(
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=29013الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز ( 19 )
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب ( 20 )
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم ( 21 )
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ( 22 ) )
يقول تعالى مخبرا عن
nindex.php?page=treesubj&link=32413_19630لطفه بخلقه في رزقه إياهم عن آخرهم ، لا ينسى أحدا منهم ، سواء في رزقه البر والفاجر ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين ) [ هود : 6 ] ولها نظائر كثيرة .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=19يرزق من يشاء ) أي : يوسع على من يشاء ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=19وهو القوي العزيز ) أي : لا يعجزه شيء .
[ ص: 198 ]
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20من كان يريد حرث الآخرة ) أي : عمل الآخرة (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20نزد له في حرثه ) أي : نقويه ونعينه على ما هو بصدده ، ونكثر نماءه ، ونجزيه
nindex.php?page=treesubj&link=29703بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، إلى ما يشاء الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=27209_30200ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب ) أي : ومن كان إنما سعيه ليحصل له شيء من الدنيا ، وليس له إلى الآخرة همة ألبتة بالكلية ، حرمه الله الآخرة والدنيا إن شاء أعطاه منها ، وإن لم يشأ لم يحصل له لا هذه ولا هذه ، وفاز هذا الساعي بهذه النية بالصفقة الخاسرة في الدنيا والآخرة .
والدليل على هذا أن هذه الآية هاهنا مقيدة بالآية التي في " سبحان " وهي قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=18من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا ) [ الإسراء : 18 - 21 ] .
وقال
الثوري ، عن
مغيرة ، عن
أبي العالية ، عن
أبي بن كعب [ رضي الله عنه ] قال : قال : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822873 " بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة ، والنصر والتمكين في الأرض ، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا ، لم يكن له في الآخرة من نصيب " .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) أي : هم لا يتبعون ما شرع الله لك من الدين القويم ، بل يتبعون ما شرع لهم شياطينهم من الجن والإنس ، من تحريم ما حرموا عليهم ، من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ، وتحليل الميتة والدم والقمار ، إلى نحو ذلك من الضلالات والجهالة الباطلة ، التي كانوا قد اخترعوها في جاهليتهم ، من التحليل والتحريم ، والعبادات الباطلة ، والأقوال الفاسدة .
وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822874 " رأيت عمرو بن لحي بن قمعة يجر قصبه في النار " لأنه
nindex.php?page=treesubj&link=34020أول من سيب السوائب . وكان هذا الرجل أحد ملوك
خزاعة ، وهو أول من فعل هذه الأشياء ، وهو الذي حمل
قريشا على عبادة الأصنام ، لعنه الله وقبحه ; ولهذا قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم ) أي : لعوجلوا بالعقوبة ، لولا ما تقدم من الإنظار إلى يوم المعاد ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21وإن الظالمين لهم عذاب أليم ) أي : شديد موجع في جهنم وبئس المصير .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا ) أي : في عرصات القيامة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22وهو واقع بهم ) أي : الذي يخافون منه واقع بهم لا محالة ، هذا
nindex.php?page=treesubj&link=30351حالهم يوم معادهم ، وهم في هذا الخوف والوجل ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ) فأين هذا من هذا :
[ ص: 199 ] أين من هو في العرصات في الذل والهوان والخوف المحقق عليه بظلمه ، ممن هو في روضات الجنات ، فيما يشاء من مآكل ومشارب وملابس ومساكن ومناظر ومناكح وملاذ ، فيما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .
قال :
الحسن بن عرفة : حدثنا
عمر بن عبد الرحمن الأبار ، حدثنا
محمد بن سعد الأنصاري عن
أبي طيبة ، قال : إن الشرب من أهل
الجنة لتظلهم السحابة فتقول : ما أمطركم ؟ قال : فما يدعو داع من القوم بشيء إلا أمطرتهم ، حتى إن القائل منهم ليقول : أمطرينا كواعب أترابا .
رواه
ابن جرير ، عن
الحسن بن عرفة ، به .
ولهذا قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22ذلك هو الفضل الكبير ) أي : الفوز العظيم ، والنعمة التامة السابغة الشاملة العامة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور ( 23 )
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور ( 24 ) )
يقول تعالى لما ذكر روضات الجنة ، لعباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) أي : هذا حاصل لهم كائن لا محالة ، ببشارة الله لهم به .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) أي : قل يا
محمد لهؤلاء المشركين من كفار
قريش : لا أسألكم على هذا البلاغ والنصح لكم ما لا تعطونيه ، وإنما أطلب منكم أن تكفوا شركم عني وتذروني أبلغ رسالات ربي ، إن لم تنصروني فلا تؤذوني بما بيني وبينكم من القرابة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، حدثنا
محمد بن جعفر ، حدثنا
شعبة ، عن
عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوسا عن
ابن عباس : أنه سئل عن قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إلا المودة في القربى ) فقال
سعيد بن جبير : قربى
آل محمد . فقال
ابن عباس : عجلت إن النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=treesubj&link=30591لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة ، فقال : إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة . انفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
ورواه الإمام
أحمد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان ، عن
شعبة به . وهكذا روى
عامر الشعبي ،
والضحاك ،
وعلي بن أبي طلحة ،
والعوفي ،
ويوسف بن مهران وغير واحد ، عن
ابن عباس ، مثله . وبه قال
مجاهد ،
وعكرمة ،
وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ،
وأبو مالك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وغيرهم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14687الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا
هاشم بن يزيد الطبراني وجعفر القلانسي قالا حدثنا
[ ص: 200 ] nindex.php?page=showalam&ids=11790آدم بن أبي إياس ، حدثنا
شريك ، عن
خصيف ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس قال : قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826070 " لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تودوني في نفسي لقرابتي منكم ، وتحفظوا القرابة التي بيني وبينكم " .
وروى الإمام
أحمد ، عن
حسن بن موسى : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16827قزعة يعني ابن سويد -
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم - عن أبيه ، عن
مسلم بن إبراهيم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16827قزعة بن سويد - عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس ; أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822875 " لا أسألكم على ما آتيتكم من البينات والهدى أجرا ، إلا أن توادوا الله ، وأن تقربوا إليه بطاعته " .
وهكذا روى
قتادة عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري ، مثله .
وهذا كأنه تفسير بقول ثان ، كأنه يقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إلا المودة في القربى ) أي : إلا أن تعملوا بالطاعة التي تقربكم عند الله زلفى .
وقول ثالث : وهو ما حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره ، رواية عن
سعيد بن جبير ، ما معناه أنه قال : معنى ذلك أن تودوني في قرابتي ، أي : تحسنوا إليهم وتبروهم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، عن
أبي الديلم قال : لما جيء
بعلي بن الحسين أسيرا ، فأقيم على درج
دمشق ، قام رجل من أهل
الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم ، وقطع قرني الفتنة . فقال له
علي بن الحسين : أقرأت القرآن ؟ قال : نعم . قال : أقرأت آل حم ؟ قال : قرأت القرآن ، ولم أقرأ آل حم . قال : ما قرأت : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ؟ قال : وإنكم أنتم هم ؟ قال : نعم .
وقال :
nindex.php?page=showalam&ids=11813أبو إسحاق السبيعي : سألت
عمرو بن شعيب عن قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) فقال : قربى النبي - صلى الله عليه وسلم - . رواهما
ابن جرير .
ثم قال
ابن جرير : حدثنا
أبو كريب ، حدثنا
مالك بن إسماعيل ، حدثنا
عبد السلام ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17347يزيد بن أبي زياد ، عن
مقسم ، عن
ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826071قالت الأنصار : فعلنا وفعلنا ، وكأنهم فخروا فقال ابن عباس - أو : العباس ، شك عبد السلام - : لنا الفضل عليكم . فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاهم في مجالسهم فقال : " يا معشر الأنصار ، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي ؟ " قالوا : بلى ، يا رسول الله . قال : ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله قال : " أفلا تجيبوني ؟ " قالوا : ما نقول يا رسول الله ؟ قال : " ألا تقولون : ألم يخرجك قومك فآويناك ؟ أولم يكذبوك فصدقناك ؟ أولم يخذلوك فنصرناك " ؟ قال : فما زال يقول حتى جثوا على الركب ، وقالوا : أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله . قال : فنزلت : ( nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) .
وهكذا رواه
ابن أبي حاتم ، عن
علي بن الحسين ، عن
عبد المؤمن بن علي ، عن
عبد السلام ، عن
[ ص: 201 ] يزيد
بن أبي زياد - وهو ضعيف - بإسناده مثله ، أو قريبا منه .
وفي الصحيحين - في قسم غنائم
حنين - قريب من هذا السياق ، ولكن ليس فيه ذكر نزول هذه الآية . وذكر نزولها في
المدينة فيه نظر ; لأن السورة مكية ، وليس يظهر بين هذه الآية الكريمة وبين السياق مناسبة ، والله أعلم .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
علي بن الحسين ، حدثنا رجل سماه ، حدثنا
حسين الأشقر ، عن
قيس ، عن
الأعمش ، عن
سعيد بن جبير عن
ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826072لما نزلت هذه الآية : ( nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قالوا : يا رسول الله ، من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم ؟ قال : " فاطمة وولدها ، عليهم السلام " .
وهذا إسناد ضعيف ، فيه مبهم لا يعرف ، عن شيخ شيعي متخرق ، وهو
حسين الأشقر ، ولا يقبل خبره في هذا المحل . وذكر نزول هذه الآية في
المدينة بعيد ; فإنها مكية ولم يكن إذ ذاك
لفاطمة أولاد بالكلية ، فإنها لم تتزوج
بعلي إلا بعد
بدر من السنة الثانية من الهجرة .
والحق تفسيرها بما فسرها به الإمام حبر الأمة ، وترجمان القرآن
nindex.php?page=showalam&ids=11، عبد الله بن عباس ، كما رواه عنه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري [ رحمه الله ] ولا تنكر
nindex.php?page=treesubj&link=28817_28816الوصاة بأهل البيت ، والأمر بالإحسان إليهم ، واحترامهم وإكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة ، من أشرف بيت وجد على وجه الأرض ، فخرا وحسبا ونسبا ، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية ، كما كان عليه سلفهم
، كالعباس وبنيه
، وعلي وأهل بيته وذريته ، رضي الله عنهم أجمعين .
[ وقد ثبت ] في الصحيح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826073أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في خطبته بغدير خم : " إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، وإنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض " .
وقال الإمام
أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، أخبرنا
إسماعيل بن أبي خالد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17347يزيد بن أبي زياد ، عن
عبد الله بن الحارث ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822876قلت : يا رسول الله ، إن قريشا إذا لقي بعضهم بعضا لقوهم ببشر حسن ، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها ؟ قال : فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - غضبا شديدا ، وقال : " والذي نفسي بيده ، لا يدخل قلب الرجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله " .
ثم قال
أحمد حدثنا
جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17347يزيد بن أبي زياد ، عن
عبد الله بن الحارث ، عن
عبد المطلب بن ربيعة قال : دخل
العباس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822877إنا لنخرج فنرى قريشا تحدث ، فإذا رأونا [ ص: 202 ] سكتوا . فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودر عرق بين عينه ، ثم قال : " والله لا يدخل قلب امرئ إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
عبد الله بن عبد الوهاب ، حدثنا
خالد ، حدثنا
شعبة ، عن
واقد قال : سمعت أبي يحدث عن
ابن عمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه ، قال : ارقبوا
محمدا - صلى الله عليه وسلم - في أهل بيته .
وفي الصحيح أن
الصديق قال
لعلي ، رضي الله عنهما : والله لقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي أن أصل من قرابتي .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب للعباس ، رضي الله عنهما : والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام
الخطاب لو أسلم ; لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله من إسلام
الخطاب .
فحال الشيخين ، رضي الله عنهما ، هو الواجب على كل أحد أن يكون كذلك ; ولهذا كانا
nindex.php?page=treesubj&link=28811أفضل المؤمنين بعد النبيين والمرسلين ، رضي الله عنهما ، وعن سائر الصحابة أجمعين .
وقال الإمام
أحمد ، رحمه الله : حدثنا
إسماعيل بن إبراهيم ، عن
أبي حيان التيمي ، حدثني
يزيد بن حيان قال : انطلقت أنا
وحسين بن ميسرة ،
وعمر بن مسلم إلى
nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم ، فلما جلسنا إليه قال له
حصين : لقد لقيت يا
زيد خيرا كثيرا ، رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسمعت حديثه وغزوت معه ، وصليت معه . لقد رأيت يا
زيد خيرا كثيرا . حدثنا يا
زيد ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فقال : يا ابن أخي ، والله كبرت سني ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما حدثتكم فاقبلوه ، وما لا فلا تكلفونيه . ثم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822878قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما خطيبا فينا ، بماء يدعى خما - بين مكة والمدينة - فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر ووعظ ، ثم قال : " أما بعد ، ألا أيها الناس ، إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين ، أولهما : كتاب الله ، فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه ، وقال : " nindex.php?page=treesubj&link=28817وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي " فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : إن نساءه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل العباس ، قال : أكل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم .
وهكذا رواه
مسلم [ في الفضائل ]
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طرق عن
يزيد بن حيان به .
[ ص: 203 ]
وقال
أبو عيسى الترمذي حدثنا
علي بن المنذر الكوفي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17011محمد بن فضيل ، حدثنا
الأعمش ، عن
عطية ، عن
أبي سعيد -
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ، عن
حبيب بن أبي ثابت ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=822879 " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : nindex.php?page=treesubj&link=28738كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، والآخر عترتي : أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما "
تفرد بروايته
الترمذي ثم قال : هذا حديث حسن غريب .
وقال
الترمذي أيضا حدثنا
نصر بن عبد الرحمن الكوفي ، حدثنا
زيد بن الحسن ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822880رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجته يوم عرفة ، وهو على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول : " يا أيها الناس ، إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي "
تفرد به
الترمذي أيضا ، وقال : حسن غريب . وفي الباب عن
أبي ذر ،
وأبي سعيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=68وزيد بن أرقم ،
وحذيفة بن أسيد .
ثم قال
الترمذي : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود سليمان بن الأشعث ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين ، حدثنا
هشام بن يوسف ، عن
عبد الله بن سليمان النوفلي ، عن
محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن جده
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822881 " أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه ، وأحبوني بحب الله ، وأحبوا أهل بيتي بحبي "
ثم قال حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه .
وقد أوردنا أحاديث أخر عند قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) [ الأحزاب : 33 ] ، بما أغنى عن إعادتها هاهنا ، ولله الحمد والمنة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12201الحافظ أبو يعلى : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16071سويد بن سعيد ، حدثنا
مفضل بن عبد الله ، عن
أبي إسحاق ، عن
حنش قال : سمعت
أبا ذر وهو آخذ بحلقة الباب يقول : يا أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن أنكرني فأنا
أبو ذر ،
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، [ ص: 204 ] من دخلها نجا ، ومن تخلف عنها هلك " .
هذا بهذا الإسناد ضعيف .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ) أي : ومن يعمل حسنة (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23نزد له فيها حسنا ) أي : أجرا وثوابا ، كقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) [ النساء : 40 ] .
وقال بعض السلف : [ إن ] من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، ومن جزاء السيئة ( السيئة ) بعدها .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إن الله غفور شكور ) أي : يغفر الكثير من السيئات ، ويكثر القليل من الحسنات ، فيستر ويغفر ، ويضاعف فيشكر .
وقوله :
nindex.php?page=treesubj&link=30177_29284_29706 ( nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ) أي : لو افتريت عليه كذبا كما يزعم هؤلاء الجاهلون (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24يختم على قلبك ) أي : لطبع على قلبك وسلبك ما كان آتاك من القرآن ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=44ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين ) [ الحاقة : 44 - 47 ] أي : لانتقمنا منه أشد الانتقام ، وما قدر أحد من الناس أن يحجز عنه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24ويمح الله الباطل ) ليس معطوفا على قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24يختم ) فيكون مجزوما ، بل هو مرفوع على الابتداء ، قاله
ابن جرير ، قال : وحذفت من كتابته " الواو " في رسم المصحف الإمام ، كما حذفت في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=18سندع الزبانية ) [ العلق : 18 ] وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=11ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير ) [ الإسراء : 11 ] .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24ويحق الحق بكلماته ) معطوف على (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24ويمح الله الباطل ويحق الحق ) أي : يحققه ويثبته ويبينه ويوضحه بكلماته ، أي : بحججه وبراهينه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24إنه عليم بذات الصدور ) أي : بما تكنه الضمائر ، وتنطوي عليه السرائر .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=29013اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ( 19 )
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ( 20 )
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 21 )
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ( 22 ) )
يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=32413_19630لُطْفِهِ بِخَلْقِهِ فِي رِزْقِهِ إِيَّاهُمْ عَنْ آخِرِهِمْ ، لَا يَنْسَى أَحَدًا مِنْهُمْ ، سَوَاءٌ فِي رِزْقِهِ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=6وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) [ هُودٍ : 6 ] وَلَهَا نَظَائِرُ كَثِيرَةٌ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=19يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ ) أَيْ : يُوَسِّعُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=19وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ) أَيْ : لَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ .
[ ص: 198 ]
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ ) أَيْ : عَمَلَ الْآخِرَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ) أَيْ : نُقَوِّيهِ وَنُعِينُهُ عَلَى مَا هُوَ بِصَدَدِهِ ، وَنُكْثِرُ نَمَاءَهُ ، وَنَجْزِيهِ
nindex.php?page=treesubj&link=29703بِالْحَسَنَةِ عَشْرَ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ ، إِلَى مَا يَشَاءُ اللَّهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=27209_30200وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ) أَيْ : وَمَنْ كَانَ إِنَّمَا سَعْيُهُ لِيَحْصُلَ لَهُ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا ، وَلَيْسَ لَهُ إِلَى الْآخِرَةِ هِمَّةٌ أَلْبَتَّةَ بِالْكُلِّيَّةِ ، حَرَمَهُ اللَّهُ الْآخِرَةَ وَالدُّنْيَا إِنْ شَاءَ أَعْطَاهُ مِنْهَا ، وَإِنْ لَمْ يَشَأْ لَمْ يَحْصُلْ لَهُ لَا هَذِهِ وَلَا هَذِهِ ، وَفَازَ هَذَا السَّاعِي بِهَذِهِ النِّيَّةِ بِالصَّفْقَةِ الْخَاسِرَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .
وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ هَاهُنَا مُقَيَّدَةٌ بِالْآيَةِ الَّتِي فِي " سُبْحَانَ " وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=18مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ) [ الْإِسْرَاءِ : 18 - 21 ] .
وَقَالَ
الثَّوْرِيُّ ، عَنْ
مُغِيرَةَ ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنْ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ] قَالَ : قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822873 " بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ ، وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ ، فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا ، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ " .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ) أَيْ : هُمْ لَا يَتَّبِعُونَ مَا شَرَعَ اللَّهُ لَكَ مِنَ الدِّينِ الْقَوِيمِ ، بَلْ يَتَّبِعُونَ مَا شَرَعَ لَهُمْ شَيَاطِينُهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ، مِنْ تَحْرِيمِ مَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ ، مِنَ الْبَحِيرَةِ وَالسَّائِبَةِ وَالْوَصِيلَةِ وَالْحَامِ ، وَتَحْلِيلِ الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَالْقِمَارِ ، إِلَى نَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الضَّلَالَاتِ وَالْجَهَالَةِ الْبَاطِلَةِ ، الَّتِي كَانُوا قَدِ اخْتَرَعُوهَا فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ ، مِنَ التَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ ، وَالْعِبَادَاتِ الْبَاطِلَةِ ، وَالْأَقْوَالِ الْفَاسِدَةِ .
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822874 " رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ لُحَيِّ بْنِ قَمَعَةَ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ " لِأَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=34020أَوَّلُ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ . وَكَانَ هَذَا الرَّجُلُ أَحَدَ مُلُوكِ
خُزَاعَةَ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ فَعَلَ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ ، وَهُوَ الَّذِي حَمَلَ
قُرَيْشًا عَلَى عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ ، لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَبَّحَهُ ; وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ) أَيْ : لَعُوجِلُوا بِالْعُقُوبَةِ ، لَوْلَا مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْإِنْظَارِ إِلَى يَوْمِ الْمَعَادِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) أَيْ : شَدِيدٌ مُوجِعٌ فِي جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا ) أَيْ : فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ ) أَيِ : الَّذِي يَخَافُونَ مِنْهُ وَاقِعٌ بِهِمْ لَا مَحَالَةَ ، هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=30351حَالُهُمْ يَوْمَ مَعَادِهِمْ ، وَهُمْ فِي هَذَا الْخَوْفِ وَالْوَجَلِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) فَأَيْنَ هَذَا مِنْ هَذَا :
[ ص: 199 ] أَيْنَ مَنْ هُوَ فِي الْعَرَصَاتِ فِي الذُّلِّ وَالْهَوَانِ وَالْخَوْفِ الْمُحَقَّقِ عَلَيْهِ بِظُلْمِهِ ، مِمَّنْ هُوَ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ ، فِيمَا يَشَاءُ مِنْ مَآكِلَ وَمُشَارِبَ وَمَلَابِسَ وَمَسَاكِنَ وَمَنَاظِرَ وَمَنَاكِحَ وَمَلَاذَّ ، فِيمَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ .
قَالَ :
الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ : حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَبَّارُ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ
أَبِي طَيْبَةَ ، قَالَ : إِنَّ الشَّرْبَ مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ لَتُظِلُّهُمُ السَّحَابَةُ فَتَقُولُ : مَا أُمْطِرُكُمْ ؟ قَالَ : فَمَا يَدْعُو دَاعٍ مِنَ الْقَوْمِ بِشَيْءٍ إِلَّا أَمْطَرَتْهُمْ ، حَتَّى إِنَّ الْقَائِلَ مِنْهُمْ لَيَقُولُ : أَمْطِرِينَا كَوَاعِبَ أَتْرَابًا .
رَوَاهُ
ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ ، بِهِ .
وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) أَيِ : الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، وَالنِّعْمَةُ التَّامَّةُ السَّابِغَةُ الشَّامِلَةُ الْعَامَّةُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ( 23 )
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ( 24 ) )
يَقُولُ تَعَالَى لَمَّا ذَكَرَ رَوْضَاتِ الْجَنَّةِ ، لِعِبَادِهِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) أَيْ : هَذَا حَاصِلٌ لَهُمْ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ ، بِبِشَارَةِ اللَّهِ لَهُمْ بِهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) أَيْ : قُلْ يَا
مُحَمَّدُ لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ كُفَّارِ
قُرَيْشٍ : لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَى هَذَا الْبَلَاغِ وَالنُّصْحِ لَكُمْ مَا لَا تُعْطُونِيهِ ، وَإِنَّمَا أَطْلُبُ مِنْكُمْ أَنْ تَكُفُّوا شَرَّكُمْ عَنِّي وَتَذَرُونِي أُبَلِّغُ رِسَالَاتِ رَبِّي ، إِنْ لَمْ تَنْصُرُونِي فَلَا تُؤْذُونِي بِمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنَ الْقَرَابَةِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15573مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=16248طَاوُسًا عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) فَقَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : قُرْبَى
آلِ مُحَمَّدٍ . فَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : عَجِلْتَ إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=treesubj&link=30591لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا كَانَ لَهُ فِيهِمْ قَرَابَةٌ ، فَقَالَ : إِلَّا أَنْ تَصِلُوا مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنَ الْقَرَابَةِ . انْفَرَدَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ .
وَرَوَاهُ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17293يَحْيَى الْقَطَّانِ ، عَنْ
شُعْبَةَ بِهِ . وَهَكَذَا رَوَى
عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ ،
وَالضَّحَّاكُ ،
وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ،
وَالْعَوْفِيُّ ،
وَيُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، مِثْلَهُ . وَبِهِ قَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وَعِكْرِمَةُ ،
وَقَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ ،
وَأَبُو مَالِكٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَغَيْرُهُمْ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا
هَاشِمُ بْنُ يَزِيدَ الطَّبَرَانِيُّ وَجَعْفَرٌ الْقَلَانِسِيُّ قَالَا حَدَّثَنَا
[ ص: 200 ] nindex.php?page=showalam&ids=11790آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا
شَرِيكٌ ، عَنْ
خُصَيْفٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826070 " لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا أَنْ تَوَدُّونِي فِي نَفْسِي لِقَرَابَتِي مِنْكُمْ ، وَتَحْفَظُوا الْقَرَابَةَ الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ " .
وَرَوَى الْإِمَامُ
أَحْمَدُ ، عَنْ
حَسَنِ بْنِ مُوسَى : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16827قَزَعَةُ يَعْنِي ابْنَ سُوَيْدٍ -
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ - عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16827قَزَعَةَ بْنِ سُوَيْدٍ - عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ; أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822875 " لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَى مَا آتَيْتُكُمْ مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى أَجْرًا ، إِلَّا أَنْ تُوَادُّوا اللَّهَ ، وَأَنْ تَقَرَّبُوا إِلَيْهِ بِطَاعَتِهِ " .
وَهَكَذَا رَوَى
قَتَادَةُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، مِثْلَهُ .
وَهَذَا كَأَنَّهُ تَفْسِيرٌ بِقَوْلٍ ثَانٍ ، كَأَنَّهُ يَقُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) أَيْ : إِلَّا أَنْ تَعْمَلُوا بِالطَّاعَةِ الَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ زُلْفَى .
وَقَوْلٌ ثَالِثٌ : وَهُوَ مَا حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ ، رِوَايَةً عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، مَا مَعْنَاهُ أَنَّهُ قَالَ : مَعْنَى ذَلِكَ أَنْ تَوَدُّونِي فِي قَرَابَتِي ، أَيْ : تُحْسِنُوا إِلَيْهِمْ وَتَبَرُّوهُمْ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ ، عَنْ
أَبِي الدَّيْلَمِ قَالَ : لَمَّا جِيءَ
بِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَسِيرًا ، فَأُقِيمَ عَلَى دَرَجِ
دِمَشْقَ ، قَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ
الشَّامِ فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَتَلَكُمْ وَاسْتَأْصَلَكُمْ ، وَقَطَعَ قَرْنَيِ الْفِتْنَةِ . فَقَالَ لَهُ
عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ : أَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : أَقَرَأْتَ آلَ حم ؟ قَالَ : قَرَأْتُ الْقُرْآنَ ، وَلَمْ أَقْرَأْ آلَ حم . قَالَ : مَا قَرَأْتَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ؟ قَالَ : وَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هُمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ .
وَقَالَ :
nindex.php?page=showalam&ids=11813أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ : سَأَلْتُ
عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) فَقَالَ : قُرْبَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . رَوَاهُمَا
ابْنُ جَرِيرٍ .
ثُمَّ قَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا
مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ السَّلَامِ ، حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=17347يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ
مِقْسَمٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826071قَالَتِ الْأَنْصَارُ : فَعَلْنَا وَفَعَلْنَا ، وَكَأَنَّهُمْ فَخَرُوا فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - أَوِ : الْعَبَّاسُ ، شَكَّ عَبْدُ السَّلَامِ - : لَنَا الْفَضْلُ عَلَيْكُمْ . فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَتَاهُمْ فِي مَجَالِسِهِمْ فَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، أَلَمْ تَكُونُوا أَذِلَّةً فَأَعَزَّكُمُ اللَّهُ بِي ؟ " قَالُوا : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : أَلَمْ تَكُونُوا ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِي ؟ " قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : " أَفَلَا تُجِيبُونِي ؟ " قَالُوا : مَا نَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " أَلَا تَقُولُونَ : أَلَمْ يُخْرِجْكَ قَوْمُكَ فَآوَيْنَاكَ ؟ أَوَلَمْ يُكَذِّبُوكَ فَصَدَّقْنَاكَ ؟ أَوَلَمْ يَخْذُلُوكَ فَنَصَرْنَاكَ " ؟ قَالَ : فَمَا زَالَ يَقُولُ حَتَّى جَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ ، وَقَالُوا : أَمْوَالُنَا وَمَا فِي أَيْدِينَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ . قَالَ : فَنَزَلَتْ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) .
وَهَكَذَا رَوَاهُ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ
عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ
عَبْدِ السَّلَامِ ، عَنْ
[ ص: 201 ] يَزِيدَ
بْنِ أَبِي زِيَادٍ - وَهُوَ ضَعِيفٌ - بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ، أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ - فِي قَسْمِ غَنَائِمِ
حُنَيْنٍ - قَرِيبٌ مِنْ هَذَا السِّيَاقِ ، وَلَكِنْ لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ . وَذِكْرُ نُزُولِهَا فِي
الْمَدِينَةِ فِيهِ نَظَرٌ ; لِأَنَّ السُّورَةَ مَكِّيَّةٌ ، وَلَيْسَ يَظْهَرُ بَيْنَ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ وَبَيْنَ السِّيَاقِ مُنَاسَبَةٌ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ سَمَّاهُ ، حَدَّثَنَا
حُسَيْنٌ الْأَشْقَرُ ، عَنْ
قَيْسٍ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826072لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ بِمَوَدَّتِهِمْ ؟ قَالَ : " فَاطِمَةُ وَوَلَدُهَا ، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ " .
وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، فِيهِ مُبْهَمٌ لَا يُعْرَفُ ، عَنْ شَيْخٍ شِيعِيٍّ مُتَخَرِّقٍ ، وَهُوَ
حُسَيْنٌ الْأَشْقَرُ ، وَلَا يُقْبَلُ خَبَرُهُ فِي هَذَا الْمَحَلِّ . وَذِكْرُ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ فِي
الْمَدِينَةِ بَعِيدٌ ; فَإِنَّهَا مَكِّيَّةٌ وَلَمْ يَكُنْ إِذْ ذَاكَ
لِفَاطِمَةَ أَوْلَادٌ بِالْكُلِّيَّةِ ، فَإِنَّهَا لَمْ تَتَزَوَّجْ
بَعْلِيٍّ إِلَّا بَعْدَ
بَدْرٍ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ .
وَالْحَقُّ تَفْسِيرهَا بِمَا فَسَّرَهَا بِهِ الْإِمَامُ حَبْرُ الْأُمَّةِ ، وَتُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، كَمَا رَوَاهُ عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ [ رَحِمَهُ اللَّهُ ] وَلَا تُنْكَرُ
nindex.php?page=treesubj&link=28817_28816الْوَصَاةُ بِأَهْلِ الْبَيْتِ ، وَالْأَمْرُ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ ، وَاحْتِرَامِهِمْ وَإِكْرَامِهِمْ ، فَإِنَّهُمْ مِنْ ذُرِّيَّةٍ طَاهِرَةٍ ، مِنْ أَشْرَفِ بَيْتٍ وُجِدَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، فَخْرًا وَحَسَبًا وَنَسَبًا ، وَلَا سِيَّمَا إِذَا كَانُوا مُتَّبِعِينَ لِلسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ الصَّحِيحَةِ الْوَاضِحَةِ الْجَلِيَّةِ ، كَمَا كَانَ عَلَيْهِ سَلَفُهُمْ
، كَالْعَبَّاسِ وَبَنِيهِ
، وَعَلِيٍّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَذُرِّيَّتِهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ .
[ وَقَدْ ثَبَتَ ] فِي الصَّحِيحِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826073أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ فِي خُطْبَتِهِ بِغَدِيرِ خُمٍّ : " إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ : كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي ، وَإِنَّهُمَا لَمْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ " .
وَقَالَ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17347يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسِ بْنِ عَبَدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822876قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ قُرَيْشًا إِذَا لَقِيَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا لَقُوهُمْ بِبِشْرٍ حَسَنٍ ، وَإِذَا لَقُونَا لَقُونَا بِوُجُوهٍ لَا نَعْرِفُهَا ؟ قَالَ : فَغَضِبَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَضَبًا شَدِيدًا ، وَقَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا يَدْخُلُ قَلْبَ الرَّجُلِ الْإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ " .
ثُمَّ قَالَ
أَحْمَدُ حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17347يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ : دَخَلَ
الْعَبَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822877إِنَّا لَنَخْرُجُ فَنَرَى قُرَيْشًا تَحَدَّثُ ، فَإِذَا رَأَوْنَا [ ص: 202 ] سَكَتُوا . فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَدَرَّ عِرْقٌ بَيْنَ عَيْنِهِ ، ثُمَّ قَالَ : " وَاللَّهِ لَا يَدْخُلُ قَلْبَ امْرِئٍ إِيمَانٌ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِقَرَابَتِي " .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا
خَالِدٌ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ
وَاقِدٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنِ
ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : ارْقُبُوا
مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَهْلِ بَيْتِهِ .
وَفِي الصَّحِيحِ أَنَّ
الصِّدِّيقَ قَالَ
لَعَلِيٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : وَاللَّهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِلْعَبَّاسِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : وَاللَّهِ لَإِسْلَامُكَ يَوْمَ أَسْلَمْتَ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِسْلَامِ
الْخَطَّابِ لَوْ أَسْلَمَ ; لَأَنَّ إِسْلَامَكَ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْ إِسْلَامِ
الْخَطَّابِ .
فَحَالُ الشَّيْخَيْنِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، هُوَ الْوَاجِبُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ ; وَلِهَذَا كَانَا
nindex.php?page=treesubj&link=28811أَفْضَلَ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ .
وَقَالَ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ ، رَحِمَهُ اللَّهُ : حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ ، حَدَّثَنِي
يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ : انْطَلَقْتُ أَنَا
وَحُسَيْنُ بْنُ مَيْسَرَةَ ،
وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=68زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ
حُصَيْنٌ : لَقَدْ لَقِيتَ يَا
زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا ، رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ وَغَزَوْتَ مَعَهُ ، وَصَلَّيْتَ مَعَهُ . لَقَدْ رَأَيْتَ يَا
زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا . حَدِّثْنَا يَا
زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، وَاللَّهِ كَبُرَتْ سِنِّي ، وَقَدِمَ عَهْدِي ، وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوهُ ، وَمَا لَا فَلَا تُكَلِّفُونِيهِ . ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822878قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا خَطِيبًا فِينَا ، بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا - بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ - فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَذَكَرَ وَوَعَظَ ، ثُمَّ قَالَ : " أَمَّا بَعْدُ ، أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ ، وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ ، أَوَّلُهُمَا : كِتَابُ اللَّهِ ، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ ، فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ " فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ، وَقَالَ : " nindex.php?page=treesubj&link=28817وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي " فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ : وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ ؟ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ؟ قَالَ : إِنَّ نِسَاءَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَلَكِنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ قَالَ : وَمَنْ هُمْ ؟ قَالَ : هُمْ آلُ عَلِيٍّ ، وَآلُ عَقِيلٍ ، وَآلُ جَعْفَرٍ ، وَآلُ الْعَبَّاسِ ، قَالَ : أَكُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ .
وَهَكَذَا رَوَاهُ
مُسْلِمٌ [ فِي الْفَضَائِلِ ]
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طُرُقٍ عَنْ
يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ بِهِ .
[ ص: 203 ]
وَقَالَ
أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ الْكُوفِيُّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17011مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا
الْأَعْمَشُ ، عَنْ
عَطِيَّةَ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ -
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ، عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=68زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=822879 " إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي ، أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الْآخَرِ : nindex.php?page=treesubj&link=28738كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ، وَالْآخَرُ عِتْرَتِي : أَهْلُ بَيْتِي ، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا "
تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ
التِّرْمِذِيُّ ثُمَّ قَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ .
وَقَالَ
التِّرْمِذِيُّ أَيْضًا حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ ، حَدَّثَنَا
زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822880رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ ، وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ يَخْطُبُ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا : كِتَابَ اللَّهِ ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي "
تَفَرَّدَ بِهِ
التِّرْمِذِيُّ أَيْضًا ، وَقَالَ : حَسَنٌ غَرِيبٌ . وَفِي الْبَابِ عَنْ
أَبِي ذَرٍّ ،
وَأَبِي سَعِيدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=68وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ،
وَحُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ .
ثُمَّ قَالَ
التِّرْمِذِيُّ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، حَدَّثَنَا
هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ
nindex.php?page=showalam&ids=11عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822881 " أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ ، وَأَحِبُّونِي بِحُبِّ اللَّهِ ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي بِحُبِّي "
ثُمَّ قَالَ حَسَنٌ غَرِيبٌ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .
وَقَدْ أَوْرَدْنَا أَحَادِيثَ أُخَرَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) [ الْأَحْزَابِ : 33 ] ، بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهَا هَاهُنَا ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12201الْحَافِظُ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16071سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
مُفَضَّلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
حَنَشٍ قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا ذَرٍّ وَهُوَ آخِذٌ بِحَلْقَةِ الْبَابِ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي ، وَمَنْ أَنْكَرَنِي فَأَنَا
أَبُو ذَرٍّ ،
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : " إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ ، [ ص: 204 ] مَنْ دَخَلَهَا نَجَا ، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ " .
هَذَا بِهَذَا الْإِسْنَادِ ضَعِيفٌ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) أَيْ : وَمَنْ يَعْمَلُ حَسَنَةً (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) أَيْ : أَجْرًا وَثَوَابًا ، كَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ) [ النِّسَاءِ : 40 ] .
وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : [ إِنَّ ] مِنْ ثَوَابِ الْحَسَنَةِ الْحَسَنَةَ بَعْدَهَا ، وَمِنْ جَزَاءِ السَّيِّئَةِ ( السَّيِّئَةَ ) بَعْدَهَا .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ) أَيْ : يَغْفِرُ الْكَثِيرَ مِنَ السَّيِّئَاتِ ، وَيُكَثِّرُ الْقَلِيلَ مِنَ الْحَسَنَاتِ ، فَيَسْتُرُ وَيَغْفِرُ ، وَيُضَاعِفُ فَيَشْكُرُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=treesubj&link=30177_29284_29706 ( nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ ) أَيْ : لَوِ افْتَرَيْتَ عَلَيْهِ كَذِبًا كَمَا يَزْعُمُ هَؤُلَاءِ الْجَاهِلُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ ) أَيْ : لَطَبَعَ عَلَى قَلْبِكَ وَسَلَبَكَ مَا كَانَ آتَاكَ مِنَ الْقُرْآنِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=44وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ) [ الْحَاقَّةِ : 44 - 47 ] أَيْ : لَانْتَقَمْنَا مِنْهُ أَشَدَّ الِانْتِقَامِ ، وَمَا قَدَرَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يَحْجِزَ عَنْهُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ ) لَيْسَ مَعْطُوفًا عَلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24يَخْتِمْ ) فَيَكُونَ مَجْزُومًا ، بَلْ هُوَ مَرْفُوعٌ عَلَى الِابْتِدَاءِ ، قَالَهُ
ابْنُ جَرِيرٍ ، قَالَ : وَحُذِفَتْ مِنْ كِتَابَتِهِ " الْوَاوُ " فِي رَسْمِ الْمُصْحَفِ الْإِمَامِ ، كَمَا حُذِفَتْ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=18سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ) [ الْعَلَقِ : 18 ] وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=11وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ) [ الْإِسْرَاءِ : 11 ] .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ) مَعْطُوفٌ عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ ) أَيْ : يُحَقِّقُهُ وَيُثْبِتُهُ وَيُبَيِّنُهُ وَيُوَضِّحُهُ بِكَلِمَاتِهِ ، أَيْ : بِحُجَجِهِ وَبَرَاهِينِهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) أَيْ : بِمَا تُكِنُّهُ الضَّمَائِرُ ، وَتَنْطَوِي عَلَيْهِ السَّرَائِرُ .