[ ص: 423 ] تفسير سورة الضحى وهي مكية .
روينا من طريق
أبي الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة المقرئ قال : قرأت على
عكرمة بن سليمان ، وأخبرني أنه قرأ
على إسماعيل بن قسطنطين وشبل بن عباد ، فلما بلغت " والضحى " قالا : لي : كبر حتى تختم مع خاتمة كل سورة ، فإنا قرأنا على
ابن كثير فأمرنا بذلك . وأخبرنا أنه قرأ على
مجاهد فأمره بذلك ، وأخبره
مجاهد أنه قرأ على
ابن عباس فأمره بذلك ، وأخبره
ابن عباس أنه قرأ على
أبي بن كعب فأمره بذلك ، وأخبره
أبي أنه قرأ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمره بذلك .
فهذه سنة تفرد بها
أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله البزي من ولد
القاسم بن أبي بزة ، وكان إماما في القراءات ، فأما في الحديث فقد ضعفه
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي وقال : لا أحدث عنه ، وكذلك
nindex.php?page=showalam&ids=14798أبو جعفر العقيلي قال : هو منكر الحديث . لكن حكى الشيخ
شهاب الدين أبو شامة في شرح الشاطبية عن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أنه سمع رجلا يكبر هذا التكبير في الصلاة ، فقال له : أحسنت وأصبت السنة . وهذا يقتضي صحة هذا الحديث .
ثم اختلف القراء في
nindex.php?page=treesubj&link=24920_29579موضع هذا التكبير وكيفيته ، فقال بعضهم : يكبر من آخر " والليل إذا يغشى " وقال آخرون : من آخر " والضحى " وكيفية التكبير عند بعضهم أن يقول : الله أكبر ويقتصر ، ومنهم من يقول الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر .
وذكر
الفراء في مناسبة التكبير من أول سورة " الضحى " : أنه لما تأخر الوحي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفتر تلك المدة [ ثم ] جاءه الملك فأوحى إليه : "
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى والليل إذا سجى " السورة بتمامها ، كبر فرحا وسرورا . ولم يرو ذلك بإسناد يحكم عليه بصحة ولا ضعف ، فالله أعلم .
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=treesubj&link=29064_28904nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى ( 1 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=2والليل إذا سجى ( 2 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3ما ودعك ربك وما قلى ( 3 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=4وللآخرة خير لك من الأولى ( 4 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=5ولسوف يعطيك ربك فترضى ( 5 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=6ألم يجدك يتيما فآوى ( 6 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=7ووجدك ضالا فهدى ( 7 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=8ووجدك عائلا فأغنى ( 8 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=9فأما اليتيم فلا تقهر ( 9 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=10وأما السائل فلا تنهر ( 10 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=11وأما بنعمة ربك فحدث ( 11 ) )
[ ص: 424 ]
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
أبو نعيم ، حدثنا
سفيان ، عن
الأسود بن قيس قال : سمعت
جندبا يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824136اشتكى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يقم ليلة أو ليلتين ، فأتت امرأة فقالت : يا محمد ، ما أرى شيطانك إلا قد تركك . فأنزل الله - عز وجل - : ( nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ) .
رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، ومسلم ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير من طرق ، عن
الأسود بن قيس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=401جندب - هو ابن عبد الله البجلي ثم العلقي به . وفي رواية
سفيان بن عيينة عن
الأسود بن قيس : سمع
جندبا قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824137أبطأ جبريل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال المشركون : ودع محمد ، فأنزل الله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ) .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو سعيد الأشج وعمرو بن عبد الله الأودي قالا : حدثنا
أبو أسامة ، حدثني
سفيان ، حدثني
الأسود بن قيس ، أنه سمع
جندبا يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826724رمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحجر في أصبعه فقال :
هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت ؟
قال : فمكث ليلتين أو ثلاثا لا يقوم ، فقالت له امرأة : ما أرى شيطانك إلا قد تركتك فنزلت : ( nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ) والسياق
لأبي سعيد .
قيل : إن هذه المرأة هي :
أم جميل امرأة
أبي لهب ، وذكر أن أصبعه ، عليه السلام ، دميت . وقوله - هذا الكلام الذي اتفق أنه موزون - ثابت في الصحيحين ولكن الغريب هاهنا جعله سببا لتركه القيام ، ونزول هذه السورة . فأما ما رواه
ابن جرير :
حدثنا
ابن أبي الشوارب ، حدثنا
عبد الواحد بن زياد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11814سليمان الشيباني ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16439عبد الله بن شداد :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824138أن خديجة قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم - : ما أرى ربك إلا قد قلاك . فأنزل الله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى )
وقال أيضا : حدثنا
أبو كريب ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826725أبطأ جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فجزع جزعا شديدا ، فقالت خديجة : إني أرى ربك قد قلاك مما نرى من جزعك . قال : فنزلت : ( nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=32328والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ) إلى آخرها .
[ ص: 425 ]
فإنه حديث مرسل من [ هذين الوجهين ] ولعل ذكر
خديجة ليس محفوظا ، أو قالته على وجه التأسف والتحزن ، والله أعلم .
وقد ذكر بعض السلف - منهم
ابن إسحاق - أن هذه السورة هي التي أوحاها
جبريل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين تبدى له في صورته التي خلقه الله عليها ، ودنا إليه وتدلى منهبطا عليه وهو بالأبطح ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10فأوحى إلى عبده ما أوحى ) [ النجم : 10 ] . قال : قال له هذه السورة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى والليل إذا سجى )
قال
العوفي ، عن
ابن عباس : لما نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن ، أبطأ عنه
جبريل أياما ، فتغير بذلك ، فقال المشركون : ودعه ربه وقلاه . فأنزل الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3ما ودعك ربك وما قلى )
وهذا قسم منه تعالى بالضحى وما جعل فيه من الضياء ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=2والليل إذا سجى ) أي : سكن فأظلم وادلهم . قاله
مجاهد ، وقتادة ، والضحاك ، وابن زيد ، وغيرهم . وذلك دليل ظاهر على قدرة خالق هذا وهذا . كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=1والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ) [ الليل : 1 ، 2 ] ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم ) [ الأنعام : 96 ] .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3ما ودعك ربك ) أي : ما تركك ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3وما قلى ) أي : وما أبغضك ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=4وللآخرة خير لك من الأولى ) أي : والدار الآخرة خير لك من هذه الدار . ولهذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أزهد الناس في الدنيا ، وأعظمهم لها إطراحا ، كما هو معلوم [ بالضرورة ] من سيرته . ولما خير ، عليه السلام في آخر عمره بين الخلد في الدنيا إلى آخرها ثم الجنة ، وبين الصيرورة إلى الله - عز وجل - اختار ما عند الله على هذه الدنيا الدنية .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
يزيد ، حدثنا
المسعودي ، عن
عمرو بن مرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي ، عن
علقمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله - هو ابن مسعود - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824139اضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حصير ، فأثر في جنبه ، فلما استيقظ جعلت أمسح جنبه وقلت : يا رسول الله ، ألا آذنتنا حتى نبسط لك على الحصير شيئا ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما لي وللدنيا ؟! ما أنا والدنيا ؟! nindex.php?page=treesubj&link=30993إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب ظل تحت شجرة ، ثم راح وتركها .
ورواه
الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث
المسعودي به ، وقال
الترمذي : حسن صحيح .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=5ولسوف يعطيك ربك فترضى ) أي : في الدار الآخرة يعطيه حتى يرضيه في أمته ، وفيما أعده له من الكرامة ، ومن جملته نهر الكوثر الذي حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ، وطينه [ من ] مسك أذفر كما سيأتي .
وقال
الإمام أبو عمرو الأوزاعي ، عن
إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي ، عن
[ ص: 426 ] nindex.php?page=showalam&ids=16629علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826726عرض على رسول الله ما هو مفتوح على أمته من بعده كنزا كنزا ، فسر بذلك ، فأنزل الله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=5ولسوف يعطيك ربك فترضى ) فأعطاه في الجنة ألف ألف قصر ، في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم . رواه
ابن جرير من طريقه ، وهذا إسناد صحيح إلى
ابن عباس : ومثل هذا ما يقال إلا عن توقيف .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، عن
ابن عباس : من رضاء
محمد - صلى الله عليه وسلم - ألا يدخل أحد من أهل بيته النار . رواه
ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم .
وقال
الحسن : يعني بذلك الشفاعة . وهكذا قال
أبو جعفر الباقر .
وقال
أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا
معاوية بن هشام ، عن
علي بن صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17347يزيد بن أبي زياد ، عن
إبراهيم ، عن
علقمة ، عن
عبد الله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501531 " إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ( nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=5ولسوف يعطيك ربك فترضى ) .
ثم قال تعالى يعدد نعمه على عبده ورسوله محمد ، صلوات الله وسلامه عليه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=6ألم يجدك يتيما فآوى ) وذلك أن أباه توفي وهو حمل في بطن أمه ، وقيل : بعد أن ولد ، عليه السلام ، ثم توفيت أمه
آمنة بنت وهب وله من العمر ست سنين . ثم كان في كفالة جده
عبد المطلب ، إلى أن توفي وله من العمر ثمان سنين ، فكفله عمه
أبو طالب . ثم لم يزل يحوطه وينصره ويرفع من قدره ويوقره ، ويكف عنه أذى قومه بعد أن ابتعثه الله على رأس أربعين سنة من عمره ، هذا
وأبو طالب على دين قومه من عبادة الأوثان ، وكل ذلك بقدر الله وحسن تدبيره ، إلى أن توفي
أبو طالب قبل الهجرة بقليل ، فأقدم عليه سفهاء قريش وجهالهم ، فاختار الله له الهجرة من بين أظهرهم إلى بلد الأنصار من
الأوس والخزرج ، كما أجرى الله سنته على الوجه الأتم والأكمل . فلما وصل إليهم آووه ونصروه وحاطوه وقاتلوا بين يديه ، رضي الله عنهم أجمعين ، وكل هذا من حفظ الله له وكلاءته وعنايته به .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=7ووجدك ضالا فهدى ) كقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=52وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) [ الشورى : 52 ] ومنهم من قال [ إن ] المراد بهذا أنه ، عليه السلام ، ضل في شعاب
مكة وهو صغير ، ثم رجع . وقيل : إنه ضل وهو مع عمه في طريق
الشام ، وكان راكبا ناقة في الليل ، فجاء إبليس يعدل بها عن الطريق ، فجاء
جبريل ، فنفخ إبليس نفخة ذهب منها إلى
الحبشة ، ثم عدل بالراحلة إلى الطريق . حكاهما
البغوي .
[ ص: 427 ]
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=8ووجدك عائلا فأغنى ) أي : كنت فقيرا ذا عيال ، فأغناك الله عمن سواه ، فجمع له بين مقامي الفقير الصابر والغني الشاكر ، صلوات الله وسلامه عليه .
وقال
قتادة في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=6ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى ) قال : كانت هذه منازل الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعثه الله عز وجل . رواه
ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم .
وفي الصحيحين - من طريق
عبد الرزاق - عن
معمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17257همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823327 " ليس الغنى عن كثرة العرض ، ولكن الغنى غنى النفس " .
وفي صحيح
مسلم ، عن
عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822678 " قد أفلح من أسلم ، ورزق كفافا ، وقنعه الله بما آتاه " .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=9فأما اليتيم فلا تقهر ) أي : كما كنت يتيما فآواك الله فلا تقهر اليتيم ، أي : لا تذله وتنهره وتهنه ، ولكن أحسن إليه ، وتلطف به .
قال
قتادة :
nindex.php?page=treesubj&link=19814كن لليتيم كالأب الرحيم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=10وأما السائل فلا تنهر ) أي : وكما كنت ضالا فهداك الله ، فلا تنهر السائل في العلم المسترشد .
قال
ابن إسحاق : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=10وأما السائل فلا تنهر ) أي : فلا تكن جبارا ، ولا متكبرا ، ولا فحاشا ، ولا فظا على الضعفاء من عباد الله .
وقال
قتادة : يعني رد المسكين برحمة ولين .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=11وأما بنعمة ربك فحدث ) أي : وكما كنت عائلا فقيرا فأغناك الله ، فحدث بنعمة الله عليك ، كما جاء في الدعاء المأثور النبوي : " واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها ، قابليها ، وأتمها علينا " .
وقال
ابن جرير : حدثني
يعقوب ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، حدثنا
سعيد بن إياس الجريري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة قال : كان المسلمون يرون أن
nindex.php?page=treesubj&link=19612_32490من شكر النعم أن يحدث بها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن الإمام أحمد : حدثنا
منصور بن أبي مزاحم ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13984الجراح بن مليح ، عن
أبي عبد الرحمن ، عن
الشعبي ، عن
النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823328 " من لم يشكر القليل ، لم يشكر الكثير ، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله . والتحدث بنعمة الله شكر ، وتركها كفر . والجماعة رحمة ، والفرقة عذاب " إسناد ضعيف .
[ ص: 428 ]
وفي الصحيحين ، عن
أنس أن
المهاجرين قالوا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823329يا رسول الله ، ذهب الأنصار بالأجر كله . قال : " لا ما دعوتم الله لهم ، وأثنيتم عليهم " .
وقال
أبو داود : حدثنا
مسلم بن إبراهيم ، حدثنا
الربيع بن مسلم ، عن
محمد بن زياد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823330 " nindex.php?page=treesubj&link=19617لا يشكر الله من لا يشكر الناس " .
ورواه
الترمذي ، عن
أحمد بن محمد ، عن
ابن المبارك ، عن
الربيع بن مسلم وقال : صحيح .
وقال
أبو داود : حدثنا
عبد الله بن الجراح ، حدثنا
جرير ، عن
الأعمش ، عن
أبي سفيان ، عن
جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823331 " من أبلي بلاء فذكره فقد شكره ، وإن كتمه فقد كفره " . تفرد به
أبو داود .
وقال
أبو داود : حدثنا
مسدد ، حدثنا
بشر ، حدثنا
عمارة بن غزية ، حدثني رجل من قومي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823332 " من أعطي عطاء فوجد فليجز به ، فإن لم يجد فليثن به ، فمن أثنى به فقد شكره ، ومن كتمه فقد كفره " . قال
أبو داود : ورواه
يحيى بن أيوب ، عن
عمارة بن غزية ، عن
شرحبيل ، عن
جابر - كرهوه فلم يسموه . تفرد به
أبو داود .
وقال
مجاهد : يعني النبوة التي أعطاك ربك . وفي رواية عنه : القرآن .
وقال
ليث عن رجل عن
الحسن بن علي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=11وأما بنعمة ربك فحدث ) قال : ما عملت من خير فحدث إخوانك .
وقال
محمد بن إسحاق : ما جاءك الله من نعمة وكرامة من النبوة فحدث بها واذكرها ، وادع إليها . وقال : فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ما أنعم الله به عليه من النبوة سرا إلى من يطمئن إليه من أهله ، وافترضت عليه الصلاة ، فصلى .
آخر تفسير سورة " الضحى " [ ولله الحمد ] .
[ ص: 423 ] تَفْسِيرُ سُورَةِ الضُّحَى وَهِيَ مَكِّيَّةٌ .
رَوَيْنَا مِنْ طَرِيقِ
أَبِي الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ الْمُقْرِئِ قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى
عِكْرِمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ قَرَأَ
عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ قُسْطَنْطِينَ وَشِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ ، فَلَمَّا بَلَغْتُ " وَالضُّحَى " قَالَا : لِي : كَبِّرْ حَتَّى تَخْتِمَ مَعَ خَاتِمَةِ كُلِّ سُورَةٍ ، فَإِنَّا قَرَأْنَا عَلَى
ابْنِ كَثِيرٍ فَأَمَرَنَا بِذَلِكَ . وَأَخْبَرَنَا أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى
مُجَاهِدٍ فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ ، وَأَخْبَرَهُ
مُجَاهِدٌ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى
ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ ، وَأَخْبَرَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ ، وَأَخْبَرَهُ
أُبَيٌّ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ .
فَهَذِهِ سُنَّةٌ تَفَرَّدَ بِهَا
أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزِّيُّ مِنْ وَلَدِ
الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ ، وَكَانَ إِمَامًا فِي الْقِرَاءَاتِ ، فَأَمَّا فِي الْحَدِيثِ فَقَدْ ضَعَّفَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11970أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ وَقَالَ : لَا أُحَدِّثُ عَنْهُ ، وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=14798أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ قَالَ : هُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . لَكِنْ حَكَى الشَّيْخُ
شِهَابُ الدِّينِ أَبُو شَامَةَ فِي شَرْحِ الشَّاطِبِيَّةِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يُكَبِّرُ هَذَا التَّكْبِيرَ فِي الصَّلَاةِ ، فَقَالَ لَهُ : أَحْسَنْتَ وَأَصَبْتَ السُّنَّةَ . وَهَذَا يَقْتَضِي صِحَّةَ هَذَا الْحَدِيثِ .
ثُمَّ اخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=24920_29579مَوْضِعِ هَذَا التَّكْبِيرِ وَكَيْفِيَّتِهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : يُكَبِّرُ مِنْ آخِرِ " وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى " وَقَالَ آخَرُونَ : مِنْ آخِرِ " وَالضُّحَى " وَكَيْفِيَّةُ التَّكْبِيرِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ أَنْ يَقُولَ : اللَّهُ أَكْبَرُ وَيَقْتَصِرُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ .
وَذَكَرَ
الْفَرَّاءُ فِي مُنَاسَبَةِ التَّكْبِيرِ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ " الضُّحَى " : أَنَّهُ لَمَّا تَأَخَّرَ الْوَحْيُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفَتَرَ تِلْكَ الْمُدَّةَ [ ثُمَّ ] جَاءَهُ الْمَلَكُ فَأَوْحَى إِلَيْهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى " السُّورَةَ بِتَمَامِهَا ، كَبَّرَ فَرَحًا وَسُرُورًا . وَلَمْ يُرْوَ ذَلِكَ بِإِسْنَادٍ يُحْكَمُ عَلَيْهِ بِصِحَّةٍ وَلَا ضَعْفٍ ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=treesubj&link=29064_28904nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى ( 1 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=2وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ( 2 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ( 3 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=4وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ( 4 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=5وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ( 5 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=6أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ( 6 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=7وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ( 7 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=8وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ( 8 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=9فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ( 9 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=10وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ( 10 )
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=11وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ( 11 ) )
[ ص: 424 ]
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنِ
الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : سَمِعْتُ
جُنْدُبًا يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824136اشْتَكَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ ، فَأَتَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ : يَا مُحَمَّدُ ، مَا أَرَى شَيْطَانَكَ إِلَّا قَدْ تَرَكَكَ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - : ( nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ ، nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ، nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ مِنْ طُرُقٍ ، عَنِ
الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=401جُنْدُبٍ - هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ ثُمَّ الْعَلَقِيُّ بِهِ . وَفِي رِوَايَةِ
سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ
الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ : سَمِعَ
جُنْدُبًا قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824137أَبْطَأَ جِبْرِيلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ : وُدِّعَ مُحَمَّدٌ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيُّ قَالَا : حَدَّثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنِي
سُفْيَانُ ، حَدَّثَنِي
الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ
جُنْدُبًا يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826724رُمِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِحَجَرٍ فِي أُصْبُعِهِ فَقَالَ :
هَلْ أَنْتِ إِلَّا أُصْبَعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ ؟
قَالَ : فَمَكَثَ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا لَا يَقُومُ ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ : مَا أَرَى شَيْطَانَكَ إِلَّا قَدْ تَرَكَتْكَ فَنَزَلَتْ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) وَالسِّيَاقُ
لِأَبِي سَعِيدٍ .
قِيلَ : إِنَّ هَذِهِ الْمَرْأَةَ هِيَ :
أُمُّ جَمِيلٍ امْرَأَةُ
أَبِي لَهَبٍ ، وَذُكِرَ أَنَّ أُصْبَعَهُ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، دَمِيَتْ . وَقَوْلُهُ - هَذَا الْكَلَامُ الَّذِي اتَّفَقَ أَنَّهُ مَوْزُونٌ - ثَابِتٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَلَكِنَّ الْغَرِيبَ هَاهُنَا جَعْلُهُ سَبَبًا لِتَرْكِهِ الْقِيَامِ ، وَنُزُولِ هَذِهِ السُّورَةِ . فَأَمَّا مَا رَوَاهُ
ابْنُ جَرِيرٍ :
حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11814سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16439عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824138أَنَّ خَدِيجَةَ قَالَتْ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : مَا أَرَى رَبَّكَ إِلَّا قَدْ قَلَاكَ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى )
وَقَالَ أَيْضًا : حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17245هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826725أَبْطَأَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا ، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ : إِنِّي أَرَى رَبَّكَ قَدْ قَلَاكَ مِمَّا نَرَى مِنْ جَزَعِكَ . قَالَ : فَنَزَلَتْ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=32328وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) إِلَى آخِرِهَا .
[ ص: 425 ]
فَإِنَّهُ حَدِيثٌ مُرْسَلٌ مِنْ [ هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ ] وَلَعَلَّ ذِكْرَ
خَدِيجَةَ لَيْسَ مَحْفُوظًا ، أَوْ قَالَتْهُ عَلَى وَجْهِ التَّأَسُّفِ وَالتَّحَزُّنِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ السَّلَفِ - مِنْهُمُ
ابْنُ إِسْحَاقَ - أَنَّ هَذِهِ السُّورَةَ هِيَ الَّتِي أَوْحَاهَا
جِبْرِيلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ تَبَدَّى لَهُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي خَلَقَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا ، وَدَنَا إِلَيْهِ وَتَدَلَّى مُنْهَبِطًا عَلَيْهِ وَهُوَ بِالْأَبْطَحِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ) [ النَّجْمِ : 10 ] . قَالَ : قَالَ لَهُ هَذِهِ السُّورَةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى )
قَالَ
الْعَوْفِيُّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : لَمَّا نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْقُرْآنُ ، أَبْطَأَ عَنْهُ
جِبْرِيلُ أَيَّامًا ، فَتَغَيَّرَ بِذَلِكَ ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ : وَدَّعَهُ رَبُّهُ وَقَلَاهُ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى )
وَهَذَا قَسَمٌ مِنْهُ تَعَالَى بِالضُّحَى وَمَا جَعَلَ فِيهِ مِنَ الضِّيَاءِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=2وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ) أَيْ : سَكَنَ فَأَظْلَمَ وَادْلَهَمَّ . قَالَهُ
مُجَاهِدٌ ، وَقَتَادَةُ ، وَالضَّحَّاكُ ، وَابْنُ زَيْدٍ ، وَغَيْرُهُمْ . وَذَلِكَ دَلِيلٌ ظَاهِرٌ عَلَى قُدْرَةِ خَالِقِ هَذَا وَهَذَا . كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=1وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ) [ اللَّيْلِ : 1 ، 2 ] ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) [ الْأَنْعَامِ : 96 ] .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ ) أَيْ : مَا تَرَكَكَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3وَمَا قَلَى ) أَيْ : وَمَا أَبْغَضَكَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=4وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ) أَيْ : وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ . وَلِهَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَزْهَدَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا ، وَأَعْظَمَهُمْ لَهَا إِطْرَاحًا ، كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ [ بِالضَّرُورَةِ ] مِنْ سِيرَتِهِ . وَلَمَّا خُيِّرَ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ بَيْنَ الْخُلْدِ فِي الدُّنْيَا إِلَى آخِرِهَا ثُمَّ الْجَنَّةِ ، وَبَيْنَ الصَّيْرُورَةِ إِلَى اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - اخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ عَلَى هَذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا
الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12354إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ ، عَنْ
عَلْقَمَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ - هُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824139اضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى حَصِيرٍ ، فَأَثَّرَ فِي جَنْبِهِ ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ جَعَلْتُ أَمْسَحُ جَنْبَهُ وَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَا آذَنْتَنَا حَتَّى نَبْسُطَ لَكَ عَلَى الْحَصِيرِ شَيْئًا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " مَا لِي وَلِلدُّنْيَا ؟! مَا أَنَا وَالدُّنْيَا ؟! nindex.php?page=treesubj&link=30993إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَرَاكِبٍ ظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا .
وَرَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ
الْمَسْعُودِيِّ بِهِ ، وَقَالَ
التِّرْمِذِيُّ : حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=5وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) أَيْ : فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ يُعْطِيهِ حَتَّى يُرْضِيَهُ فِي أُمَّتِهِ ، وَفِيمَا أَعَدَّهُ لَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ ، وَمِنْ جُمْلَتِهِ نَهْرُ الْكَوْثَرِ الَّذِي حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ الْمُجَوَّفِ ، وَطِينُهُ [ مِنْ ] مِسْكٍ أَذْفَرَ كَمَا سَيَأْتِي .
وَقَالَ
الْإِمَامُ أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ الْمَخْزُومِيِّ ، عَنْ
[ ص: 426 ] nindex.php?page=showalam&ids=16629عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826726عُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ مَا هُوَ مَفْتُوحٌ عَلَى أُمَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ كَنْزًا كَنْزًا ، فَسُرَّ بِذَلِكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=5وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) فَأَعْطَاهُ فِي الْجَنَّةِ أَلْفَ أَلْفَ قَصْرٍ ، فِي كُلِّ قَصْرٍ مَا يَنْبَغِي لَهُ مِنَ الْأَزْوَاجِ وَالْخَدَمِ . رَوَاهُ
ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقِهِ ، وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِلَى
ابْنِ عَبَّاسٍ : وَمِثْلُ هَذَا مَا يُقَالُ إِلَّا عَنْ تَوْقِيفٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : مِنْ رِضَاءِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَلَّا يَدْخُلَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ النَّارَ . رَوَاهُ
ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : يَعْنِي بِذَلِكَ الشَّفَاعَةَ . وَهَكَذَا قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ .
وَقَالَ
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17347يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
عَلْقَمَةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501531 " إِنَّا أَهْلَ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا ( nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=5وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى يُعَدِّدُ نِعَمَهُ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=6أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ) وَذَلِكَ أَنَّ أَبَاهُ تُوُفِّيَ وَهُوَ حَمْلٌ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ، وَقِيلَ : بَعْدَ أَنْ وُلِدَ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، ثُمَّ تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ
آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ سِتُّ سِنِينَ . ثُمَّ كَانَ فِي كَفَالَةِ جَدِّهِ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ ثَمَانِ سِنِينَ ، فَكَفَلَهُ عَمُّهُ
أَبُو طَالِبٍ . ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَحُوطُهُ وَيَنْصُرُهُ وَيَرْفَعُ مِنْ قَدْرِهِ وَيُوَقِّرُهُ ، وَيَكُفُّ عَنْهُ أَذَى قَوْمِهِ بَعْدَ أَنِ ابْتَعَثَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنْ عُمْرِهِ ، هَذَا
وَأَبُو طَالِبٍ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ ، وَكُلُّ ذَلِكَ بِقَدَرِ اللَّهِ وَحُسْنِ تَدْبِيرِهِ ، إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ
أَبُو طَالِبٍ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِقَلِيلٍ ، فَأَقْدَمَ عَلَيْهِ سُفَهَاءُ قُرَيْشٍ وَجُهَّالُهُمْ ، فَاخْتَارَ اللَّهُ لَهُ الْهِجْرَةَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ إِلَى بَلَدِ الْأَنْصَارِ مِنَ
الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ ، كَمَا أَجْرَى اللَّهُ سُنَّتَهُ عَلَى الْوَجْهِ الْأَتَمِّ وَالْأَكْمَلِ . فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِمْ آوَوْهُ وَنَصَرُوهُ وَحَاطُوهُ وَقَاتَلُوا بَيْنَ يَدَيْهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ ، وَكُلُّ هَذَا مِنْ حِفْظِ اللَّهِ لَهُ وَكِلَاءَتِهِ وَعِنَايَتِهِ بِهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=7وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ) كَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=52وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [ الشُّورَى : 52 ] وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ [ إِنَّ ] الْمُرَادَ بِهَذَا أَنَّهُ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، ضَلَّ فِي شِعَابِ
مَكَّةَ وَهُوَ صَغِيرٌ ، ثُمَّ رَجَعَ . وَقِيلَ : إِنَّهُ ضَلَّ وَهُوَ مَعَ عَمِّهِ فِي طَرِيقِ
الشَّامِ ، وَكَانَ رَاكِبًا نَاقَةً فِي اللَّيْلِ ، فَجَاءَ إِبْلِيسُ يَعْدِلُ بِهَا عَنِ الطَّرِيقِ ، فَجَاءَ
جِبْرِيلُ ، فَنَفَخَ إِبْلِيسَ نَفْخَةً ذَهَبَ مِنْهَا إِلَى
الْحَبَشَةِ ، ثُمَّ عَدَلَ بِالرَّاحِلَةِ إِلَى الطَّرِيقِ . حَكَاهُمَا
الْبَغَوِيُّ .
[ ص: 427 ]
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=8وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ) أَيْ : كُنْتَ فَقِيرًا ذَا عِيَالٍ ، فَأَغْنَاكَ اللَّهُ عَمَّنْ سِوَاهُ ، فَجَمَعَ لَهُ بَيْنَ مَقَامَيِ الْفَقِيرِ الصَّابِرِ وَالْغَنِيِّ الشَّاكِرِ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=6أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ) قَالَ : كَانَتْ هَذِهِ مَنَازِلَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَبْعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ . رَوَاهُ
ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ - مِنْ طَرِيقِ
عَبْدِ الرَّزَّاقِ - عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17257هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ : هَذَا مَا حَدَّثْنَا
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823327 " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ " .
وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822678 " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمِ ، وَرُزِقَ كَفَافًا ، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ " .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=9فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ) أَيْ : كَمَا كُنْتَ يَتِيمًا فَآوَاكَ اللَّهُ فَلَا تَقْهَرِ الْيَتِيمَ ، أَيْ : لَا تُذِلَّهُ وَتَنْهَرْهُ وَتُهِنْهُ ، وَلَكِنْ أَحْسِنْ إِلَيْهِ ، وَتَلَطَّفْ بِهِ .
قَالَ
قَتَادَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=19814كُنْ لِلْيَتِيمِ كَالْأَبِ الرَّحِيمِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=10وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ) أَيْ : وَكَمَا كُنْتَ ضَالًّا فَهَدَاكَ اللَّهُ ، فَلَا تَنْهَرِ السَّائِلَ فِي الْعِلْمِ الْمُسْتَرْشِدَ .
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=10وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ) أَيْ : فَلَا تَكُنْ جَبَّارًا ، وَلَا مُتَكَبِّرًا ، وَلَا فَحَّاشًا ، وَلَا فَظًّا عَلَى الضُّعَفَاءِ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : يَعْنِي رُدَّ الْمِسْكِينَ بِرَحْمَةٍ وَلِينٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=11وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) أَيْ : وَكَمَا كُنْتَ عَائِلًا فَقِيرًا فَأَغْنَاكَ اللَّهُ ، فَحَدِّثْ بِنِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكَ ، كَمَا جَاءَ فِي الدُّعَاءِ الْمَأْثُورِ النَّبَوِيِّ : " وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ مُثْنِينَ بِهَا ، قَابِلِيهَا ، وَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا " .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنِي
يَعْقُوبُ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابْنُ عُلَيَّةَ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12179أَبِي نَضْرَةَ قَالَ : كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَرَوْنَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19612_32490مِنْ شُكْرِ النِّعَمِ أَنْ يُحَدَّثَ بِهَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16408عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ : حَدَّثَنَا
مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13984الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ ، عَنْ
أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، عَنِ
النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823328 " مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْقَلِيلَ ، لَمْ يَشْكُرِ الْكَثِيرَ ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ . وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شَكْرٌ ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ . وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ " إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ .
[ ص: 428 ]
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ ، عَنْ
أَنَسٍ أَنَّ
الْمُهَاجِرِينَ قَالُوا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823329يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ذَهَبَ الْأَنْصَارُ بِالْأَجْرِ كُلِّهِ . قَالَ : " لَا مَا دَعَوْتُمُ اللَّهَ لَهُمْ ، وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ " .
وَقَالَ
أَبُو دَاوُدَ : حَدَّثَنَا
مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا
الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823330 " nindex.php?page=treesubj&link=19617لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ " .
وَرَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ ، عَنْ
أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ
ابْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنِ
الرَّبِيعِ بْنِ مُسْلِمٍ وَقَالَ : صَحِيحٌ .
وَقَالَ
أَبُو دَاوُدَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ ، حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ
جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823331 " مَنْ أُبْلِي بَلَاءً فَذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ ، وَإِنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ " . تَفَرَّدَ بِهِ
أَبُو دَاوُدَ .
وَقَالَ
أَبُو دَاوُدَ : حَدَّثَنَا
مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، حَدَّثَنَا
عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823332 " مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءً فَوَجَدَ فَلْيَجْزِ بِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ بِهِ ، فَمَنْ أَثْنَى بِهِ فَقَدْ شَكَرَهُ ، وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ " . قَالَ
أَبُو دَاوُدَ : وَرَوَاهُ
يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ
عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ ، عَنْ
شُرَحْبِيلَ ، عَنْ
جَابِرٍ - كَرِهُوهُ فَلَمْ يُسَمُّوهُ . تَفَرَّدَ بِهِ
أَبُو دَاوُدَ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : يَعْنِي النُّبُوَّةَ الَّتِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ . وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ : الْقُرْآنُ .
وَقَالَ
لَيْثٌ عَنْ رَجُلٍ عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=11وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) قَالَ : مَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ فَحَدِّثْ إِخْوَانَكَ .
وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : مَا جَاءَكَ اللَّهُ مِنْ نِعْمَةٍ وَكَرَامَةٍ مِنَ النُّبُوَّةِ فَحَدِّثْ بِهَا وَاذْكُرْهَا ، وَادْعُ إِلَيْهَا . وَقَالَ : فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِ مِنَ النُّبُوَّةِ سِرًّا إِلَى مَنْ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ ، وَافْتُرِضَتْ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ ، فَصَلَّى .
آخِرُ تَفْسِيرِ سُورَةِ " الضُّحَى " [ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ ] .