(
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=29034_30196يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ( 9 )
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=10وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ( 10 )
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=11ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون ( 11 ) )
[ ص: 133 ]
يقول تعالى آمرا لعباده المؤمنين بكثرة ذكره وناهيا لهم عن أن تشغلهم الأموال ، والأولاد عن ذلك ، ومخبرا لهم بأنه من التهى بمتاع الحياة الدنيا وزينتها عما خلق له من طاعة ربه وذكره ، فإنه من الخاسرين الذين يخسرون أنفسهم ، وأهليهم يوم القيامة ، ثم حثهم على الإنفاق في طاعته فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29034وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ) فكل مفرط يندم عند الاحتضار ، ويسأل طول المدة ولو شيئا يسيرا ، يستعتب ويستدرك ما فاته ، وهيهات ! كان ما كان ، وأتى ما هو آت ، وكل بحسب تفريطه ، أما الكفار فكما قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=44وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال ) [ إبراهيم : 44 ] وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=99حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) [ المؤمنون : 99 ، 100 ]
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=11ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون ) أي : لا ينظر أحدا بعد حلول أجله ، وهو أعلم وأخبر بمن يكون صادقا في قوله وسؤاله ممن لو رد لعاد إلى شر مما كان عليه ; ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=11والله خبير بما تعملون ) وقال
أبو عيسى الترمذي : حدثنا
عبد بن حميد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15637جعفر بن عون ، حدثنا
أبو جناب الكلبي ، عن
الضحاك بن مزاحم ، عن
ابن عباس قال : من كان له مال يبلغه حج بيت ربه ، أو تجب عليه فيه زكاة ، فلم يفعل ، سأل الرجعة عند الموت . فقال رجل : يا
ابن عباس اتق الله ، فإنما يسأل الرجعة الكفار . فقال سأتلو عليك بذلك قرآنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=9يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون ) قال : فما يوجب الزكاة ؟ قال : إذا بلغ المال مائتين فصاعدا . قال : فما يوجب الحج ؟ قال : الزاد والبعير .
ثم قال : حدثنا
عبد بن حميد ، حدثنا
عبد الرزاق ، عن
الثوري ، عن
يحيى بن أبي حية - وهو أبو جناب الكلبي - عن
الضحاك ، عن
ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه
ثم قال : وقد رواه
سفيان بن عيينة ، وغيره ، عن
أبي جناب ، عن
ابن الضحاك ، عن
ابن عباس من قوله . وهو أصح ، وضعف
أبا جناب الكلبي .
[ ص: 134 ]
قلت : رواية
الضحاك ، عن
ابن عباس فيها انقطاع ، والله أعلم .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
ابن نفيل ، حدثنا
سليمان بن عطاء ، عن
مسلمة الجهني ، عن عمه - يعني
أبا مشجعة بن ربعي - عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء رضي الله عنه ، قال : ذكرنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزيادة في العمر فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826909 " إن الله لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها ، وإنما الزيادة في العمر أن يرزق الله العبد ذرية صالحة يدعون له ، فيلحقه دعاؤهم في قبره "
آخر تفسير سورة " المنافقون " ولله الحمد والمنة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=29034_30196يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ( 9 )
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=10وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ( 10 )
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=11وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ( 11 ) )
[ ص: 133 ]
يَقُولُ تَعَالَى آمِرًا لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ بِكَثْرَةِ ذِكْرِهِ وَنَاهِيًا لَهُمْ عَنْ أَنْ تَشْغَلَهُمُ الْأَمْوَالُ ، وَالْأَوْلَادُ عَنْ ذَلِكَ ، وَمُخْبِرًا لَهُمْ بِأَنَّهُ مَنِ الْتَهَى بِمَتَاعِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا عَمَّا خُلِقَ لَهُ مِنْ طَاعَةِ رَبِّهِ وَذِكْرِهِ ، فَإِنَّهُ مِنَ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ يَخْسَرُونَ أَنْفُسَهُمْ ، وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ حَثَّهُمْ عَلَى الْإِنْفَاقِ فِي طَاعَتِهِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29034وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ) فَكُلُّ مُفَرِّطٍ يَنْدَمُ عِنْدَ الِاحْتِضَارِ ، وَيَسْأَلُ طُولَ الْمُدَّةِ وَلَوْ شَيْئًا يَسِيرًا ، يَسْتَعْتِبُ وَيَسْتَدْرِكُ مَا فَاتَهُ ، وَهَيْهَاتَ ! كَانَ مَا كَانَ ، وَأَتَى مَا هُوَ آتٍ ، وَكُلٌّ بِحَسَبِ تَفْرِيطِهِ ، أَمَّا الْكُفَّارُ فَكَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=44وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ ) [ إِبْرَاهِيمَ : 44 ] وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=99حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 99 ، 100 ]
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=11وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) أَيْ : لَا يَنْظُرُ أَحَدًا بَعْدَ حُلُولِ أَجْلِهِ ، وَهُوَ أَعْلَمُ وَأَخْبَرُ بِمَنْ يَكُونُ صَادِقًا فِي قَوْلِهِ وَسُؤَالِهِ مِمَّنْ لَوْ رُدَّ لَعَادَ إِلَى شَرٍّ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ ; وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=11وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) وَقَالَ
أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15637جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ ، عَنِ
الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ يُبَلِّغُهُ حَجَّ بَيْتِ رَبِّهِ ، أَوْ تَجِبُ عَلَيْهِ فِيهِ زَكَاةٌ ، فَلَمْ يَفْعَلْ ، سَأَلَ الرَّجْعَةَ عِنْدَ الْمَوْتِ . فَقَالَ رَجُلٌ : يَا
ابْنَ عَبَّاسٍ اتَّقِ اللَّهَ ، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ الرَّجْعَةَ الْكُفَّارُ . فَقَالَ سَأَتْلُو عَلَيْكَ بِذَلِكَ قُرْآنًا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=9يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) قَالَ : فَمَا يُوجِبُ الزَّكَاةَ ؟ قَالَ : إِذَا بَلَغَ الْمَالُ مِائَتَيْنِ فَصَاعِدًا . قَالَ : فَمَا يُوجِبُ الْحَجَّ ؟ قَالَ : الزَّادُ وَالْبَعِيرُ .
ثُمَّ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنِ
الثَّوْرِيِّ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ أَبِي حَيَّةَ - وَهُوَ أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ - عَنِ
الضَّحَّاكِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنَحْوِهِ
ثُمَّ قَالَ : وَقَدْ رَوَاهُ
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، وَغَيْرُهُ ، عَنْ
أَبِي جَنَابٍ ، عَنِ
ابْنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ قَوْلِهِ . وَهُوَ أَصَحُّ ، وَضَعَّفَ
أَبَا جَنَابٍ الْكَلْبِيَّ .
[ ص: 134 ]
قُلْتُ : رِوَايَةُ
الضَّحَّاكِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِيهَا انْقِطَاعٌ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا
ابْنُ نُفَيْلٍ ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ ، عَنْ
مَسْلَمَةَ الْجُهَنِيِّ ، عَنْ عَمِّهِ - يَعْنِي
أَبَا مَشْجَعَةَ بْنَ رِبْعِيٍّ - عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : ذَكَرْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الزِّيَادَةَ فِي الْعُمْرِ فَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826909 " إِنَّ اللَّهَ لَا يُؤَخِّرُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجْلُهَا ، وَإِنَّمَا الزِّيَادَةُ فِي الْعُمْرِ أَنْ يَرْزُقَ اللَّهُ الْعَبْدَ ذُرِّيَّةً صَالِحَةً يَدْعُونَ لَهُ ، فَيَلْحَقُهُ دُعَاؤُهُمْ فِي قَبْرِهِ "
آخِرُ تَفْسِيرِ سُورَةِ " الْمُنَافِقُونَ " وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ .