كتاب فضائل القرآن
[ ص: 16 ] [ ص: 17 ] قال البخاري رحمه الله :
nindex.php?page=treesubj&link=28863_32329_28858كيف نزول الوحي وأول ما نزل
قال
ابن عباس المهيمن : الأمين القرآن أمين على كل كتاب قبله حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى عن
شيبان عن
يحيى عن
أبي سلمة قال أخبرتني
عائشة nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس قالا لبث النبي صلى الله عليه وسلم
بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن
وبالمدينة عشرا .
ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري رحمه الله كتاب فضائل القرآن بعد كتاب التفسير لأن التفسير أهم ولهذا بدأ به ونحن قدمنا الفضائل قبل التفسير وذكرنا فضل كل سورة قبل تفسيرها ليكون ذلك باعثا على حفظ القرآن وفهمه والعمل بما فيه والله المستعان ]
وقول
ابن عباس في تفسير المهيمن إنما يريد به
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قوله تعالى في المائدة بعد ذكر التوراة والإنجيل
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48nindex.php?page=treesubj&link=29778وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ) [ المائدة 48 ] . قال
الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله
حدثنا
المثنى ، حدثنا
عبد الله بن صالح حدثني
معاوية عن
علي يعني ابن أبي طلحة عن
ابن عباس في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48ومهيمنا عليه ) قال : المهيمن الأمين قال القرآن أمين على كل كتاب قبله وفي رواية شهيدا عليه وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري وغير واحد من الأئمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق السبيعي عن
التميمي عن
ابن عباس (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48ومهيمنا عليه ) قال مؤتمنا . وبنحو ذلك قال
مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج والحسن البصري وغير واحد من أئمة السلف وأصل الهيمنة الحفظ والارتقاب ، يقال إذا رقب الرجل الشيء وحفظه وشهده قد هيمن فلان عليه فهو يهيمن هيمنة وهو عليه مهيمن وفي أسماء الله تعالى : المهيمن وهو الشهيد على كل شيء والرقيب الحفيظ بكل شيء
وأما الحديث الذي أسنده
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أنه عليه السلام أقام
بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن
وبالمدينة عشرا فهو مما انفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري دون
مسلم وإنما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16130شيبان وهو ابن عبد الرحمن عن
nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى وهو ابن أبي كثير عن
أبي سلمة عنها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد القاسم بن سلام حدثنا
يزيد عن
nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند عن
عكرمة ، عن
ابن عباس قال
nindex.php?page=treesubj&link=28864أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة ، ثم
[ ص: 18 ] قرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=106وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) الإسراء : 106 . هذا إسناد صحيح . أما إقامته
بالمدينة عشرا فهذا ما لا خلاف فيه وأما إقامته
بمكة بعد النبوة فالمشهور ثلاث عشرة سنة لأنه عليه الصلاة والسلام أوحي إليه وهو ابن أربعين سنة وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة على الصحيح ويحتمل أنه حذف ما زاد على العشرة اختصارا في الكلام لأن العرب كثيرا ما يحذفون الكسور في كلامهم أو أنهما إنما اعتبرا قرن
جبريل عليه السلام به عليه السلام فإنه قد روى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد أنه قرن به عليه السلام ،
ميكائيل في ابتداء الأمر يلقي إليه الكلمة والشيء ثم قرن به
جبريل
ووجه مناسبة هذا الحديث بفضائل القرآن أنه ابتدئ بنزوله في مكان شريف وهو البلد الحرام كما أنه كان في زمن شريف وهو شهر رمضان فاجتمع له شرف الزمان والمكان ولهذا يستحب إكثار تلاوة القرآن في شهر رمضان لأنه ابتدئ نزوله فيه ولهذا كان
جبريل يعارض به رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل سنة في شهر رمضان فلما كان في السنة التي توفي فيها عارضه به مرتين تأكيدا وتثبيتا
وأيضا في هذا الحديث بيان أنه من القرآن مكي ومنه مدني
nindex.php?page=treesubj&link=28889فالمكي nindex.php?page=treesubj&link=28889ما نزل قبل الهجرة nindex.php?page=treesubj&link=28889والمدني nindex.php?page=treesubj&link=28889ما نزل بعد الهجرة سواء كان
بالمدينة أو بغيرها من أي البلاد كان حتى ولو كان
بمكة أو
عرفة وقد أجمعوا على سور أنها من المكي وأخر أنها من المدني واختلفوا في أخر وأراد بعضهم ضبط ذلك بضوابط في تقييدها عسر ونظر ولكن قال بعضهم كل سورة في أولها شيء من الحروف المقطعة فهي مكية إلا البقرة وآل عمران كما أن كل سورة فيها
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104ياأيها الذين آمنوا ) فهي مدنية وما فيها
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=21ياأيها الناس ) فيحتمل أن يكون من هذا ومن هذا والغالب أنه مكي وقد يكون مدنيا كما في البقرة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=21ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة : 20 ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=168ياأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) البقرة : 168 .
قال
أبو عبيد حدثنا
أبو معاوية حدثنا من سمع
الأعمش يحدث عن
إبراهيم بن علقمة كل شيء في القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104ياأيها الذين آمنوا ) فإنه أنزل
بالمدينة وما كان
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=21ياأيها الناس ) فإنه أنزل
بمكة . ثم قال حدثنا
علي بن معبد عن
أبي المليح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران ، قال ما كان في القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=21ياأيها الناس ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=26يابني آدم ) فإنه مكي وما كان
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104ياأيها الذين آمنوا ) فإنه مدني .
ومنهم من يقول إن بعض السور نزل مرتين مرة
بالمدينة ومرة
بمكة والله أعلم ومنهم من يستثني من المكي آيات يدعي أنها من المدني كما في سورة الحج وغيرها
والحق في ذلك ما دل عليه الدليل الصحيح فالله أعلم وقال
أبو عبيد حدثنا
عبد الله بن [ ص: 19 ] صالح عن
معاوية بن صالح ، عن
علي بن أبي طلحة قال نزلت
بالمدينة سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة والحج والنور ، والأحزاب والذين كفروا والفتح والحديد والمجادلة والحشر والممتحنة والحواريون ، والتغابن و
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=1ياأيها النبي إذا طلقتم النساء ) و
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=1ياأيها النبي لم تحرم ) والفجر
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=1والليل إذا يغشى ) و
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إنا أنزلناه في ليلة القدر ) و
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=1لم يكن الذين كفروا ) و
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=1إذا زلزلت ) و
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إذا جاء نصر الله ) وسائر ذلك
بمكة .
وهذا إسناد صحيح عن
ابن أبي طلحة مشهور وهو أحد أصحاب
ابن عباس الذين رووا عنه التفسير وقد ذكر في المدني سورا في كونها مدنية نظر وفاته الحجرات والمعوذات
الحديث الثاني وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا
معتمر قال سمعت أبي عن
أبي عثمان قال أنبئت أن
nindex.php?page=treesubj&link=29763جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده
أم سلمة فجعل يتحدث فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هذا أو كما قال قالت هذا دحية الكلبي فلما قام قلت والله ما حسبته إلا إياه حتى سمعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يخبر خبر
جبريل أو كما قال قال أبي فقلت
لأبي عثمان ممن سمعت هذا فقال : من
أسامة بن زيد وهكذا رواه أيضا في علامات النبوة عن
nindex.php?page=showalam&ids=14747عباس بن الوليد النرسي ومسلم في فضائل
أم سلمة عن عبد
الأعلى بن حماد ومحمد بن عبد الأعلى كلهم عن
معتمر بن سليمان به .
والغرض من إيراد هذا الحديث هاهنا أن
nindex.php?page=treesubj&link=29752السفير بين الله وبين محمد صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام وهو ملك كريم ذو وجاهة وجلالة ومكانة كما قال
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نزل به الروح الأمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=194على قلبك لتكون من المنذرين ) الشعراء 193 ، 194 ، وقال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=19إنه لقول رسول كريم nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=20ذي قوة عند ذي العرش مكين nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=21مطاع ثم أمين nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=22وما صاحبكم بمجنون ) الآيات التكوير : 19 22 . فمدح الرب تبارك وتعالى عبديه ورسوليه
جبريل ومحمدا صلى الله عليه وسلم وسنستقصي الكلام على تفسير هذا المكان في موضعه إذا وصلنا إليه إن شاء الله تعالى وبه الثقة
nindex.php?page=treesubj&link=31406وفي الحديث فضيلة عظيمة nindex.php?page=showalam&ids=54لأم سلمة رضي الله عنها كما بينه
مسلم رحمه الله لرؤيتها لهذا الملك العظيم وفضيلة أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=202لدحية بن خليفة الكلبي وذلك أن
جبريل عليه السلام كان كثيرا ما يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم على صورة
دحية وكان جميل الصورة رضي الله عنه وكان من قبيلة
nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي كلهم ينسبون إلى
كلب بن وبرة وهم قبيلة من
قضاعة وقضاعة قيل إنهم من
عدنان وقيل من
قحطان ، وقيل بطن مستقل بنفسه والله أعلم
[ ص: 20 ]
الحديث الثالث حدثنا
عبد الله بن يوسف حدثنا
الليث عن
سعيد المقبري عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه ، قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500681قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة .
ورواه أيضا في كتاب الاعتصام عن
عبد العزيز بن عبد الله ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي عن
قتيبة جميعا ، عن
الليث بن سعد ، عن
سعيد بن أبي سعيد عن أبيه واسمه
كيسان المقبري به
وفي هذا الحديث
nindex.php?page=treesubj&link=28890فضيلة عظيمة للقرآن المجيد على كل معجزة أعطيها نبي من الأنبياء وعلى كل كتاب أنزله وذلك أن معنى الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500682ما من نبي إلا أعطي من المعجزات ما آمن عليه البشر أي : ما كان دليلا على تصديقه فيما جاءهم به واتبعه من اتبعه من البشر ثم لما مات الأنبياء لم يبق لهم معجزة بعدهم إلا ما يحكيه أتباعهم عما شاهده في زمانه فأما الرسول الخاتم للرسالة
محمد صلى الله عليه وسلم فإنما كان معظم ما آتاه الله وحيا منه إليه منقولا إلى الناس بالتواتر ففي كل حين هو كما أنزل فلهذا قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500683فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا وكذلك وقع فإن أتباعه أكثر من أتباع الأنبياء لعموم رسالته ودوامها إلى قيام الساعة واستمرار معجزته ولهذا قال الله
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ) الفرقان : 1 ،
nindex.php?page=treesubj&link=28899_28914وقال تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=88قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) الإسراء : 88 ، ثم تقاصر معهم إلى عشر سور منه فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=13أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ) هود : 13 ثم تحداهم إلى أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=38أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ) يونس : 38 وقصر التحدي على هذا المقام في السور المكية كما ذكرنا وفي المدنية أيضا كما في سورة البقرة حيث يقول تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=23وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=24فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ) البقرة 23 ، 24 فأخبرهم بأنهم عاجزون عن معارضته بمثله وأنهم لا يفعلون ذلك في المستقبل أيضا وهذا وهم أفصح الخلق وأعلمهم بالبلاغة والشعر وقريض الكلام وضروبه لكن جاءهم من الله ما لا قبل لأحد من البشرية من الكلام الفصيح البليغ الوجيز المحتوي على العلوم الكثيرة الصحيحة النافعة والأخبار الصادقة عن الغيوب الماضية والآتية والأحكام العادلة والمحكمة كما قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=115وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) الأنعام : 115 .
وقال
الإمام أحمد بن حنبل حدثنا
يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي ، حدثنا
محمد بن إسحاق قال : ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14057الحارث بن عبد الله الأعور قال : قلت لآتين أمير المؤمنين فلأسألنه عما سمعت العشية قال فجئته بعد العشاء فدخلت عليه فذكر الحديث . قال ثم
[ ص: 21 ] قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500684سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أتاني جبريل فقال يا محمد أمتك مختلفة بعدك قال فقلت له فأين المخرج يا جبريل قال : فقال كتاب الله به يقصم الله كل جبار من اعتصم به نجا ومن تركه هلك - مرتين قول فصل وليس بالهزل لا تخلقه الألسن ولا تفنى عجائبه فيه نبأ من كان قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما هو كائن بعدكم هكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد . وقال
أبو عيسى الترمذي حدثنا
عبد بن حميد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14129حسين بن علي الجعفي حدثنا
حمزة الزيات ، عن
أبي المختار الطائي عن ابن أخي
nindex.php?page=showalam&ids=14057الحارث الأعور ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3500685عن nindex.php?page=showalam&ids=14057الحارث الأعور قال مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث فدخلت على علي فقلت يا أمير المؤمنين ألا ترى الناس قد خاضوا في الأحاديث قال : أوقد فعلوها قلت نعم . قال أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنها ستكون فتنة فقلت ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1إنا سمعنا قرآنا عجبا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2يهدي إلى الرشد فآمنا به ) الجن : 1 2 ] من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم خذها إليك يا
أعور ثم قال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث
حمزة الزيات وإسناده مجهول وفي حديث
الحارث مقال .
قلت لم ينفرد بروايته
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة بن حبيب الزيات بل قد رواه
محمد بن إسحاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14057الحارث الأعور فبرئ
حمزة من عهدته على أنه وإن كان ضعيف الحديث إلا أنه إمام في القراءة ، والحديث مشهور من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=14057الحارث الأعور وقد تكلموا فيه بل قد كذبه بعضهم من جهة رأيه واعتقاده أما إنه تعمد الكذب في الحديث فلا والله أعلم
وقصارى هذا الحديث أن يكون من كلام
أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وقد وهم بعضهم في رفعه وهو كلام حسن صحيح على أنه قد روي له شاهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12074الإمام العلم أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه فضائل القرآن حدثنا
أبو اليقظان حدثنا
عمار بن محمد الثوري أو غيره عن
أبي إسحاق الهجري عن
أبي الأحوص ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500686nindex.php?page=treesubj&link=28890_28894إن هذا القرآن مأدبة الله تعالى فتعلموا من مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن حبل الله عز وجل وهو النور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن تبعه لا يعوج فيقوم لا يزيغ فيستعتب ولا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، فاتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول لكم الم " حرف ولكن ألف عشر ولام عشر وميم عشر . وهذا غريب من هذا الوجه وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17011محمد بن فضيل عن
أبي إسحاق [ ص: 22 ] الهجري واسمه إبراهيم بن مسلم وهو أحد التابعين ولكن تكلموا فيه كثيرا
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي لين ليس بالقوي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11886أبو الفتح الأزدي رفاع كثير الوهم قلت : فيحتمل والله أعلم أن يكون وهم في رفع هذا الحديث وإنما هو من كلام
ابن مسعود ولكن له شاهد من وجه آخر والله أعلم
وقال
أبو عبيد أيضا حدثنا
حجاج عن
إسرائيل عن
أبي إسحاق عن
عبد الرحمن بن يزيد عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود قال لا يسأل عبد عن نفسه إلا القرآن فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله .
الحديث الرابع قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حدثنا
عمرو بن محمد حدثنا
يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي ، عن
صالح بن كيسان عن
ابن شهاب قال : أخبرني
أنس بن مالك أن الله تابع الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وهكذا رواه
مسلم عن
عمرو بن محمد هذا وهو الناقد
nindex.php?page=showalam&ids=14161والحسن الحلواني nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15106إسحاق بن منصور الكوسج أربعتهم عن
nindex.php?page=showalam&ids=17381يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري به .
ومعناه أن
nindex.php?page=treesubj&link=28861_28862الله تعالى تابع نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا بعد شيء كل وقت بما يحتاج إليه ولم تقع فترة بعد الفترة الأولى التي كانت بعد نزول الملك أول مرة بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك ) العلق : 1 فإنه استلبث الوحي بعدها حينا يقال قريبا من سنتين أو أكثر ثم حمي الوحي وتتابع وكان أول شيء نزل بعد تلك الفترة
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1ياأيها المدثر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قم فأنذر ) المدثر 1 ، 2 .
nindex.php?page=treesubj&link=32328الحديث الخامس حدثنا
أبو نعيم حدثنا
سفيان عن
الأسود بن قيس قال سمعت
جندبا يقول
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500687اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت يا محمد ما أرى شيطانك إلا تركك nindex.php?page=treesubj&link=32328فأنزل الله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=2والليل إذا سجى nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3ما ودعك ربك وما قلى ) [ الضحى : 1 3 ] .
وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في غير موضع أيضا
ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طرق أخر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان وهو الثوري nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة بن الحجاج كلاهما عن
الأسود بن قيس العبدي ، عن
جندب بن عبد الله البجلي ، به وسيأتي الكلام على هذا الحديث في تفسير سورة الضحى إن شاء الله تعالى
والمناسبة في ذكر هذا الحديث والذي قبله في فضائل القرآن أن الله تعالى له برسوله عناية
[ ص: 23 ] عظيمة ومحبة شديدة حيث جعل الوحي متتابعا عليه ولم يقطعه عنه ولهذا إنما أنزل عليه القرآن مفرقا ليكون ذلك في أبلغ العناية والإكرام
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري رحمه الله
nindex.php?page=treesubj&link=32264_32391نزل القرآن بلسان قريش والعرب قرآنا عربيا بلسان عربي مبين حدثنا
أبو اليمان حدثنا
شعيب عن
الزهري أخبرني
أنس بن مالك قال : فأمر
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت nindex.php?page=showalam&ids=74وسعيد بن العاص nindex.php?page=showalam&ids=14171وعبد الله بن الزبير nindex.php?page=showalam&ids=16334وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوها في المصاحف وقال لهم إذا اختلفتم أنتم
وزيد في عربية من عربية القرآن فاكتبوها بلسان قريش فإن القرآن نزل بلسانهم ، ففعلوا .
هذا الحديث قطعة من حديث سيأتي قريبا والكلام عليه ومقصود
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري منه ظاهر وهو أن القرآن نزل بلغة
قريش ، وقريش خلاصة العرب ولهذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=11939أبو بكر بن أبي داود حدثنا
عبد الله بن محمد بن خلاد حدثنا
يزيد حدثنا
شيبان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير عن
nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب يقول لا يملي في مصاحفنا هذه إلا غلمان
قريش أو غلمان
ثقيف وهذا إسناد صحيح . وقال أيضا حدثنا
إسماعيل بن أسد حدثنا
هوذة حدثنا
عوف ، عن
عبد الله بن فضالة قال لما أراد
عمر أن يكتب الإمام أقعد له نفرا من أصحابه وقال إذا اختلفتم في اللغة فاكتبوها بلغة
مضر فإن القرآن نزل بلغة رجل من
مضر صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=28قرءانا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون ) الزمر : 28 ، وقال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=192وإنه لتنزيل رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نزل به الروح الأمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=194على قلبك لتكون من المنذرين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=195بلسان عربي مبين ) الشعراء 192 - 195 ، وقال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=103وهذا لسان عربي مبين ) النحل : 103 ، وقال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي ) الآية فصلت : 44 ، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على ذلك
ثم ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري رحمه الله ، حديث
nindex.php?page=showalam&ids=120يعلى بن أمية أنه كان يقول
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500688ليتني أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ينزل عليه الوحي فذكر الحديث الذي سأل عمن أحرم بعمرة وهو متمطخ بطيب وعليه جبة وقال فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم فجأه الوحي فأشارعمر إلى يعلى أي تعال فجاء يعلى nindex.php?page=treesubj&link=28859فأدخل رأسه فإذا هو محمر الوجه يغط كذلك ساعة ثم سري عنه ، فقال أين الذي سألني عن العمرة آنفا ؟ فذكر أمره بنزع الجبة وغسل الطيب
وهذا الحديث رواه جماعة من طرق عديدة والكلام عليه في كتاب الحج ولا تظهر مناسبة ما بينه وبين هذه الترجمة ولا يكاد ولو ذكر في الترجمة التي قبلها لكان أظهر وأبين والله أعلم .
[ ص: 24 ]
كِتَابُ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ
[ ص: 16 ] [ ص: 17 ] قَالَ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28863_32329_28858كَيْفَ نُزُولُ الْوَحْيِ وَأَوَّلُ مَا نَزَلَ
قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ الْمُهَيْمِنُ : الْأَمِينُ الْقُرْآنُ أَمِينٌ عَلَى كُلِّ كِتَابٍ قَبْلَهُ حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ
شَيْبَانَ عَنْ
يَحْيَى عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَتْنِي
عَائِشَةُ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ قَالَا لَبِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ
وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا .
ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ كِتَابَ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ بَعْدَ كِتَابِ التَّفْسِيرِ لِأَنَّ التَّفْسِيرَ أَهَمُّ وَلِهَذَا بَدَأَ بِهِ وَنَحْنُ قَدَّمْنَا الْفَضَائِلَ قَبْلَ التَّفْسِيرِ وَذَكَرْنَا فَضْلَ كُلِّ سُورَةٍ قَبْلَ تَفْسِيرِهَا لِيَكُونَ ذَلِكَ بَاعِثًا عَلَى حِفْظِ الْقُرْآنِ وَفَهْمِهِ وَالْعَمَلِ بِمَا فِيهِ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ ]
وَقَوْلُ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ الْمُهَيْمِنِ إِنَّمَا يُرِيدُ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ قَوْلَهُ تَعَالَى فِي الْمَائِدَةِ بَعْدَ ذِكْرِ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48nindex.php?page=treesubj&link=29778وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ) [ الْمَائِدَةِ 48 ] . قَالَ
الْإِمَامُ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ
حَدَّثَنَا
الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي
مُعَاوِيَةُ عَنْ
عَلِيٍّ يَعْنِي ابْنَ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ) قَالَ : الْمُهَيْمِنُ الْأَمِينُ قَالَ الْقُرْآنُ أَمِينٌ عَلَى كُلِّ كِتَابٍ قَبْلَهُ وَفِي رِوَايَةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11813أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ عَنِ
التَّمِيمِيِّ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ) قَالَ مُؤْتَمَنًا . وَبِنَحْوِ ذَلِكَ قَالَ
مُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ وَقَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَئِمَّةِ السَّلَفِ وَأَصْلُ الْهَيْمَنَةِ الْحِفْظُ وَالِارْتِقَابُ ، يُقَالُ إِذَا رَقَبَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ وَحَفِظَهُ وَشَهِدَهُ قَدْ هَيْمَنَ فُلَانٌ عَلَيْهِ فَهُوَ يُهَيْمِنُ هَيْمَنَةً وَهُوَ عَلَيْهِ مُهَيْمِنٌ وَفِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى : الْمُهَيْمِنُ وَهُوَ الشَّهِيدُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَالرَّقِيبُ الْحَفِيظُ بِكُلِّ شَيْءٍ
وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي أَسْنَدَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَقَامَ
بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ
وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا فَهُوَ مِمَّا انْفَرَدَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ دُونَ
مُسْلِمٍ وَإِنَّمَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16130شَيْبَانَ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17298يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ عَنْهَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12074أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ حَدَّثَنَا
يَزِيدُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15854دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
nindex.php?page=treesubj&link=28864أُنْزِلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ثُمَّ نَزَلَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي عِشْرِينَ سَنَةً ، ثُمَّ
[ ص: 18 ] قَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=106وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ) الْإِسْرَاءِ : 106 . هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ . أَمَّا إِقَامَتُهُ
بِالْمَدِينَةِ عَشْرًا فَهَذَا مَا لَا خِلَافَ فِيهِ وَأَمَّا إِقَامَتُهُ
بِمَكَّةَ بَعْدَ النُّبُوَّةِ فَالْمَشْهُورُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً لِأَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أُوحِيَ إِلَيْهِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً عَلَى الصَّحِيحِ وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ حَذَفَ مَا زَادَ عَلَى الْعَشْرَةِ اخْتِصَارًا فِي الْكَلَامِ لِأَنَّ الْعَرَبَ كَثِيرًا مَا يَحْذِفُونَ الْكُسُورَ فِي كَلَامِهِمْ أَوْ أَنَّهُمَا إِنَّمَا اعْتَبَرَا قَرْنَ
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَإِنَّهُ قَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ أَنَّهُ قُرِنَ بِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ،
مِيكَائِيلُ فِي ابْتِدَاءِ الْأَمْرِ يُلْقِي إِلَيْهِ الْكَلِمَةَ وَالشَّيْءَ ثُمَّ قُرِنَ بِهِ
جِبْرِيلُ
وَوَجْهُ مُنَاسَبَةِ هَذَا الْحَدِيثِ بِفَضَائِلِ الْقُرْآنِ أَنَّهُ ابْتُدِئَ بِنُزُولِهِ فِي مَكَانٍ شَرِيفٍ وَهُوَ الْبَلَدُ الْحَرَامُ كَمَا أَنَّهُ كَانَ فِي زَمَنٍ شَرِيفٍ وَهُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَاجْتَمَعَ لَهُ شَرَفُ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ وَلِهَذَا يُسْتَحَبُّ إِكْثَارُ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لِأَنَّهُ ابْتُدِئَ نُزُولُهُ فِيهِ وَلِهَذَا كَانَ
جِبْرِيلُ يُعَارِضُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُلِّ سَنَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَلَمَّا كَانَ فِي السَّنَةِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا عَارَضَهُ بِهِ مَرَّتَيْنِ تَأْكِيدًا وَتَثْبِيتًا
وَأَيْضًا فِي هَذَا الْحَدِيثِ بَيَانُ أَنَّهُ مِنَ الْقُرْآنِ مَكِّيٌّ وَمِنْهُ مَدَنِيٌّ
nindex.php?page=treesubj&link=28889فَالْمَكِّيُّ nindex.php?page=treesubj&link=28889مَا نَزَلَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ nindex.php?page=treesubj&link=28889وَالْمَدَنِيُّ nindex.php?page=treesubj&link=28889مَا نَزَلَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ سَوَاءٌ كَانَ
بِالْمَدِينَةِ أَوْ بِغَيْرِهَا مِنْ أَيِّ الْبِلَادِ كَانَ حَتَّى وَلَوْ كَانَ
بِمَكَّةَ أَوْ
عَرَفَةَ وَقَدْ أَجْمَعُوا عَلَى سُوَرٍ أَنَّهَا مِنَ الْمَكِّيِّ وَأُخَرَ أَنَّهَا مِنَ الْمَدَنِيِّ وَاخْتَلَفُوا فِي أُخَرَ وَأَرَادَ بَعْضُهُمْ ضَبْطَ ذَلِكَ بِضَوَابِطَ فِي تَقْيِيدِهَا عُسْرٌ وَنَظَرٌ وَلَكِنْ قَالَ بَعْضُهُمْ كُلُّ سُورَةٍ فِي أَوَّلِهَا شَيْءٌ مِنَ الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ فَهِيَ مَكِّيَّةٌ إِلَّا الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ كَمَا أَنَّ كُلَّ سُورَةٍ فِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) فَهِيَ مَدَنِيَّةٌ وَمَا فِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=21يَاأَيُّهَا النَّاسُ ) فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ هَذَا وَمِنْ هَذَا وَالْغَالِبُ أَنَّهُ مَكِّيٌّ وَقَدْ يَكُونُ مَدَنِيًّا كَمَا فِي الْبَقَرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=21يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) الْبَقَرَةِ : 20 ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=168يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) الْبَقَرَةِ : 168 .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا مَنْ سَمِعَ
الْأَعْمَشَ يُحَدِّثُ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلْقَمَةَ كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) فَإِنَّهُ أُنْزِلَ
بِالْمَدِينَةِ وَمَا كَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=21يَاأَيُّهَا النَّاسُ ) فَإِنَّهُ أُنْزِلَ
بِمَكَّةَ . ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ عَنْ
أَبِي الْمَلِيحِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17188مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ مَا كَانَ فِي الْقُرْآنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=21يَاأَيُّهَا النَّاسُ ) وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=26يَابَنِي آدَمَ ) فَإِنَّهُ مَكِّيٌّ وَمَا كَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) فَإِنَّهُ مَدَنِيٌّ .
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ إِنَّ بَعْضَ السُّوَرِ نَزَلَ مَرَّتَيْنِ مَرَّةً
بِالْمَدِينَةِ وَمَرَّةً
بِمَكَّةَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَثْنِي مِنَ الْمَكِّيِّ آيَاتٍ يَدَّعِي أَنَّهَا مِنَ الْمَدَنِيِّ كَمَا فِي سُورَةِ الْحَجِّ وَغَيْرِهَا
وَالْحَقُّ فِي ذَلِكَ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الدَّلِيلُ الصَّحِيحُ فَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ [ ص: 19 ] صَالِحٍ عَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ نَزَلَتْ
بِالْمَدِينَةِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءِ وَالْمَائِدَةِ وَالْأَنْفَالِ وَالتَّوْبَةِ وَالْحَجِّ وَالنُّورِ ، وَالْأَحْزَابِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَالْفَتْحِ وَالْحَدِيدِ وَالْمُجَادَلَةِ وَالْحَشْرِ وَالْمُمْتَحِنَةِ وَالْحَوَارِيُّونَ ، وَالتَّغَابُنِ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=1يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ ) وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=1يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ) وَالْفَجْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=1وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ) وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=1لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ) وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=1إِذَا زُلْزِلَتِ ) وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ ) وَسَائِرُ ذَلِكَ
بِمَكَّةَ .
وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَنِ
ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ مَشْهُورٌ وَهُوَ أَحَدُ أَصْحَابِ
ابْنِ عَبَّاسٍ الَّذِينَ رَوَوْا عَنْهُ التَّفْسِيرَ وَقَدْ ذَكَرَ فِي الْمَدَنِيِّ سُوَرًا فِي كَوْنِهَا مَدَنِيَّةً نَظَرٌ وَفَاتَهُ الْحُجُرَاتِ وَالْمُعَوِّذَاتِ
الْحَدِيثُ الثَّانِي وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا
مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي عَنْ
أَبِي عُثْمَانَ قَالَ أُنْبِئْتُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29763جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ
أُمُّ سَلَمَةَ فَجَعَلَ يَتَحَدَّثُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ هَذَا أَوْ كَمَا قَالَ قَالَتْ هَذَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ فَلَمَّا قَامَ قُلْتُ وَاللَّهِ مَا حَسِبْتُهُ إِلَّا إِيَّاهُ حَتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْبِرُ خَبَرَ
جِبْرِيلَ أَوْ كَمَا قَالَ قَالَ أَبِي فَقُلْتُ
لِأَبِي عُثْمَانَ مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا فَقَالَ : مِنْ
أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَهَكَذَا رَوَاهُ أَيْضًا فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14747عَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ النَّرْسِيِّ وَمُسْلِمٌ فِي فَضَائِلِ
أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ
الْأَعْلَى بْنِ حَمَّادٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى كُلُّهُمْ عَنْ
مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بِهِ .
وَالْغَرَضُ مِنْ إِيرَادِ هَذَا الْحَدِيثِ هَاهُنَا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29752السَّفِيرَ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ مَلَكٌ كَرِيمٌ ذُو وَجَاهَةٍ وَجَلَالَةٍ وَمَكَانَةٍ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=194عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ) الشُّعَرَاءِ 193 ، 194 ، وَقَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=19إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=20ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=21مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=22وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ) الْآيَاتِ التَّكْوِيرِ : 19 22 . فَمَدَحَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْدَيْهِ وَرَسُولَيْهِ
جِبْرِيلَ وَمُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَنَسْتَقْصِي الْكَلَامَ عَلَى تَفْسِيرِ هَذَا الْمَكَانِ فِي مَوْضِعِهِ إِذَا وَصَلْنَا إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَبِهِ الثِّقَةُ
nindex.php?page=treesubj&link=31406وَفِي الْحَدِيثِ فَضِيلَةٌ عَظِيمَةٌ nindex.php?page=showalam&ids=54لِأُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَمَا بَيَّنَهُ
مُسْلِمٌ رَحِمَهُ اللَّهُ لِرُؤْيَتِهَا لِهَذَا الْمَلَكِ الْعَظِيمِ وَفَضِيلَةٌ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=202لِدِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيِّ وَذَلِكَ أَنَّ
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ كَثِيرًا مَا يَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صُورَةِ
دِحْيَةَ وَكَانَ جَمِيلَ الصُّورَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ مِنْ قَبِيلَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=111أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الْكَلْبِيِّ كُلُّهُمْ يُنْسَبُونَ إِلَى
كَلْبِ بْنِ وَبْرَةَ وَهُمْ قَبِيلَةٌ مِنْ
قُضَاعَةَ وَقُضَاعَةُ قِيلَ إِنَّهُمْ مِنْ
عَدْنَانَ وَقِيلَ مِنْ
قَحْطَانَ ، وَقِيلَ بَطْنٌ مُسْتَقِلٌّ بِنَفْسِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
[ ص: 20 ]
الْحَدِيثُ الثَّالِثُ حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا
اللَّيْثُ عَنْ
سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500681قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَرَوَاهُ أَيْضًا فِي كِتَابِ الِاعْتِصَامِ عَنْ
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَمُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ عَنْ
قُتَيْبَةَ جَمِيعًا ، عَنِ
اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ وَاسْمُهُ
كَيْسَانُ الْمَقْبُرِيُّ بِهِ
وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ
nindex.php?page=treesubj&link=28890فَضِيلَةٌ عَظِيمَةٌ لِلْقُرْآنِ الْمَجِيدِ عَلَى كُلِّ مُعْجِزَةٍ أُعْطِيَهَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَعَلَى كُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ وَذَلِكَ أَنَّ مَعْنَى الْحَدِيثِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500682مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أُعْطِيَ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ مَا آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ أَيْ : مَا كَانَ دَلِيلًا عَلَى تَصْدِيقِهِ فِيمَا جَاءَهُمْ بِهِ وَاتَّبَعَهُ مَنِ اتَّبَعَهُ مِنَ الْبَشَرِ ثُمَّ لَمَّا مَاتَ الْأَنْبِيَاءُ لَمْ يَبْقَ لَهُمْ مُعْجِزَةٌ بَعْدَهُمْ إِلَّا مَا يَحْكِيهِ أَتْبَاعُهُمْ عَمَّا شَاهَدَهُ فِي زَمَانِهِ فَأَمَّا الرَّسُولُ الْخَاتَمُ لِلرِّسَالَةِ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّمَا كَانَ مُعْظَمُ مَا آتَاهُ اللَّهُ وَحَيًا مِنْهُ إِلَيْهِ مَنْقُولًا إِلَى النَّاسِ بِالتَّوَاتُرِ فَفِي كُلِّ حِينٍ هُوَ كَمَا أَنْزَلَ فَلِهَذَا قَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500683فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا وَكَذَلِكَ وَقَعَ فَإِنَّ أَتْبَاعَهُ أَكْثَرُ مِنْ أَتْبَاعِ الْأَنْبِيَاءِ لِعُمُومِ رِسَالَتِهِ وَدَوَامِهَا إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ وَاسْتِمْرَارِ مُعْجِزَتِهِ وَلِهَذَا قَالَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ) الْفُرْقَانِ : 1 ،
nindex.php?page=treesubj&link=28899_28914وَقَالَ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=88قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) الْإِسْرَاءِ : 88 ، ثُمَّ تَقَاصَرَ مَعَهُمْ إِلَى عَشْرِ سُوَرٍ مِنْهُ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=13أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) هُودٍ : 13 ثُمَّ تَحَدَّاهُمْ إِلَى أَنْ يَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ فَعَجَزُوا فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=38أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) يُونُسَ : 38 وَقَصَرَ التَّحَدِّيَ عَلَى هَذَا الْمَقَامِ فِي السُّوَرِ الْمَكِّيَّةِ كَمَا ذَكَرْنَا وَفِي الْمَدَنِيَّةِ أَيْضًا كَمَا فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ حَيْثُ يَقُولُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=23وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=24فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ) الْبَقَرَةِ 23 ، 24 فَأَخْبَرَهُمْ بِأَنَّهُمْ عَاجِزُونَ عَنْ مُعَارَضَتِهِ بِمِثْلِهِ وَأَنَّهُمْ لَا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَيْضًا وَهَذَا وَهُمْ أَفْصَحُ الْخَلْقِ وَأَعْلَمُهُمْ بِالْبَلَاغَةِ وَالشِّعْرِ وَقَرِيضِ الْكَلَامِ وَضُرُوبِهِ لَكِنْ جَاءَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَا قِبَلَ لِأَحَدٍ مِنَ الْبَشَرِيَّةِ مِنَ الْكَلَامِ الْفَصِيحِ الْبَلِيغِ الْوَجِيزِ الْمُحْتَوِي عَلَى الْعُلُومِ الْكَثِيرَةِ الصَّحِيحَةِ النَّافِعَةِ وَالْأَخْبَارِ الصَّادِقَةِ عَنِ الْغُيُوبِ الْمَاضِيَةِ وَالْآتِيَةِ وَالْأَحْكَامِ الْعَادِلَةِ وَالْمُحْكَمَةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=115وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ) الْأَنْعَامُ : 115 .
وَقَالَ
الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14057الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَعْوَرِ قَالَ : قُلْتُ لَآتِيَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَأَسْأَلَنَّهُ عَمَّا سَمِعْتُ الْعَشِيَّةَ قَالَ فَجِئْتُهُ بَعْدَ الْعِشَاءِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ . قَالَ ثُمَّ
[ ص: 21 ] قَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500684سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أُمَّتُكَ مُخْتَلِفَةٌ بَعْدَكَ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فَأَيْنَ الْمَخْرَجُ يَا جِبْرِيلُ قَالَ : فَقَالَ كِتَابُ اللَّهِ بِهِ يَقْصِمُ اللَّهُ كُلَّ جَبَّارٍ مَنِ اعْتَصَمَ بِهِ نَجَا وَمَنْ تَرَكَهُ هَلَكَ - مَرَّتَيْنِ قَوْلٌ فَصْلٌ وَلَيْسَ بِالْهَزْلِ لَا تُخْلِقُهُ الْأَلْسُنُ وَلَا تَفْنَى عَجَائِبُهُ فِيهِ نَبَأُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَفَصْلُ مَا بَيْنَكُمْ وَخَبَرُ مَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ هَكَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ . وَقَالَ
أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا
عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14129حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ حَدَّثَنَا
حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ ، عَنْ
أَبِي الْمُخْتَارِ الطَّائِيِّ عَنِ ابْنِ أَخِي
nindex.php?page=showalam&ids=14057الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3500685عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=14057الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ قَالَ مَرَرْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ يَخُوضُونَ فِي الْأَحَادِيثِ فَدَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا تَرَى النَّاسَ قَدْ خَاضُوا فِي الْأَحَادِيثِ قَالَ : أَوَقَدْ فَعَلُوهَا قُلْتُ نَعَمْ . قَالَ أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فَقُلْتُ مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ) الْجِنِّ : 1 2 ] مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ خُذْهَا إِلَيْكَ يَا
أَعْوَرُ ثُمَّ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ
حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ وَإِسْنَادُهُ مَجْهُولٌ وَفِي حَدِيثِ
الْحَارِثِ مَقَالٌ .
قُلْتُ لَمْ يَنْفَرِدْ بِرِوَايَتِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ بْنُ حَبِيبٍ الزَّيَّاتُ بَلْ قَدْ رَوَاهُ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14057الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ فَبَرِئَ
حَمْزَةُ مِنْ عُهْدَتِهِ عَلَى أَنَّهُ وَإِنْ كَانَ ضَعِيفَ الْحَدِيثِ إِلَّا أَنَّهُ إِمَامٌ فِي الْقِرَاءَةِ ، وَالْحَدِيثُ مَشْهُورٌ مِنْ رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=14057الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ وَقَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِ بَلْ قَدْ كَذَّبَهُ بَعْضُهُمْ مِنْ جِهَةِ رَأْيِهِ وَاعْتِقَادِهِ أَمَّا إِنَّهُ تَعَمَّدَ الْكَذِبَ فِي الْحَدِيثِ فَلَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ
وَقُصَارَى هَذَا الْحَدِيثِ أَنْ يَكُونَ مِنْ كَلَامِ
أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَدْ وَهِمَ بَعْضُهُمْ فِي رَفْعِهِ وَهُوَ كَلَامٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ عَلَى أَنَّهُ قَدْ رُوِيَ لَهُ شَاهِدٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12074الْإِمَامُ الْعَلَمُ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ فِي كِتَابِهِ فَضَائِلُ الْقُرْآنِ حَدَّثَنَا
أَبُو الْيَقْظَانِ حَدَّثَنَا
عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّوْرِيُّ أَوْ غَيْرُهُ عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ الْهَجَرِيِّ عَنْ
أَبِي الْأَحْوَصِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500686nindex.php?page=treesubj&link=28890_28894إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ تَعَالَى فَتَعْلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ حَبْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ النُّورُ الْمُبِينُ وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ وَنَجَاةٌ لِمَنْ تَبِعَهُ لَا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ لَا يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبُ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ ، فَاتْلُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْجُرُكُمْ عَلَى تِلَاوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ لَكُمْ الم " حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ عَشْرٌ وَلَامٌ عَشْرٌ وَمِيمٌ عَشْرٌ . وَهَذَا غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَقَدْ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17011مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ [ ص: 22 ] الْهَجَرِيِّ وَاسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ وَهُوَ أَحَدُ التَّابِعِينَ وَلَكِنْ تَكَلَّمُوا فِيهِ كَثِيرًا
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ لَيِّنٌ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11886أَبُو الْفَتْحِ الْأَزْدِيُّ رَفَّاعٌ كَثِيرُ الْوَهْمِ قُلْتُ : فَيُحْتَمَلُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنْ يَكُونَ وَهِمَ فِي رَفْعِ هَذَا الْحَدِيثِ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ كَلَامِ
ابْنِ مَسْعُودٍ وَلَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ أَيْضًا حَدَّثَنَا
حَجَّاجٌ عَنْ
إِسْرَائِيلَ عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ لَا يَسْأَلُ عَبْدٌ عَنْ نَفْسِهِ إِلَّا الْقُرْآنَ فَإِنْ كَانَ يُحِبُّ الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ .
الْحَدِيثُ الرَّابِعُ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ
صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ اللَّهَ تَابَعَ الْوَحْيَ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ وَفَاتِهِ حَتَّى تَوَفَّاهُ أَكْثَرَ مَا كَانَ الْوَحْيُ ثُمَّ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ وَهَكَذَا رَوَاهُ
مُسْلِمٌ عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ هَذَا وَهُوَ النَّاقِدُ
nindex.php?page=showalam&ids=14161وَالْحَسَنِ الْحُلْوَانِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15106إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجِ أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17381يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيِّ بِهِ .
وَمَعْنَاهُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28861_28862اللَّهَ تَعَالَى تَابَعَ نُزُولَ الْوَحْيِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ كُلَّ وَقْتٍ بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ وَلَمْ تَقَعْ فَتْرَةٌ بَعْدَ الْفَتْرَةِ الْأُولَى الَّتِي كَانَتْ بَعْدَ نُزُولِ الْمَلَكِ أَوَّلَ مَرَّةٍ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) الْعَلَقِ : 1 فَإِنَّهُ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ بَعْدَهَا حِينًا يُقَالُ قَرِيبًا مِنْ سَنَتَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ ثُمَّ حَمِيَ الْوَحْيُ وَتَتَابَعَ وَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ نَزَلَ بَعْدَ تِلْكَ الْفَتْرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قُمْ فَأَنْذِرْ ) الْمُدَّثِّرِ 1 ، 2 .
nindex.php?page=treesubj&link=32328الْحَدِيثُ الْخَامِسُ حَدَّثَنَا
أَبُو نَعِيمٍ حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ عَنِ
الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ
جُنْدُبًا يَقُولُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500687اشْتَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ يَا مُحَمَّدُ مَا أَرَى شَيْطَانَكَ إِلَّا تَرَكَكَ nindex.php?page=treesubj&link=32328فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=2وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=3مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) [ الضُّحَى : 1 3 ] .
وَقَدْ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ أَيْضًا
وَمُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طُرُقٍ أُخَرَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ وَهُوَ الثَّوْرِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16102وَشُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ كِلَاهُمَا عَنِ
الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ
جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ ، بِهِ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الضُّحَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
وَالْمُنَاسَبَةُ فِي ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ وَالَّذِي قَبْلَهُ فِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَهُ بِرَسُولِهِ عِنَايَةٌ
[ ص: 23 ] عَظِيمَةٌ وَمَحَبَّةٌ شَدِيدَةٌ حَيْثُ جُعِلَ الْوَحْيُ مُتَتَابِعًا عَلَيْهِ وَلَمْ يَقْطَعْهُ عَنْهُ وَلِهَذَا إِنَّمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ مُفَرَّقًا لِيَكُونَ ذَلِكَ فِي أَبْلَغِ الْعِنَايَةِ وَالْإِكْرَامِ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=32264_32391نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ قُرْآنًا عَرَبِيًّا بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ حَدَّثَنَا
أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا
شُعَيْبٌ عَنِ
الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ : فَأَمَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ nindex.php?page=showalam&ids=74وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ nindex.php?page=showalam&ids=14171وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ nindex.php?page=showalam&ids=16334وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنْ يَنْسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ لَهُمْ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ
وَزَيْدٌ فِي عَرَبِيَّةٍ مِنْ عَرَبِيَّةِ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهَا بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ ، فَفَعَلُوا .
هَذَا الْحَدِيثُ قِطْعَةٌ مِنْ حَدِيثٍ سَيَأْتِي قَرِيبًا وَالْكَلَامُ عَلَيْهِ وَمَقْصُودُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ مِنْهُ ظَاهِرٌ وَهُوَ أَنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ بِلُغَةِ
قُرَيْشٍ ، وَقُرَيْشٌ خُلَاصَةُ الْعَرَبِ وَلِهَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11939أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَّادٍ حَدَّثَنَا
يَزِيدُ حَدَّثَنَا
شَيْبَانُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16490عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=98جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ لَا يُمْلِي فِي مَصَاحِفِنَا هَذِهِ إِلَّا غِلْمَانُ
قُرَيْشٍ أَوْ غِلْمَانُ
ثَقِيفٍ وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ . وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا
هَوْذَةُ حَدَّثَنَا
عَوْفٌ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَضَالَةَ قَالَ لَمَّا أَرَادَ
عُمَرُ أَنْ يَكْتُبَ الْإِمَامَ أَقْعَدَ لَهُ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِهِ وَقَالَ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِي اللُّغَةِ فَاكْتُبُوهَا بِلُغَةِ
مُضَرَ فَإِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ بِلُغَةِ رَجُلٍ مِنْ
مُضَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=28قُرْءَانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) الزَّمَرِ : 28 ، وَقَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=192وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=194عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=195بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) الشُّعَرَاءِ 192 - 195 ، وَقَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=103وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) النَّحْلِ : 103 ، وَقَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ) الْآيَةَ فُصِّلَتْ : 44 ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى ذَلِكَ
ثُمَّ ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ ، حَدِيثَ
nindex.php?page=showalam&ids=120يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500688لَيْتَنِي أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ الَّذِي سَأَلَ عَمَّنْ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَهُوَ مُتَمَطِّخٌ بِطِيبٍ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ وَقَالَ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً ثُمَّ فَجَأَهُ الْوَحْيُ فَأَشَارَعُمَرُ إِلَى يَعْلَى أَيْ تَعَالَ فَجَاءَ يَعْلَى nindex.php?page=treesubj&link=28859فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ فَإِذَا هُوَ مُحْمَرُّ الْوَجْهِ يَغِطُّ كَذَلِكَ سَاعَةً ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ ، فَقَالَ أَيْنَ الَّذِي سَأَلَنِي عَنِ الْعُمْرَةِ آنِفًا ؟ فَذَكَرَ أَمْرَهُ بِنَزْعِ الْجُبَّةِ وَغَسْلِ الطِّيبِ
وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنْ طُرُقٍ عَدِيدَةٍ وَالْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي كِتَابِ الْحَجِّ وَلَا تَظْهَرُ مُنَاسَبَةُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ وَلَا يَكَادُ وَلَوْ ذُكِرَ فِي التَّرْجَمَةِ الَّتِي قَبْلَهَا لَكَانَ أَظْهَرَ وَأَبْيَنَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
[ ص: 24 ]