يقول تعالى : ( الله يبدأ الخلق ثم يعيده ) أي : كما هو قادر على بداءته فهو قادر على إعادته ، ( ثم إليه ترجعون ) ، أي : يوم القيامة فيجازي كل عامل بعمله .
ثم قال : ( ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ) قال ابن عباس : ييأس المجرمون .
وقال مجاهد : يفتضح المجرمون . وفي رواية : يكتئب المجرمون .
( ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء ) أي : ما شفعت فيهم الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله ، وكفروا بهم وخانوهم أحوج ما كانوا إليهم .
[ ص: 307 ] ثم قال : ( ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون ) : قال قتادة : هي - والله - الفرقة التي لا اجتماع بعدها ، يعني : إذا رفع هذا إلى عليين ، وخفض هذا إلى أسفل السافلين ، فذاك آخر العهد بينهما ; ولهذا قال : ( فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون ) قال مجاهد وقتادة : ينعمون .
وقال : يعني سماع الغناء . والحبرة أعم من هذا كله ، قال يحيى بن أبي كثير العجاج :
الحمد لله الذي أعطى الحبر موالي الحق إن المولى شكر