(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ( 72 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=73ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما ( 73 ) )
قال
العوفي ، عن
ابن عباس : يعني بالأمانة : الطاعة ، وعرضها عليهم قبل أن يعرضها على
آدم ، فلم يطقنها ، فقال
لآدم : إني قد عرضت الأمانة على السماوات والأرض والجبال فلم يطقنها ، فهل أنت آخذ بما فيها ؟ قال : يا رب ، وما فيها ؟ قال : إن أحسنت جزيت ، وإن أسأت عوقبت . فأخذها
آدم فتحملها ، فذلك قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) .
وقال
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس ، الأمانة : الفرائض ، عرضها الله على السماوات والأرض والجبال ، إن أدوها أثابهم . وإن ضيعوها عذبهم ، فكرهوا ذلك وأشفقوا من غير معصية ، ولكن تعظيما لدين الله ألا يقوموا بها ، ثم عرضها على
آدم فقبلها بما فيها ، وهو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) يعني : غرا بأمر الله .
وقال
ابن جرير : حدثنا
ابن بشار ، حدثنا
محمد بن جعفر ، عن
أبي بشر ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس أنه قال في هذه الآية : (
nindex.php?page=treesubj&link=29004_19841_19840إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها ) قال : عرضت على
آدم فقال : خذها بما فيها ، فإن أطعت غفرت لك ، وإن عصيت عذبتك . قال : قبلت ، فما كان إلا قدر ما بين العصر إلى الليل من ذلك اليوم ، حتى أصاب الخطيئة .
وقد روى
الضحاك ، عن
ابن عباس ، قريبا من هذا . وفيه نظر وانقطاع بين
الضحاك وبينه ، والله أعلم . وهكذا قال
مجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ،
والضحاك ، والحسن البصري ، وغير واحد :
[ ص: 489 ] [ ألا ] إن الأمانة هي الفرائض .
وقال آخرون : هي الطاعة .
وقال
الأعمش ، عن
أبي الضحى ، عن
مسروق [ قال ] : قال
أبي بن كعب : من الأمانة أن المرأة اؤتمنت على فرجها .
وقال
قتادة : الأمانة : الدين والفرائض والحدود .
وقال بعضهم : الغسل من الجنابة .
وقال
مالك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم قال : الأمانة ثلاثة : الصلاة ، والصوم ، والاغتسال من الجنابة .
وكل هذه الأقوال لا تنافي بينها ، بل هي متفقة وراجعة إلى أنها التكليف ، وقبول الأوامر والنواهي بشرطها ، وهو أنه إن قام بذلك أثيب ، وإن تركها عوقب ، فقبلها الإنسان على ضعفه وجهله وظلمه ، إلا من وفق الله ، وبالله المستعان .
قال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
عبد العزيز بن المغيرة [ البصري ] ، حدثنا
حماد بن واقد - يعني :
أبا عمر الصفار - سمعت
أبا معمر - يعني : عون بن معمر - يحدث عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن - يعني : البصري - أنه تلا هذه الآية : ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال ) قال : عرضها على السبع الطباق الطرائق التي زينت بالنجوم ، وحملة العرش العظيم ، فقيل لها : هل تحملين الأمانة وما فيها ؟ قالت : وما فيها ؟ قال : قيل لها : إن أحسنت جزيت ، وإن أسأت عوقبت . قالت : لا . ثم عرضها على الأرضين السبع الشداد ، التي شدت بالأوتاد ، وذللت بالمهاد ، قال : فقيل لها : هل تحملين الأمانة وما فيها ؟ قالت : وما فيها ؟ قال : قيل لها : إن أحسنت جزيت ، وإن أسأت عوقبت . قالت : لا . ثم عرضها على الجبال الشم الشوامخ الصعاب الصلاب ، قال : قيل لها : هل تحملين الأمانة وما فيها ؟ قالت : وما فيها ؟ قال : قيل لها : إن أحسنت جزيت ، وإن أسأت عوقبت . قالت : لا .
وقال
مقاتل بن حيان : إن الله حين خلق خلقه ، جمع بين الإنس والجن ، والسماوات والأرض والجبال ، فبدأ بالسماوات فعرض عليهن الأمانة وهي الطاعة ، فقال لهن : أتحملن هذه الأمانة ، ولكن على الفضل والكرامة والثواب في الجنة . . . ؟ فقلن : يا رب ، إنا لا نستطيع هذا الأمر ، وليست بنا قوة ، ولكنا لك مطيعين . ثم عرض الأمانة على الأرضين ، فقال لهن : أتحملن هذه الأمانة وتقبلنها مني ، وأعطيكن الفضل والكرامة ؟ فقلن : لا صبر لنا على هذا يا رب ولا نطيق ، ولكنا لك سامعين مطيعين ، لا نعصيك في شيء تأمرنا به . ثم قرب
آدم فقال له : أتحمل هذه الأمانة وترعاها حق رعايتها ؟ فقال عند ذلك
آدم : ما لي عندك ؟ قال : يا
آدم ، إن أحسنت وأطعت ورعيت الأمانة ، فلك عندي الكرامة والفضل وحسن الثواب في الجنة . وإن عصيت ولم ترعها حق رعايتها
[ ص: 490 ] وأسأت ، فإني معذبك ومعاقبك وأنزلك النار . قال : رضيت [ يا ] رب . وتحملها ، فقال الله عز وجل : قد حملتكها . فذلك قوله : ( وحملها الإنسان ( . رواه
ابن أبي حاتم .
وعن
مجاهد أنه قال : عرضها على السماوات فقالت : يا رب ، حملتني الكواكب وسكان السماء وما ذكر ، وما أريد ثوابا ولا أحمل فريضة . قال : وعرضها على الأرض فقالت : يا رب ، غرست في الأشجار ، وأجريت في الأنهار وسكان الأرض وما ذكر ، وما أريد ثوابا ولا أحمل فريضة . وقالت الجبال مثل ذلك ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) في عاقبة أمره . وهكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج .
وعن
ابن أشوع أنه قال : لما عرض الله عليهن حمل الأمانة ، ضججن إلى الله ثلاثة أيام ولياليهن ، وقلن : ربنا . لا طاقة لنا بالعمل ، ولا نريد الثواب .
ثم قال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
هارون بن زيد بن أبي الزرقاء الموصلي ، حدثنا أبي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17241هشام بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم في هذه الآية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال ) [ الآية ] ، فقال الإنسان : بين أذني وعاتقي فقال الله تعالى : إني معينك عليها ، أي : معينك على عينيك بطبقتين ، فإذا نازعاك إلى ما أكره فأطبق . ومعينك على لسانك بطبقتين ، فإذا نازعك إلى ما أكره فأطبق . ومعينك على فرجك بلباس ، فلا تكشفه إلى ما أكره .
ثم روي عن
أبي حازم نحو هذا .
وقال
ابن جرير : حدثنا
يونس ، حدثنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قول الله ، عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها ) قال : إن الله عرض عليهن الأمانة أن يفترض عليهن الدين ، ويجعل لهن ثوابا وعقابا ، ويستأمنهن على الدين . فقلن : لا نحن مسخرات لأمرك ، لا نريد ثوابا ولا عقابا . قال : وعرضها الله على
آدم فقال : بين أذني وعاتقي . قال
ابن زيد : فقال الله تعالى له : أما إذ تحملت هذا فسأعينك ، أجعل لبصرك حجابا ، فإذا خشيت أن تنظر إلى ما لا يحل لك فأرخ عليه حجابه ، وأجعل للسانك بابا وغلقا ، فإذا خشيت فأغلق ، وأجعل لفرجك لباسا فلا تكشفه إلا على ما أحللت لك .
وقال
ابن جرير : حدثني
سعيد بن عمرو السكوني ، حدثنا
بقية ، حدثنا
عيسى بن إبراهيم ، عن
موسى بن أبي حبيب ، عن
الحكم بن عمير - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" إن الأمانة والوفاء نزلا على ابن آدم مع الأنبياء ، فأرسلوا به ، فمنهم رسول الله ، ومنهم نبي ، ومنهم نبي رسول ، ونزل القرآن وهو كلام الله ، ونزلت العربية والعجمية ، فعلموا أمر القرآن وعلموا أمر السنن بألسنتهم ، ولم يدع الله شيئا من أمره مما يأتون وما يجتنبون وهي الحجج عليهم ، إلا بينه لهم . فليس أهل لسان إلا وهم يعرفون الحسن والقبيح ، ثم الأمانة أول شيء يرفع ويبقى [ ص: 491 ] أثرها في جذور قلوب الناس ، ثم يرفع الوفاء والعهد والذمم وتبقى الكتب ، فعالم يعمل ، وجاهل يعرفها وينكرها ولا يحملها ، حتى وصل إلي وإلى أمتي ، ولا يهلك على الله إلا هالك ، ولا يغفله إلا تارك . فالحذر أيها الناس ، وإياكم والوسواس الخناس ، فإنما يبلوكم أيكم أحسن عملا .
هذا حديث غريب جدا ، وله شواهد من وجوه أخرى .
ثم قال
ابن جرير : حدثنا
محمد بن خلف العسقلاني ، حدثنا
عبد الله بن عبد المجيد الحنفي ، أخبرنا
أبو العوام القطان ، حدثنا
قتادة ، وأبان بن أبي عياش ، عن
خليد العصري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501369 " nindex.php?page=treesubj&link=30415خمس من جاء بهن يوم القيامة مع إيمان دخل الجنة : من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن ، وأعطى الزكاة من ماله طيب النفس بها - وكان يقول ، وايم الله لا يفعل ذلك إلا مؤمن - [ وصام رمضان ، وحج البيت إن استطاع إلى ذلك سبيلا ] ، وأدى الأمانة " . قالوا : يا أبا الدرداء ، وما أداء الأمانة ؟ قال : الغسل من الجنابة ، فإن الله لم يأمن ابن آدم على شيء من دينه غيره .
وهكذا رواه
أبو داود عن
محمد بن عبد الرحمن العنبري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12090أبي علي عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي ، عن
أبي العوام عمران بن داور القطان ، به .
وقال
ابن جرير أيضا : حدثنا
تميم بن المنتصر ، أخبرنا
إسحاق ، عن
شريك ، عن
الأعمش ، عن
عبد الله بن السائب ، عن
زاذان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501370 " nindex.php?page=treesubj&link=25561القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها - أو قال : يكفر كل شيء - إلا الأمانة ، يؤتى بصاحب الأمانة فيقال له : أد أمانتك . فيقول : أنى يا رب وقد ذهبت الدنيا ؟ فيقال له : أد أمانتك . فيقول : أنى يا رب ، وقد ذهبت الدنيا ؟ فيقال له : أد أمانتك . فيقول : أنى يا رب وقد ذهبت الدنيا ؟ فيقول : اذهبوا به إلى أمه الهاوية . فيذهب به إلى الهاوية ، فيهوي فيها حتى ينتهي إلى قعرها ، فيجدها هنالك كهيئتها ، فيحملها فيضعها على عاتقه ، فيصعد بها إلى شفير جهنم ، حتى إذا رأى أنه قد خرج زلت فهوى في أثرها أبد الآبدين " . وقال : والأمانة في الصوم ، والأمانة في الوضوء ، والأمانة في الحديث ، وأشد ذلك الودائع . فلقيت البراء فقلت : ألا تسمع إلى ما يقول أخوك عبد الله ؟ فقال : صدق .
قال
شريك : وحدثنا
عياش العامري ، عن
زاذان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، رضي
[ ص: 492 ] الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه . ولم يذكر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822654 " الأمانة في الصلاة وفي كل شيء " . إسناده جيد ، ولم يخرجوه .
ومما يتعلق بالأمانة الحديث الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد :
حدثنا
أبو معاوية ، حدثنا
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15950زيد بن وهب ، عن
حذيفة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501371حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر ، حدثنا " أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ، ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة " . ثم حدثنا عن رفع الأمانة ، فقال : " ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه ، فيظل أثرها مثل أثر [ الوكت ، فتقبض الأمانة من قلبه ، فيظل أثرها مثل أثر ] المجل كجمر دحرجته [ على رجلك ، تراه منتبرا وليس فيه شيء " . قال : ثم أخذ حصى فدحرجه ] على رجله ، قال : " فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة ، حتى يقال : إن في بني فلان رجلا أمينا ، حتى يقال للرجل : ما أجلده وأظرفه وأعقله . وما في قلبه حبة من خردل من إيمان . ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت ، إن كان مسلما ليردنه علي دينه ، وإن كان نصرانيا أو يهوديا ليردنه علي ساعيه ، فأما اليوم فما كنت أبايع منكم إلا فلانا وفلانا " .
وأخرجاه في الصحيحين من حديث
الأعمش ، به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
حسن ، حدثنا
ابن لهيعة ، عن
الحارث بن يزيد الحضرمي ، عن
عبد الله بن عمرو ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822658 " أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : حفظ أمانة ، وصدق حديث ، وحسن خليقة ، وعفة طعمة " .
هكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في مسنده عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في مسند
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر بن الخطاب : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=14810يحيى بن أيوب العلاف المصري ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15974سعيد بن أبي مريم ، حدثنا
ابن لهيعة ، عن
الحارث بن يزيد ، عن
ابن حجيرة ، عن
عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822658 " أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : حفظ أمانة ، وصدق حديث ، وحسن خليقة ، وعفة طعمة " . فزاد في الإسناد :
" ابن حجيرة " ، وجعله من مسند
ابن عمر .
[ ص: 493 ] وقد ورد النهي عن
nindex.php?page=treesubj&link=16377الحلف بالأمانة ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد : حدثنا
شريك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11814أبي إسحاق الشيباني ، عن
خناس بن سحيم - أو قال :
nindex.php?page=showalam&ids=15621جبلة بن سحيم - قال : أقبلت مع
زياد بن حدير من الجابية فقلت في كلامي : لا والأمانة . فجعل
زياد يبكي ويبكي ، فظننت أني أتيت أمرا عظيما ، فقلت له : أكان يكره هذا ؟ قال : نعم . كان
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ينهى عن الحلف بالأمانة أشد النهي .
وقد ورد في ذلك حديث مرفوع ، قال
أبو داود : حدثنا
أحمد بن عبد الله بن يونس ، حدثنا
زهير ، حدثنا
الوليد بن ثعلبة الطائي ، عن
ابن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822659 " من حلف بالأمانة فليس منا " ، تفرد به
أبو داود ، رحمه الله .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=73ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ) أي : إنما حمل ابن
آدم الأمانة وهي التكاليف ليعذب الله المنافقين منهم والمنافقات ، وهم الذين يظهرون الإيمان خوفا من أهله ويبطنون الكفر متابعة لأهله ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=73والمشركين والمشركات ) ، وهم الذين ظاهرهم وباطنهم على الشرك بالله ، عز وجل ، ومخالفة رسله ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=73ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات ) أي : وليرحم المؤمنين من الخلق الذين آمنوا بالله ، وملائكته وكتبه ورسله العاملين بطاعته (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=73وكان الله غفورا رحيما ) . [ آخر تفسير سورة " الأحزاب " ]
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ( 72 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=73لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ( 73 ) )
قَالَ
الْعَوْفِيُّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : يَعْنِي بِالْأَمَانَةِ : الطَّاعَةُ ، وَعَرَضَهَا عَلَيْهِمْ قَبْلَ أَنْ يَعْرِضَهَا عَلَى
آدَمَ ، فَلَمْ يُطِقْنَهَا ، فَقَالَ
لِآدَمَ : إِنِّي قَدْ عَرَضْتُ الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَلَمْ يُطِقْنَهَا ، فَهَلْ أَنْتَ آخِذٌ بِمَا فِيهَا ؟ قَالَ : يَا رَبِّ ، وَمَا فِيهَا ؟ قَالَ : إِنْ أَحْسَنْتَ جُزِيتَ ، وَإِنْ أَسَأْتَ عُوقِبْتَ . فَأَخَذَهَا
آدَمُ فَتَحَمَّلَهَا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) .
وَقَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، الْأَمَانَةُ : الْفَرَائِضُ ، عَرَضَهَا اللَّهُ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ ، إِنْ أَدَّوْهَا أَثَابَهُمْ . وَإِنْ ضَيَّعُوهَا عَذَّبَهُمْ ، فَكَرِهُوا ذَلِكَ وَأَشْفَقُوا مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةٍ ، وَلَكِنْ تَعْظِيمًا لِدِينِ اللَّهِ أَلَّا يَقُومُوا بِهَا ، ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَى
آدَمَ فَقَبِلَهَا بِمَا فِيهَا ، وَهُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) يَعْنِي : غِرًا بِأَمْرِ اللَّهِ .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا
ابْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ
أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : (
nindex.php?page=treesubj&link=29004_19841_19840إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا ) قَالَ : عُرِضَتْ عَلَى
آدَمَ فَقَالَ : خُذْهَا بِمَا فِيهَا ، فَإِنْ أَطَعْتَ غَفَرْتُ لَكَ ، وَإِنْ عَصَيْتَ عَذَّبْتُكَ . قَالَ : قَبِلْتُ ، فَمَا كَانَ إِلَّا قَدْرُ مَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، حَتَّى أَصَابَ الْخَطِيئَةَ .
وَقَدْ رَوَى
الضَّحَّاكُ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَرِيبًا مِنْ هَذَا . وَفِيهِ نَظَرٌ وَانْقِطَاعٌ بَيْنَ
الضَّحَّاكِ وَبَيْنَهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَهَكَذَا قَالَ
مُجَاهِدٌ ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ،
وَالضَّحَّاكُ ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ :
[ ص: 489 ] [ أَلَا ] إِنَّ الْأَمَانَةَ هِيَ الْفَرَائِضُ .
وَقَالَ آخَرُونَ : هِيَ الطَّاعَةُ .
وَقَالَ
الْأَعْمَشُ ، عَنْ
أَبِي الضُّحَى ، عَنْ
مَسْرُوقٍ [ قَالَ ] : قَالَ
أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ : مِنَ الْأَمَانَةِ أَنَّ الْمَرْأَةَ اؤْتُمِنَتْ عَلَى فَرْجِهَا .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : الْأَمَانَةُ : الدِّينُ وَالْفَرَائِضُ وَالْحُدُودُ .
وَقَالَ بَعْضُهُمْ : الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ .
وَقَالَ
مَالِكٌ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ : الْأَمَانَةُ ثَلَاثَةٌ : الصَّلَاةُ ، وَالصَّوْمُ ، وَالِاغْتِسَالُ مِنَ الْجَنَابَةِ .
وَكُلُّ هَذِهِ الْأَقْوَالِ لَا تَنَافِيَ بَيْنَهَا ، بَلْ هِيَ مُتَّفِقَةٌ وَرَاجِعَةٌ إِلَى أَنَّهَا التَّكْلِيفُ ، وَقَبُولُ الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي بِشَرْطِهَا ، وَهُوَ أَنَّهُ إِنْ قَامَ بِذَلِكَ أُثِيبَ ، وَإِنْ تَرَكَهَا عُوقِبَ ، فَقَبِلَهَا الْإِنْسَانُ عَلَى ضَعْفِهِ وَجَهْلِهِ وَظُلْمِهِ ، إِلَّا مَنْ وَفَّقَ اللَّهُ ، وَبِاللَّهِ الْمُسْتَعَانُ .
قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ [ الْبَصْرِيُّ ] ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ وَاقَدٍ - يَعْنِي :
أَبَا عُمَرَ الصَّفَّارَ - سَمِعْتُ
أَبَا مَعْمَرٍ - يَعْنِي : عَوْنَ بْنَ مَعْمَرٍ - يُحَدِّثُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ - يَعْنِي : الْبَصْرِيَّ - أَنَّهُ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ ) قَالَ : عَرَضَهَا عَلَى السَّبْعِ الطِّبَاقِ الطَّرَائِقِ الَّتِي زُيِّنَتْ بِالنُّجُومِ ، وَحَمَلَةِ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، فَقِيلَ لَهَا : هَلْ تَحْمِلِينَ الْأَمَانَةَ وَمَا فِيهَا ؟ قَالَتْ : وَمَا فِيهَا ؟ قَالَ : قِيلَ لَهَا : إِنْ أَحْسَنْتِ جُزِيتِ ، وَإِنْ أَسَأْتِ عُوقِبْتِ . قَالَتْ : لَا . ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَى الْأَرْضِينَ السَّبْعِ الشِّدَادِ ، الَّتِي شُدَّتْ بِالْأَوْتَادِ ، وَذُلِّلَتْ بِالْمِهَادِ ، قَالَ : فَقِيلَ لَهَا : هَلْ تَحْمِلِينَ الْأَمَانَةَ وَمَا فِيهَا ؟ قَالَتْ : وَمَا فِيهَا ؟ قَالَ : قِيلَ لَهَا : إِنْ أَحْسَنْتِ جُزِيتِ ، وَإِنْ أَسَأْتِ عُوقِبْتِ . قَالَتْ : لَا . ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَى الْجِبَالِ الشُّمِّ الشَّوَامِخِ الصِّعَابِ الصِّلَابِ ، قَالَ : قِيلَ لَهَا : هَلْ تَحْمِلِينَ الْأَمَانَةَ وَمَا فِيهَا ؟ قَالَتْ : وَمَا فِيهَا ؟ قَالَ : قِيلَ لَهَا : إِنْ أَحْسَنْتِ جُزِيتِ ، وَإِنْ أَسَأْتِ عُوقِبْتِ . قَالَتْ : لَا .
وَقَالَ
مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ : إِنَّ اللَّهَ حِينَ خَلَقَ خَلْقَهُ ، جَمَعَ بَيْنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ ، وَالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ ، فَبَدَأَ بِالسَّمَاوَاتِ فَعَرَضَ عَلَيْهِنَّ الْأَمَانَةَ وَهِيَ الطَّاعَةُ ، فَقَالَ لَهُنَّ : أَتَحْمِلْنَ هَذِهِ الْأَمَانَةَ ، وَلَكِنْ عَلَى الْفَضْلِ وَالْكَرَامَةِ وَالثَّوَابِ فِي الْجَنَّةِ . . . ؟ فَقُلْنَ : يَا رَبِّ ، إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ هَذَا الْأَمْرَ ، وَلَيْسَتْ بِنَا قُوَّةٌ ، وَلَكِنَّا لَكَ مُطِيعِينَ . ثُمَّ عَرَضَ الْأَمَانَةَ عَلَى الْأَرْضِينَ ، فَقَالَ لَهُنَّ : أَتَحْمِلْنَ هَذِهِ الْأَمَانَةَ وَتَقْبَلْنَهَا مِنِّي ، وَأُعْطِيكُنَّ الْفَضْلَ وَالْكَرَامَةَ ؟ فَقُلْنَ : لَا صَبْرَ لَنَا عَلَى هَذَا يَا رَبِّ وَلَا نُطِيقُ ، وَلَكِنَّا لَكَ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ ، لَا نَعْصِيكَ فِي شَيْءٍ تَأْمُرُنَا بِهِ . ثُمَّ قَرَّبَ
آدَمَ فَقَالَ لَهُ : أَتَحْمِلُ هَذِهِ الْأَمَانَةَ وَتَرْعَاهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ؟ فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ
آدَمُ : مَا لِي عِنْدَكَ ؟ قَالَ : يَا
آدَمُ ، إِنْ أَحْسَنْتَ وَأَطَعْتَ وَرَعَيْتَ الْأَمَانَةَ ، فَلَكَ عِنْدِي الْكَرَامَةُ وَالْفَضْلُ وَحُسْنُ الثَّوَابِ فِي الْجَنَّةِ . وَإِنْ عَصَيْتَ وَلَمْ تَرْعَهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا
[ ص: 490 ] وَأَسَأْتَ ، فَإِنِّي مُعَذِّبُكَ وَمُعَاقِبُكَ وَأُنْزِلُكَ النَّارَ . قَالَ : رَضِيتُ [ يَا ] رَبِّ . وَتَحَمَّلَهَا ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : قَدْ حَمَّلْتُكَهَا . فَذَلِكَ قَوْلُهُ : ( وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ( . رَوَاهُ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ .
وَعَنْ
مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ : عَرَضَهَا عَلَى السَّمَاوَاتِ فَقَالَتْ : يَا رَبِّ ، حَمَّلْتَنِي الْكَوَاكِبَ وَسُكَّانَ السَّمَاءِ وَمَا ذَكَرَ ، وَمَا أُرِيدُ ثَوَابًا وَلَا أَحْمِلُ فَرِيضَةً . قَالَ : وَعَرَضَهَا عَلَى الْأَرْضِ فَقَالَتْ : يَا رَبِّ ، غَرَسْتَ فِيَّ الْأَشْجَارَ ، وَأَجْرَيْتَ فِيَّ الْأَنْهَارَ وَسُكَّانَ الْأَرْضِ وَمَا ذَكَرَ ، وَمَا أُرِيدُ ثَوَابًا وَلَا أَحْمِلُ فَرِيضَةً . وَقَالَتِ الْجِبَالُ مِثْلَ ذَلِكَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) فِي عَاقِبَةِ أَمْرِهِ . وَهَكَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ .
وَعَنِ
ابْنِ أَشْوَعَ أَنَّهُ قَالَ : لَمَّا عَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِنَّ حَمَلَ الْأَمَانَةَ ، ضَجَجْنَ إِلَى اللَّهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ ، وَقُلْنَ : رَبَّنَا . لَا طَاقَةَ لَنَا بِالْعَمَلِ ، وَلَا نُرِيدُ الثَّوَابَ .
ثُمَّ قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ الْمُوصِلِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17241هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ ) [ الْآيَةَ ] ، فَقَالَ الْإِنْسَانُ : بَيْنَ أُذُنِي وَعَاتِقِي فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : إِنِّي مُعِينُكَ عَلَيْهَا ، أَيْ : مُعِينُكَ عَلَى عَيْنَيْكَ بِطَبَقَتَيْنِ ، فَإِذَا نَازَعَاكَ إِلَى مَا أَكْرَهُ فَأَطْبِقْ . وَمُعِينُكَ عَلَى لِسَانِكَ بِطَبَقَتَيْنِ ، فَإِذَا نَازَعَكَ إِلَى مَا أَكْرَهُ فَأَطْبِقْ . وَمُعِينُكَ عَلَى فَرَجِكَ بِلِبَاسٍ ، فَلَا تَكْشِفْهُ إِلَى مَا أَكْرَهُ .
ثُمَّ رُوِيَ عَنْ
أَبِي حَازِمٍ نَحْوَ هَذَا .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا
يُونُسُ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا ) قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَرَضَ عَلَيْهِنَّ الْأَمَانَةَ أَنْ يَفْتَرِضَ عَلَيْهِنَّ الدِّينَ ، وَيَجْعَلَ لَهُنَّ ثَوَابًا وَعِقَابًا ، وَيَسْتَأْمِنَهُنَّ عَلَى الدِّينِ . فَقُلْنَ : لَا نَحْنُ مُسَخَّرَاتٌ لِأَمْرِكَ ، لَا نُرِيدُ ثَوَابًا وَلَا عِقَابًا . قَالَ : وَعَرَضَهَا اللَّهُ عَلَى
آدَمَ فَقَالَ : بَيْنَ أُذُنِي وَعَاتِقِي . قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ : أَمَّا إِذْ تَحَمَّلْتَ هَذَا فَسَأُعِينُكَ ، أَجْعَلُ لِبَصَرِكَ حِجَابًا ، فَإِذَا خَشِيتَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى مَا لَا يَحِلُّ لَكَ فَأَرْخِ عَلَيْهِ حِجَابَهُ ، وَأَجْعَلُ لِلِسَانِكَ بَابًا وَغَلَقًا ، فَإِذَا خَشِيتَ فَأَغْلِقْ ، وَأَجْعَلُ لِفَرَجِكَ لِبَاسًا فَلَا تَكْشِفْهُ إِلَّا عَلَى مَا أَحْلَلْتُ لَكَ .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنِي
سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو السَّكُونِيُّ ، حَدَّثَنَا
بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنَا
عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
مُوسَى بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنِ
الْحَكَمِ بْنِ عُمَيْرٍ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" إِنِ الْأَمَانَةَ وَالْوَفَاءَ نَزَلَا عَلَى ابْنِ آدَمَ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ ، فَأُرْسِلُوا بِهِ ، فَمِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ، وَمِنْهُمْ نَبِيٌّ ، وَمِنْهُمْ نَبِيٌّ رَسُولٌ ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ وَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ ، وَنَزَلَتِ الْعَرَبِيَّةُ وَالْعَجَمِيَّةُ ، فَعَلِمُوا أَمْرَ الْقُرْآنِ وَعَلِمُوا أَمْرَ السُّنَنِ بِأَلْسِنَتِهِمْ ، وَلَمْ يَدَعِ اللَّهُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ مِمَّا يَأْتُونَ وَمَا يَجْتَنِبُونَ وَهِيَ الْحُجَجُ عَلَيْهِمْ ، إِلَّا بَيَّنَهُ لَهُمْ . فَلَيْسَ أَهْلُ لِسَانٍ إِلَّا وَهُمْ يَعْرِفُونَ الْحَسَنَ وَالْقَبِيحَ ، ثُمَّ الْأَمَانَةُ أَوَّلُ شَيْءٍ يُرْفَعُ وَيَبْقَى [ ص: 491 ] أَثَرُهَا فِي جُذُورِ قُلُوبِ النَّاسِ ، ثُمَّ يُرْفَعُ الْوَفَاءُ وَالْعَهْدُ وَالذِّمَمُ وَتَبْقَى الْكُتُبُ ، فَعَالِمٌ يَعْمَلُ ، وَجَاهِلٌ يَعْرِفُهَا وَيُنْكِرُهَا وَلَا يَحْمِلُهَا ، حَتَّى وَصَلَ إِلَيَّ وَإِلَى أُمَّتِي ، وَلَا يَهْلِكُ عَلَى اللَّهِ إِلَّا هَالَكٌ ، وَلَا يُغْفِلُهُ إِلَّا تَارِكٌ . فَالْحَذَرَ أَيُّهَا النَّاسُ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْوَسْوَاسَ الْخَنَّاسَ ، فَإِنَّمَا يَبْلُوكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا .
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا ، وَلَهُ شَوَاهِدُ مِنْ وُجُوهٍ أُخْرَى .
ثُمَّ قَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْعَوَّامِ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا
قَتَادَةُ ، وَأَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ
خُلَيْدٍ الْعَصْرِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501369 " nindex.php?page=treesubj&link=30415خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ إِيمَانٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ : مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وُضُوئِهِنَّ وَرُكُوعِهِنَّ وَسُجُودِهِنَّ وَمَوَاقِيتِهِنَّ ، وَأَعْطَى الزَّكَاةَ مِنْ مَالِهِ طَيِّبَ النَّفْسِ بِهَا - وَكَانَ يَقُولُ ، وَايْمُ اللَّهِ لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ - [ وَصَامَ رَمَضَانَ ، وَحَجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا ] ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ " . قَالُوا : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ، وَمَا أَدَاءُ الْأَمَانَةِ ؟ قَالَ : الْغَسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَأْمَنِ ابْنَ آدَمَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ دِينِهِ غَيْرَهُ .
وَهَكَذَا رَوَاهُ
أَبُو دَاوُدَ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَنْبَرِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12090أَبِي عَلِيٍّ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيِّ ، عَنْ
أَبِي الْعَوَّامِ عِمْرَانَ بْنِ دَاوَرٍ الْقِطَّانِ ، بِهِ .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ أَيْضًا : حَدَّثَنَا
تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ ، أَخْبَرَنَا
إِسْحَاقُ ، عَنْ
شَرِيكٍ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ
زَاذَانَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501370 " nindex.php?page=treesubj&link=25561الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا - أَوْ قَالَ : يُكَفِّرُ كُلَّ شَيْءٍ - إِلَّا الْأَمَانَةَ ، يُؤْتَى بِصَاحِبِ الْأَمَانَةِ فَيُقَالُ لَهُ : أَدِّ أَمَانَتَكَ . فَيَقُولُ : أَنَّى يَا رَبِّ وَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا ؟ فَيُقَالُ لَهُ : أَدِّ أَمَانَتَكَ . فَيَقُولُ : أَنَّى يَا رَبِّ ، وَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا ؟ فَيُقَالُ لَهُ : أَدِّ أَمَانَتَكَ . فَيَقُولُ : أَنَّى يَا رَبِّ وَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا ؟ فَيَقُولُ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ . فَيُذْهَبُ بِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ ، فَيَهْوِي فِيهَا حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى قَعْرِهَا ، فَيَجِدُهَا هُنَالِكَ كَهَيْئَتِهَا ، فَيَحْمِلُهَا فَيَضَعُهَا عَلَى عَاتِقِهِ ، فَيَصْعَدُ بِهَا إِلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ زَلَّتْ فَهَوَى فِي أَثَرِهَا أَبَدَ الْآبِدِينَ " . وَقَالَ : وَالْأَمَانَةُ فِي الصَّوْمِ ، وَالْأَمَانَةُ فِي الْوُضُوءِ ، وَالْأَمَانَةُ فِي الْحَدِيثِ ، وَأَشَدُّ ذَلِكَ الْوَدَائِعُ . فَلَقِيتُ الْبَرَاءَ فَقُلْتُ : أَلَا تَسْمَعَ إِلَى مَا يَقُولُ أَخُوكَ عَبْدُ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : صَدَقَ .
قَالَ
شَرِيكٌ : وَحَدَّثَنَا
عَيَّاشٌ الْعَامِرِيُّ ، عَنْ
زَاذَانَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ
[ ص: 492 ] اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ . وَلَمْ يَذْكُرْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822654 " الْأَمَانَةُ فِي الصَّلَاةِ وَفِي كُلِّ شَيْءٍ " . إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ ، وَلَمْ يُخْرِّجُوهُ .
وَمِمَّا يَتَعَلَّقُ بِالْأَمَانَةِ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ :
حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا
الْأَعْمَشُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15950زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ
حُذَيْفَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501371حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنَ قَدْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ ، حَدَّثَنَا " أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جِذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ ، ثُمَّ نَزَلَ الْقُرْآنُ فَعَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ " . ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِ الْأَمَانَةِ ، فَقَالَ : " يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ [ الْوَكْتِ ، فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ ] الْمَجْلِ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتُهُ [ عَلَى رِجْلِكَ ، تَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ " . قَالَ : ثُمَّ أَخَذَ حَصًى فَدَحْرَجَهُ ] عَلَى رِجْلِهِ ، قَالَ : " فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ لَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ ، حَتَّى يُقَالَ : إِنْ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا ، حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ : مَا أَجْلَدَهُ وَأَظْرَفَهُ وَأَعْقَلَهُ . وَمَا فِي قَلْبِهِ حَبَّةٌ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ . وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِي أَيُّكُمْ بَايَعْتُ ، إِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيُرَدَنَّهُ عَلَيَّ دِينُهُ ، وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا أَوْ يَهُودِيًّا لَيَرُدُنَّهُ عَلِيَّ سَاعِيهِ ، فَأَمَّا الْيَوْمُ فَمَا كُنْتُ أُبَايِعُ مِنْكُمْ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا " .
وَأَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ
الْأَعْمَشِ ، بِهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
حَسَنٌ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنِ
الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ; أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822658 " أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلَا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا : حِفْظُ أَمَانَةٍ ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ ، وَعِفَّةُ طُعْمَةٍ " .
هَكَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ .
وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ فِي مُسْنَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=14810يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْعَلَّافُ الْمِصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15974سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنِ
الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ
ابْنِ حُجَيْرَةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822658 " أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلَا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا : حِفْظُ أَمَانَةٍ ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ ، وَعِفَّةُ طُعْمَةٍ " . فَزَادَ فِي الْإِسْنَادِ :
" ابْنُ حُجَيْرَةَ " ، وَجَعَلَهُ مِنْ مُسْنَدِ
ابْنِ عُمَرَ .
[ ص: 493 ] وَقَدْ وَرَدَ النَّهْيُ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=16377الْحَلِفِ بِالْأَمَانَةِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16418عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ : حَدَّثَنَا
شَرِيكٌ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11814أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ ، عَنْ
خُنَاسِ بْنِ سُحَيْمٍ - أَوْ قَالَ :
nindex.php?page=showalam&ids=15621جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ - قَالَ : أَقْبَلْتُ مَعَ
زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ مِنَ الْجَابِيَةِ فَقُلْتُ فِي كَلَامِي : لَا وَالْأَمَانَةِ . فَجَعَلَ
زِيَادٌ يَبْكِي وَيَبْكِي ، فَظَنَنْتُ أَنِّي أَتَيْتُ أَمْرًا عَظِيمًا ، فَقُلْتُ لَهُ : أَكَانَ يُكْرَهُ هَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ . كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَنْهَى عَنِ الْحَلِفِ بِالْأَمَانَةِ أَشَدَّ النَّهْيِ .
وَقَدْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ ، قَالَ
أَبُو دَاوُدَ : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا
زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الطَّائِيُّ ، عَنِ
ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822659 " مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ فَلَيْسَ مِنَّا " ، تَفَرَّدَ بِهِ
أَبُو دَاوُدَ ، رَحِمَهُ اللَّهُ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=73لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ ) أَيْ : إِنَّمَا حَمَلَ ابْنُ
آدَمَ الْأَمَانَةَ وَهِيَ التَّكَالِيفُ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ مِنْهُمْ وَالْمُنَافِقَاتِ ، وَهُمُ الَّذِينَ يُظْهِرُونَ الْإِيمَانَ خَوْفًا مِنْ أَهْلِهِ وَيُبْطِنُونَ الْكُفْرَ مُتَابَعَةً لِأَهْلِهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=73وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ ) ، وَهُمُ الَّذِينَ ظَاهِرُهُمْ وَبَاطِنُهُمْ عَلَى الشِّرْكِ بِاللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَمُخَالَفَةِ رُسُلِهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=73وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) أَيْ : وَلِيَرْحَمَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْخَلْقِ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ، وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ الْعَامِلِينَ بِطَاعَتِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=73وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) . [ آخِرُ تَفْسِيرِ سُورَةِ " الْأَحْزَابِ " ]