(
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31nindex.php?page=treesubj&link=28984_28890_3755ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد ( 31 ) )
يقول تعالى مادحا للقرآن الذي أنزله على
محمد - صلى الله عليه وسلم - ومفضلا له على سائر الكتب المنزلة قبله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31ولو أن قرآنا سيرت به الجبال ) أي : لو كان في الكتب الماضية كتاب تسير به الجبال عن أماكنها ، أو تقطع به الأرض وتنشق أو تكلم به الموتى في قبورها ، لكان هذا القرآن هو المتصف بذلك دون غيره ، أو بطريق الأولى أن يكون كذلك; لما فيه من الإعجاز الذي لا يستطيع الإنس والجن عن آخرهم إذا اجتمعوا أن يأتوا بمثله ، ولا بسورة من مثله ، ومع هذا فهؤلاء المشركون كافرون به ،
[ ص: 461 ] جاحدون له ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31بل لله الأمر جميعا ) أي : مرجع الأمور كلها إلى الله ، عز وجل ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، ومن يضلل الله فلا هادي له ، ومن يهد الله فلا مضل له .
وقد يطلق اسم القرآن على كل من الكتب المتقدمة; لأنه مشتق من الجميع ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد :
حدثنا
عبد الرزاق ، حدثنا
معمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17257همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=821736قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " خففت على داود القراءة ، فكان يأمر بدابته أن تسرج ، فكان يقرأ القرآن من قبل أن تسرج دابته ، وكان لا يأكل إلا من عمل يديه " . انفرد بإخراجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
والمراد بالقرآن هنا الزبور .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أفلم ييأس الذين آمنوا ) أي : من إيمان جميع الخلق ويعلموا أو يتبينوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ) فإنه ليس ثم حجة ولا معجزة أبلغ ولا أنجع في النفوس والعقول من هذا القرآن ، الذي لو أنزله الله على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله . وثبت في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=821737 " ما من نبي إلا وقد أوتي ما آمن على مثله البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة " معناه : أن معجزة كل نبي انقرضت بموته ، وهذا
nindex.php?page=treesubj&link=3755_28741_28899القرآن حجة باقية على الآباد ، لا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا يشبع منه العلماء ، هو الفصل ليس بالهزل . من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو زرعة ، حدثنا
منجاب بن الحارث ، أنبأنا
بشر بن عمارة ، حدثنا
عمر بن حسان ، عن
عطية العوفي قال : قلت له : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31ولو أن قرآنا سيرت به الجبال ) الآية ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=825548قالوا لمحمد ، صلى الله عليه وسلم : لو سيرت لنا جبال مكة حتى تتسع فنحرث فيها ، أو قطعت لنا الأرض كما كان سليمان يقطع لقومه بالريح ، أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى يحيي الموتى لقومه فأنزل الله هذه الآية . قال : قلت : هل تروون هذا الحديث عن أحد من أصحاب النبي ، صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، عن
أبي سعيد ، عن النبي ، صلى الله عليه وسلم .
وكذا روي عن
ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ، وقتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ، وغير واحد في سبب نزول هذه الآية ، فالله أعلم .
وقال
قتادة : لو فعل هذا بقرآن غير قرآنكم ، فعل بقرآنكم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31بل لله الأمر جميعا ) قال ابن عباس : [ أي ] لا يصنع من ذلك إلا ما يشاء ، ولم
[ ص: 462 ] يكن ليفعل ، رواه
ابن إسحاق بسنده عنه ، وقاله
ابن جرير أيضا .
وقال غير واحد من السلف في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أفلم ييأس الذين آمنوا ) أفلم يعلم الذين آمنوا . وقرأ آخرون : " أفلم يتبين الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا " .
وقال
أبو العالية : قد يئس الذين آمنوا أن يهدوا ، ولو يشاء الله لهدى الناس جميعا .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم ) أي : بسبب تكذيبهم ، لا تزال القوارع تصيبهم في الدنيا ، أو تصيب من حولهم ليتعظوا ويعتبروا ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=27ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون ) [ الأحقاف : 27 ] وقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون ) [ الأنبياء : 44 ] .
قال
قتادة ، عن
الحسن : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أو تحل قريبا من دارهم ) أي : القارعة . وهذا هو الظاهر من السياق .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي : حدثنا
المسعودي ، عن
قتادة ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة ) قال : سرية ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أو تحل قريبا من دارهم ) قال :
محمد صلى الله عليه وسلم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31حتى يأتي وعد الله ) قال : فتح
مكة .
وهكذا قال
عكرمة ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، في رواية .
وقال
العوفي ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31تصيبهم بما صنعوا قارعة ) قال : عذاب من السماء ينزل عليهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أو تحل قريبا من دارهم ) يعني : نزول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهم وقتاله إياهم .
وكذا قال
مجاهد ، وقتادة ، وقال
عكرمة في رواية عنه ، عن
ابن عباس : ( قارعة ) أي : نكبة .
وكلهم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31حتى يأتي وعد الله ) يعني : فتح
مكة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري : يوم القيامة .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31إن الله لا يخلف الميعاد ) أي : لا ينقض وعده لرسله بالنصرة لهم ولأتباعهم في الدنيا والآخرة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام ) [ إبراهيم : 47 ] .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31nindex.php?page=treesubj&link=28984_28890_3755وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( 31 ) )
يَقُولُ تَعَالَى مَادِحًا لِلْقُرْآنِ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمُفَضِّلًا لَهُ عَلَى سَائِرِ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ قَبْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ ) أَيْ : لَوْ كَانَ فِي الْكُتُبِ الْمَاضِيَةِ كِتَابٌ تَسِيرُ بِهِ الْجِبَالُ عَنْ أَمَاكِنِهَا ، أَوْ تُقَطَّعُ بِهِ الْأَرْضُ وَتَنْشَقُّ أَوْ تُكَلَّمُ بِهِ الْمَوْتَى فِي قُبُورِهَا ، لَكَانَ هَذَا الْقُرْآنُ هُوَ الْمُتَّصِفُ بِذَلِكَ دُونَ غَيْرِهِ ، أَوْ بِطْرِيقِ الْأَوْلَى أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ; لِمَا فِيهِ مِنَ الْإِعْجَازِ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَنْ آخِرِهِمْ إِذَا اجْتَمَعُوا أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهِ ، وَلَا بِسُورَةٍ مِنْ مَثَلِهِ ، وَمَعَ هَذَا فَهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ كَافِرُونَ بِهِ ،
[ ص: 461 ] جَاحِدُونَ لَهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ) أَيْ : مَرْجِعُ الْأُمُورِ كُلِّهَا إِلَى اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ ، وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ .
وَقَدْ يُطْلَقُ اسْمُ الْقُرْآنِ عَلَى كُلٍّ مِنَ الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ; لِأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنَ الْجَمِيعِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ :
حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17257هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ : هَذَا مَا حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=821736قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خُفِّفَتْ عَلَى دَاوُدَ الْقِرَاءَةُ ، فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَابَّتِهِ أَنْ تُسْرَجَ ، فَكَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُسْرَجَ دَابَّتُهُ ، وَكَانَ لَا يَأْكُلُ إِلَّا مَنْ عَمَلِ يَدَيْهِ " . انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ .
وَالْمُرَادُ بِالْقُرْآنِ هُنَا الزَّبُورُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا ) أَيْ : مِنْ إِيمَانِ جَمِيعِ الْخَلْقِ وَيَعْلَمُوا أَوْ يَتَبَيَّنُوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ) فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ حُجَّةٌ وَلَا مُعْجِزَةٌ أَبْلَغَ وَلَا أَنْجَعَ فِي النُّفُوسِ وَالْعُقُولِ مِنْ هَذَا الْقُرْآنِ ، الَّذِي لَوْ أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ . وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=821737 " مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أُوتِيَ مَا آمَنَ عَلَى مِثْلِهِ الْبَشَرُ ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيَتْهُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " مَعْنَاهُ : أَنَّ مُعْجِزَةَ كُلِّ نَبِيٍّ انْقَرَضَتْ بِمَوْتِهِ ، وَهَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=3755_28741_28899الْقُرْآنُ حُجَّةٌ بَاقِيَةٌ عَلَى الْآبَادِ ، لَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ . مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ ، وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى مَنْ غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
أَبُو زُرْعَةَ ، حَدَّثَنَا
مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ ، أَنْبَأَنَا
بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ ، حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ
عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ قَالَ : قُلْتُ لَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ ) الْآيَةَ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=825548قَالُوا لِمُحَمَّدٍ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ سَيَّرَتْ لَنَا جِبَالَ مَكَّةَ حَتَّى تَتَّسِعَ فَنَحْرُثَ فِيهَا ، أَوْ قَطَعْتَ لَنَا الْأَرْضَ كَمَا كَانَ سُلَيْمَانُ يَقْطَعُ لِقَوْمِهِ بِالرِّيحِ ، أَوْ أَحْيَيْتَ لَنَا الْمَوْتَى كَمَا كَانَ عِيسَى يُحْيِي الْمَوْتَى لِقَوْمِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ . قَالَ : قُلْتُ : هَلْ تَرْوُونَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَكَذَا رُوِيَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيِّ ، وَقَتَادَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=16004وَالثَّوْرِيِّ ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ فِي سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : لَوْ فُعِلَ هَذَا بِقُرْآنٍ غَيْرِ قُرْآنِكُمْ ، فُعِلَ بِقُرْآنِكُمْ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : [ أَيْ ] لَا يَصْنَعُ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا مَا يَشَاءُ ، وَلِمْ
[ ص: 462 ] يَكُنْ لِيَفْعَلْ ، رَوَاهُ
ابْنُ إِسْحَاقَ بِسَنَدِهِ عَنْهُ ، وَقَالَهُ
ابْنُ جَرِيرٍ أَيْضًا .
وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا ) أَفَلَمْ يَعْلَمِ الَّذِينَ آمَنُوا . وَقَرَأَ آخَرُونَ : " أَفَلَمْ يَتَبَيَّنِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا " .
وَقَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ : قَدْ يَئِسَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يُهْدُوا ، وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسِ جَمِيعًا .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ ) أَيْ : بِسَبَبِ تَكْذِيبِهِمْ ، لَا تَزَالُ الْقَوَارِعُ تُصِيبُهُمْ فِي الدُّنْيَا ، أَوْ تُصِيبُ مَنْ حَوْلَهُمْ لِيَتَّعِظُوا وَيَعْتَبِرُوا ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=27وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) [ الْأَحْقَافِ : 27 ] وَقَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=44أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ) [ الْأَنْبِيَاءِ : 44 ] .
قَالَ
قَتَادَةُ ، عَنِ
الْحَسَنِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ ) أَيْ : الْقَارِعَةُ . وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ مِنَ السِّيَاقِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14724أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا
الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ ) قَالَ : سَرِيَّةٌ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ ) قَالَ :
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ) قَالَ : فَتْحُ
مَكَّةَ .
وَهَكَذَا قَالَ
عِكْرِمَةُ ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، وَمُجَاهِدٌ ، فِي رِوَايَةٍ .
وَقَالَ
الْعَوْفِيُّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ ) قَالَ : عَذَابٌ مِنَ السَّمَاءِ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ ) يَعْنِي : نُزُولَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِهِمْ وَقِتَالَهُ إِيَّاهُمْ .
وَكَذَا قَالَ
مُجَاهِدٌ ، وَقَتَادَةُ ، وَقَالَ
عِكْرِمَةُ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : ( قَارِعَةٌ ) أَيْ : نَكْبَةٌ .
وَكُلُّهُمْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ) يَعْنِي : فَتْحَ
مَكَّةَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) أَيْ : لَا يَنْقُضُ وَعْدَهُ لِرُسُلِهِ بِالنُّصْرَةِ لَهُمْ وَلِأَتْبَاعِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=47فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ) [ إِبْرَاهِيمَ : 47 ] .