(
nindex.php?page=treesubj&link=29009_10028_29705nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=4وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب ( 4 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=5أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ( 5 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ( 6 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=7ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق ( 7 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8أؤنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب ( 8 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=9أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب ( 9 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=10أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب ( 10 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=11جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب ( 11 ) )
يقول تعالى مخبرا عن المشركين في تعجبهم من بعثة الرسول بشرا ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=2أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين ) وقال هاهنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=4وعجبوا أن جاءهم منذر منهم ) أي : بشر مثلهم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=4وقال الكافرون هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلها واحدا ) أي : أزعم أن المعبود واحد لا إله إلا هو ؟ ! أنكر المشركون ذلك - قبحهم الله تعالى - وتعجبوا من ترك الشرك بالله ، فإنهم كانوا قد تلقوا عن آبائهم عبادة الأوثان وأشربته قلوبهم فلما دعاهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى خلع ذلك من قلوبهم وإفراد الله بالوحدانية أعظموا ذلك وتعجبوا وقالوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=5أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب وانطلق الملأ منهم ) وهم سادتهم وقادتهم ورؤساؤهم وكبراؤهم قائلين : ( [ أن ] امشوا ) أي : استمروا على دينكم (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6واصبروا على آلهتكم ) ولا تستجيبوا لما يدعوكم إليه
محمد من التوحيد .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6إن هذا لشيء يراد ) قال
ابن جرير : إن هذا الذي يدعونا إليه
محمد - صلى الله عليه وسلم - من التوحيد لشيء يريد به الشرف عليكم والاستعلاء ، وأن يكون له منكم أتباع ولسنا مجيبيه إليه .
ذكر سبب نزول هذه الآيات :
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : إن أناسا من
قريش اجتمعوا فيهم :
أبو جهل بن هشام والعاص بن وائل ،
والأسود بن المطلب والأسود بن عبد يغوث في نفر من مشيخة
قريش ، فقال بعضهم لبعض : انطلقوا بنا إلى
أبي طالب فلنكلمه فيه ، فلينصفنا منه فليكف عن شتم آلهتنا وندعه وإلهه الذي يعبده ; فإنا نخاف أن يموت هذا الشيخ فيكون منا إليه شيء ، فتعيرنا [ به ] العرب يقولون :
[ ص: 54 ] تركوه حتى إذا مات عنه تناولوه " . فبعثوا رجلا منهم يقال له
المطلب " فاستأذن لهم على
أبي طالب فقال : هؤلاء مشيخة قومك وسراتهم يستأذنون عليك . قال : أدخلهم . فلما دخلوا عليه قالوا : يا
أبا طالب أنت كبيرنا وسيدنا فأنصفنا من ابن أخيك فمره فليكف عن شتم آلهتنا وندعه وإلهه . قال : فبعث إليه
أبو طالب فلما دخل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : يا ابن أخي هؤلاء مشيخة قومك وسراتهم وقد سألوك أن تكف عن شتم آلهتهم ويدعوك وإلهك . قال : " يا عم أفلا أدعوهم إلى ما هو خير لهم ؟ " قال : وإلام تدعوهم ؟ قال : " أدعوهم [ إلى ] أن يتكلموا بكلمة تدين لهم بها العرب ويملكون بها العجم " . فقال
أبو جهل من بين القوم : ما هي وأبيك ؟ لنعطينها وعشرة أمثالها ، قال : تقولون : " لا إله إلا الله " . فنفر وقال : سلنا غير هذا ، قال : " لو جئتموني بالشمس حتى تضعوها في يدي ما سألتكم غيرها " فقاموا من عنده غضابا ، وقالوا : والله لنشتمنك وإلهك الذي أمرك بهذا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد )
رواه
ابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وزاد : فلما خرجوا دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمه إلى قول : " لا إله إلا الله " فأبى وقال : بل على دين الأشياخ . ونزلت : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=56إنك لا تهدي من أحببت ) [ القصص : 56 ]
وقال
أبو جعفر بن جرير : حدثنا
أبو كريب nindex.php?page=showalam&ids=13631وابن وكيع قالا : حدثنا
أبو أسامة حدثنا
الأعمش حدثنا
عباد عن
سعيد بن جبير عن
ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826015لما مرض أبو طالب دخل عليه رهط من قريش فيهم أبو جهل فقالوا : إن ابن أخيك يشتم آلهتنا ويفعل ويفعل ويقول ويقول فلو بعثت إليه فنهيته ؟ فبعث إليه فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فدخل البيت وبينهم وبين أبي طالب قدر مجلس رجل قال : فخشي أبو جهل إن جلس إلى جنب أبي طالب أن يكون أرق له عليه . فوثب فجلس في ذلك المجلس ولم يجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلسا قرب عمه فجلس عند الباب . فقال له أبو طالب : أي ابن أخي ما بال قومك يشكونك ، يزعمون أنك تشتم آلهتهم وتقول وتقول ؟ قال : وأكثروا عليه من القول وتكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " يا عم إني أريدهم على كلمة واحدة ! يقولونها تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم بها العجم الجزية " ففزعوا لكلمته ولقوله وقالوا كلمة واحدة ! نعم وأبيك عشرا فقالوا : وما هي ؟ وقال أبو طالب وأي كلمة هي يا ابن أخي ؟ فقال : " لا إله إلا الله " فقاموا فزعين ينفضون ثيابهم وهم يقولون : ( nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=5أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ) قال : ونزلت من هذا الموضع إلى قوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8لما يذوقوا عذاب ) لفظ أبي كريب
وهكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13608محمد بن عبد الله بن نمير ، كلاهما عن
أبي أسامة عن
الأعمش عن
عباد - غير منسوب - به نحوه . ورواه
الترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير أيضا كلهم في تفاسيرهم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري عن
الأعمش عن
يحيى بن عمارة [ ص: 55 ] الكوفي عن
سعيد بن جبير عن
ابن عباس فذكر نحوه . وقال
الترمذي : حسن .
وقولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=7ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ) أي : ما سمعنا بهذا الذي يدعونا إليه
محمد من التوحيد في الملة الآخرة .
قال
مجاهد وقتادة وابن زيد : يعنون دين قريش .
وقال غيرهم : يعنون النصرانية ، قاله
محمد بن كعب nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي .
وقال
العوفي عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=7ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ) يعني : النصرانية . قالوا : لو كان هذا القرآن حقا أخبرتنا به النصارى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=7إن هذا إلا اختلاق ) قال
مجاهد ،
وقتادة كذب ، وقال
ابن عباس : تخرص .
وقولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8أؤنزل عليه الذكر من بيننا ) يعني : أنهم يستبعدون تخصيصه بإنزال القرآن عليه من بينهم كلهم كما قالوا في الآية الأخرى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=31لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) [ الزخرف : 31 ] قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ) [ الزخرف : 32 ] ولهذا لما قالوا هذا الذي دل على جهلهم وقلة عقلهم في استبعادهم إنزال القرآن على الرسول من بينهم ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8بل لما يذوقوا عذاب ) أي : إنما يقولون هذا ؛ لأنهم ما ذاقوا إلى حين قولهم ذلك عذاب الله ونقمته سيعلمون غب ما قالوا ، وما كذبوا به يوم يدعون إلى نار جهنم دعا .
ثم قال مبينا أنه المتصرف في ملكه الفعال لما يشاء ، الذي يعطي من يشاء ما يشاء ، ويعز من يشاء ويذل من يشاء ، ويهدي من يشاء ويضل من يشاء ، وينزل الروح من أمره على من يشاء من عباده ، ويختم على قلب من يشاء ، فلا يهديه أحد من بعد الله وإن العباد لا يملكون شيئا من الأمر وليس إليهم من التصرف في الملك ولا مثقال ذرة وما يملكون من قطمير ; ولهذا قال تعالى منكرا عليهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=9أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب ) أي : العزيز الذي لا يرام جنابه ، الوهاب الذي يعطي ما يريد لمن يريد .
وهذه الآية شبيهة بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=53أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا ) [ النساء : 53 : 55 ] وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=100قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا ) [ الإسراء : 10 ] وذلك بعد الحكاية عن الكفار أنهم أنكروا بعثة الرسول البشري وكما أخبر تعالى عن قوم صالح [ عليه السلام ] حين قالوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أؤلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر سيعلمون غدا من الكذاب الأشر ) [ القمر : 25 : 26 ]
[ ص: 56 ]
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=10أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب ) أي : إن كان لهم ذلك فليصعدوا في الأسباب .
قال
ابن عباس ،
ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير وقتادة وغيرهم : يعني طرق السماء .
وقال
الضحاك : فليصعدوا إلى السماء السابعة .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=11جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب ) أي : هؤلاء الجند المكذبون الذين هم في عزة وشقاق سيهزمون ويغلبون ويكبتون كما كبت الذين من قبلهم من الأحزاب المكذبين وهذه كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر ) وكان ذلك يوم
بدر (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ) [ القمر : 44 : 46 ] .
(
nindex.php?page=treesubj&link=29009_10028_29705nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=4وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ( 4 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=5أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ( 5 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ( 6 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=7مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ( 7 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ( 8 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=9أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ( 9 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=10أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ ( 10 )
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=11جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ ( 11 ) )
يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنِ الْمُشْرِكِينَ فِي تَعَجُّبِهِمْ مِنْ بِعْثَةِ الرَّسُولِ بَشَرًا ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=2أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ ) وَقَالَ هَاهُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=4وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ ) أَيْ : بَشَرٌ مِثْلُهُمْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=4وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا ) أَيْ : أَزَعَمَ أَنَّ الْمَعْبُودَ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ؟ ! أَنْكَرَ الْمُشْرِكُونَ ذَلِكَ - قَبَّحَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى - وَتَعَجَّبُوا مِنْ تَرْكِ الشِّرْكِ بِاللَّهِ ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا قَدْ تَلَقَّوْا عَنْ آبَائِهِمْ عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ وَأُشْرِبَتْهُ قُلُوبُهُمْ فَلَمَّا دَعَاهُمُ الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى خَلْعِ ذَلِكَ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَإِفْرَادِ اللَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ أَعَظَمُوا ذَلِكَ وَتَعَجَّبُوا وَقَالُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=5أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ ) وَهُمْ سَادَتُهُمْ وَقَادَتُهُمْ وَرُؤَسَاؤُهُمْ وَكُبَرَاؤُهُمْ قَائِلِينَ : ( [ أَنِ ] امْشُوا ) أَيِ : اسْتَمِرُّوا عَلَى دِينِكُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ ) وَلَا تَسْتَجِيبُوا لِمَا يَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ
مُحَمَّدٌ مِنَ التَّوْحِيدِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ) قَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : إِنَّ هَذَا الَّذِي يَدْعُونَا إِلَيْهِ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ التَّوْحِيدِ لَشَيْءٌ يُرِيدُ بِهِ الشَّرَفَ عَلَيْكُمْ وَالِاسْتِعْلَاءَ ، وَأَنْ يَكُونَ لَهُ مِنْكُمْ أَتْبَاعٌ وَلَسْنَا مُجِيبِيهِ إِلَيْهِ .
ذِكْرُ سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَاتِ :
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : إِنَّ أُنَاسًا مِنْ
قُرَيْشٍ اجْتَمَعُوا فِيهِمْ :
أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ وَالْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ ،
وَالْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ وَالْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ فِي نَفَرٍ مِنْ مَشْيَخَةِ
قُرَيْشٍ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى
أَبِي طَالِبٍ فَلْنُكَلِّمْهُ فِيهِ ، فَلْيُنْصِفْنَا مِنْهُ فَلْيَكُفَّ عَنْ شَتْمِ آلِهَتِنَا وَنَدَعْهُ وَإِلَهَهُ الَّذِي يَعْبُدُهُ ; فَإِنَّا نَخَافُ أَنْ يَمُوتَ هَذَا الشَّيْخُ فَيَكُونَ مِنَّا إِلَيْهِ شَيْءٌ ، فَتُعَيِّرُنَا [ بِهِ ] الْعَرَبُ يَقُولُونَ :
[ ص: 54 ] تَرَكُوهُ حَتَّى إِذَا مَاتَ عَنْهُ تَنَاوَلُوهُ " . فَبَعَثُوا رَجُلًا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ
الْمُطَّلِبُ " فَاسْتَأْذَنَ لَهُمْ عَلَى
أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ : هَؤُلَاءِ مَشْيَخَةُ قَوْمِكَ وَسَرَاتُهُمْ يَسْتَأْذِنُونَ عَلَيْكَ . قَالَ : أَدْخِلْهُمْ . فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا : يَا
أَبَا طَالِبٍ أَنْتَ كَبِيرُنَا وَسَيِّدُنَا فَأَنْصِفْنَا مِنِ ابْنِ أَخِيكَ فَمُرْهُ فَلْيَكُفَّ عَنْ شَتْمِ آلِهَتِنَا وَنَدَعْهُ وَإِلَهَهُ . قَالَ : فَبَعَثَ إِلَيْهِ
أَبُو طَالِبٍ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي هَؤُلَاءِ مَشْيَخَةُ قَوْمِكَ وَسَرَاتُهُمْ وَقَدْ سَأَلُوكَ أَنْ تَكُفَّ عَنْ شَتْمِ آلِهَتِهِمْ وَيَدَعُوكَ وَإِلَهَكَ . قَالَ : " يَا عَمِّ أَفَلَا أَدْعُوهُمْ إِلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُمْ ؟ " قَالَ : وَإِلَامَ تَدْعُوهُمْ ؟ قَالَ : " أَدْعُوهُمْ [ إِلَى ] أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلِمَةٍ تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ وَيَمْلِكُونَ بِهَا الْعَجَمَ " . فَقَالَ
أَبُو جَهْلٍ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ : مَا هِيَ وَأَبِيكَ ؟ لَنُعْطِيَنَّهَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا ، قَالَ : تَقُولُونَ : " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " . فَنَفَرَ وَقَالَ : سَلْنَا غَيْرَ هَذَا ، قَالَ : " لَوْ جِئْتُمُونِي بِالشَّمْسِ حَتَّى تَضَعُوهَا فِي يَدِي مَا سَأَلْتُكُمْ غَيْرَهَا " فَقَامُوا مِنْ عِنْدِهِ غِضَابًا ، وَقَالُوا : وَاللَّهِ لَنَشْتُمَنَّكَ وَإِلَهَكَ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=6وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ )
رَوَاهُ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَزَادَ : فَلَمَّا خَرَجُوا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَمَّهُ إِلَى قَوْلِ : " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " فَأَبَى وَقَالَ : بَلْ عَلَى دِينِ الْأَشْيَاخِ . وَنَزَلَتْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=56إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ) [ الْقَصَصِ : 56 ]
وَقَالَ
أَبُو جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ nindex.php?page=showalam&ids=13631وَابْنُ وَكِيعٍ قَالَا : حَدَّثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا
الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا
عَبَّادٌ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826015لَمَّا مَرِضَ أَبُو طَالِبٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَهْطٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمْ أَبُو جَهْلٍ فَقَالُوا : إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يَشْتُمُ آلِهَتَنَا وَيَفْعَلُ وَيَفْعَلُ وَيَقُولُ وَيَقُولُ فَلَوْ بَعَثْتَ إِلَيْهِ فَنَهَيْتَهُ ؟ فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَجَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَخَلَ الْبَيْتَ وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَبِي طَالِبٍ قَدْرُ مَجْلِسِ رَجُلٍ قَالَ : فَخَشِيَ أَبُو جَهْلٍ إِنْ جَلَسَ إِلَى جَنْبِ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يَكُونَ أَرَقَّ لَهُ عَلَيْهِ . فَوَثَبَ فَجَلَسَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ وَلَمْ يَجِدْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَجْلِسًا قُرْبَ عَمِّهِ فَجَلَسَ عِنْدَ الْبَابِ . فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ : أَيِ ابْنَ أَخِي مَا بَالُ قَوْمِكَ يَشُكُونَكَ ، يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَشْتُمُ آلِهَتَهُمْ وَتَقُولُ وَتَقُولُ ؟ قَالَ : وَأَكْثَرُوا عَلَيْهِ مِنَ الْقَوْلِ وَتَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : " يَا عَمِّ إِنِّي أُرِيدُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ ! يَقُولُونَهَا تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ وَتُؤَدِّي إِلَيْهِمْ بِهَا الْعَجَمُ الْجِزْيَةَ " فَفَزِعُوا لِكَلِمَتِهِ وَلِقَوْلِهِ وَقَالُوا كَلِمَةً وَاحِدَةً ! نَعَمْ وَأَبِيكَ عَشْرًا فَقَالُوا : وَمَا هِيَ ؟ وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ وَأَيُّ كَلِمَةٍ هِيَ يَا ابْنَ أَخِي ؟ فَقَالَ : " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " فَقَامُوا فَزِعِينَ يَنْفُضُونَ ثِيَابَهُمْ وَهُمْ يَقُولُونَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=5أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ) قَالَ : وَنَزَلَتْ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ إِلَى قَوْلِهِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ) لَفْظُ أَبِي كُرَيْبٍ
وَهَكَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=13608مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ، كِلَاهُمَا عَنْ
أَبِي أُسَامَةَ عَنِ
الْأَعْمَشِ عَنْ
عَبَّادٍ - غَيْرِ مَنْسُوبٍ - بِهِ نَحْوَهُ . وَرَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ أَيْضًا كُلُّهُمْ فِي تَفَاسِيرِهِمْ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ
الْأَعْمَشِ عَنْ
يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ [ ص: 55 ] الْكُوفِيِّ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ . وَقَالَ
التِّرْمِذِيُّ : حَسَنٌ .
وَقَوْلُهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=7مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ ) أَيْ : مَا سَمِعْنَا بِهَذَا الَّذِي يَدْعُونَا إِلَيْهِ
مُحَمَّدٌ مِنَ التَّوْحِيدِ فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ .
قَالَ
مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَابْنُ زَيْدٍ : يَعْنُونَ دِينَ قُرَيْشٍ .
وَقَالَ غَيْرُهُمْ : يَعْنُونَ النَّصْرَانِيَّةَ ، قَالَهُ
مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ .
وَقَالَ
الْعَوْفِيُّ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=7مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ ) يَعْنِي : النَّصْرَانِيَّةَ . قَالُوا : لَوْ كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ حَقًّا أَخْبَرَتْنَا بِهِ النَّصَارَى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=7إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ) قَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ كَذِبٌ ، وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : تَخَرُّصٌ .
وَقَوْلُهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا ) يَعْنِي : أَنَّهُمْ يَسْتَبْعِدُونَ تَخْصِيصَهُ بِإِنْزَالِ الْقُرْآنِ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِهِمْ كُلِّهِمْ كَمَا قَالُوا فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=31لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) [ الزُّخْرُفِ : 31 ] قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ) [ الزُّخْرُفِ : 32 ] وَلِهَذَا لَمَّا قَالُوا هَذَا الَّذِي دَلَّ عَلَى جَهْلِهِمْ وَقِلَّةِ عَقْلِهِمْ فِي اسْتِبْعَادِهِمْ إِنْزَالَ الْقُرْآنِ عَلَى الرَّسُولِ مِنْ بَيْنِهِمْ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ) أَيْ : إِنَّمَا يَقُولُونَ هَذَا ؛ لِأَنَّهُمْ مَا ذَاقُوا إِلَى حِينِ قَوْلِهِمْ ذَلِكَ عَذَابَ اللَّهِ وَنِقْمَتَهُ سَيَعْلَمُونَ غِبَّ مَا قَالُوا ، وَمَا كَذَّبُوا بِهِ يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعَّا .
ثُمَّ قَالَ مُبَيِّنًا أَنَّهُ الْمُتَصَرِّفُ فِي مُلْكِهِ الْفَعَّالُ لِمَا يَشَاءُ ، الَّذِي يُعْطِي مَنْ يَشَاءُ مَا يَشَاءُ ، وَيُعِزُّ مَنْ يَشَاءُ وَيُذِلُّ مَنْ يَشَاءُ ، وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَيُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ ، وَيُنَزِّلُ الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، وَيَخْتِمُ عَلَى قَلْبِ مَنْ يَشَاءُ ، فَلَا يَهْدِيهِ أَحَدٌ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ وَإِنَّ الْعِبَادَ لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا مِنَ الْأَمْرِ وَلَيْسَ إِلَيْهِمْ مِنَ التَّصَرُّفِ فِي الْمُلْكِ وَلَا مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَمَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ; وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى مُنْكِرًا عَلَيْهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=9أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ) أَيِ : الْعَزِيزِ الَّذِي لَا يُرَامُ جَنَابُهُ ، الْوَهَّابِ الَّذِي يُعْطِي مَا يُرِيدُ لِمَنْ يُرِيدُ .
وَهَذِهِ الْآيَةُ شَبِيهَةٌ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=53أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ) [ النِّسَاءِ : 53 : 55 ] وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=100قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا ) [ الْإِسْرَاءِ : 10 ] وَذَلِكَ بَعْدَ الْحِكَايَةِ عَنِ الْكُفَّارِ أَنَّهُمْ أَنْكَرُوا بِعْثَةَ الرَّسُولِ الْبَشَرِيِّ وَكَمَا أَخْبَرَ تَعَالَى عَنْ قَوْمِ صَالِحٍ [ عَلَيْهِ السَّلَامُ ] حِينَ قَالُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ ) [ الْقَمَرِ : 25 : 26 ]
[ ص: 56 ]
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=10أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ ) أَيْ : إِنْ كَانَ لَهُمْ ذَلِكَ فَلْيَصْعَدُوا فِي الْأَسْبَابِ .
قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَمُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَقَتَادَةُ وَغَيْرُهُمْ : يَعْنِي طُرُقَ السَّمَاءِ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : فَلْيَصْعَدُوا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=11جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ ) أَيْ : هَؤُلَاءِ الْجُنْدُ الْمُكَذِّبُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ سَيُهْزَمُونَ وَيُغْلَبُونَ وَيُكْبَتُونَ كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْأَحْزَابِ الْمُكَذِّبِينَ وَهَذِهِ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ) وَكَانَ ذَلِكَ يَوْمَ
بَدْرٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ) [ الْقَمَرِ : 44 : 46 ] .