[ ص: 437 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35nindex.php?page=treesubj&link=29023_28658أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ( 35 )
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=36أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ( 36 )
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=37أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون ( 37 )
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=38أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين ( 38 )
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=39أم له البنات ولكم البنون ( 39 )
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=40أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون ( 40 )
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=41أم عندهم الغيب فهم يكتبون ( 41 )
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=42أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون ( 42 )
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=43أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون ( 43 ) )
هذا المقام في
nindex.php?page=treesubj&link=28658_28663إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية ، فقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ) أي : أوجدوا من غير موجد ؟ أم هم أوجدوا أنفسهم ؟ أي : لا هذا ولا هذا ، بل الله هو الذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي ، حدثنا
سفيان قال : حدثوني عن
الزهري ، عن
محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823939سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالطور ، فلما بلغ هذه الآية : ( nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون ) كاد قلبي أن يطير .
وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من طرق ، عن
الزهري ، به .
nindex.php?page=showalam&ids=67وجبير بن مطعم كان قد قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد وقعة
بدر في فداء الأسارى ، وكان إذ ذاك مشركا ، وكان سماعه هذه الآية من هذه السورة من جملة ما حمله على الدخول في الإسلام بعد ذلك .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=36أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ) أي : أهم خلقوا السماوات والأرض ؟ وهذا
nindex.php?page=treesubj&link=28675إنكار عليهم في شركهم بالله ، وهم يعلمون أنه الخالق وحده لا شريك له . ولكن عدم إيقانهم هو الذي يحملهم على ذلك ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=37أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون ) أي : أهم يتصرفون في الملك وبيدهم مفاتيح الخزائن ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=37أم هم المسيطرون ) أي : المحاسبون للخلائق ، ليس الأمر كذلك ، بل الله عز وجل ، هو المالك المتصرف الفعال لما يريد .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=38أم لهم سلم يستمعون فيه ) أي : مرقاة إلى الملأ الأعلى ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=38فليأت مستمعهم بسلطان مبين ) أي : فليأت الذي يستمع لهم بحجة ظاهرة .
على صحة ما هم فيه من الفعال والمقال ، أي : وليس لهم سبيل إلى ذلك ، فليسوا على شيء ، ولا لهم دليل .
ثم قال منكرا عليهم فيما نسبوه إليه من البنات ، وجعلهم الملائكة إناثا ، واختيارهم لأنفسهم الذكور على الإناث ، بحيث إذا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم . هذا وقد جعلوا الملائكة بنات الله ، وعبدوهم مع الله ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=39أم له البنات ولكم البنون ) وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=40أم تسألهم أجرا ) أي : أجرة على إبلاغك إياهم رسالة الله ؟ أي : لست تسألهم على ذلك شيئا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=40فهم من مغرم مثقلون ) أي : فهم من أدنى شيء يتبرمون منه ، ويثقلهم ويشق عليهم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=41أم عندهم الغيب فهم يكتبون ) أي : ليس الأمر كذلك ، فإنه لا يعلم أحد من أهل السماوات والأرض الغيب إلا الله ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=42أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون ) يقول تعالى : أم يريد هؤلاء بقولهم
[ ص: 438 ] هذا في الرسول وفي الدين غرور الناس وكيد الرسول وأصحابه ، فكيدهم إنما يرجع وباله على أنفسهم ، فالذين كفروا هم المكيدون ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=43أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون ) . وهذا إنكار شديد على المشركين في عبادتهم الأصنام والأنداد مع الله . ثم نزه نفسه الكريمة عما يقولون ويفترون ويشركون ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=43سبحان الله عما يشركون )
[ ص: 437 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35nindex.php?page=treesubj&link=29023_28658أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ( 35 )
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=36أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ ( 36 )
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=37أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ ( 37 )
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=38أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ( 38 )
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=39أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ ( 39 )
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=40أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ ( 40 )
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=41أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ( 41 )
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=42أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ ( 42 )
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=43أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ( 43 ) )
هَذَا الْمَقَامُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28658_28663إِثْبَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ وَتَوْحِيدِ الْأُلُوهِيَّةِ ، فَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ) أَيْ : أَوُجِدُوا مِنْ غَيْرِ مُوجِدٍ ؟ أَمْ هُمْ أَوْجَدُوا أَنْفُسَهُمْ ؟ أَيْ : لَا هَذَا وَلَا هَذَا ، بَلِ اللَّهُ هُوَ الَّذِي خَلَقَهُمْ وَأَنْشَأَهُمْ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُونُوا شَيْئًا مَذْكُورًا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14171الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ قَالَ : حَدَّثُونِي عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823939سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ ، فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الْآيَةَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ ) كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ .
وَهَذَا الْحَدِيثُ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ طُرُقٍ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، بِهِ .
nindex.php?page=showalam&ids=67وَجُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ كَانَ قَدْ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ وَقْعَةِ
بَدْرٍ فِي فِدَاءِ الْأُسَارَى ، وَكَانَ إِذْ ذَاكَ مُشْرِكًا ، وَكَانَ سَمَاعُهُ هَذِهِ الْآيَةَ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ مِنْ جُمْلَةِ مَا حَمَلَهُ عَلَى الدُّخُولِ فِي الْإِسْلَامِ بَعْدَ ذَلِكَ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=36أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ ) أَيْ : أَهُمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ؟ وَهَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=28675إِنْكَارٌ عَلَيْهِمْ فِي شِرْكِهِمْ بِاللَّهِ ، وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْخَالِقُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ . وَلَكِنَّ عَدَمَ إِيقَانِهِمْ هُوَ الَّذِي يَحْمِلُهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=37أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ ) أَيْ : أَهُمْ يَتَصَرَّفُونَ فِي الْمُلْكِ وَبِيَدِهِمْ مَفَاتِيحُ الْخَزَائِنِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=37أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ ) أَيُ : الْمُحَاسِبُونَ لِلْخَلَائِقِ ، لَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ ، بَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، هُوَ الْمَالِكُ الْمُتَصَرِّفُ الْفَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=38أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ ) أَيْ : مَرْقَاةٌ إِلَى الْمَلَأِ الْأَعْلَى ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=38فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) أَيْ : فَلْيَأْتِ الَّذِي يَسْتَمِعُ لَهُمْ بِحُجَّةٍ ظَاهِرَةٍ .
عَلَى صِحَّةِ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْفِعَالِ وَالْمَقَالِ ، أَيْ : وَلَيْسَ لَهُمْ سَبِيلٌ إِلَى ذَلِكَ ، فَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ ، وَلَا لَهُمْ دَلِيلٌ .
ثُمَّ قَالَ مُنْكِرًا عَلَيْهِمْ فِيمَا نَسَبُوهُ إِلَيْهِ مِنَ الْبَنَاتِ ، وَجَعْلِهِمُ الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا ، وَاخْتِيَارِهِمْ لِأَنْفُسِهِمُ الذُّكُورَ عَلَى الْإِنَاثِ ، بِحَيْثُ إِذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ . هَذَا وَقَدْ جَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ بَنَاتِ اللَّهِ ، وَعَبَدُوهُمْ مَعَ اللَّهِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=39أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ ) وَهَذَا تَهْدِيدٌ شَدِيدٌ وَوَعِيدٌ أَكِيدٌ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=40أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا ) أَيْ : أُجْرَةٌ عَلَى إِبْلَاغِكَ إِيَّاهُمْ رِسَالَةَ اللَّهِ ؟ أَيْ : لَسْتَ تَسْأَلُهُمْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=40فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ ) أَيْ : فَهُمْ مِنْ أَدْنَى شَيْءٍ يَتَبَرَّمُونَ مِنْهُ ، وَيُثْقِلُهُمْ وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=41أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ) أَيْ : لَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ ، فَإِنَّهُ لَا يَعْلَمُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=42أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ ) يَقُولُ تَعَالَى : أَمْ يُرِيدُ هَؤُلَاءِ بِقَوْلِهِمْ
[ ص: 438 ] هَذَا فِي الرَّسُولِ وَفِي الدِّينِ غُرُورَ النَّاسِ وَكَيْدَ الرَّسُولِ وَأَصْحَابِهِ ، فَكَيْدُهُمْ إِنَّمَا يَرْجِعُ وَبَالُهُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=43أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) . وَهَذَا إِنْكَارٌ شَدِيدٌ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِي عِبَادَتِهِمُ الْأَصْنَامَ وَالْأَنْدَادَ مَعَ اللَّهِ . ثُمَّ نَزَّهَ نَفْسَهُ الْكَرِيمَةَ عَمَّا يَقُولُونَ وَيَفْتَرُونَ وَيُشْرِكُونَ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=43سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ )