(
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29014_29437وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين ( 15 )
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=16أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين ( 16 )
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=17وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم ( 17 )
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=18أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ( 18 )
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون ( 19 )
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون ( 20 ) )
يقول تعالى مخبرا عن المشركين فيما افتروه وكذبوه في جعلهم بعض الأنعام لطواغيتهم وبعضها لله ، كما ذكر الله عنهم في سورة " الأنعام " ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون ) [ الأنعام : 136 ] . وكذلك جعلوا له من قسمي البنات والبنين أخسهما وأردأهما وهو البنات ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21ألكم الذكر وله الأنثى . تلك إذا قسمة ضيزى ) [ النجم : 21 ، 22 ] . وقال هاهنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين )
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=16أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين ) وهذا إنكار عليهم غاية الإنكار . ثم ذكر تمام الإنكار فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=17وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم ) أي : إذا بشر أحد هؤلاء بما جعلوه لله من البنات يأنف من ذلك غاية الأنفة ، وتعلوه كآبة من سوء ما بشر به ،
[ ص: 223 ] ويتوارى من القوم من خجله من ذلك ، يقول تعالى : فكيف تأنفون أنتم من ذلك ، وتنسبونه إلى الله عز وجل ؟ .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=18أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) أي : المرأة ناقصة يكمل نقصها بلبس الحلي منذ تكون طفلة ، وإذا خاصمت فلا عبارة لها ، بل هي عاجزة عيية ، أومن يكون هكذا ينسب إلى جناب الله عز وجل ؟ ! فالأنثى ناقصة الظاهر والباطن ، في الصورة والمعنى ، فيكمل نقص ظاهرها وصورتها بلبس الحلي وما في معناه ، ليجبر ما فيها من نقص ، كما قال بعض شعراء العرب :
وما الحلي إلا زينة من نقيصة يتمم من حسن إذا الحسن قصرا وأما إذا كان الجمال موفرا
كحسنك ، لم يحتج إلى أن يزورا
وأما نقص معناها ، فإنها ضعيفة عاجزة عن الانتصار عند الانتصار ، لا عبارة لها ولا همة ، كما قال بعض العرب وقد بشر ببنت : " ما هي بنعم الولد : نصرها بالبكاء ، وبرها سرقة " .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا ) أي : اعتقدوا فيهم ذلك ، فأنكر عليهم تعالى قولهم ذلك ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19أشهدوا خلقهم ) أي : شاهدوه وقد خلقهم الله إناثا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19ستكتب شهادتهم ) أي : بذلك ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19ويسألون ) عن ذلك يوم القيامة . وهذا تهديد شديد ، ووعيد أكيد .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ) أي : لو أراد الله لحال بيننا وبين عبادة هذه الأصنام ، التي هي على صور الملائكة التي هي بنات الله ، فإنه عالم بذلك وهو يقررنا عليه ، فجمعوا بين أنواع كثيرة من الخطأ :
أحدها : جعلهم لله ولدا ، تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك علوا كبيرا .
الثاني : دعواهم أنه اصطفى البنات على البنين ، فجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا .
الثالث : عبادتهم لهم مع ذلك كله ، بلا دليل ولا برهان ، ولا إذن من الله عز وجل ، بل بمجرد الآراء والأهواء ، والتقليد للأسلاف والكبراء والآباء ، والخبط في الجاهلية الجهلاء .
الرابع : احتجاجهم بتقريرهم على ذلك قدرا [ والحجة إنما تكون بالشرع ] ، وقد جهلوا في هذا الاحتجاج جهلا كبيرا ، فإنه تعالى قد أنكر ذلك عليهم أشد الإنكار ، فإنه منذ بعث الرسل وأنزل الكتب يأمر بعبادته وحده لا شريك له ، وينهى عن عبادة ما سواه ، قال [ تعالى ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=36ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) [ النحل : 36 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=45واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) [ الزخرف : 45 ] .
[ ص: 224 ]
وقال في هذه الآية - بعد أن ذكر حجتهم هذه - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20ما لهم بذلك من علم ) أي : بصحة ما قالوه واحتجوا به (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20إن هم إلا يخرصون ) أي : يكذبون ويتقولون .
وقال مجاهد في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون ) أي ما يعلمون قدرة الله على ذلك .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29014_29437وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ ( 15 )
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=16أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ ( 16 )
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=17وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ( 17 )
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=18أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ( 18 )
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ( 19 )
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ( 20 ) )
يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنِ الْمُشْرِكِينَ فِيمَا افْتَرَوْهُ وَكَذَّبُوهُ فِي جَعْلِهِمْ بَعْضَ الْأَنْعَامِ لِطَوَاغِيتِهِمْ وَبَعْضَهَا لِلَّهِ ، كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ عَنْهُمْ فِي سُورَةِ " الْأَنْعَامِ " ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) [ الْأَنْعَامِ : 136 ] . وَكَذَلِكَ جَعَلُوا لَهُ مِنْ قِسْمَيِ الْبَنَاتِ وَالْبَنِينَ أَخَسَّهُمَا وَأَرْدَأَهُمَا وَهُوَ الْبَنَاتُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى . تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى ) [ النَّجْمِ : 21 ، 22 ] . وَقَالَ هَاهُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ )
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=16أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ ) وَهَذَا إِنْكَارٌ عَلَيْهِمْ غَايَةَ الْإِنْكَارِ . ثُمَّ ذَكَرَ تَمَامَ الْإِنْكَارِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=17وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ) أَيْ : إِذَا بُشِّرَ أَحَدُ هَؤُلَاءِ بِمَا جَعَلُوهُ لِلَّهِ مِنَ الْبَنَاتِ يَأْنَفُ مِنْ ذَلِكَ غَايَةَ الْأَنَفَةِ ، وَتَعْلُوهُ كَآبَةٌ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ،
[ ص: 223 ] وَيَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ خَجَلِهِ مِنْ ذَلِكَ ، يَقُولُ تَعَالَى : فَكَيْفَ تَأْنَفُونَ أَنْتُمْ مِنْ ذَلِكَ ، وَتَنْسُبُونَهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=18أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ) أَيِ : الْمَرْأَةُ نَاقِصَةٌ يَكْمُلُ نَقْصُهَا بِلُبْسِ الْحُلِيِّ مُنْذُ تَكُونُ طِفْلَةً ، وَإِذَا خَاصَمَتْ فَلَا عِبَارَةَ لَهَا ، بَلْ هِيَ عَاجِزَةٌ عَيِيَّةٌ ، أَوَمَنْ يَكُونُ هَكَذَا يُنْسَبُ إِلَى جَنَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ ! فَالْأُنْثَى نَاقِصَةُ الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ ، فِي الصُّورَةِ وَالْمَعْنَى ، فَيَكْمُلُ نَقْصُ ظَاهِرِهَا وَصُورَتِهَا بِلُبْسِ الْحُلِيِّ وَمَا فِي مَعْنَاهُ ، لِيُجْبَرَ مَا فِيهَا مِنْ نَقْصٍ ، كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَاءِ الْعَرَبِ :
وَمَا الْحَلْيُ إِلَّا زِينَةٌ مِنْ نَقِيصَةٍ يُتَمِّمُ مِنْ حُسْنٍ إِذَا الْحُسْنُ قَصَّرَا وَأَمَّا إِذَا كَانَ الْجَمَالُ مُوَفَّرًا
كَحُسْنِكِ ، لَمْ يَحْتَجْ إِلَى أَنْ يُزَوَّرَا
وَأَمَّا نَقْصُ مَعْنَاهَا ، فَإِنَّهَا ضَعِيفَةٌ عَاجِزَةٌ عَنِ الِانْتِصَارِ عِنْدَ الِانْتِصَارِ ، لَا عِبَارَةَ لَهَا وَلَا هِمَّةَ ، كَمَا قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ وَقَدْ بُشِّرَ بِبِنْتٍ : " مَا هِيَ بِنِعْمَ الْوَلَدِ : نَصْرُهَا بِالْبُكَاءِ ، وَبِرُّهَا سَرِقَةٌ " .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا ) أَيِ : اعْتَقَدُوا فِيهِمْ ذَلِكَ ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ تَعَالَى قَوْلَهُمْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ) أَيْ : شَاهَدُوهُ وَقَدْ خَلَقَهُمُ اللَّهُ إِنَاثًا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ ) أَيْ : بِذَلِكَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19وَيُسْأَلُونَ ) عَنْ ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَهَذَا تَهْدِيدٌ شَدِيدٌ ، وَوَعِيدٌ أَكِيدٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ ) أَيْ : لَوْ أَرَادَ اللَّهُ لَحَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عِبَادَةِ هَذِهِ الْأَصْنَامِ ، الَّتِي هِيَ عَلَى صُوَرِ الْمَلَائِكَةِ الَّتِي هِيَ بَنَاتُ اللَّهِ ، فَإِنَّهُ عَالِمٌ بِذَلِكَ وَهُوَ يُقْرِرُنَا عَلَيْهِ ، فَجَمَعُوا بَيْنَ أَنْوَاعٍ كَثِيرَةٍ مِنَ الْخَطَأِ :
أَحَدُهَا : جَعْلُهُمْ لِلَّهِ وَلَدًا ، تَعَالَى وَتَقَدَّسَ وَتَنَزَّهَ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا .
الثَّانِي : دَعْوَاهُمْ أَنَّهُ اصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ، فَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا .
الثَّالِثُ : عِبَادَتُهُمْ لَهُمْ مَعَ ذَلِكَ كُلِّهِ ، بِلَا دَلِيلٍ وَلَا بُرْهَانٍ ، وَلَا إِذَنٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، بَلْ بِمُجَرَّدِ الْآرَاءِ وَالْأَهْوَاءِ ، وَالتَّقْلِيدِ لِلْأَسْلَافِ وَالْكُبَرَاءِ وَالْآبَاءِ ، وَالْخَبْطِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْجَهْلَاءِ .
الرَّابِعُ : احْتِجَاجُهُمْ بِتَقْرِيرِهِمْ عَلَى ذَلِكَ قَدَرًا [ وَالْحُجَّةُ إِنَّمَا تَكُونُ بِالشَّرْعِ ] ، وَقَدْ جَهِلُوا فِي هَذَا الِاحْتِجَاجِ جَهْلًا كَبِيرًا ، فَإِنَّهُ تَعَالَى قَدْ أَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ أَشَدَّ الْإِنْكَارِ ، فَإِنَّهُ مُنْذُ بَعَثَ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ يَأْمُرُ بِعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَيَنْهَى عَنْ عِبَادَةِ مَا سِوَاهُ ، قَالَ [ تَعَالَى ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=36وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) [ النَّحْلِ : 36 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=45وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ) [ الزُّخْرُفِ : 45 ] .
[ ص: 224 ]
وَقَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ - بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ حُجَّتَهُمْ هَذِهِ - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ ) أَيْ : بِصِحَّةِ مَا قَالُوهُ وَاحْتَجُّوا بِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ) أَيْ : يُكَذِّبُونَ وَيَتَقَوَّلُونَ .
وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ) أَيْ مَا يَعْلَمُونَ قُدْرَةَ اللَّهِ عَلَى ذَلِكَ .