[ ص: 468 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=160nindex.php?page=treesubj&link=28975_25987_31931فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا ( 160 )
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=161وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما ( 161 )
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما ( 162 ) )
يخبر ، تعالى ، أنه بسبب ظلم
اليهود بما ارتكبوه من الذنوب العظيمة ، حرم عليهم طيبات كان أحلها لهم ، كما قال
ابن أبي حاتم :
حدثنا
محمد بن عبد الله بن يزيد المقري ، حدثنا
سفيان بن عيينة ، عن
عمرو ، وقال : قرأ
ابن عباس : " طيبات كانت أحلت لهم " .
وهذا التحريم قد يكون قدريا ، بمعنى : أنه تعالى قيضهم لأن تأولوا في كتابهم ، وحرفوا وبدلوا أشياء كانت حلالا لهم ، فحرموها على أنفسهم ، تشديدا منهم على أنفسهم وتضييقا وتنطعا . ويحتمل أن يكون شرعيا بمعنى : أنه تعالى حرم عليهم في التوراة أشياء كانت حلالا لهم قبل ذلك ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=93كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ) [ آل عمران : 93 ] وقد قدمنا الكلام على هذه الآية وأن المراد : أن الجميع من الأطعمة كانت حلالا لهم ، من قبل أن تنزل التوراة ما عدا ما كان حرم
إسرائيل على نفسه من لحوم الإبل وألبانها . ثم إنه تعالى حرم أشياء كثيرة في التوراة ، كما قال في سورة الأنعام : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=146وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون ) [ الأنعام : 146 ] أي : إنما حرمنا عليهم ذلك ; لأنهم يستحقون ذلك بسبب بغيهم وطغيانهم ومخالفتهم رسولهم واختلافهم عليه . ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=160فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا ) أي : صدوا الناس وصدوا أنفسهم عن اتباع الحق . وهذه سجية لهم متصفون بها من قديم الدهر وحديثه ; ولهذا كانوا أعداء الرسل ، وقتلوا خلقا من الأنبياء ، وكذبوا
عيسى ومحمدا ، صلوات الله وسلامه عليهما .
وقوله :
nindex.php?page=treesubj&link=31931 ( nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=161وأخذهم الربا وقد نهوا عنه ) أي : أن الله قد نهاهم عن الربا فتناولوه وأخذوه ، واحتالوا عليه بأنواع من الحيل وصنوف من الشبه ، وأكلوا أموال الناس بالباطل . قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=161وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما )
[ ص: 469 ] nindex.php?page=treesubj&link=32267ثم قال تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162لكن الراسخون في العلم منهم ) أي : الثابتون في الدين لهم قدم راسخة في العلم النافع . وقد تقدم الكلام على ذلك في سورة آل عمران .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162والمؤمنون ) عطف على الراسخين ، وخبره (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك )
قال ابن عباس : أنزلت في عبد الله بن سلام ، وثعلبة بن سعية . وأسد وزيد بن سعية وأسد بن عبيد ، الذين دخلوا في الإسلام ، وصدقوا بما أرسل الله به
محمدا صلى الله عليه وسلم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162والمقيمين الصلاة ) هكذا هو في جميع المصاحف الأئمة ، وكذا هو في مصحف
أبي بن كعب . وذكر
ابن جرير أنها في مصحف
ابن مسعود : " والمقيمون الصلاة " ، قال : والصحيح قراءة الجميع . ثم رد على من زعم أن ذلك من غلط الكتاب ثم ذكر اختلاف الناس فقال بعضهم : هو منصوب على المدح ، كما جاء في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا ) [ البقرة : 177 ] ، قالوا : وهذا سائغ في كلام العرب ، كما قال الشاعر :
لا يبعدن قومي الذين همو سم العداة وآفة الجزر النازلين بكل معترك
والطيبون معاقد الأزر
وقال آخرون : هو مخفوض عطفا على قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ) يعني : وبالمقيمين الصلاة .
وكأنه يقول : وبإقامة الصلاة ، أي : يعترفون بوجوبها وكتابتها عليهم ، أو أن المراد بالمقيمين الصلاة الملائكة ، وهذا اختيار
ابن جرير ، يعني : يؤمنون بما أنزل إليك ، وما أنزل من قبلك ، وبالملائكة . وفي هذا نظر والله أعلم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162والمؤتون الزكاة ) يحتمل أن يكون المراد زكاة الأموال ، ويحتمل زكاة النفوس ، ويحتمل الأمرين ، والله أعلم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162والمؤمنون بالله واليوم الآخر ) أي : يصدقون بأنه لا إله إلا الله ، ويؤمنون بالبعث بعد الموت ، والجزاء على الأعمال خيرها وشرها .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162أولئك ) هو الخبر عما تقدم (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162سنؤتيهم أجرا عظيما ) يعني : الجنة .
[ ص: 468 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=160nindex.php?page=treesubj&link=28975_25987_31931فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا ( 160 )
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=161وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ( 161 )
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ( 162 ) )
يُخْبِرُ ، تَعَالَى ، أَنَّهُ بِسَبَبِ ظُلْمِ
الْيَهُودِ بِمَا ارْتَكَبُوهُ مِنَ الذُّنُوبِ الْعَظِيمَةِ ، حَرَّمَ عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ كَانَ أَحَلَّهَا لَهُمْ ، كَمَا قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ :
حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِيُّ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ
عَمْرٍو ، وَقَالَ : قَرَأَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : " طَيِّبَاتٍ كَانَتْ أُحِلَّتْ لَهُمْ " .
وَهَذَا التَّحْرِيمُ قَدْ يَكُونُ قَدَرِيًّا ، بِمَعْنَى : أَنَّهُ تَعَالَى قَيَّضَهُمْ لِأَنْ تَأَوَّلُوا فِي كِتَابِهِمْ ، وَحَرَّفُوا وَبَدَّلُوا أَشْيَاءَ كَانَتْ حَلَالًا لَهُمْ ، فَحَرَّمُوهَا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، تَشْدِيدًا مِنْهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَتَضْيِيقًا وَتَنَطُّعًا . وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ شَرْعِيًّا بِمَعْنَى : أَنَّهُ تَعَالَى حَرَّمَ عَلَيْهِمْ فِي التَّوْرَاةِ أَشْيَاءَ كَانَتْ حَلَالًا لَهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=93كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 93 ] وَقَدْ قَدَّمَنَا الْكَلَامَ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ وَأَنَّ الْمُرَادَ : أَنَّ الْجَمِيعَ مِنَ الْأَطْعِمَةِ كَانَتْ حَلَالًا لَهُمْ ، مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ مَا عَدَا مَا كَانَ حَرَّمَ
إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ وَأَلْبَانِهَا . ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى حَرَّمَ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً فِي التَّوْرَاةِ ، كَمَا قَالَ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=146وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ) [ الْأَنْعَامِ : 146 ] أَيْ : إِنَّمَا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ ذَلِكَ ; لِأَنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ ذَلِكَ بِسَبَبِ بَغْيِهِمْ وَطُغْيَانِهِمْ وَمُخَالَفَتِهِمْ رَسُولَهُمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَيْهِ . وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=160فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا ) أَيْ : صَدُّوا النَّاسَ وَصَدُّوا أَنْفُسَهُمْ عَنِ اتِّبَاعِ الْحَقِّ . وَهَذِهِ سَجِيَّةٌ لَهُمْ مُتَّصِفُونَ بِهَا مِنْ قَدِيمِ الدَّهْرِ وَحَدِيثِهِ ; وَلِهَذَا كَانُوا أَعْدَاءَ الرُّسُلِ ، وَقَتَلُوا خَلْقًا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَكَذَّبُوا
عِيسَى وَمُحَمَّدًا ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمَا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=treesubj&link=31931 ( nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=161وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ ) أَيْ : أَنَّ اللَّهَ قَدْ نَهَاهُمْ عَنِ الرِّبَا فَتَنَاوَلُوهُ وَأَخَذُوهُ ، وَاحْتَالُوا عَلَيْهِ بِأَنْوَاعٍ مِنَ الْحِيَلِ وَصُنُوفٍ مِنَ الشُّبَهِ ، وَأَكَلُوا أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ . قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=161وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )
[ ص: 469 ] nindex.php?page=treesubj&link=32267ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ ) أَيِ : الثَّابِتُونَ فِي الدِّينِ لَهُمْ قَدَمٌ رَاسِخَةٌ فِي الْعِلْمِ النَّافِعِ . وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى ذَلِكَ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162وَالْمُؤْمِنُونَ ) عَطْفٌ عَلَى الرَّاسِخِينَ ، وَخَبَرُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ )
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أُنْزِلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ، وَثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْيَةَ . وَأَسَدِ وَزَيْدِ بْنِ سَعْيَةَ وَأَسَدِ بْنِ عُبَيْدٍ ، الَّذِينَ دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ ، وَصَدَّقُوا بِمَا أَرْسَلَ اللَّهُ بِهِ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ) هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيعِ الْمَصَاحِفِ الْأَئِمَّةِ ، وَكَذَا هُوَ فِي مُصْحَفِ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ . وَذَكَرَ
ابْنُ جَرِيرٍ أَنَّهَا فِي مُصْحَفِ
ابْنِ مَسْعُودٍ : " وَالْمُقِيمُونَ الصَّلَاةَ " ، قَالَ : وَالصَّحِيحُ قِرَاءَةُ الْجَمِيعِ . ثُمَّ رَدَّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ غَلَطِ الْكُتَّابِ ثُمَّ ذَكَرَ اخْتِلَافَ النَّاسِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَدْحِ ، كَمَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ) [ الْبَقَرَةِ : 177 ] ، قَالُوا : وَهَذَا سَائِغٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
لَا يَبْعُدَنْ قَوْمِي الَّذِينَ هُمُو سُمُّ الْعُدَاةِ وَآفَةُ الْجُزْرِ النَّازِلِينَ بِكُلِّ مُعْتَرَكٍ
وَالطَّيِّبُونَ مَعَاقِدَ الْأَزْرِ
وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ مَخْفُوضٌ عَطْفًا عَلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ) يَعْنِي : وَبِالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةِ .
وَكَأَنَّهُ يَقُولُ : وَبِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ ، أَيْ : يَعْتَرِفُونَ بِوُجُوبِهَا وَكِتَابَتِهَا عَلَيْهِمْ ، أَوْ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ الْمَلَائِكَةُ ، وَهَذَا اخْتِيَارُ
ابْنِ جَرِيرٍ ، يَعْنِي : يُؤْمِنُونَ بِمَا أَنْزِلُ إِلَيْكَ ، وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ، وَبِالْمَلَائِكَةِ . وَفِي هَذَا نَظَرٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ زَكَاةَ الْأَمْوَالِ ، وَيَحْتَمِلُ زَكَاةَ النُّفُوسِ ، وَيَحْتَمِلُ الْأَمْرَيْنِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) أَيْ : يُصَدِّقُونَ بِأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَيُؤْمِنُونَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَالْجَزَاءِ عَلَى الْأَعْمَالِ خَيْرِهَا وَشَرِّهَا .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162أُولَئِكَ ) هُوَ الْخَبَرُ عَمَّا تَقَدَّمَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=162سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ) يَعْنِي : الْجَنَّةَ .