عبد الله بن رواحة إلى يسير بن رزام اليهودي
ثم أورد من طريق سرية ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، ومن طريق ، عن موسى بن عقبة الزهري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن رواحة في ثلاثين راكبا ، فيهم عبد الله بن أنيس ، إلى يسير بن رزام اليهودي ، حتى أتوه بخيبر ، وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يجمع غطفان ليغزوه بهم ، فأتوه فقالوا : أرسلنا إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستعملك على خيبر فلم يزالوا به حتى تبعهم في ثلاثين رجلا ، مع كل رجل منهم رديف من المسلمين ، فلما بلغوا قرقرة ثبار ، وهي من خيبر على ستة أميال ، ندم يسير بن رزام ، فأهوى بيده إلى سيف عبد الله بن أنيس ، ففطن له عبد الله بن أنيس ، فزجر بعيره ، ثم اقتحم يسوق بالقوم ، حتى إذا استمكن من يسير ، ضرب رجله فقطعها ، [ ص: 360 ] واقتحم يسير وفي يده مخرش من شوحط ، فضرب به وجه عبد الله بن أنيس ، فشجه شجة مأمومة ، وانكفأ كل رجل من المسلمين على رديفه فقتله ، غير رجل واحد من اليهود أعجزهم شدا ، ولم يصب من المسلمين أحد ، وبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شجة عبد الله بن أنيس ، فلم تقح ولم تؤذه حتى مات .