ابن أبي الطيب بن رستم أبو عبد الله الأصبهاني ، الحسن بن العباس كان من كبار الصالحين البكائين ، قال : حضرت يوما [ ص: 419 ] مجلس ابن ماشاذه وهو يتكلم على الناس ، فرأيت رب العزة في هذه الليلة وهو يقول لي : وقفت على مبتدع وسمعت كلامه ؟ لأحرمنك النظر في الدنيا ، فأصبح لا يبصر وعيناه مفتوحتان كأنه بصير
عبد العزيز بن الحسين
بن الجباب الأغلبي السعدي القاضي أبو المعالي البصري المعروف بابن الجليس ; لأنه كان يجالس صاحب مصر ، وقد ذكره العماد في " الخريدة " وقال : كان له فضل مشهور وشعر مأثور فمن ذلك قوله :
ومن عجب أن السيوف لديهم تحيض دماء والسيوف ذكور وأعجب من ذا أنها في أكفهم
تأجج نارا والأكف بحور
ولد سنة سبعين وأربعمائة ، ودخل عبد القادر بن أبي صالح أبو محمد الجيلي ، بغداد فسمع الحديث وتفقه على أبي سعيد المخرمي الحنبلي ، وقد كان بنى مدرسة ففوضها إلى الشيخ عبد القادر ، فكان يتكلم على الناس بها ويعظهم ، وانتفع به الناس انتفاعا كثيرا وكان له سمت حسن وصمت ، عن غير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وفيه زهد [ ص: 420 ] كثير وله أحوال صالحة ومكاشفات ، ولأتباعه وأصحابه فيه مقالات ويذكرون عنه أقوالا وأفعالا ومكاشفات أكثرها مغالاة ، وقد كان صالحا ورعا ، وقد صنف كتاب الغنية وفتوح الغيب ، وفيهما أشياء حسنة ، وذكر فيهما أحاديث ضعيفة وموضوعة ، وبالجملة كان من سادات المشايخ الكبار ، قدس الله روحه ونور ضريحه . كانت وفاته ليلة السبت ثامن ربيع الآخر من هذه السنة وله تسعون سنة ، ودفن بالمدرسة التي كانت له