أبي جعفر المنصور خلافة
قد تقدم أن السفاح مات وأخوه أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بالحجاز ، فأخذ البيعة له بالعراق عمه عيسى بن علي ، وبلغه خبر موت أخيه السفاح وهو راجع بذات عرق فعجل السير ، وكان معه أبو مسلم الخراساني ، فبايعه أبو مسلم في الطريق وعزاه في أخيه أمير المؤمنين السفاح ، فبكى أبو جعفر المنصور عند ذلك ، فقال له أبو مسلم : أتبكي وقد جاءتك الخلافة؟! فأنا أكفيكها إن شاء الله . فسري عن المنصور ، زياد بن عبيد الله [ ص: 302 ] أن يرجع إلى مكة واليا عليها ، وكان وأمر السفاح قد عزله عنها بالعباس بن عبد الله بن معبد بن عباس ، وأقر بقية النواب على أعمالهم حتى انسلخت هذه السنة ، وقد كان عبد الله بن علي قدم على السفاح الأنبار ، فأمره على الصائفة ، فركب في جيوش عظيمة إلى بلاد الروم ، فلما كان ببعض الطريق بلغه موت السفاح ، فكر راجعا إلى حران ودعا إلى نفسه ، وزعم أن السفاح كان عهد إليه حين بعثه إلى الشام أن يكون ولي العهد من بعده ، فالتفت عليه جيوش عظيمة ، وكان من أمره ما سنذكره في السنة الآتية ، إن شاء الله تعالى .