[ ص: 602 ] ثم دخلت سنة ثنتين وسبعين ومائتين
في جمادى الأولى منها سار نائب قزوين وهو أذكوتكين في أربعة آلاف مقاتل إلى محمد بن زيد العلوي صاحب طبرستان بعد أخيه الحسن بن زيد وهو بالري ، في جيش عظيم من الديلم وغيرهم ، فاقتتلوا قتالا شديدا فهزمه أذكوتكين وغنم ما في معسكره ، وقتل من أصحابه ستة آلاف ، ودخل الرى فأخذ من أهلها مائة ألف ألف دينار ، وفرق عماله في نواحي الرى .
وفيها وقع بين أبي العباس بن الموفق وبين صاحب ثغر طرسوس - وهو يازمان الخادم - فثار طرسوس على أهل أبي العباس فأخرجوه عنهم ، فرجع إلى بغداد .
وفيها دخل حمدان بن حمدون وهارون الشاري مدينة الموصل وصلى بهم الشاري في جامعها الأعظم .
وفيها عاثت بنو شيبان في أرض الموصل وسعوا في الأرض فسادا .
وفيها تحركت بقية الزنج في أرض البصرة ونادوا : يا أنكلاي ، يا منصور . [ ص: 603 ] وكان أنكلاي ابن صاحب الزنج ، وسليمان بن جامع ، وأبان بن علي المهلبي ، وجماعة من وجوه أمرائهم في حبس الموفق ، فبعث إليهم ، فقتلوا وحملت رءوسهم إليه وصلبت أبدانهم ببغداد ، وسكنت الشرور .
وفيها صلح أمر المدينة النبوية ، وتراجع الناس إليها ، ولله الحمد .
وفيها جرت حروب كثيرة ببلاد الأندلس ، وتسلمت الروم من المسلمين بلدين عظيمين من الأندلس ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
وفيها قدم صاعد بن مخلد الكاتب من فارس إلى واسط فأمر الموفق القواد أن يتلقوه ، فدخل في أبهة عظيمة ، ولكن ظهر منه تيه وعجب شديد ، فأمر الموفق عما قريب بالقبض عليه ، وعلى أهله وأمواله وحواصله ، واستكتب مكانه أبا الصقر إسماعيل بن بلبل .
وحج بالناس فيها هارون بن محمد بن إسحاق العباسي ، أمير الحج منذ دهر .