[ ص: 246 ] (
nindex.php?page=treesubj&link=28977_30347_30355nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ( 22 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين ( 23 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=24انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ( 24 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين ( 25 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=26وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون ( 26 ) )
يقول تعالى مخبرا عن المشركين : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22ويوم نحشرهم جميعا ) يوم القيامة فيسألهم عن الأصنام والأنداد التي كانوا يعبدونها من دونه قائلا [ لهم ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ) كما قال تعالى في سورة القصص : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=62ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) [ الآية : 62 ] .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23ثم لم تكن فتنتهم ) أي : حجتهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني ، عن
ابن عباس : أي : معذرتهم . وكذا قال
قتادة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
ابن عباس : أي قيلهم . وكذا قال
الضحاك .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني : ثم لم تكن بليتهم حين ابتلوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين )
وقال
ابن جرير : والصواب ثم لم يكن قيلهم عند فتنتنا إياهم اعتذارا مما سلف منهم من الشرك بالله (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين )
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو سعيد الأشج ، حدثنا
أبو يحيى الرازي ، عن
عمرو بن أبي قيس ، عن
مطرف ، عن
المنهال ، عن
سعيد بن جبير عن
ابن عباس قال : أتاه رجل فقال يا
أبا عباس . سمعت الله يقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23والله ربنا ما كنا مشركين ) قال : أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23والله ربنا ما كنا مشركين ) فإنهم رأوا أنه لا يدخل الجنة إلا أهل الصلاة ، فقالوا : تعالوا فلنجحد ، فيجحدون ، فيختم الله على أفواههم ، وتشهد أيديهم وأرجلهم ولا يكتمون الله حديثا ، فهل في قلبك الآن شيء ؟ إنه ليس من القرآن شيء إلا قد نزل فيه شيء ، ولكن لا تعلمون وجهه .
وقال
الضحاك ، عن
ابن عباس : هذه في المنافقين .
وفي هذا نظر ، فإن هذه الآية مكية ، والمنافقون إنما كانوا
بالمدينة ، والتي نزلت في المنافقين آية المجادلة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=18يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له [ كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون ] ) [ المجادلة : 18 ] ، وهكذا قال في حق هؤلاء : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=24انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ) كما قال (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=73ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا [ بل لم نكن ندعو من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين ] ) [ غافر : 73 ، 74 ] .
[ ص: 247 ]
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ) أي : يجيؤوك ليسمعوا قراءتك ، ولا تجزي عنهم شيئا ; لأن الله جعل (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25على قلوبهم أكنة ) أي : أغطية لئلا يفقهوا القرآن (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25وفي آذانهم وقرا ) أي : صمما عن السماع النافع ، فهم كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=171ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء [ صم بكم عمي فهم لا يعقلون ] ) [ البقرة : 171 ] .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ) أي : مهما رأوا من الآيات والدلالات والحجج البينات ، لا يؤمنوا بها . فلا فهم عندهم ولا إنصاف ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=23ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم [ ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ] ) [ الأنفال : 23 ] .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25حتى إذا جاءوك يجادلونك ) أي يحاجونك ويناظرونك في الحق بالباطل (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين ) أي : ما هذا الذي جئت به إلا مأخوذ من كتب الأوائل ومنقول عنهم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=26وهم ينهون عنه وينأون عنه ) وفي معنى (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=26ينهون عنه ) قولان : أحدهما : أن المراد أنهم ينهون الناس عن اتباع الحق ، وتصديق الرسول ، والانقياد للقرآن ، وينسأون عنه أي : [ ويبتعدون هم عنه ، فيجمعون بين الفعلين القبيحين لا ينتفعون ] ولا يتركون أحدا ينتفع [ ويتباعدون ] قال
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=26وهم ينهون عنه ) قال : ينهون الناس عن
محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يؤمنوا به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد بن الحنفية :
nindex.php?page=treesubj&link=29283_29284كان كفار قريش لا يأتون النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وينهون عنه .
وكذا قال
مجاهد وقتادة والضحاك ، وغير واحد . وهذا القول أظهر ، والله أعلم ، وهو اختيار
ابن جرير .
والقول الثاني : رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن
حبيب بن أبي ثابت ، عمن سمع
ابن عباس يقول في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=26وهم ينهون عنه ) قال : نزلت في
أبي طالب كان ينهى [ الناس ] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يؤذى
[ ص: 248 ]
وكذا قال
القاسم بن مخيمرة nindex.php?page=showalam&ids=15683وحبيب بن أبي ثابت وعطاء بن دينار : إنها نزلت في
أبي طالب . وقال
سعيد بن أبي هلال : نزلت في عمومة النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، وكانوا عشرة ، فكانوا أشد الناس معه في العلانية وأشد الناس عليه في السر . رواه
ابن أبي حاتم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=26وهم ينهون عنه ) أي : ينهون الناس عن قتله .
[ و ] قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=26وينأون عنه ) أي : يتباعدون منه (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=26وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون ) أي : وما يهلكون بهذا الصنيع ، ولا يعود وباله إلا عليهم ، وما يشعرون .
[ ص: 246 ] (
nindex.php?page=treesubj&link=28977_30347_30355nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ( 22 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ( 23 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=24انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ( 24 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ( 25 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=26وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ( 26 ) )
يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنِ الْمُشْرِكِينَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ) يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَسْأَلُهُمْ عَنِ الْأَصْنَامِ وَالْأَنْدَادِ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِهِ قَائِلًا [ لَهُمْ ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ) كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْقَصَصِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=62وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ) [ الْآيَةَ : 62 ] .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ ) أَيْ : حُجَّتُهُمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16566عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : أَيْ : مَعْذِرَتُهُمْ . وَكَذَا قَالَ
قَتَادَةُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : أَيْ قِيلُهُمْ . وَكَذَا قَالَ
الضَّحَّاكُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16566عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ : ثُمَّ لَمْ تَكُنْ بَلِيَّتُهُمْ حِينَ ابْتُلُوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ )
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : وَالصَّوَابُ ثُمَّ لَمْ يَكُنْ قِيلُهُمْ عِنْدَ فِتْنَتِنَا إِيَّاهُمُ اعْتِذَارًا مِمَّا سَلَفَ مِنْهُمْ مِنَ الشِّرْكِ بِاللَّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ )
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ ، عَنْ
مُطَرِّفٍ ، عَنِ
الْمِنْهَالِ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا
أَبَا عَبَّاسٍ . سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ) قَالَ : أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ) فَإِنَّهُمْ رَأَوْا أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا أَهْلُ الصَّلَاةِ ، فَقَالُوا : تَعَالَوْا فَلْنَجْحَدْ ، فَيَجْحَدُونَ ، فَيَخْتِمُ اللَّهُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ ، وَتَشْهَدُ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ، فَهَلْ فِي قَلْبِكَ الْآنَ شَيْءٌ ؟ إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ إِلَّا قَدْ نَزَلَ فِيهِ شَيْءٌ ، وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ وَجْهَهُ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : هَذِهِ فِي الْمُنَافِقِينَ .
وَفِي هَذَا نَظَرٌ ، فَإِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مَكِّيَّةٌ ، وَالْمُنَافِقُونَ إِنَّمَا كَانُوا
بِالْمَدِينَةِ ، وَالَّتِي نَزَلَتْ فِي الْمُنَافِقِينَ آيَةُ الْمُجَادَلَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=18يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ [ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَّا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ] ) [ الْمُجَادَلَةِ : 18 ] ، وَهَكَذَا قَالَ فِي حَقِّ هَؤُلَاءِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=24انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) كَمَا قَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=73ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا [ بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ ] ) [ غَافِرٍ : 73 ، 74 ] .
[ ص: 247 ]
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا ) أَيْ : يَجِيؤُوكَ لِيَسْمَعُوا قِرَاءَتَكَ ، وَلَا تُجْزِي عَنْهُمْ شَيْئًا ; لِأَنَّ اللَّهَ جَعَلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً ) أَيْ : أَغْطِيَةً لِئَلَّا يَفْقَهُوا الْقُرْآنَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ) أَيْ : صَمَمًا عَنِ السَّمَاعِ النَّافِعِ ، فَهُمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=171وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً [ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ] ) [ الْبَقَرَةِ : 171 ] .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا ) أَيْ : مَهْمَا رَأَوْا مِنَ الْآيَاتِ وَالدَّلَالَاتِ وَالْحُجَجِ الْبَيِّنَاتِ ، لَا يُؤْمِنُوا بِهَا . فَلَا فَهْمَ عِنْدَهُمْ وَلَا إِنْصَافَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=23وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ [ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ] ) [ الْأَنْفَالِ : 23 ] .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ ) أَيْ يُحَاجُّونَكَ وَيُنَاظِرُونَكَ فِي الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) أَيْ : مَا هَذَا الَّذِي جِئْتَ بِهِ إِلَّا مَأْخُوذٌ مِنْ كُتُبِ الْأَوَائِلِ وَمَنْقُولٌ عَنْهُمْ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=26وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ) وَفِي مَعْنَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=26يَنْهَوْنَ عَنْهُ ) قَوْلَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّ الْمُرَادَ أَنَّهُمْ يَنْهَوْنَ النَّاسَ عَنِ اتِّبَاعِ الْحَقِّ ، وَتَصْدِيقِ الرَّسُولِ ، وَالِانْقِيَادِ لِلْقُرْآنِ ، وَيَنْسَأُونَ عَنْهُ أَيْ : [ وَيَبْتَعِدُونَ هُمْ عَنْهُ ، فَيَجْمَعُونَ بَيْنَ الْفِعْلَيْنِ الْقَبِيحَيْنِ لَا يَنْتَفِعُونَ ] وَلَا يَتْرُكُونَ أَحَدًا يَنْتَفِعُ [ وَيَتَبَاعَدُونَ ] قَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=26وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ ) قَالَ : يَنْهَوْنَ النَّاسَ عَنْ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12691مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ :
nindex.php?page=treesubj&link=29283_29284كَانَ كَفَّارُ قُرَيْشٍ لَا يَأْتُونَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَيَنْهَوْنَ عَنْهُ .
وَكَذَا قَالَ
مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ . وَهَذَا الْقَوْلُ أَظْهَرُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَهُوَ اخْتِيَارُ
ابْنِ جَرِيرٍ .
وَالْقَوْلُ الثَّانِي : رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَمَّنْ سَمِعَ
ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=26وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ ) قَالَ : نَزَلَتْ فِي
أَبِي طَالِبٍ كَانَ يَنْهَى [ النَّاسَ ] عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُؤْذَى
[ ص: 248 ]
وَكَذَا قَالَ
الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15683وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ وَعَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ : إِنَّهَا نَزَلَتْ فِي
أَبِي طَالِبٍ . وَقَالَ
سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ : نَزَلَتْ فِي عُمُومَةِ النَّبِيِّ ، - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَكَانُوا عَشَرَةً ، فَكَانُوا أَشَدَّ النَّاسِ مَعَهُ فِي الْعَلَانِيَةِ وَأَشَدَّ النَّاسِ عَلَيْهِ فِي السِّرِّ . رَوَاهُ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=26وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ ) أَيْ : يَنْهَوْنَ النَّاسَ عَنْ قَتْلِهِ .
[ وَ ] قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=26وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ) أَيْ : يَتَبَاعَدُونَ مِنْهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=26وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) أَيْ : وَمَا يُهْلِكُونَ بِهَذَا الصَّنِيعِ ، وَلَا يَعُودُ وَبَالُهُ إِلَّا عَلَيْهِمْ ، وَمَا يَشْعُرُونَ .