(
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=19أفرأيتم اللات والعزى ( 19 )
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=20ومناة الثالثة الأخرى ( 20 )
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21ألكم الذكر وله الأنثى ( 21 )
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=22تلك إذا قسمة ضيزى ( 22 )
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=23إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ( 23 )
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=24أم للإنسان ما تمنى ( 24 )
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=25فلله الآخرة والأولى ( 25 )
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=26وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ( 26 ) )
يقول تعالى مقرعا للمشركين في عبادتهم الأصنام والأنداد والأوثان ، واتخاذهم لها البيوت مضاهاة للكعبة التي بناها خليل الرحمن ، عليه [ الصلاة و ] السلام : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=29024_29705أفرأيتم اللات ) ؟ وكانت " اللات " صخرة بيضاء منقوشة ، وعليها بيت
بالطائف له أستار وسدنة ، وحوله فناء معظم عند أهل
الطائف ، وهم
ثقيف ومن تابعها ، يفتخرون بها على من عداهم من أحياء العرب بعد
قريش .
قال
ابن جرير : وكانوا قد اشتقوا اسمها من اسم الله [ تعالى ] ، فقالوا : اللات ، يعنون مؤنثة منه ، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا . وحكي عن
ابن عباس ،
ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس : أنهم قرءوا " اللات " بتشديد التاء ، وفسروه بأنه كان رجلا يلت للحجيج في الجاهلية السويق ، فلما مات عكفوا على قبره فعبدوه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17081مسلم - هو ابن إبراهيم - حدثنا
أبو الأشهب ، حدثنا
أبو الجوزاء عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=19اللات والعزى ) قال : كان اللات رجلا يلت السويق ، سويق الحاج .
قال
ابن جرير : وكذا العزى من العزيز .
وكانت شجرة عليها بناء وأستار بنخلة ، وهي بين
مكة والطائف ، كانت
قريش يعظمونها ، كما
[ ص: 456 ] قال
أبو سفيان يوم
أحد : لنا العزى ولا عزى لكم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=823965قولوا : الله مولانا ، ولا مولى لكم " .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث
الزهري ، عن
حميد بن عبد الرحمن ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=823966nindex.php?page=treesubj&link=16378من حلف فقال في حلفه : واللات والعزى ، فليقل : لا إله إلا الله . ومن قال لصاحبه : تعال أقامرك ، فليتصدق " .
وهذا محمول على من سبق لسانه في ذلك ، كما كانت ألسنتهم قد اعتادته في زمن الجاهلية ، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12241أحمد بن بكار وعبد الحميد بن محمد قالا : حدثنا
مخلد ، حدثنا
يونس ، عن أبيه ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17092مصعب بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823967حلفت باللات والعزى ، فقال لي أصحابي : بئس ما قلت ! قلت هجرا ! فأتيت رسول صلى الله عليه سلم ، فذكرت ذلك له ، فقال : " قل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . وانفث عن شمالك ثلاثا ، وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم لا تعد " .
وأما " مناة " فكانت بالمشلل - عند قديد ، بين
مكة والمدينة - وكانت
خزاعة والأوس والخزرج في جاهليتها يعظمونها ، ويهلون منها للحج إلى
الكعبة . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
عائشة نحوه . وقد كانت
بجزيرة العرب وغيرها طواغيت أخر تعظمها العرب كتعظيم
الكعبة غير هذه الثلاثة التي نص عليها في كتابه العزيز ، وإنما أفرد هذه بالذكر ؛ لأنها أشهر من غيرها .
قال
ابن إسحاق في السيرة : وقد كانت العرب اتخذت مع الكعبة طواغيت ، وهي بيوت تعظمها كتعظيم الكعبة ، بها سدنة وحجاب ، وتهدي لها كما يهدى
للكعبة ، وتطوف بها كطوفاتها بها ، وتنحر عندها ، وهي تعرف فضل الكعبة عليها ; لأنها كانت قد عرفت أنها بيت
إبراهيم ، عليه السلام ، ومسجده . فكانت
لقريش وبني كنانة العزى بنخلة ، وكانت سدنتها وحجابها
بني شيبان من سليم حلفاء بني هاشم .
قلت :
nindex.php?page=treesubj&link=33650بعث إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد فهدمها ، وجعل يقول :
يا عز ، كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : أخبرنا
علي بن المنذر ، أخبرنا
ابن فضيل ، حدثنا
الوليد بن جميع ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826221لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة ، وكانت بها العزى ، فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات ، فقطع السمرات ، وهدم البيت الذي كان عليها . ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 457 ] فأخبره فقال : " ارجع فإنك لم تصنع شيئا " . فرجع خالد ، فلما أبصرته السدنة - وهم حجبتها - أمعنوا في الحيل وهم يقولون : " يا عزى ، يا عزى " . فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحفن التراب على رأسها ، فغمسها بالسيف حتى قتلها ، ثم رجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره ، فقال : " تلك العزى " .
قال
ابن إسحاق : وكانت اللات
لثقيف بالطائف ، وكان سدنتها وحجابها
بنى معتب .
قلت : وقد بعث إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
المغيرة بن شعبة nindex.php?page=showalam&ids=12026وأبا سفيان صخر بن حرب ، فهدماها وجعلا مكانها
مسجد الطائف .
قال
ابن إسحاق : وكانت مناة
للأوس والخزرج ومن دان بدينهم من أهل
يثرب على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد ، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ إليها ]
أبا سفيان صخر بن حرب ، فهدمها . ويقال :
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب .
قال : وكانت ذو الخلصة
لدوس وخثعم وبجيلة ، ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة .
قلت : وكان يقال لها : الكعبة اليمانية ، وللكعبة التي
بمكة الكعبة الشامية .
فبعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=showalam&ids=97جرير بن عبد الله البجلي فهدمه .
قال : وكانت فلس لطيئ ولمن يليها بجبلي طيئ من سلمى وأجا .
قال
ابن هشام : فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إليه
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب فهدمه ، واصطفى منه سيفين : الرسوب والمخذم ، فنفله أياهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهما سيفا علي .
قال
ابن إسحاق : وكان
لحمير وأهل
اليمن بيت
بصنعاء يقال له : ريام . وذكر أنه كان به كلب أسود ، وأن الحبرين اللذين ذهبا مع تبع استخرجاه وقتلاه ، وهدما البيت .
قال
ابن إسحاق : وكانت " رضاء " بيتا
لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ، ولها يقول
المستوغر بن ربيعة بن كعب بن سعد حين هدمها في الإسلام :
ولقد شددت على رضاء شدة فتركتها قفرا بقاع أسحما
قال
ابن هشام : إنه عاش ثلاثمائة وثلاثين سنة ، وهو القائل :
ولقد سئمت من الحياة وطولها وعمرت من عدد السنين مئينا
مائة حدتها بعدها مائتان لي وازددت من عدد الشهور سنينا
هل ما بقي إلا كما قد فاتنا يوم يمر وليلة تحدونا
[ ص: 458 ] قال
ابن إسحاق : وكان ذو الكعبات
لبكر وتغلب ابني
وائل ،
وإياد بسنداد وله يقول
أعشى بني قيس بن ثعلبة :
بين الخورنق والسدير وبارق والبيت ذي الكعبات من سنداد
ولهذا قال [ تعالى ] : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=19أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) ؟ .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=29705_29437_29024ألكم الذكر وله الأنثى ) ؟ أي : أتجعلون له ولدا ، وتجعلون ولده أنثى ، وتختارون لأنفسكم الذكور ، فلو اقتسمتم أنتم ومخلوق مثلكم هذه القسمة لكانت (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=22قسمة ضيزى ) أي : جورا باطلة ، فكيف تقاسمون ربكم هذه القسمة التي لو كانت بين مخلوقين كانت جورا وسفها .
ثم قال منكرا عليهم فيما ابتدعوه وأحدثوه من الكذب والافتراء والكفر ، من عبادة الأصنام وتسميتها آلهة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=23إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ) أي : من تلقاء أنفسكم (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=23ما أنزل الله بها من سلطان ) أي : من حجة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=23إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ) أي : ليس لهم مستند إلا حسن ظنهم بآبائهم الذين سلكوا هذا المسلك الباطل قبلهم ، وإلا حظ نفوسهم في رياستهم وتعظيم آبائهم الأقدمين ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=23ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) أي : ولقد أرسل الله إليهم الرسل بالحق المنير والحجة القاطعة ، ومع هذا ما اتبعوا ما جاءوهم به ، ولا انقادوا له .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=24أم للإنسان ما تمنى ) أي : ليس كل من تمنى خيرا حصل له ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب ) [ النساء : 123 ] ، ما كل من زعم أنه مهتد يكون كما قال ، ولا كل من ود شيئا يحصل له .
قال الإمام
أحمد : حدثنا
إسحاق ، حدثنا
أبو عوانة ، عن
عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=823968إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى ، فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته " . تفرد به
أحمد .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=25nindex.php?page=treesubj&link=29024فلله الآخرة والأولى ) أي : إنما الأمر كله لله ، مالك الدنيا والآخرة ، والمتصرف في الدنيا والآخرة ، فهو الذي ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=26وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ) ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) [ البقرة : 255 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ) [ سبأ : 23 ] ، فإذا كان هذا في حق الملائكة المقربين ، فكيف ترجون أيها الجاهلون شفاعة هذه الأصنام والأنداد عند الله ، وهو لم يشرع عبادتها ولا أذن فيها ، بل قد نهى عنها على ألسنة جميع رسله ، وأنزل بالنهي عن ذلك جميع كتبه ؟ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=19أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ( 19 )
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=20وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ( 20 )
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى ( 21 )
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=22تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى ( 22 )
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=23إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ( 23 )
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=24أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى ( 24 )
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=25فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى ( 25 )
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=26وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ( 26 ) )
يَقُولُ تَعَالَى مُقَرِّعًا لِلْمُشْرِكِينَ فِي عِبَادَتِهِمُ الْأَصْنَامَ وَالْأَنْدَادَ وَالْأَوْثَانَ ، وَاتِّخَاذِهِمْ لَهَا الْبُيُوتَ مُضَاهَاةً لِلْكَعْبَةِ الَّتِي بَنَاهَا خَلِيلُ الرَّحْمَنِ ، عَلَيْهِ [ الصَّلَاةُ وُ ] السَّلَامُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=29024_29705أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ ) ؟ وَكَانَتِ " اللَّاتُ " صَخْرَةً بَيْضَاءَ مَنْقُوشَةً ، وَعَلَيْهَا بَيْتٌ
بِالطَّائِفِ لَهُ أَسْتَارٌ وَسَدَنَةٌ ، وَحَوْلَهُ فِنَاءٌ مُعَظَّمٌ عِنْدَ أَهْلِ
الطَّائِفِ ، وَهُمْ
ثَقِيفٌ وَمَنْ تَابَعَهَا ، يَفْتَخِرُونَ بِهَا عَلَى مَنْ عَدَاهُمْ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ بَعْدَ
قُرَيْشٌ .
قَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : وَكَانُوا قَدِ اشْتَقُّوا اسْمَهَا مِنَ اسْمِ اللَّهِ [ تَعَالَى ] ، فَقَالُوا : اللَّاتُ ، يَعْنُونَ مُؤَنَّثَةً مِنْهُ ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ قَوْلِهِمْ عُلُوًّا كَبِيرًا . وَحُكِيَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ،
وَمُجَاهِدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ : أَنَّهُمْ قَرَءُوا " اللَّاتَّ " بِتَشْدِيدِ التَّاءِ ، وَفَسَّرُوهُ بِأَنَّهُ كَانَ رَجُلًا يَلُتُّ لِلْحَجِيجِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ السَّوِيقَ ، فَلَمَّا مَاتَ عَكَفُوا عَلَى قَبْرِهِ فَعَبَدُوهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17081مُسْلِمٌ - هُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ - حَدَّثَنَا
أَبُو الْأَشْهَبِ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْجَوْزَاءِ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=19اللَّاتَ وَالْعُزَّى ) قَالَ : كَانَ اللَّاتُّ رَجُلًا يَلُتُّ السَّوِيقَ ، سَوِيقَ الْحَاجِّ .
قَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : وَكَذَا الْعُزَّى مِنَ الْعَزِيزِ .
وَكَانَتْ شَجَرَةً عَلَيْهَا بِنَاءٌ وَأَسْتَارٌ بِنَخْلَةَ ، وَهِيَ بَيْنَ
مَكَّةَ وَالطَّائِفِ ، كَانَتْ
قُرَيْشٌ يُعَظِّمُونَهَا ، كَمَا
[ ص: 456 ] قَالَ
أَبُو سُفْيَانَ يَوْمَ
أُحُدٍ : لَنَا الْعُزَّى وَلَا عَزَّى لَكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=823965قُولُوا : اللَّهُ مَوْلَانَا ، وَلَا مَوْلَى لَكُمْ " .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=823966nindex.php?page=treesubj&link=16378مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ : وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى ، فَلْيَقُلْ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ . وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ : تَعَالَ أُقَامِرْكَ ، فَلْيَتَصَدَّقْ " .
وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى مَنْ سَبَقَ لِسَانُهُ فِي ذَلِكَ ، كَمَا كَانَتْ أَلْسِنَتُهُمْ قَدِ اعْتَادَتْهُ فِي زَمَنِ الْجَاهِلِيَّةِ ، كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ : أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12241أَحْمَدُ بْنُ بَكَّارٍ وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا : حَدَّثَنَا
مَخْلَدٌ ، حَدَّثَنَا
يُونُسُ ، عَنْ أَبِيهِ ، حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=17092مُصْعَبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823967حَلَفْتُ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى ، فَقَالَ لِي أَصْحَابِي : بِئْسَ مَا قُلْتَ ! قُلْتَ هُجْرًا ! فَأَتَيْتُ رَسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سَلَّمَ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : " قُلْ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . وَانْفُثْ عَنْ شِمَالِكَ ثَلَاثًا ، وَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، ثُمَّ لَا تَعُدْ " .
وَأَمَّا " مَنَاةُ " فَكَانَتْ بِالْمُشَلَّلِ - عِنْدَ قُدَيْدٍ ، بَيْنَ
مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ - وَكَانَتْ
خُزَاعَةُ وَالْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ فِي جَاهِلِيَّتِهَا يُعَظِّمُونَهَا ، وَيُهِلُّونَ مِنْهَا لِلْحَجِّ إِلَى
الْكَعْبَةِ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنْ
عَائِشَةَ نَحْوَهُ . وَقَدْ كَانَتْ
بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَغَيْرِهَا طَوَاغِيتُ أُخَرُ تُعَظِّمُهَا الْعَرَبُ كَتَعْظِيمِ
الْكَعْبَةِ غَيْرَ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ الَّتِي نَصَّ عَلَيْهَا فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ ، وَإِنَّمَا أَفْرَدَ هَذِهِ بِالذِّكْرِ ؛ لِأَنَّهَا أَشْهَرُ مِنْ غَيْرِهَا .
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ فِي السِّيرَةِ : وَقَدْ كَانَتِ الْعَرَبُ اتَّخَذَتْ مَعَ الْكَعْبَةِ طَوَاغِيتَ ، وَهِيَ بُيُوتٌ تُعَظِّمُهَا كَتَعْظِيمِ الْكَعْبَةِ ، بِهَا سَدَنَةٌ وَحُجَّابٌ ، وَتُهْدِي لَهَا كَمَا يُهْدَى
لِلْكَعْبَةِ ، وَتَطُوفُ بِهَا كَطَوْفَاتِهَا بِهَا ، وَتَنْحَرُ عِنْدَهَا ، وَهِيَ تَعْرِفُ فَضْلَ الْكَعْبَةِ عَلَيْهَا ; لِأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ عَرَفَتْ أَنَّهَا بَيْتُ
إِبْرَاهِيمَ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَمَسْجِدُهُ . فَكَانَتْ
لِقُرَيْشٍ وَبَنِي كِنَانَةَ الْعُزَّى بِنَخْلَةَ ، وَكَانَتْ سَدَنَتُهَا وَحُجَّابُهَا
بَنِي شَيْبَانَ مِنْ سُلَيْمٍ حُلَفَاءَ بَنِي هَاشِمٍ .
قُلْتُ :
nindex.php?page=treesubj&link=33650بَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَهَدَمَهَا ، وَجَعَلَ يَقُولُ :
يَا عُزَّ ، كُفْرَانَكِ لَا سُبْحَانَكِ إِنِّي رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ أَهَانَكِ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ : أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ ، أَخْبَرَنَا
ابْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11871أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826221لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَكَّةَ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى نَخْلَةَ ، وَكَانَتْ بِهَا الْعُزَّى ، فَأَتَاهَا خَالِدٌ وَكَانَتْ عَلَى ثَلَاثِ سَمُرَاتٍ ، فَقَطَعَ السَّمُرَاتِ ، وَهَدَمَ الْبَيْتَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا . ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [ ص: 457 ] فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ : " ارْجِعْ فَإِنَّكَ لَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا " . فَرَجَعَ خَالِدٌ ، فَلَمَّا أَبْصَرَتْهُ السَّدَنَةُ - وَهُمْ حَجَبَتُهَا - أَمْعَنُوا فِي الْحِيَلِ وَهُمْ يَقُولُونَ : " يَا عُزَّى ، يَا عُزَّى " . فَأَتَاهَا خَالِدٌ فَإِذَا امْرَأَةٌ عُرْيَانَةٌ نَاشِرَةٌ شَعْرَهَا تَحْفِنُ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهَا ، فَغَمَسَهَا بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهَا ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : " تِلْكَ الْعُزَّى " .
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : وَكَانَتِ اللَّاتُ
لِثَقِيفٍ بِالطَّائِفِ ، وَكَانَ سَدَنَتُهَا وَحُجَّابُهَا
بَنَى مُعَتَّبٍ .
قُلْتُ : وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=12026وَأَبَا سُفْيَانَ صَخْرَ بْنَ حَرْبٍ ، فَهَدَمَاهَا وَجَعَلَا مَكَانَهَا
مَسْجِدَ الطَّائِفِ .
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : وَكَانَتْ مَنَاةُ
لِلْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَمَنْ دَانَ بِدِينِهِمْ مِنْ أَهْلِ
يَثْرِبَ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ مِنْ نَاحِيَةِ الْمُشَلَّلِ بِقُدَيْدٍ ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [ إِلَيْهَا ]
أَبَا سُفْيَانَ صَخْرَ بْنَ حَرْبٍ ، فَهَدَمَهَا . وَيُقَالُ :
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ .
قَالَ : وَكَانَتْ ذُو الْخَلَصَةِ
لِدَوْسٍ وَخَثْعَمَ وَبَجِيلَةَ ، وَمَنْ كَانَ بِبِلَادِهِمْ مِنَ الْعَرَبِ بِتَبَالَةَ .
قُلْتُ : وَكَانَ يُقَالُ لَهَا : الْكَعْبَةُ الْيَمَانِيَّةُ ، وَلِلْكَعْبَةِ الَّتِي
بِمَكَّةَ الْكَعْبَةُ الشَّامِيَّةُ .
فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=showalam&ids=97جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ فَهَدَمَهُ .
قَالَ : وَكَانَتْ فَلْسُ لِطَيِّئَ وَلِمَنْ يَلِيهَا بِجَبَلَيْ طَيِّئَ مِنْ سَلْمَى وَأَجَا .
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَهَدَمَهُ ، وَاصْطَفَى مِنْهُ سَيْفَيْنِ : الرَّسُوبُ وَالْمُخْذَمُ ، فَنَفَّلَهُ أَيَّاهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَهُمَا سَيْفَا عَلِيٍّ .
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : وَكَانَ
لِحِمْيَرَ وَأَهْلِ
الْيَمَنِ بَيْتٌ
بِصَنْعَاءَ يُقَالُ لَهُ : رِيَامٌ . وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ بِهِ كَلْبٌ أَسْوَدُ ، وَأَنَّ الْحَبْرَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَهَبَا مَعَ تُبَّعٍ اسْتَخْرَجَاهُ وَقَتَلَاهُ ، وَهَدَمَا الْبَيْتَ .
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : وَكَانَتْ " رُضَاءُ " بَيْتًا
لِبَنِي رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ ، وَلَهَا يَقُولُ
الْمُسْتَوْغِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدٍ حِينَ هَدَمَهَا فِي الْإِسْلَامِ :
وَلَقَدْ شَدَدْتُ عَلَى رُضَاءَ شَدَّةً فَتَرَكْتُهَا قَفْرًا بِقَاعٍ أَسْحَمَا
قَالَ
ابْنُ هِشَامٍ : إِنَّهُ عَاشَ ثَلَاثَمِائَةٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً ، وَهُوَ الْقَائِلُ :
وَلَقَدْ سَئِمْتُ مِنَ الْحَيَاةِ وَطُولِهَا وَعُمِّرْتُ مِنْ عَدَدِ السِّنِينَ مِئِينَا
مِائَةً حَدَّتْهَا بَعْدَهَا مِائَتَانِ لِي وَازْدَدْتُ مِنْ عَدَدِ الشُّهُورِ سِنِينَا
هَلْ مَا بَقِي إِلَّا كَمَا قَدْ فَاتَنَا يَوْمٌ يَمُرُّ وَلَيْلَةٌ تَحْدُونَا
[ ص: 458 ] قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : وَكَانَ ذُو الْكَعَبَاتِ
لِبَكْرٍ وَتَغْلِبَ ابْنَيْ
وَائِلٍ ،
وَإِيَادٍ بِسَنْدَادَ وَلَهُ يَقُولُ
أَعْشَى بْنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ :
بَيْنَ الْخَوَرْنَقِ وَالسَّدِيرِ وَبَارِقٍ وَالْبَيْتِ ذِي الْكَعَبَاتِ مِنْ سَنْدَادِ
وَلِهَذَا قَالَ [ تَعَالَى ] : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=19أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ) ؟ .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=29705_29437_29024أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى ) ؟ أَيْ : أَتَجْعَلُونَ لَهُ وَلَدًا ، وَتَجْعَلُونَ وَلَدَهُ أُنْثَى ، وَتَخْتَارُونَ لِأَنْفُسِكُمُ الذُّكُورَ ، فَلَوِ اقْتَسَمْتُمْ أَنْتُمْ وَمَخْلُوقٌ مِثْلُكُمْ هَذِهِ الْقِسْمَةَ لَكَانَتْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=22قِسْمَةً ضِيزَى ) أَيْ : جَوْرًا بَاطِلَةً ، فَكَيْفَ تُقَاسِمُونَ رَبَّكُمْ هَذِهِ الْقِسْمَةَ الَّتِي لَوْ كَانَتْ بَيْنَ مَخْلُوقِينَ كَانَتْ جَوْرًا وَسَفَهًا .
ثُمَّ قَالَ مُنْكِرًا عَلَيْهِمْ فِيمَا ابْتَدَعُوهُ وَأَحْدَثُوهُ مِنَ الْكَذِبِ وَالِافْتِرَاءِ وَالْكُفْرِ ، مِنْ عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ وَتَسْمِيَتِهَا آلِهَةً : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=23إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ ) أَيْ : مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِكُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=23مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ) أَيْ : مِنْ حُجَّةٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=23إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ ) أَيْ : لَيْسَ لَهُمْ مُسْتَنَدٌ إِلَّا حُسْنَ ظَنِّهِمْ بِآبَائِهِمُ الَّذِينَ سَلَكُوا هَذَا الْمَسْلَكَ الْبَاطِلَ قَبْلَهُمْ ، وَإِلَّا حَظَّ نُفُوسِهِمْ فِي رِيَاسَتِهِمْ وَتَعْظِيمِ آبَائِهِمُ الْأَقْدَمِينَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=23وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ) أَيْ : وَلَقَدْ أَرْسَلَ اللَّهُ إِلَيْهِمُ الرُّسُلَ بِالْحَقِّ الْمُنِيرِ وَالْحُجَّةِ الْقَاطِعَةِ ، وَمَعَ هَذَا مَا اتَّبَعُوا مَا جَاءُوهُمْ بِهِ ، وَلَا انْقَادُوا لَهُ .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=24أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى ) أَيْ : لَيْسَ كُلُّ مَنْ تَمَنَّى خَيْرًا حَصَلَ لَهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ) [ النِّسَاءِ : 123 ] ، مَا كُلُّ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مُهْتَدٍ يَكُونُ كَمَا قَالَ ، وَلَا كُلُّ مَنْ وَدَّ شَيْئًا يَحْصُلُ لَهُ .
قَالَ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ
عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=823968إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَنْظُرْ مَا يَتَمَنَّى ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْ أُمْنِيَتِهِ " . تَفَرَّدَ بِهِ
أَحْمَدُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=25nindex.php?page=treesubj&link=29024فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى ) أَيْ : إِنَّمَا الْأَمْرُ كُلُّهُ لِلَّهِ ، مَالِكِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَالْمُتَصَرِّفِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فَهُوَ الَّذِي مَا شَاءَ كَانَ ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=26وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ) ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ) [ الْبَقَرَةِ : 255 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) [ سَبَأٍ : 23 ] ، فَإِذَا كَانَ هَذَا فِي حَقِّ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ ، فَكَيْفَ تَرْجُونَ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ شَفَاعَةَ هَذِهِ الْأَصْنَامِ وَالْأَنْدَادِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَهُوَ لَمْ يُشَرِّعْ عِبَادَتَهَا وَلَا أَذِنَ فِيهَا ، بَلْ قَدْ نَهَى عَنْهَا عَلَى أَلْسِنَةِ جَمِيعِ رُسُلِهِ ، وَأَنْزَلَ بِالنَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ جَمِيعَ كُتُبِهِ ؟ .