[ ص: 231 ] تفسير سورة نوح وهي مكية .
بسم الله الرحمن الرحيم (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29042_33953إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم ( 1 )
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=2قال ياقوم إني لكم نذير مبين ( 2 )
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=3أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون ( 3 )
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=4يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون ( 4 ) )
يقول تعالى مخبرا عن
نوح عليه السلام ، أنه أرسله إلى قومه آمرا له أن ينذرهم بأس الله قبل حلوله بهم ، فإن تابوا وأنابوا رفع عنهم ; ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=1أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم قال يا قوم إني لكم نذير مبين ) أي : بين النذارة ، ظاهر الأمر واضحه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=3أن اعبدوا الله واتقوه ) أي : اتركوا محارمه واجتنبوا مآثمه ) وأطيعون ) فيما آمركم به وأنهاكم عنه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=4يغفر لكم من ذنوبكم ) أي : إذا فعلتم ما أمرتكم به وصدقتم ما أرسلت به إليكم ، غفر الله لكم ذنوبكم .
و " من " هاهنا قيل : إنها زائدة . ولكن القول بزيادتها في الإثبات قليل . ومنه قول بعض العرب : " قد كان من مطر " . وقيل : إنها بمعنى " عن " ، تقديره : يصفح لكم عن ذنوبكم . واختاره
ابن جرير ، وقيل : إنها للتبعيض ، أي يغفر لكم الذنوب العظام التي وعدكم على ارتكابكم إياها الانتقام .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=4ويؤخركم إلى أجل مسمى ) أي : يمد في أعماركم ويدرأ عنكم العذاب الذي إن لم تنزجروا عما نهاكم عنه ، أوقعه بكم .
وقد يستدل بهذه الآية من يقول : إن
nindex.php?page=treesubj&link=18051_30491الطاعة والبر وصلة الرحم ، يزاد بها في العمر حقيقة ; كما ورد به الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823231 " صلة الرحم تزيد في العمر " .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=4إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون ) أي : بادروا بالطاعة قبل حلول النقمة ، فإنه إذا أمر [ الله ] تعالى بكون ذلك لا يرد ولا يمانع ، فإنه العظيم الذي قهر كل شيء ، العزيز الذي دانت لعزته جميع المخلوقات .
[ ص: 231 ] تَفْسِيرُ سُورَةِ نُوحٍ وَهِيَ مَكِّيَّةٌ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29042_33953إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 1 )
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=2قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ( 2 )
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=3أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ ( 3 )
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=4يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( 4 ) )
يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، أَنَّهُ أَرْسَلَهُ إِلَى قَوْمِهِ آمِرًا لَهُ أَنْ يُنْذِرَهُمْ بَأْسَ اللَّهِ قَبْلَ حُلُولِهِ بِهِمْ ، فَإِنْ تَابُوا وَأَنَابُوا رَفْعَ عَنْهُمْ ; وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=1أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) أَيْ : بَيِّنُ النِّذَارَةِ ، ظَاهِرُ الْأَمْرِ وَاضِحُهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=3أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ) أَيِ : اتْرُكُوا مَحَارِمَهُ وَاجْتَنِبُوا مَآثِمَهُ ) وَأَطِيعُونِ ) فِيمَا آمُرُكُمْ بِهِ وَأَنْهَاكُمْ عَنْهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=4يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ) أَيْ : إِذَا فَعَلْتُمْ مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ وَصَدَّقْتُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ ، غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ .
وَ " مِنْ " هَاهُنَا قِيلَ : إِنَّهَا زَائِدَةٌ . وَلَكِنَّ الْقَوْلَ بِزِيَادَتِهَا فِي الْإِثْبَاتِ قَلِيلٌ . وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ : " قَدْ كَانَ مِنْ مَطَرٍ " . وَقِيلَ : إِنَّهَا بِمَعْنَى " عَنْ " ، تَقْدِيرُهُ : يَصْفَحُ لَكُمْ عَنْ ذُنُوبِكُمْ . وَاخْتَارَهُ
ابْنُ جَرِيرٍ ، وَقِيلَ : إِنَّهَا لِلتَّبْعِيضِ ، أَيْ يَغْفِرُ لَكُمُ الذُّنُوبَ الْعِظَامَ الَّتِي وَعَدَكُمْ عَلَى ارْتِكَابِكُمْ إِيَّاهَا الِانْتِقَامَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=4وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) أَيْ : يَمُدُّ فِي أَعْمَارِكُمْ وَيَدْرَأُ عَنْكُمُ الْعَذَابَ الَّذِي إِنْ لَمْ تَنْزَجِرُوا عَمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ ، أَوْقَعَهُ بِكُمْ .
وَقَدْ يَسْتَدِلُّ بِهَذِهِ الْآيَةِ مَنْ يَقُولُ : إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18051_30491الطَّاعَةَ وَالْبِرَّ وَصِلَةَ الرَّحِمِ ، يُزَادُ بِهَا فِي الْعُمْرِ حَقِيقَةً ; كَمَا وَرَدَ بِهِ الْحَدِيثُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823231 " صِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمْرِ " .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=4إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) أَيْ : بَادِرُوا بِالطَّاعَةِ قَبْلَ حُلُولِ النِّقْمَةِ ، فَإِنَّهُ إِذَا أَمَرَ [ اللَّهُ ] تَعَالَى بِكَوْنِ ذَلِكَ لَا يُرَدُّ وَلَا يُمَانَعُ ، فَإِنَّهُ الْعَظِيمُ الَّذِي قَهَرَ كُلَّ شَيْءٍ ، الْعَزِيزُ الَّذِي دَانَتْ لِعِزَّتِهِ جَمِيعُ الْمَخْلُوقَاتِ .