ قُلْتَ مَا قُلْتَ .
فَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّهُ حَدَّهُ عَلَى الشَّرَابِ ، وَقَدْ ضَمِنَهُ شِعْرُهُ ; لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ، وَلَكِنَّهُ ذَمَّهُ
عُمَرُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلَامَهُ عَلَى ذَلِكَ وَعَزَلَهُ بِهِ . وَلِهَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822322 " لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا ، يَرِيهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا " .
وَالْمُرَادُ مِنْ هَذَا : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=23695_18947الرَّسُولَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ لَيْسَ بِكَاهِنٍ وَلَا بِشَاعِرٍ ;
[ ص: 175 ] لِأَنَّ حَالَهُ مُنَافٍ لِحَالِهِمْ مِنْ وُجُوهٍ ظَاهِرَةٍ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=69وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ ) [ يس : 69 ] وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=40إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=41وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=42وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=43تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) [ الْحَاقَّةِ : 40 - 43 ] ، وَهَكَذَا قَالَ هَاهُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=192وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=194عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=195بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) إِلَى أَنْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=210وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=211وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=212إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ) إِلَى أَنْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=221هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=222تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=223يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=225أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=226وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ) .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) : قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17368يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ ، عَنْ
أَبِي الْحَسَنِ سَالِمٍ الْبَرَّادِ - مَوْلَى تَمِيمٍ الدَّارِيِّ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826806لَمَّا نَزَلَتْ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ) ، جَاءَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=82وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=331وَكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُمْ يَبْكُونَ فَقَالُوا : قَدْ عَلِمَ اللَّهُ حِينَ أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَةَ أَنَّا شُعَرَاءُ . فَتَلَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) قَالَ : " أَنْتُمْ " ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا ) قَالَ : " أَنْتُمْ " ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ) قَالَ : " أَنْتُمْ " .
رَوَاهُ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ .
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ، مِنْ رِوَايَةِ
ابْنِ إِسْحَاقَ .
وَقَدْ رَوَى
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ أَيْضًا ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13708أَبِي سَعِيدٍ الْأَشَجِّ ، عَنْ
أَبِي أُسَامَةَ ، عَنِ
الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ
أَبِي الْحَسَنِ مَوْلَى بَنِي نَوْفَلٍ ; أَنَّ
nindex.php?page=hadith&LINKID=826807حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=82وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ نَزَلَتْ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ) يَبْكِيَانِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَقْرَؤُهَا عَلَيْهِمَا : ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ) حَتَّى بَلَغَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ، قَالَ : " أَنْتُمْ " .
وَقَالَ أَيْضًا : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17245هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ
عُرْوَةَ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ) إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=226يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ) قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنِّي مِنْهُمْ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227يَنْقَلِبُونَ ) .
وَهَكَذَا قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَعِكْرِمَةُ ،
وَمُجَاهِدٌ ، وقَتَادَةُ ،
وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ هَذَا اسْتِثْنَاءٌ مِمَّا تَقَدَّمَ . وَلَا شَكَّ أَنَّهُ اسْتِثْنَاءٌ ، وَلَكِنَّ هَذِهِ السُّورَةَ مَكِّيَّةٌ ، فَكَيْفَ يَكُونُ سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ [ فِي ] شُعَرَاءِ
الْأَنْصَارِ ؟ فِي ذَلِكَ نَظَرٌ ، وَلَمْ يَتَقَدَّمْ إِلَّا مُرْسَلَاتٌ لَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَلَكِنَّ هَذَا الِاسْتِثْنَاءَ يَدْخُلُ فِيهِ شُعَرَاءُ
الْأَنْصَارِ وَغَيْرُهُمْ ، حَتَّى يَدْخُلَ فِيهِ مَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=24659كَانَ مُتَلَبِّسًا مِنْ شُعَرَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ بِذَمِّ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ ، ثُمَّ تَابَ وَأَنَابَ ، وَرَجَعَ وَأَقْلَعَ ، وَعَمِلَ صَالِحًا ، وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا فِي
[ ص: 176 ] مُقَابَلَةِ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْكَلَامِ السَّيِّئِ ، فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30496الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ، وَامْتَدَحَ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ فِي مُقَابَلَةِ مَا كَذَبَ بِذَمِّهِ ، كَمَا قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَى حِينَ أَسْلَمَ :
يَا رَسُولَ الْمَلِيكِ ، إِنَّ لِسَانِي رَاتِقٌ مَا فَتَقْتُ إِذْ أَنَا بُورُ
إِذْ أُجَارِي الشَّيْطانَ فِي سُنَنِ الْغَيْ يِ وَمَنَ مَالَ مَيْلَهُ مَثْبُورُ
وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=9809أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، كَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ ابْنُ عَمِّهِ ، وَأَكْثَرَهُمْ لَهُ هَجْوًا ، فَلَمَّا أَسَلَمَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ يَمْدَحُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَمَا كَانَ يَهْجُوهُ ، وَيَتَوَلَّاهُ بَعْدَمَا كَانَ قَدْ عَادَاهُ . وَهَكَذَا رَوَى
مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=826808عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ صَخْرَ بْنَ حَرْبٍ لَمَّا أَسْلَمَ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ثَلَاثٌ أَعْطِنِيهِنَّ قَالَ : " نَعَمْ " . قَالَ : مُعَاوِيَةُ تَجْعَلُهُ كَاتِبًا بَيْنَ يَدَيْكَ . قَالَ : " نَعَمْ " . قَالَ : وَتُؤَمِّرُنِي حَتَّى أُقَاتِلَ الْكُفَّارَ ، كَمَا كُنْتُ أُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ . قَالَ : " نَعَمْ " . وَذَكَرَ الثَّلَاثَةَ .
وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا ) قِيلَ : مَعْنَاهُ : ذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا فِي كَلَامِهِمْ . وَقِيلَ : فِي شِعْرِهِمْ ، وَكِلَاهُمَا صَحِيحٌ مُكَفِّرٌ لِمَا سَبَقَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ) قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : يَرُدُّونَ عَلَى الْكُفَّارِ الَّذِينَ كَانُوا يَهْجُونَ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ . وَكَذَا قَالَ
مُجَاهِدٌ ، وقَتَادَةُ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ . وَهَذَا كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ
لِحَسَّانَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822323 " اهْجُهُمْ - أَوْ قَالَ : هَاجِهِمْ - وَجِبْرِيلُ مَعَكَ " .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : إِنَّ اللَّهَ ، عَزَّ وَجَلَّ ، قَدْ أَنْزَلَ فِي الشِّعْرِ مَا أَنْزَلَ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822324 " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِسَيْفِهِ وَلِسَانِهِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَكَأَنَّ مَا تَرْمُونَهُمْ بِهِ نَضْحُ النَّبْلِ " .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=52يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) [ غَافِرٍ : 52 ] وَفِي الصَّحِيحِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822022 " إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ ، فَإِنَّ nindex.php?page=treesubj&link=19939_25987_25986_30531_29494الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .
وَقَالَ
قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) يَعْنِي : مِنَ الشُّعَرَاءِ وَغَيْرِهِمْ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14724أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا
إِيَاسُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ ، قَالَ : حَضَرْتُ
الْحَسَنَ وَمُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةِ نَصْرَانِيٍّ ، فَقَالَ
الْحَسَنُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) .
وَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16232صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ : أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ - بَكَى حَتَّى أَقُولَ : قَدِ انْدَقَّ قَضِيبُ زَوْرِهِ - (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) .
[ ص: 177 ]
وَقَالَ
ابْنُ وَهْبٍ : أَخْبَرَنِي
ابْنُ سُرَيْجٍ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ ، عَنْ بَعْضِ الْمَشْيَخَةِ : أَنَّهُمْ كَانُوا بِأَرْضِ
الرُّومِ ، فَبَيْنَمَا هُمْ لَيْلَةً عَلَى نَارٍ يَشْتَوُونَ عَلَيْهَا - أَوْ : يَصْطَلُونَ - إِذَا بِرِكَابٍ قَدْ أَقْبَلُوا ، فَقَامُوا إِلَيْهِمْ ، فَإِذَا
فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ فِيهِمْ ، فَأَنْزَلُوهُ فَجَلَسَ مَعَهُمْ - قَالَ : وَصَاحِبٌ لَنَا قَائِمٌ يُصَلِّي - قَالَ حَتَّى مَرَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) قَالَ
فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُخَرِّبُونَ الْبَيْتَ .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِهِمْ أَهْلُ
مَكَّةَ . وَقِيلَ : الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ . وَالصَّحِيحُ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ عَامَّةٌ فِي كُلِّ ظَالِمٍ ، كَمَا قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : ذُكِرَ عَنْ
زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى الْوَاسِطِيِّ : حَدَّثَنِي
الْهَيْثَمُ بْنُ مَحْفُوظٍ أَبُو سَعْدٍ النَّهْدِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُجِيرِ حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17245هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : كَتَبَ أَبِي وَصِيَّتَهُ سَطْرَيْنِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ ، عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الدُّنْيَا ، حِينَ يُؤْمِنُ الْكَافِرُ ، وَيَنْتَهِي الْفَاجِرُ ، وَيَصْدُقُ الْكَاذِبُ : إِنِّي اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْكُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، فَإِنْ يَعْدِلْ فَذَاكَ ظَنِّي بِهِ ، وَرَجَائِي فِيهِ ، وَإِنْ يَجُرْ وَيُبَدِّلْ فَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) .
آخَرُ تَفْسِيرِ سُورَةِ " الشُّعَرَاءِ " وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .